أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بلمزيان - الغش مقوض لتكافؤ الفرص














المزيد.....

الغش مقوض لتكافؤ الفرص


محمد بلمزيان

الحوار المتمدن-العدد: 7287 - 2022 / 6 / 22 - 18:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ماذا يعني الغش في الإمتحان ؟! هو سؤال استفهامي واضح لوضعية غير واضحة وغير سليمة، لعله يطرح بكثرة في هذه الأيام مع تزامن اجتياز الإمتحانات الإشهادية في التعليم بالمغرب، وهو يكشف حجم الكبوات التي يعيشها قطاع التعليم منذ عقد الثمانينات من القرن الماضي، بحيث أن هذه الظاهرة تكاد لم يسلم منها أي مستوى دراسي، وغالبا ما تواكبه بعض الوسائل الإعلامية ومواقع التواصل الإجتماعي كلما حلت مواسم اجتياز الإمتحانات.
لا شك أن التجاء البشر الى الغش هو سلوك قديم تدرجت عليه البشرية منذ أن بدأ بني الإنسان في استخدام ملكة العقل،فقد يفهم من قبل البعض الى الإستخدام المفرط للبشر لعقله قصد النجاة من ( ورطة) بعض اللحظات التي لا يقدر على اجتيازها أو الى اسلوك المكر والخداع من أجل السطو على حقوق الغير بكيفية ما، وهكذا نسمع عن الغش في الميزان والغش في الإمتحان وغيرها من اساليب الغش والتدليس، فبالرغم من وسائل المراقبة وأشكالها للحد من هذه الظاهرة فإن تطور وسائل الغش في زمن انتشار التكنولوجيا الدقيقة ووسائل التواصل الإجتماعي أصبح من الصعب الرهان على تلك الأشكال من المراقبة التقنية للراغبين في الغش، فقد تحول هذا الغش مع التطور الإجتماعي من حالة ( استثناء ) الى ( قاعدة) يلتجيء اليها الكثير من المقبلين على اجتياز الإمتحانات... فبقدرما توسع النقاش حولها وتطرح في المنتديات أصبحت ظاهرة معقدة ولايمكن حلها في ظل الظروف الحالية، على اعتبار أن الغش هو سلوك ينم على حالة العجز التي يعبر عنها الشخص الذي يقدم عليه، لكونه يعي جيدا الى استحالة أدائه بدون الإستعانة بالغير بالنسبة للغش القديم هو ما كنا نصطلح عليه ( بالنقل) من المجاورين، أو الإستعانة بالمحرك غوغل من خلال استعمال الهاتف النقال ... أو تطبيقات أخرى تعطي الفرصة للراغبين في الغش الى استعمال معلومات وافية تمكنه من اجتياز المرحلة، لكن هذه الوضعية من الغش تسمح لمثل هؤلاء من الترقي الدراسي أو حتى الوظيفي بعيدا عن مبدأ تكافؤ الفرص بين الجميع، يقينا لكون هذه الظاهرة لا تسري على الجميع ولا يقبل عليها الكل، بقدرما أنها ظاهرة مرفوضة لديهم ولذلك فإنهم يعتمدون على معارفهم الشخصية وما اختزنته ذاكرتهم ويعتبرون الغش شكل من اشكال الإنكسار الأخلاقي والإنهيار القيمي، لذلك تصبح هذه الفئة في حالات كثيرة غير قادرة على تجاوز تلك العقبة، مما يجلهم براوحون مكانهم في سنوات الدراسة مقارنة مع الذين سلكوا طرق الغش والتدليس، وهذا ينطبق على المقبلين على المباريات ومزاولي التجارة وغيرهم ، الأمر الذي يؤدي بالبعض الى الترقي ومراكمة الأموال والإثراء غير المشروع بسبب التدليس,
فكيف يمكن أن نفسر هذه الظاهرة في خضم مجتمع متشبع بقيم الغش،لا شك أن الغش سينتج عنه غش متطور ومتلون في اشكال مختلفة، فبالرغم من اشكال المراقبة والوسائل التقنية التي تستعمل من أجل ( محاربة) هذه الآفة لم تأتي أكلها، ولم تستطع تقويض هذه الظاهرة بل زادت اتساعا وأصحت أسلوب الحياة للكثيرين، فغالبا ما نسمع بقرصنة دراسة أو مقال أو حتى اطروحة أو براءة اختراع في كل اصقاع الدنيا، وهو اسلوب يكتسي على انهيار القيم وانتشار ظواهر الإحتيال والنصب لدى الكثير من البشر، وبالتالي تصبح تصبح تلك الترسانة من وسائل المراقبة عاجزة تماما على تطويق هذه الظاهرة وحتى الأساليب الزجرية أضحت غير قادرة على وضع حد لها.
أعتقد جازما بأن هذه الظاهرة تنمو وستنمو أكثر في ظل غياب مقاربة مغايرة وبديلة لأساليب الزجز والمراقبة، مقاربة يجب أ، تنتأسس على غرس منظومة مفاههيمية وأساليب جديدة التربية والتفكير والحياة، في سياق بناء أجيال جديدة بعقلية جديدة تحمل قيما مثلى من قبيل وضع متاريس بين القيم الإنسانية وبعض المظاهر المخلة بما ركمته البشرية من تجارب في العدالة والشفافية واحترام الآخر ونبذ العنف وأشكال التدليس والإحتيال والسرقة وغيرها من التجليات التي برزت الى السطح لدى العديد من المجتمعات بما في ذلك التي تدعي امتلاكها لقوانين ديمقراطية، وأضحت تقض مضاجعها في التفكير ، وهذا لن يتأتى الا باصلاح شامل للتعليم والمنظومة التربية والتعليمية، وتربية النشإ منذ الصغر على حمولة ثقافية جديدة تحارب هذه الأشكال المتوارثة ، التي بفضلها سوف تؤرح لميلاد ثقافة بديلة تناهض كل ما هو رديء في المسلكيات القديمة، والتدرج في المستويات التعليمية بتنقيح البرامح والمقررات التي ستمنح الفرص للجيل الصاعد من الإغتراف من ثقافة أخرى ومراجع جديدة تحارب كل اساليب الغش والتدليس والإحتيال، بدون ذلك ستبقى جميع اشكال المراقبة والزجر كمن يصب الماء في الرمال.



#محمد_بلمزيان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لمحات من ذاكرة
- شعر ( مظفر للنواب) ذخيرة حية
- التعليم- الأسرة- المجتمع
- في رحاب فاس
- ملاحظات لا بد منها
- تتعدد الوسائط والحصار واحد !
- كل شيء على ما يرام !
- على هامش اليوم العالمي للمرأة ، شذرات من الذاكرة
- الإعلام بين الحقيقة والتضليل
- ألا تخجلون ؟!
- ثرثرة في حافلة
- الطفل - ريان- والدرس المستفاد.
- عاد من حيث أتى
- في يوم بارد وحزين
- الجزء الثاني تتمة لمقال ( مقولة نهاية المثقف) بين الواقع وال ...
- مقولة نهاية المثقف بين الواقع والخيال
- اليوم العالمي لحقوق الإنسان هل من جديد ؟
- الطفولة بين ثالوث الأسرة - المدرسة- المجتمع
- حدود الإلتقاء والإختلاف بين جيلين
- في زمن التردي كل شيء مباح


المزيد.....




- أسرار وتوابيت ملوّنة ورقص مبهج... دهشة الجنائز في غانا
- غزة: مفاوضات وقف إطلاق النار تواجه -تعثرا وصعوبات نتيجة إصرا ...
- مسؤولان في -حماس- يكشفان لـCNN سبب تعثر محادثات غزة و-العقبة ...
- الجيش اللبناني يعلن توقيف عشرات السوريين ومداهمة مخيمات لهم ...
- خامنئي يهدّد بتكرار -صفعة العديد-: إيران قادرة على ضرب العمق ...
- رقصة الأقزام تعود إلى لا بالما بعد عشر سنوات ونساء يشاركن لل ...
- مع اقتراب الحرائق من الحدود.. سوريا تغلق معبر كسب مع تركيا
- القضاء الفرنسي يوسّع تحقيقاته مع منصة -إكس- بشأن إساءة استخد ...
- الاحتلال يقصف خيام نازحين بغزة واتهامات أممية بمواصلة قتل ال ...
- إعلامي أميركي يلمّح إلى تورط إسرائيل في فضيحة جيفري إبستين


المزيد.....

- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي
- صندوق الأبنوس / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بلمزيان - الغش مقوض لتكافؤ الفرص