أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد بلمزيان - ثرثرة في حافلة














المزيد.....

ثرثرة في حافلة


محمد بلمزيان

الحوار المتمدن-العدد: 7169 - 2022 / 2 / 21 - 17:00
المحور: كتابات ساخرة
    


يضطر المرء أحيانا الى متابعة حديث غير مرغوب فيه، أو ثرثرة تثير اشمئزازالسامعين، حينما نكون في بعض الفضاءات العمومية،في المقهى او الساحات العمومية أوالحافلة والقطار وغيرها من المواقف التي يضطر المرء الى الإستماع لكلام رتيب، قد يكون شكوى شخصية أو تكرار كلام تلوكه العامة بفعل التواتر الشفوي ، وتحاول أحيانا سلوك منطق عدم المبالاة ومسايرة ذلك الحديث، لكنه في أحيان أخرى تضطر الى المتابعة قسرا عنك بفعل ضيق الفضاء كحالة الحافلة وسيارة الأجرة، وتضطر الى اعتماد منطق عدم الإنتباه والغوص في متاهة عدم التفاعل مع ما يسمع ويقال، ليس لكون الموضوع يكتسي طابعا شخصيا أو يتعلق بطرفي الحديث بل أن التفاعل مع المتحدثين في مثل هذه الحالات لا يكتسي أية أهمية، ولا تؤدي الى إفراز أي قيمة مضافة . حدث لي أن كنت مسافرا على متن حافلة متجهة الى مدينة تبعد أكثر من 400 كلم، كان عليها أن تقطع الطريق ليلا منذ بداية المساء للوصول في الساعات الأولى من صباح اليوم الموالي،حيث شرع شخصان كانا جالسين في المقاعد الخلفية في إثارة أحاديث متقطعة، يبدو أنه يتعلق بمشاكل ذات طابع شخصي ثم تحول بعد ذلك الى ما يشبه شكوى لأحدهما، في حين أن الطرف الآخر يصيخ السمع، قبل أن يتدخل في شكل نصح أو إرشاد، وبعدما طال واستطال الحديث حد الرتابة، تحولا من موضوع شخصي الى إثارة قضايا ذات طابع اجتماعي وثقافي سرعان ما يتخليا عن متابعتها والتحول الى إثارة مواضيع أخرى، فتتكرر الأحاديث ويتمأزق الحوار حتى يصل الى الباب المسدود، هكذا وعلى مدار ساعات طوال استمرت الترثرة بشكل متواصل بانقطاع الحوار بين الفينة والأخرى فيما يشبه التيهان في الفيافي والضياع في متاهة الكلام الفارغ، ومن غرابة أحدهما الذي انطلق في حديثه وكله مسكنة وشكوى تحول فيما بعد الى محلل كذا وخبير يعرف الشاذة والفاذة ، عالم في مجال الفلاحة والصناعة والبر والبحر، بمجرد انتهاء محدثه حتى يلتقط الكلام ويطلق العنان للسانه والتفوه بما شاء من الثرثرة المسترسلة، مستعينا بصوت حنجرته التي تصلح بأن يكون حلايقيا يعرف كيف يجتذب اليه الناس وشد الإنتباه ، فكم أخفيت غيضي وتبرمي من هذا النوع الذميم من البشر الذين لا يحترمون الآخرين ويمارسون نوعا من التهجم على راحتهم ، عبر القصف المتواصل عبر الكلام بصوت غير خفيض، يتناهى الى الناس المجاورين، وكان في كل وقت وحين يتعمد المعني بالأمر الى إضفاء طابع المستملحات على أحاديثه، والميل الى الفكاهة وسرد الأحاجي، الأمر الذي اعتبرته شخصيا وكانني اتابع مسرحية هزلية رديئة الإخراج لعلها كافية لتمرير الوقت للوصول الى المحطة المنشودة، ولو بهذه الثرثرة الزائدةن حيث يتحول بعض البشر الى آلة لصنع الكلام والإسفاف فيه، ومحاولة التأثير في محدثه وإقناعه ولو على سبيل التكرار للكلام وإطلاق اللسان على هواهنه بدون بوصلة وتائها بدون اتجاه، كنت أحاور نفسي محاولا الإجابة عن هذا السؤال المؤرق، والذي تسبب فيه مشكل غياب التعلم ورداءة التعليم من جهة، وتفويت الفرصة على العديد الناس، لعل المتحدثان صورة مصغرة تعكس حجم الضياع للمجتمع وكيف يفتقد المرء للمروءة والأدب كلما كان نصيبه من التعلم ضعيفا ، حيث يكون جاهلا لحقوقه ومواطنته وبالتالي عدم الإعتراف بحقوق الآخرين وجهله له، وفي أبسط صورها وهي حق الإستمتاع بالراحة بعيدا عن الكلام الفارغ و الثرثرة في الحافلة .



#محمد_بلمزيان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطفل - ريان- والدرس المستفاد.
- عاد من حيث أتى
- في يوم بارد وحزين
- الجزء الثاني تتمة لمقال ( مقولة نهاية المثقف) بين الواقع وال ...
- مقولة نهاية المثقف بين الواقع والخيال
- اليوم العالمي لحقوق الإنسان هل من جديد ؟
- الطفولة بين ثالوث الأسرة - المدرسة- المجتمع
- حدود الإلتقاء والإختلاف بين جيلين
- في زمن التردي كل شيء مباح
- مفاهيم بين الإستهلاك والواقع
- في الحاجة لثقافة مغايرة
- سياقات غير متطابقة
- صراع أجيال أم خلل في القيم ؟
- المقال
- متاهة البحث عن الذات !
- على إيقاع ثقافة الدهماء
- زمن الخيبة
- أية استراتيجية من سياسة الإغلاق؟
- مجتمع الإعلام وثقافة الإنعزال !
- عام جديد بطعم قديم !


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد بلمزيان - ثرثرة في حافلة