أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد مضيه - حل الدولتين بات مستحيلا منذ إنشاء دولة إسرائيل















المزيد.....

حل الدولتين بات مستحيلا منذ إنشاء دولة إسرائيل


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 7482 - 2023 / 1 / 4 - 12:06
المحور: القضية الفلسطينية
    


بحكومته الجديدة يمضي نتنياهو صوب إحكام الحصار حول الشعب الفلسطيني


يرى المحلل السياسي البريطاني ، باتريك كوكبيرن ، ان "حل الدولتين تكشف من زمن عن خدعة، مع انتقال حوالي نصف مليون مستوطن للسكن بالضفة وشرقي القدس. إن التظاهر بان خيار الدولتين ما زال على قيد الحياة ، ليس سوى قطعة ملائمة من نفاق تمكن الولايات المتحدة وقوى اوروبية التظاهر بان تقدما ديبلوماسيا ما زال ملموسا". ورد ذلك في معرض تحليل سياسي نشره في 26 ديسمبر الماضي، بمناسبة تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة نتنياهو، حيث يصفها في عنوان مقالته "الحكومة الظلامية الجديدة في إسرائيل".
باتريك كوكبيرن صديق لصحفي التقصي البريطاني الراحل روبرت فيسك، وتعرض الاثنان لهجمات قاسية بسبب مواقفهما الناقدة للمؤسسة الرسمية ولسياسات إسرائيل. يقول كوكبيرن:

إذا قدر تقديم جائزة لمن حجب أهم خبر حظي بأقل قدر من اهتمام الميديا عام 2022 فستكون من حظ المنافذ الإخبارية التي فشلت في الكتابة عن العنف المتصاعد بين إسرائيل والشعب الفلسطيني، هذا العنف يرتبط حاليا باحتمالات تأثير الحكومة اليمينية المتطرفة في إسرائيل. تفسير هذا الحجب هيمنة الأخبار المتواردة عن الحرب في أكرانيا؛ ويتحمل الوزر كذلك خوف شطر من الميديا من تهمة اللاسامية ان هي انتقدت إسرائيل.هذا الموقف شائع في بريطانيا اكثر مما هو شائع في اميركا ، بينما العكس هو المألوف.
أخر الفصول المقيتة في التحول المتطرف في إسرائيل حدث هذا الأسبوع ، عندما نجح نتنياهو ، رئيس الوزراء المعين، في تشكيل حكومة احتل المراكز العليا فيها متعصبون دينيا او قوميا _عرقيا.

حكومة ظلامية

تشف عضوية حكومة نتنياهو الجديدة عن قائمة عوامل تضمن تعميق الاضطهاد النازل بشعب فلسطين ويقسم المجتمع الإسرائيلي.على المكشوف أعطي الوزراء المعادون للعرب سلطات امنية موسعة على الفلسطينيين؛ وسوف يضع القوانين لإسرائيل العلمانية وزراء مناهضون للعلمنة. "استطاع تجميع حكومة ظلامية" كتب في تغريدة على تويتر أفيغدور ليبرمان، السياسي العلماني القومي وحليف سابق لنتنياهو معلقا على خبر تشكيل الحكومة الائتلافية الجديدة.
ما يشحن التطرف القومي للحكومة الجديدة باحتمالات الانفجار انها تتسلم المهام والعلاقات الإسرائيلية - الفلسطينية تصعّد حتى المواجهة؛ قتل حوالي 150 فلسطينيا و31 إسرائيليا بالضفة والقدس الشرقسة هذا العام(2022). وفي يوم الجمعة (22كانون اول) قتلت الشرطة عربيا من إسرائيل زُعِم انه استهدف رجال الشرطة بسيارته في وسط إسرائيل بعد أن اطلق النار. في اليوم السابق أصيب فلسطيني بجراح خطرة عندما تبادل فلسطينيون النار مع جنود إسرائيليين دخلوا نابلس لحراسة مصلين يهود في موقع يدعى قبر يوسف .

مجلس الوزراء الجديد

نال فريق نتنياهو الأغلبية في الانتخابات التي جرت أول نوفمبر الماضي ، الأمر الذي جعل من الطبيعي إدخال متعصبين دينيا وقوميا في مركز الحكومة الإسرائيلية؛ إيتامار بن غفير ، زعيم حزب القوة اليهودية ، سيكون وزير الأمن- وزارة أنشئت حديثا تضعه مسئولا عن الشرطة؛ مستوطن ديني في مستعمرة كريات أربع المجاورة لمدينة الخليل، صدر ضده حكم في الماضي بالتحريض على العنف ودعم الإرهاب. ويعرف عنه انه هدد رئيس الوزراء يتسحق رابين قبل أسابيع قليلة من اغتياله عام 1995، ومعروف عنه انه علق في غرفته صورة القاتل باروخ غولدشتاين، الطبيب الذي فتح رشاشه على المصلين وهم سجود في الحرم الإبراهيمي بالخليل، فأزهق أرواح 29 عربيا(شباط 1993) . وزراء آخرون منهم بيزاليل سموتريتش، مستوطن بالضفة يؤمن بان على إسرائيل ضم الضفة الغربية ويتوقع أن ينال سلطة واسعة على البناء الاستيطاني بالضفة. في وقت سبق دعم فصل الأمهات اليهوديات عن العربيات في غرف المشافي الإسرائيلية، ليحكم إسرائيل طبقا لقوانين التوراة ويطلب منع بيع الأراضي للعرب.
بموجب التشريع الجديد يتوقع أن يحل بن غفير محل وزارة الدفاع في تسلم سلطة الإشراف على الضفة . وحليف آخر لنتنياهو ، آفي ماؤوز، يرأس فريقا دينيا صغيرا يتوقع أن يشرف على جزء من نظام التعليم القومي بإسرائيل.
لم تبزغ مقتضيات ما يحدث داخل إسرائيل والأراضي المحتلة على سطح الأحداث بالخارج إلا في الأسابيع القليلة الماضية . في مقالة عنوانها " ماذا في العالم يحدث في إسرائيل؟" كتب ثوماس فريدمان ، أوسع الصحفيين الأميركيين نفوذا ممن يكتبون عن إسرائيل، استنتج فيه أن وصول حكومة نتنياهو المتطرفة دينيا والمتطرفة قوميا يرتبط باتجاهات اجتماعية وديمغرافية وسياسية طويلة المدى لإحلال عدم استقرار مزمن على كل المستويات. جاء في مقالته:" إن سألتني ما هي الحصيلة الأكثر احتمالا[للوضع الراهن] خربطة شاملة، حيالها لا تعود إسرائيل قاعدة استقرار للمنطقة ولحليفها الأميركي، إنما على العكس مرجل اضطرابات ومصدر قلق لحكومة الولايات المتحدة".
المناور نتنياهو
يستخف نتنياهو بهذه التنبؤات المزعجة، ويدعي " انا لم أسلّم سلطات كبرى في يهودا والسامرة، أي الضفة الغربية. في الحقيقة جميع القرارات سوف تصدر مني ومن وزير الدفاع". يجدر بالذكر أن إعلانه المدعى أعقبه في الحال إقرار، تراجع فيه ، أفاد بأن نتنياهو ينقل السلطة حقا على الضفة الغربية ، وبالذات سلطة البناء الاستيطاني والشرطة الى حلفائه اليمينيين المتطرفين. الخلط حول من يسيطر يؤكد ما قاله فريدمان "تشكل حالة خطرة من التشوش والاضطراب العظيمين (تأكيد من الكاتب). يصر نتنياهو انه يستطيع كبح جماح شركائه المتطرفين ، كما فعل في السابق. لكن ربما تكون هذه بالفعل مشكلته ، حيث يعتبره زملاؤه في مجلس الوزراء غير جدير بالثقة قطعا، ويحتمل أن يتراجع بلا حياء عن تعهدات وتحالفات حيثما يلائم ذلك مصلحته. سوف يبذلون كل الجهود كي يظهروا انهم يمارسون سلطة حقيقية بموجب اتفاق التحالف الذي استغرق التفاوض عليه زمنا طويلا. لكن ليس مجرد شكوك شركائه بالتحالف تجعل مناورات نتياهو الخادعة أقل فعالية عما في السابق؛ فالتاريخ مضى شوطا بعيدا بالنسبة للإسرائيليين والفلسطينيين؛ وحل الدولتين تكشف من زمن عن خدعة، مع انتقال حوالي نصف مليون مستوطن بالضفة وشرقي القدس للسكن بالضفة. والتظاهر بان خيار الدولتين ما زال على قيد الحياة ، ليس سوى قطعة ملائمة من نفاق تمكن الولايات المتحدة وقوى اوروبية التظاهر بان تقدما ديبلوماسيا ما زال ملموسا.
الحقيقة، بغض النظر عما يورده المحلل السياسي البريطاني، ان الحركة الصهيونية لم تضع في اعتبارها تقاسم فلسطين مع شعبها الأصلي؛ تولد لديها إصرار استغربه حتى المطلعون على المخططات والنوايا الصهيونية اوائل القرن الماضي. في هذا السياق بذلت الحركة الصهيونية وإسرائيل منذ إنشائها أقصى الجهود كي تضع الفلسطينيين داخل سجن كبير يتعذر عليهم ان يدلوا نولو بأبسط كلمة في تقرير مصيرهم. وكل ما تقدمه إسرائيل مرهون بقرار الكنيست حول قومية دولة إسرائيل، أي نظام أبارتهايد صارخ مؤقت، حيث تتواصل الضغوط والإهانات على الفلسطينيين كي يغادروا وطنهم وتحصل إسرائيل على فلسطين مطهرة عرقيا.
العنف والقوة
الواقعية السياسية تصر على ان ميزان القوى بين إسرائيل والفلسطينيين قد تحول منذ عقود لصالح إسرائيل ، بحيث أن العديد منهم – وغير إسرائيليين- لم يعودوا يؤمنون بضرورة الدخول في مساومات. ومع ذلك فان التقدير القاطع يرى أن تصور الفلسطينيين ضعفاء مخادع، نظرا لكون الفلسطينيين يشكلون اليوم اكثر قليلا من نصف السكان المقيمين ما بين النهر والبحر وعددهم أربعة عشر مليون نسمة. ربما يكون الفلسطينيون عمليا أضعف، ويزيد ضعفهم توزعهم بين الضفة والقطاع وشرقي القدس وإسرائيل بالذات ، ولكن الممارسة اثبتت ان هذا التوزيع من شانه ان يصنع نقاطا عديدة لاحتكاك محتمل ، وكل من النقاط يمكن ان يفجر مظاهرات ومقاومة.
وليس سهلا عزل اخبار هذه الانفجارات، كما كان يحدث سابقا، حيث تقفز الأخبار في الحال عبر الانترنت ، وفوق الجدران والأسلاك الشائكة. بسرعة استحالت مظاهرة ضد تهجير أسرة من بيتها في ضاحية الشيخ جراح في أيار 2021 الى عامل محرض لمليوني فلسطيني محجوزين في القطاع ومثلهم داخل إسرائيل، حيث يشكلون عشرين بالمائة من عدد سكان إسرائيل. كانت الخشية من تفجر هذه الأحداث من جديد أحد عوامل دفع الناخبين في إسرائيل باتجاه التطرف اليميني في الانتخابات العامة.
ما بات واضحا الآن ان السيطرة على الفلسطينييين في معازلهم المشتتة يتجه الى إحداث قدر يتزايد باضطراد من العنف وابقوة للاحتفاظ بهيمنة إسرائيل؛ ويحتمل ان يكون لذلك رد فعل مضاد على كل حال .



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفقر في العالم الثالث صناعة الليبرالية الجديدة واستثمارها ا ...
- بتواطئ مع أميركا أوقف مدعي المحكمة الجنائية التحقيق في جرائم ...
- يستحيل تعايش ليبرالية مع الأبارتهايد في إسرائيل
- اليسار الصهيوني وتوزيع الأدوار
- شواحن الرأسمالية سياسية واقتصادية وثقافية نشطة بالولايات الم ...
- الفاشية الإسرائيلية تتوعد بتنفيذ الضم والتهجير
- كيف جلب الغرب الحرب لأكرانيا
- بتأثير غباء وعماء الحكومة الأميركية وجبن ولامبالاة القادة ال ...
- لمن يؤرقه الاحتلال الإسرائيلي تجاوز نصف القرن .. فتش في المد ...
- ميديا الغرب أذرع البروباغندا للامبراطورية الإمبريالية ومركزه ...
- النظام الأبوي تخلف وتبعية وإحجام عن التغيير
- ثورة اكتوبر -- الحلقة الرابعة والأخيرة
- ثورة اكتوبر دينامو الفكر التقدمي والتحرر الوطني والاجتماعي ( ...
- ثورة اكتوبر دينامو الفكر التقدمي والتحرر الوطني والاجتماعي ( ...
- ثورة اكتوبر دينامو الفكر التقدمي والتحرر الوطني والاجتماعي ( ...
- يتزاحم الشهداء ويحتجب أفق التحرر
- يحظر القانون الدولي على إسرائيل، دولة الاحتلال، استخدام القو ...
- الفاشية توطد ركائزها في الولايات المتحدة ويتجول شبحها في الع ...
- من أجل مقاومة وطنية تستعصي على الكسر
- قوى الشر متفوقة وتدفع البشرية نحو الدمار ..والخلاص في تفاؤل ...


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد مضيه - حل الدولتين بات مستحيلا منذ إنشاء دولة إسرائيل