أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام جمال داوود - الحكومة الصينية وقمع سكان التبت














المزيد.....

الحكومة الصينية وقمع سكان التبت


هشام جمال داوود

الحوار المتمدن-العدد: 7523 - 2023 / 2 / 15 - 02:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس مفاجأة ولا امراً غريباً أن يتم احتجاز معلم في مدرسة ابتدائية تبتية يبلغ من العمر 30 عاما والذي يعرف باسم بالغون ويتم زجه مع المنفيين الى الخارج، هذا جزء من النظام الذي وضعته السلطات الصينية لاضطهاد التبتيين ولفترة طويلة، ومع ذلك فإن اثناء جائحة كورونا برزت آلية جديدة تراقب من خلالها الدولة التبتيين.
تلخص الاخبار العالمية الوضع الحالي في التبت بالقول:
"إن التبتيين يخضعون لمراقبة أكبر ويواجهون تداعيات أقسى من غيرهم في أماكن أخرى بسبب الحساسية السياسية للمنطقة خاصة في مدينة (لاسا) حيث تم عزل الناس في ملاعب فارغة ومدارس ومستودعات ومبان غير مكتملة".
الوضع في التبت لا يطاق وبدأت الاحتجاجات ضد سياسة الرئيس شي جين بينغ (zero-Covid) لأول مرة على وسائل التواصل الاجتماعي في ايلول 2022 وانتقلت إلى الشوارع في 27 تشرين الاول للاحتجاج على الإغلاق المفروض منذ 8 آب 2022.

ذكرت إذاعة آسيا الحرة أن الكاتب بالغون اعتقل في منزله في آب 2022 وبقي معزولاً عن العالم الخارجي منذ ذلك الحين ولم يتم إبلاغ أفراد عائلته أو إعطائهم أسبابا وجيهة لاعتقاله باستثناء اتصال قام به بالغون بأشخاص في المنفى لتقديم الصلوات لقداسة الدالاي لاما.
بالغون من محافظة تبتية تدعى (غولوغ) وهي ذاتية الحكم في مقاطعة (تشينغهاي) جنوب شرق الصين، كان معلماً في مدرسة ابتدائية في مقاطعة (بيما) لكنه استقال واستمر ككاتب مستقل ونشرت الإذاعات الآسيوية تقاريراً عن اعتقالات الصين للرهبان والكتاب والمتظاهرين الشباب وغيرهم من الشخصيات التبتية في حملة قمع واسعة النطاق وغالبا ما يتم حجز المحتجزون بمعزل عن العالم الخارجي لعدة أشهر قبل الحكم عليهم.

استمر هذا الاتجاه للسيطرة على حياة المواطنين العاديين في التبت باستغلال إجراءات الحظر المتبعة للحد من جائحة كورونا، وتم القبض على التبتيين لنشرهم الصور ومقاطع الفيديو المتعلقة بالجائحة عبر الإنترنت.
من بين كل هذه السياسة القمعية ضد التبتيين باستخدام التدابير المفترضة لمكافحة وباء كورونا، هناك نقطة رئيسية واحدة مثيرة للقلق بشكل خاص، أولاً: للتأكد من العدوى يضطر التبتيون إلى إجراء اختبارات المسح وأظهرت وسائل التواصل الاجتماعي صورا ولقطات لسكان تبتيين يقفون في طوابير ضخمة في طقس عاصف وكان العديد منهم من النساء مع أطفالهن الصغار وكان عليهن جميعاً الانتظار في ظروف قاسية لإجراء الاختبار.
ثانيا: حتى بعض الأشخاص الذين ثبتت إصابتهم تم فصلهم عن الآخرين وعزلهم ومراقبتهم بشكل متكرر.

ذكرت بعض التقارير بأنه تم نقل رجل تبتي وأطفاله الثلاثة الصغار إلى مركز الحجر الصحي في مدرسة لاسا بكين المتوسطة بعد أن كان اختبار زوجة الرجل المضاد لفايروس كورونا غير معلن، وان السلطات طلبت من الأسرة بأكملها الحجر الصحي مع 800 شخص اخرين، اثنان من هؤلاء الأطفال الصغار أصيبوا بالحمى في المدرسة حيث لم يكن هناك أطباء أو أدوية أو علاجات طبية.
من الصعب جدا وصف هذا بأنه إجراء لحماية صحة التبتيين، ومرة أخرى في تسجيل صوتي لرب اسرة تبتي يناشد مسؤولاً حكومياً في أحد مراكز الحجر الصحي في لاسا عدم فصله عن طفله البالغ من العمر عاما على الرغم من أن اختبارهم جميعا كان سلبياً وقال الأب التبتي هذا بأسف:
"لقد ثبتت إصابتنا الآن وتريد أن تأخذ طفلنا مرة أخرى"؟ لا يمكن وصف هذا كإجراء لحماية صحة التبتيين.

في النصف الثاني من سبتمبر 2022، كان عدد الإصابات في جميع أنحاء العالم هو الأدنى منذ مارس 2020، عندما كان العالم بأسره تقريبا تحت الإغلاق، ثم أعلنت منظمة الصحة العالمية أن الوباء قد انتهى تقريبا ومع ذلك ظلت الصين في حالة إغلاق منذ أوائل شهر آب الماضي، إذا كان ما قالته منظمة الصحة العالمية في ذلك الوقت صحيحاً فإن هذا الإغلاق الصيني الهائل والصارم لم يكن له سبب لتطبيقه، واستمر الوضع لأسابيع مما أدى إلى تفاقم ازمة المواطنين الصينيين وإفقار الشركات وتدمير الأسر، وأخيراً في أواخر تشرين الثاني اندلعت احتجاجات في الشوارع بحجم غير مسبوق منذ مذبحة عام 1989 في ميدان تيانانمين ونظمت مظاهرات في العاصمة بكين والعاصمة المالية للبلاد شنغهاي وفي مركز التجارة والتصنيع في كوانزو وكذلك في العديد من المدن الأخرى في جميع أنحاء البلاد وكانت نتيجة لسياسة تصفير كورونا او ما يعرف (Zero COVID ) التي اقرها الرئيس الصيني شي جين بينغ وهي سياسة وصفها المتظاهرون بأنها قاسية وشديدة وغير محفزة أيضاً إذا لم تكن منظمة الصحة العالمية الصديقة للصين تكذب.

في 24 نوفمبر 2022 اندلع حريق في مبنى سكني في أورومتشي وتوفي عشرة من اليوغور وأصيب تسعة آخرون، في حين قدرت مصادر مستقلة وأكثر مصداقية بأن الخسائر ب44 قتيلاً، في الواقع كانوا ضحايا لسياسة الرئيس شي في تصفير كوفيد، هذه السياسة الصارمة من قبل الحكومة، اثار هذا الحريق مظاهرات كبيرة احتجاجا على الإغلاق السيئ السمعة والقاتل، بدا أن الحكومة لا تعرف ماذا تفعل: إما الاستمرار في الإغلاق، والمخاطرة بحوادث مميتة تذكرنا بتيانانمين، أو تفقد وجهها أمام المتظاهرين والعالم..

فجأة أنهت الصين الإغلاق، تماما كما لم يحدث شيء منذ أشهر، علماً ان الحكومة قبل ساعات قليلة كانت تقول إن الإغلاق لا غنى عنه وسيستمر.
بدأ المواطنون الصينيون في التنقل بحرية في جميع أنحاء البلاد وبحسب ما ورد ارتفعت العدوى مرة أخرى، في حين أن العالم بأسره يتوسل إلى النظام الصيني لقول الحقيقة، مرة واحدة على الأقل ونشر بيانات حقيقية عن الإصابات، ولا أحد يعرف حتى الآن الأرقام الحقيقية، لقد كانت سياسة "صفر كوفيد" التي انتهجها شي جين بينغ أداة عظيمة للقمع حيث ساعدت عمليات الإغلاق والتدابير المماثلة النظام بشكل كبير على تنفيذ نظامه الضخم والتكنولوجي المفرط للسيطرة على مواطنيه ومراقبتهم ، بحجة حماية صحتهم، وربما تصدت سياسة الرئيس الصيني جزئيا للجائحة لكنها بالتأكيد دفعت بالقمع إلى ذروته.



#هشام_جمال_داوود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإرهاب يضرب يرعب الباكستانيين هذه المرة في بيشاور
- ازدياد في الهجمات الإرهابية في أفغانستان بسبب النفوذ الصيني
- اللعاب الصيني يسيل على النفط الافغاني.
- كازاخستان تهمش أبناء عمومتها المسلمون الصينيون؟
- ظلم وممارسات وحشية لا تنقطع وسكوت عربي إسلامي غريب
- الصين وراء تزايد حالات انتهاكات حقوق الإنسان في باكستان وخاص ...
- أوضاع النساء في بعض الدول الإسلامية.. باكستان نموذجاً
- عدم الاستقرار في آسيا وتخبط السياسة الامريكية فيها
- الهيمنة الصينية على دول آسيا الوسطى
- سياسة القوة الناعمة الصينية في العراق
- الصين وتجنيد العلماء
- التدريبات العسكرية الصينية تقويض للاستقرار الاقليمي
- لوحة جدارية تلهب مشاعر الصين تجاه اليابان
- اختبار المهارات القيادية للرئيس الصيني شي جين بينغ
- 14 تموز في ذكراها الرابعة والستون
- معارك في اوكرانيا ورسائل الى الصين
- احتجاج بسبب اخبار مضللة
- هل النازيون افضل منكم؟
- الصين مستقبل سياسي قلق
- كشمير


المزيد.....




- فرنسا: لجنة مكافحة الاحتيال ترصد وعودا مضللة في الخدمات الفن ...
- الرئة بـ-3 ملايين جنيه-.. اعترافات صادمة للمتهم بقتل -طفل شب ...
- سرقة 71 مليون دولار من بنك فلسطين في غزة
- حرب غزة: ترقب لرد حماس على مقترح الهدنة وتحذير أممي من -حمام ...
- للمرة الأولى.. إمبراطورية الغاز الروسي في مرمى سهام الاتحاد ...
- وسط جحيم خيام النايلون.. نازحو غزة محاصرون بين موجات الحر وت ...
- هل إعادة تشكيل وظيفتك حل للشعور بالرضا والتقدم في العمل؟
- مالمو تستعد لاحتضان -يوروفيجن- في أجواء تطغى عليها حرب غزة
- -لوموند-: مجموعات مسلحة نهبت نحو 66 مليون يورو من بنك فلسطين ...
- الوفد الروسي يحمل النار المقدسة إلى موسكو


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام جمال داوود - الحكومة الصينية وقمع سكان التبت