أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد مضيه - صراع الحقيقة والزيف على منابر الميديا الأميركية















المزيد.....

صراع الحقيقة والزيف على منابر الميديا الأميركية


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 7521 - 2023 / 2 / 13 - 22:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منابر التيار الرئيس بالميديا مكرسة لترويج الوعي الزائف
كيتلين جونستون صحفية تقصي جريئة في نقد السياسة الخارجية للولايات المتحدة. نشربالحوار المتمدن تقرير صحفي بالخامس من أكتوبر 2022 على الرابط https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=770535
أعدته حول تفجير خط الغازالموصل الى ألمانيا، نورد ستريم ، نشرته على موقع إليكتروني لها في 28 أيلول / سبتمبر، ونقلته مجلة كونسورتيوم نيوز الإليكترونية الأميركية . أكد سيمور هيرش، صحفي التقصي المشهور، قبل أسبوع ما خلصت اليه جونستون في المقال اعلاه. صحافة التقصي بالولايات المتحدة تكشف ما تخفيه الدبلوماسية الأميركية، او تمتنع عن نشرها المنابر الرئيسة، صحافة وفضائيات ومراكز ابحاث. جاء في تقرير جونستون ان مناورة عسكرية أميركية أجريت بالمنطقة ، سربت خلالها متفجرات تحت الأنبوب وتم تفجيرها عن بعد. شبهت جونستون العملية بحروب المافيات ، اغتيالات وحرائق وتدمير للخصم كي يذعن ويكف عن المنافسة. وبوسائله الخاصة توصل سيمور هيرش الى نفس النتيجة .
في هذه المقالة، بنزاهة وانحياز للحقيقة ضد التزييف، نشرت كيتلين جونستون استنتاجاتها لدى مشاهدة فيديو بث مقابلة مع طفلة سورية ان المقابلة المغرضة ملفقة، من نمط البروباغاندا الخادعة للمشاهدين، جرى تدبيجها لتبرير جريمة حرب ظالمة شنتها دول الغرب الامبريالية بزعامة امبريالية الولايات المتحدة ضد سوريا. تصدت لها كاتبة من التيار الرئيس الموالي للسلطة السياسية، تدعى صوفي فيلّرتون من جامعة كاليفورنيا، لم تناقش الشواهد التي اعتمدتها جونستون للخروج باستنتاجها ان المقابلة مزيفة . إصرار على حجب الحقائق والوقائع من اجل التضليل وترويج مواقف السلطة الامبريالية.
نقدم اولا رواية التلفيق لشهادة الطفلة كما عرضت وشاهدتها الصحفية الأميركية وخرجت باستنتاجاتها، ثم المناكفة الصحفية الهزيلة من جانب صحافة التيار المتسلط بالولايات المتحدة.
كتبت كيتلين جونستون:
في العام 2017 أجرت سي إن إن مقابلة مصورة مع طفلة سورية عمرها سبع سنوات اسمها بانا العابد، وكان الاسم قد روج له من قبل على حساب رجل بموقع يدعو الولايات المتحدة للتدخل في سوريا والإطاحة ببشار الأسد .

اعرف ان المقابلة كانت مزيفة ، ليس بصفتي صحفية تقصي متمرسة ، امضت أشهرا تنقب عن الحقائق والمصادر ، إنما نظرا لأنني شاهدت عرض المقابلة . كان واضحا كالشمس في وضح النهار ان الطفلة كانت اما تقرأ من نص او تستظهر كلمات لقنت بها ، وفي كل دقيقة أستطيع أن أرى لقطات تدعم تقييمي على يوتيوب سي إن إن .
حسب معرفتي لم تبذل محاولة جادة من قبل شخص آخر يطعن في المقابلة.
اكاديمية، تدعي فوليرتون من جامعة كولومبيا، زعمت ان مقالتي " تهاجم بانا العابد" ، لكن كل من طالع مقالتي يجد انني في الحقيقة اهاجم فضائية سي إن إن لإجراء وبث مقابلة غامضة مع طفلة كانت بوضوح تقرأ او تستظهر كلمات كتبها من يتمتع بوعي، وهاجمْتُ أليسيم كاميروتا لأنها قامت بهذه المسخرة.
لم يأت في مقالتي عبارة " ممثلة ازمة" ( بالتاكيد لم يحدث مطلقا ان استعملت هاتين الكلمتين للدلالة على امزاعم ملفقة صدرت عن اناس آخرين)، ومن الواضح تماما ان الطفلة ليست ممثلة في طبيعتها.
ما من إنسان نزيه ثقافيا لديه إحساس بكلام الناس العاديين يدعي يوما ان هذه المقابلة لم تكن سوى سيناريو معد سلفا. واعني أنها كذلك بالطبع. مراسلة سي إن إن سألت الطفلة وعمرها سبع سنوات عن رأيها في المسئول عن الأسلحة الكيماوية في صراع جد معقد وله اوجه متعددة في بلدها، سوريا ، وهي تعيش في استمبول مع أمها. والطريقة الوحيدة التي تحصل بها على أجوبة لهذه الأسئلة من طفلة بهذا السن هي ان تزودها بالأجوبة. وهذا يجب ان لا يكون موضوع نقاش.
لكن حتى لو قبلْتُ فكرة طفلة بنت سنوات سبع تقوم بتحليلات عسكرية ومعطيات جغرسياسية خبيرة بدون إعداد مسبق وعلى شاشة التلفزة واضح من الفيديو ان ذلك لم يحدث. تحدثت الطفلة مثل شخص بلا خبرة يقرأ من نص مكتوب ؛ يضاف لذلك انها بدت لا تتقن اللغة الانجليزية. ببساطة كانت تلفظ الكلمات الإنجليزية بطريقة صوتية.
تظهر بينات فيديو آخر انها لم تتحدث لغة إنجليزية بصورة جيدة طول ظهورها على السي إن إن :
في المقابلة لتي أجريت في تركيا (وكما تمت الإشارة اليه في نص المقابلة) سئلت العابد بالانجليزية إن كانت تحب الطعام في استنبول وأجابت: " انقذوا اطفال سوريا". امها تحدثت معها ، حينئذ أجابت الطفلة ، " السمك".
لم تفهم السؤال ؛ لكن صوفي فيلّرتون تريدنا أن نصدق ان هذه الطفلة كانت مشاركة في محادثة بمستوى الكبارحول أفكار معقدة على شاشة سي إن إن، وبلغة إنجليزية سليمة.
مرة اخرى ، أقول ان ما نشرته ليس تهجما على طفلة سورية ؛ فمن غير المعقول ويدعو للسخرية ان نتوقع من طفلة سورية في السابعة من عمرها ان تتحدث الإنجليزية بطلاقة وان تستطيع تقديم تحليلات دقيقة وبمستوى عال عما يجري في موطنها. ولذا ، فانا بالطبع لا انتقد عجز الطفلة في الأداء؛ انا انتقد دعاة الحروب الذين وضعوها في هذا الموقف ، وانا بالمطلق انتقد اولئك الذين يقدمون الأعذار لمن قام بهذا التصرف. الحرب القذرة التي شنتها على سوريا امبرياطورية مركزها الولايات المتحدة قد تخللتها عناصر قسوة عديدة عبر السنوات ، ولتسهيل تلك الجرائم أطلقت بروباغاندا هائلة . لكنها لم تكن على هذا القدر من الصلافة المباشرة كما بثت المقابلة المخادعة مع طفلة صغيرة.
خيط يلتف حول تويتر من صوفي فولّيرتون يقدم الآدعاء بأنني روجت نظريات تآمرية سخيفة حول "ممثلي ازمة"، طفلة أثناء فظاعات الحرب السورية. فوليرتون شهرت بي على تويتر، كي لا أرد عليها هناك؛ لكنها بخيطها تطرح واحدة من أفظع الحالات التي رأيتها في حياتي من البروباغندا الأميركية في الميديا الجماهيرية؛ لذا يجدر تخصيص بعض الوقت لكي انبش ادعاءاتها هنا كخدمة عامة.
فولّيرتون كتبت في الواشنطون بوست تهاجم مستخدمي السوشيال ميديا ممن يسافرون الى سوريا وينقضون رواية رئيسة رسمية حول ما كان يجري في ذلك البلد ، وقدمت نفسها على موقع "ديلي بيست" محللة معلومات خبيرة .
كتبت فوليرتون على تويتر " نحتاج الى نوع خاص من الشر لكي نرى ما حدث بالأمس في دنيبرو ، ونبدا في الحال القيام بحملة علاقات عامة للفاعل"، مرفقة بملحوظة عني تقول من الخداع للناس التحدث عن غزو روسيا لأكرانيا دون التحدث أيضا عن أساليب امبراطورية الولايات المتحدة استفزت الى الحرب واستفادت منها. وأضافت " ويجب ان لا ندهش إذ نعرف ان هذا الحساب ترتب عليه الزعم بان اطفال سوريا ممن كابدوا فظائع الأسد / سوريا قاموا ب "تمثيل ازمة".

خيط فولّيرتون تمدد طويلا نظرا لتعليق مؤيد كتبته ولغا لاوتمان، الزميلة بمركز الأبحاث (بنك معلومات) الامبريالي ، مركز تحليل السياسات الأوروبية (سيبا) ويتبعه جمهور كبير . قائمة المتبرعين لمركز سيبا هم وزارة الخارجية بالولايات المتحدة ، السي آي أيه، ناشيونال إندومينت فور ديمكراسي، وكذلك صناع الأسلحة لوكهيد مارتن ، بي إيه سيستمز، وجنرال أتوميكس.
تستعمل فوليرتون عبارة " يمثلون الأزمة" كي تقدم الصورة بأن معظم الناس من هذه الشاكلة وما يعنيه ذلك : نظريات المؤامرة حول اناس يتمظهرون بأنهم أصيبوا بجراح او غير ذلك وجدوا في دائرة إطلاق نار كثيف او حادث إلقاء قنابل، خاصة مزاعم أليكس جونز بصدد الضحايا في إطلاق النار بمدرسة ساندي هوك الابتدائية بمدينة نيوتاون بولاية كونيكتيكوت.

عرّف موقع غوغل "ممثل ازمة" بأنه " شخص يشارك في مؤامرة مفترضة للتلاعب بالرأي العام إذ يتمظهر بأنه ضحية حادث مثل إلقاء قنبلة ، إطلاق نار كثيف او كارثة طبيعية". هناك تاريخ لمسئولين امبرياليين استخدموا العبارة " ممثلو ازمة" لشن هجوم ضد المشككين بادعاءات غير مؤكدة تصدر عن امبراطورية الولايات المتحدة حول ما يجري في سوريا بأنهم منظرو المؤامرة السخفاء من شاكلة منكري ساندي هوك.
غير أن فوليرتون، تقدم كبيّنة على انني أنظّر لمؤامرة " ممثلي ازمة" شيئا مختلفا تماماعن اي زعم كهذا. فهي تورد مقالة كتبتها عام 2018 عنوانها "ذلك الزمن حين نشرت سي إن إن مقابلة مع طفلة سورية لصالح بروباغندا الحرب." ولا تورد غير لقطة مصورة من بداية المقابلة بدلا من تقديم رابط. قامت بهذا لأن الحجج االتي أوردْتُها في مقالتي لا يمكن الطعن فيها ، ولا تريد فوليرتون قراءها ان يطلعوا عليها .



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤرخ هندي:تهجير الفلسطينيين متجذر في القانون الأساسي الإسرائ ...
- البعد القومي للنضال الفلسطيني راهنا ومستقبلا( 4من 4)
- البعد القومي للنضال الفلسطيني راهنا ومستقبلا(3من 4)
- عام على القتال في اكرانيا
- البعد القومي للنضال الفلسطيني راهنا ومستقبلا(2من3)
- جامعات الولايات المتحدة وإعلامها تروج التجهيل ونشر السخافات
- البعد القومي للنضال الفلسطيني راهنا ومستقبلا (1من3)
- مارتن لوثر كينغ طالب بالعدالة الاقتصادية والاجتماعية .. فاغت ...
- مشروعية المقاطعة الدولية لنظام الأبارتهايد ( 2من2)
- مشروعية المقاطعة الفلسطينية لنظام الأبارتهايد –(1من2)
- نتنياهو مزق الأوهام ..الآوهام باتت عارية
- النازية الجديدة في أكرانيا (2من2)
- النازية الجديدة في أكرانيا (1من 2)
- نظام الأرباح الأ سطورية للراسمال وصحة البشر
- حل الدولتين بات مستحيلا منذ إنشاء دولة إسرائيل
- الفقر في العالم الثالث صناعة الليبرالية الجديدة واستثمارها ا ...
- بتواطئ مع أميركا أوقف مدعي المحكمة الجنائية التحقيق في جرائم ...
- يستحيل تعايش ليبرالية مع الأبارتهايد في إسرائيل
- اليسار الصهيوني وتوزيع الأدوار
- شواحن الرأسمالية سياسية واقتصادية وثقافية نشطة بالولايات الم ...


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد مضيه - صراع الحقيقة والزيف على منابر الميديا الأميركية