أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بلمزيان - سياقات غير متطابقة














المزيد.....

سياقات غير متطابقة


محمد بلمزيان

الحوار المتمدن-العدد: 6917 - 2021 / 6 / 3 - 18:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التعبير عن الموقف هو أس الديمقراطية وعنوان بارز على تمتع المواطن بهامش واسع من الحرية والكرامة في مجتمع ما ، ولعل أهم مناسبة يتم فيها اختبار هذه الحرية ومدى احترامها هي فترة الإستحقاقات الإنتخابية والمناسبات التي يتم فيها المواطن مدعوا الى الإدلاء برأيه و بصوته في صناديق الإقتراع الحي والمباشر ليختار الشخص المناسب والكفؤ والصادق النزيه في تدبير الشؤون العامة سواء تعلق الأمر في المجالس المنتخبة المحلية الجهوية أو المركزية أو أثناء ممارسة هذا الحق أثناء الإنتخابات الرئاسية، هذه الصورة قد تبدو مغربية تقدم تحفيزا على المشاركة خاصة وأن كل فرد يرغب في أن يرى مؤسسات منتخبة في مستوى المرحلة، مؤسسات شفافة ونزيهة قادرة على اعتناق قضايا المواطن المختلفة، بدءا من قضايا التعليم والتشغيل والصحة ، وغيرها من القضايا التي تستأثر باهتمام المواطن الحالي في هذا الزمن المغبر، ولعل أهم مؤشر على نزاهة هذه الإستحقاقات هي القوانين المنظة والضابطة للعملية الإنتخابية بداية من مراحل تنقية اللوائح الإنتخابية واختيار المرشحين والحملات الإنتخابية اانتهاءا بيوم التصويت والفرز كلها مراحل مترابطة ومتلاحقة لا يمكن أن يستقيم أحدها دون أخرى، وكل خلل يصيب إحدى هذه الحلقات سوف يؤدي الى انهيار البنيان برمته، وسيكون بمثابة كمن يريد إيهام الناس بتشييد قصر فخم بكثبان من رمال
التي سرعان ما تتهاوى أمام اول هبة ريح .
أصبح الغش والتزوير في نتائج الأنتخابات عناوين بارزة في بعض العمليات الإنتخاباية حتى في بعض أرقى البلدان المتقدمة والتي تدعي الديمقراطية، حيث أن نسبة الأمية فيها جد متدنية أو منعدمة ومستوى المعيشة متقدم، والشغل متاح ومتوفر للجميع ، ومع ذلك تسجل حالات بعض الممارسات المخلة بالعملية الديمقراطية وتقوضها من الصميم، بالرغم من أن المقترع( الناخب ) يتوفر أو من المفترض أنه يتوفر على قدر من الوعي السياسي والتكوين المعرفي لإنجاز موقفه بنفسه ودون الإستعانة بشخص آخر أو بإطار سياسي معين لشرح ما يتوجب فعله أوالتعاطي له في مثل هذه المناسبات الحاسمة، كما أنه منزه الى حد بعيد من أن يكون عرضة للإرشاء أو بيع صوته وضميره لغيره مقابل مبلغ من المال أو مقابل وعود معينة والتي قد تكون مجرد أوهام وقد لاتتحقق ابدا، اذن فكيف يمكن أن نتصور والحالة هذه مرور هذه العملية الإنتخابية في البلدان التي تفتقر الى أهم مقومات المواطنة، وهي اكتساب التعليم والتوفر على مصدر عيش كريم ، علاوة الى قوانين منظمة غير شفافة، ولا يمكن التعويل عليها لإفراز مؤسسات تمثل المواطن وتترجم قضاياه اليومية الحارقة بكل أمانة وتمثيلية فعلية، بما يجعل المرء يحس بأنه في وطن يحميه ويوفر له فرص العيش الكريم والتعليم الجيد والصحة والأمن والطمأنينة.
أعتقد بأننا بعيدين عن ممارسة هذا الحق ما دامت العملية تحتاج الى إجراءات فعلية، وما دام المواطن لم تكتمل مواطنته، وغير متوفر على راي مستقل للإدلاء برايه الحر، وما دام غير قادر على الإحتفاظ على رايه وسط تجاذبات وصراعات بين دناصير تاتي على الأخصر واليابس وتبحث بكل الطرق عن الأصوات، مستغلين الوضعية الإجتماعية للناس وجهلهم بالعملية الإنتخابية بفعل انعدام الوعي السياسي القادر على الإختيار والفرز بين الغث والسمين ، والبحث عن المترشح المفترض إن وجد طبعا وسط طيف هلامي من المتبارين على المشهد الإنتخابي، وبالتالي فالأمر يحتاج الى جملة من التدابير التي يمكن على ضوئها، تسطير آفاق المستقبلن بدءا من القضاء النهائي على ما يسمى الأمية الأبجدية والدخول الفعلي في محاربة الأمية الثقافية والمعرفية، عبر توفير التعليم والتربية لكل افراد المجتمع بدون تمايز مناطقي او جغرافي، ومباشرة أوراش التنمية التي لن تتحقق إلا بفعل الإستثمار في عقول الشباب والمتعلمين وحثهم على البحث في المجالات المختلفة، والتحفيز على إبراز المهارات، حتى يحس المرء أنه كائن اجتماعي له وجود فعلي في واقع اجتماعي ، بما يجلعه يستشعر مسؤوليته في المساهمة في بناء صرح المؤسسات الدمقراطية التي لن تتأتى إلا بتوافر شروط حد أدنى ، وهي التعليم والتكوين والتربية، والشغل والصحة إضافة الى حرية التعبير .



#محمد_بلمزيان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صراع أجيال أم خلل في القيم ؟
- المقال
- متاهة البحث عن الذات !
- على إيقاع ثقافة الدهماء
- زمن الخيبة
- أية استراتيجية من سياسة الإغلاق؟
- مجتمع الإعلام وثقافة الإنعزال !
- عام جديد بطعم قديم !
- مستقبل العالم في كف عفريت !
- الكتابة حول الذاكرة
- بلا بوصلة
- أسئلة سريعة على إيقاع جائحة بطيئة !
- العالم أمام الإنهيار الكبير أم مجرد كبوة فرس ؟!
- تمديد الحجر المنزلي وآثاره الوخيمة
- أي توازن للرعب في زمن كورونا؟
- ارتباك العالم أمام فيروس كورونا
- انكسار العلم أم جفاء البحث؟
- الإعلام في زمن ( كورونا)
- الحاضر في صيغة معدلة للماضي !
- 20 فبراير في الميزان


المزيد.....




- مصر.. سجال علاء مبارك ونشأت الديهي يشعل ضجة وساويرس وإعلامي ...
- إسرائيل.. فيديو ردة فعل نتنياهو على صوت خلفه خلال تفقد موقع ...
- السعودية.. الرقابة النووية والإشعاعية تعلق بعد استهداف منشأة ...
- هل يُشعل استهداف منشأة -فوردو- الإيرانية فتيل كارثة نووية؟
- المواجهة الإسرائيلية الإيرانية بالصوت والصورة من اللحظة الأو ...
- الجيش الإسرائيلي: 60 طائرة حربية نفذت غارات ليلية استهدفت عش ...
- هل يقترب العالم من لقاح يقضي على الإيدز بجرعة واحدة؟.. إعلان ...
- ما الذي حدث بالفعل؟.. نائب أمريكي يتهم سائقا بمحاولة دهسه حا ...
- تطورات المواجهة الإسرائيلية الإيرانية لحظة بلحظة - اليوم الث ...
- إسرائيل.. فيديو ما حدث على الهواء خلال تغطية CNN لأضرار ضربا ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بلمزيان - سياقات غير متطابقة