أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بلمزيان - وراء الأكمة ما وراءها














المزيد.....

وراء الأكمة ما وراءها


محمد بلمزيان

الحوار المتمدن-العدد: 7525 - 2023 / 2 / 17 - 16:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس بالضرورة كل الإنتصارات هي عين الجدارة والإستحقاق ، وليس كل هزيمة هي عنوان الضعف والهوان، وليست جل الأرقام التي تقدم لنا وسائل الإعلام المختلفة هي عين الصواب والحقيقة، بقدرما هي واجهة لإخفاء صورة أخرى، ونكون بذلك ضحايا ما يسمى بطمس الحقيقة، عبر تزوير هذه الأخيرة وفق ما تمليه الجهات المختفية وراء الستار، والتي تهدف في استراتيجيتها الى توجيه رسائل مشفرة بهذه الطريقة لشحن الجمهور وتعبئته بشتى أنواع ( الحقائق ) المزيفة ، والمفبركة وفق معايير معينة وفق حاجة ذلك الوسط الإجتماعي والثقافي والإقتصادي والفني وغير ذلك من المجالات التي أصبح الإعلام يتحكم في مصائرها اليوم ويوجهها وفق حاجة السوق ونمط العيش لدى الشرائح الواسعة من المجتمعات المعاصرة، فقد تصادف وسائل الاعلام المختلفة تروج لبعض الإفكار وتشيع اللبس بشكل منهجي حول مواضيع مختلفة، وقد تصادف بعض الأفراد أو جمعيات وحتى مؤسسات تنفخ في بالونات من ورق، وتدق الدفف بشكل حثيث للرفع من حجم البعض وتنقص من حجم البعض الآخر، بشكل يطرح أكثر من علامة استفهام عريضة تحتاج الى قراءة جوهرية للجوانب السيكولوجية والسياسية لهذا النمط من الإعلام المخدوم في زمن ضياع الحقائق وطفو الزيف والإفتراء واختلاق انماط جديدة من القيم والحقائق، بناءا على تصورات مدروسة وبشكل منهجي لترويجها في السوق الإعلامية الرائجة، وكم من ( صانع محتوى ) اصبح نجما لامعا بين عشية وضحاها، مباشرة بعد فطم من والدته وخرج الى الشارع يلتقط الهاتف الخلوي ويقوم بالحركات البهلوانية ممزوجة برقصات تغري الجمهور الحالي الذي أصبح يتسابق من أجل استهلاك كل ما هو منحط وتافه يسرق وقته بدون كلل أو ملل ينساب مع الزمن ضائعا تائها في فيافي التفاهة التي أصبحت موضوع الساعة وسحاب يغطي السماء والأرض وأينما وليت وجهك، حتى أصبح كل من يمتلك قدرات على الإضحاك بغض الطرف عن موضوع الضحك نجما بقدرة قادر، ولو على سبيل نشر السخافة والتفاهة، حتى تحولت العديد من المواضيع الجادة الى مجالات للإستخفاف واستدرار الضحك الضحك فقط، في إطار ترويض الناس على الإستئناس بالوضع والتماهي مع الواقع، حتى تصبح العامة تفتقد الى ثقافة النقد والإنتقاد، بعدما تصبح عقليتها معلبة ومرتبة حسب رغبة هذه الوسائل الإعلامية التي تناسلت كالفطر هنا وهناك، تشتغل بعضها بعيدا عن أي حس إعلامي أو أخلاقيات المهنة، وهي من سيئات هذه الطفرة ( الإعلامية ) التي نتجت عن التطور الهائل لوسائل التواصل الإجتماعي ، التي أعطت فرصا ذهبية لجميع البشر في التحدث والكلام بغض النظر عن ملكة اللغة أو مستوى التعليم أو الموقع الجغرافي، وأصبح الكل سواسية في القدرة على استغلال هذه الفرص من أجل التأثير على المحيط بكيفية ما ومنهجية معينة، حسب القدرة بالطبع على تسخير هذه الأجهزة التقنية والمعلوماتية من أجل ما يمكن تسميته ب ( صناعة ثقافة أخرى ) موازية وتشتغل في الظل بمنهجية مرنة، لكن أثرها جارف لكل ما قد يمتلكه المرء من ( ثقافة خاصة ) ووعي آخر ملفوف في غطاء، لا تكاد العيون العادية قادرة على استكناه خفاياها الإستراتيجية، والتي تستعين لكل ما أوتي لها من ثمرات هذه الوسائل المتقدمة لترويج سلعها المسمومة على شكل حلقات موصولة لخلخلة جميع التصورات المكتسبة في مجال، خدمة لجندة قد تنكشف يوما للعامة، لكن بعد أن تكون فعاليتها قد نشرت روائح كثيرة طيلة المسار، حتى يكاد الكل يفتقد لحاسة الشم الصحيحة، لفرز روائح عطرة وزكية عن أخرى عفنة وخانقة ، ولذلك فإن ما يروج في السوق الجارية ليس هي عين الصواب والحقيقة، وقد توجد خلف الأكمة أشياء أخرى غير ملعنة، فحتى ذلك الفريق الرياضي الذي انهزم أمام نظيره الفلاني قد يكون مجرد عثرة لا علاقة لها بالجدارة والقوة والخبرة، بقدرما أن انحياز الحكم أو ظروفا نفسية حالت دون قدرة الطاقم التقني على إبراز القدرات الموجودة وتفقيس المؤهلات أو ظرف من الظروف الأخرى طارئة، وكم من تلميذ أو طالب لم يحالفه الحظ على صياغة موضوع انشائي أو فك طلسم فلسفي أو إشكالي على الورق أثناء زمن الإمتحان، والحال أنه يعد من ألمع الطلاب وأنجبهم على المحاججة والنقاش أمام الملإ أثناء الحصص الدراسية بدون تلعثم أو تيهان او خروج عن الموضوع وكم من ممثل يمتلك كل عناصر التمثيل وتحويل الأعمال الإبداعية الى أعمال قابلة للقراءة ، لكن تنقصه بعض الحركات البهلونية والقدرة السخرية على الواقع باصطناع الضحك، واسترسال في الإبتسام والتمايل والرقص مع الثعابين.



#محمد_بلمزيان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كارثة بحجم زلزال
- الإعلام المخدوم
- الذاكرة سلاح ذو حدين
- إحساس بحجم الفاجعة
- السرعة بين علامتين
- ملاحظات على الهامش
- اختلال القيم بين الأمس واليوم
- الحروب وحسابات المصالح
- الغش مقوض لتكافؤ الفرص
- لمحات من ذاكرة
- شعر ( مظفر للنواب) ذخيرة حية
- التعليم- الأسرة- المجتمع
- في رحاب فاس
- ملاحظات لا بد منها
- تتعدد الوسائط والحصار واحد !
- كل شيء على ما يرام !
- على هامش اليوم العالمي للمرأة ، شذرات من الذاكرة
- الإعلام بين الحقيقة والتضليل
- ألا تخجلون ؟!
- ثرثرة في حافلة


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بلمزيان - وراء الأكمة ما وراءها