أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بلمزيان - في الحاجة لثقافة مغايرة














المزيد.....

في الحاجة لثقافة مغايرة


محمد بلمزيان

الحوار المتمدن-العدد: 6931 - 2021 / 6 / 17 - 15:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كم يبدو المشهد العام قاتما، لا يحمل أية تباشير لمستقبل جديد، ولعل المشهد الثقافي المتأزم هو أول هذه الزوايا المعتمة، على اعتبار أن الثقافة هي الكوة التي من خلالها النظر لفهم محيطنا في تجلياته المختلفة، وعلى اعتبار أن الثقافة اذا ما همشت في مجتمع ما يصير هذا اّلأخير بمثابة هيكل بلا روح ولا قيمة اعتبارية له في حاضره وغير قادر على مواجهة تحديات مستقبله، ولعل هذا الوضع هو نفسه الوضع الذي نعيشه حاليا في ظل تراجع كبير لثقافة القيم مواقف المروءة في مقابل شيوع ثقافة التفاهة والتملق حتى لا نقول الميوعة في حالات كثيرة، من خلال ما نشاهده في القنوات الإعلامية والنمط الثقافي الجارف الميال الى البحث عن نمط الماركوتينغ هجين في اشكاله المختلفة، والذي غايته ليس إرساء قواعد ثقافة تقوية الشخصية للجيل الجديد، او غرس القيم الثقافية التي تجعل البشر يحس بأنه يعيش في محيط يتقاسمه مع آخرين، ويجب احترامه، بدءا باحترام حق الآخر في الطمأنينة ، وبيئة سليمة من جميع اشكال الحقد والكراهية التي تنتشر كالنار في الهشيم في ظلا المجتمعات التي تعرف تدنيا وتضعضعا في مستواها الثقافي والتربوي ، ولعل هذا الوضع المزري بات سمة مميزة لكل المجتمعات الراهنة التي تعاني من وضع اقتصادي واجتماعي مأزوم، الناتج أساسا عن غياب قواعد المواطنة الحقيقية، التي من شأنها أرساء وترسيخ ثقافة حقوقية يتشبع بها الجميع .
في هذا السياق، أعتقد جازما بأن هذا الوضع ناتج عن غياب مدرسة عمومية ومواطنة، وحينما نتحدث عن المدرسة فإننا لانتحدث عن حجرات وتجهيزات وبنايات عملاقة ، رغم أهميتها، بل نتحدث أيضا عن المناهج التعليمية والتربوية ، فهل هذه المناهج قادرة على بناء إنسان قادر هنا والآن على فهم محيطه حاليا من جهة لتجاوز معيقاته مستقبلا من جهة ثانية؟ وهل أعددنا برنامجا ثقافية قادرا على استيعات دروس الماضي لتدارك أخطائه في مخطط مستقبلي جديد؟ قد لا يختلف اثنان على أن المناهج التعليمية التي تبرمج في المدرسة العمومية أصبحت تعتمد على طرق تقليدية ومتقادمة، غير قادرة على بناء إنسان القرن الحالي ، سيمما وان الحفظ والإجترار ومحاولة شحن المعلومة في ذهنية الطفل ومطالبته باستظهارها في آخر موسم دراسي، لن يسهم إلا في غرس ثقافة الغش وابتداع طرق التدليس، حيث ينتشي حينما يصل الى اكتشاف حيل وصيغ في الغش في غاية من الدقة والتخفي، بدل تحفيزه على اكتشاف سبل التفكير السليم والقطع مع رواسب الكسل والإتكال، عبر التشجيع على المثابرة والإبداع والتحفيز على التفكير ومحاورة الآراء المختلفة، جنبا الى جنب مع استحضار احتياجات المجتمع في التعليم التقني والتكوين في مجالات حيوية، لبناء عقل بشري ذي ميولات معرفية ثقافية مختلفة بدون تهميش الإستثمار في العقل البشري للحصول على عقول صناعية قابلة لمجابهة تحديات المستقبل
بدء على بدء، فلا شك ان ما نعيشه اليوم من حصيلة هزيلة على جميع المستويات، هو نتيجة منطقية لما غرسناه منذ سنوات، فمن يزرع الشوك لا ينتظر أن يجني محصولا آخر، وهكذا أصبحنا نعيش ظواهر اجتماعية غريبة نشتم منها روائح تضعضع ثقافي ومعرفي ، ناتجة عن هزالة منتوج المدرسة أو الحرمان من فرصة التعليم ، الأمر الذي يولد تراكم بعض ( القيم) بالمعني السلبي للقيم تنبني على التحايل والغش والكذب... ، بل أصبحت بعض الحالات تتكرر بشكل مخجل في المدرسة ، وهذا ما ينعكس سلبا على رهانات المجتمع اقتصاديا ، اجتماعيا ، ثقافيا وبيئيا ،
وللخروج من هذه الزاوية المعتمة ، يستلزم الأمر في اعتقادي القيام بمحاولة زرع ثقافية مغايرة ملؤها التشبع بقيم الإنسان والمواطنة، من خلال بناء مدرسة جديدة، منخرطة في هواجس الحاضر وانتظارات المستقبل، باعتماد مناهج تعليمية مغايرة لما ألفناه قبل عقود من الزمن، مستأنسة بما هو مشرق فيها، برؤية نقدية تشتشرف المستقبل بعيون شاخصة وعقول مبتكرة ومبدعة ،وعبر سن سياسة لخريطة جديدة تستحضر الشخص كأرضية خصبة للإستثمار المعرفي وأداة فعالة في شق الطريق نحو التنمية في تجلياتها المختلفة،



#محمد_بلمزيان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سياقات غير متطابقة
- صراع أجيال أم خلل في القيم ؟
- المقال
- متاهة البحث عن الذات !
- على إيقاع ثقافة الدهماء
- زمن الخيبة
- أية استراتيجية من سياسة الإغلاق؟
- مجتمع الإعلام وثقافة الإنعزال !
- عام جديد بطعم قديم !
- مستقبل العالم في كف عفريت !
- الكتابة حول الذاكرة
- بلا بوصلة
- أسئلة سريعة على إيقاع جائحة بطيئة !
- العالم أمام الإنهيار الكبير أم مجرد كبوة فرس ؟!
- تمديد الحجر المنزلي وآثاره الوخيمة
- أي توازن للرعب في زمن كورونا؟
- ارتباك العالم أمام فيروس كورونا
- انكسار العلم أم جفاء البحث؟
- الإعلام في زمن ( كورونا)
- الحاضر في صيغة معدلة للماضي !


المزيد.....




- رغم الهدنة.. الحوثيون يهددون باستهداف بوارج وسفن أمريكا في ه ...
- الحرب بين إيران وإسرائيل.. هجمات جديدة وتداعيات وردود فعل
- غزة: 12 قتيلا بنيران إسرائيلية معظمهم قرب مراكز توزيع مساعدا ...
- صور للجزيرة تظهر تمركز قاذفات بي-52 في قاعدة دييغو غارسيا
- مختص بالشأن الإسرائيلي: تذمر من الحرب وبوادر مساءلة يتوقع ات ...
- مدير مكتب الجزيرة بطهران: حراك إسطنبول مهم لإيران ويؤسس لمظل ...
- عاجل| المتحدث باسم أنصار الله: في حال تورط أميركا في العدوان ...
- الاحتلال يهدم عشرات المباني بمخيم جنين وتصاعد اعتداءات المست ...
- رئيس وزراء قطر يبحث مع عراقجي العدوان الإسرائيلي ويشدد على ا ...
- زيلينسكي يتهم موسكو بتسليم جثامين 20 جنديا روسيا بدلا من الأ ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بلمزيان - في الحاجة لثقافة مغايرة