أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد مضيه - الفاشية توطد ركائزها في الولايات المتحدة ويتجول شبحها في العالم















المزيد.....


الفاشية توطد ركائزها في الولايات المتحدة ويتجول شبحها في العالم


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 7404 - 2022 / 10 / 17 - 19:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحزب الجمهوري وترامب يشيعون الفظاظة والعنصرية وتفوق البيض العنصري بالمجتمع الأميركي
صوتت لجنة الكونغرس للتحقيق في احداث السادس من يناير لصالح استدعاء الرئيس السابق ترامب ليجيب على أسئلة باتت واضحة في التحقيق. رفض ترامب الدعوة وقال ان اللجنة المعينة من الكونغرس غير شرعية. الحزب الجمهوري يدعم ترامب الذي يحتفظ بنفوذ طاغ داخل الحزب؛ و ثلاثة أرباع الحزب الجمهوري باتوا مقتنعين بكذبة ترامب حول تزييف انتخابات الرئاسة في نوفمبر 2020. ويتعرض للضرب من قبل أعضاء في الحزب الجمهوري كل من يعترض على فكرة تزييف الانتخابات.لكن موقف ترامب ترامب ودعم الجمهوريين له لن يؤدي الى حرب أهلية، كما يتوقع العض. ترامب سنشر الفاشية كما كان أثناء وجوده في البيت الأبيض. ولن يلقى معارضة من الحزب الديمقراطي؛ الديمقراطيون يخشون الفاشية ، لكنهم يخشون زوال الرأسمالية اكثر، وهم حزب الرأسمالية الاحتكارية وكذلك الجمهوريون. ترامب والحزب الجمهوري رواد الفاشية بالولايات المتحدة، يعززون مواقعها في ممارسات وأفعال تحض على القسوة والعنف والتمييز العنصري وتفوق العرق الأبيض، مركزين على الليبرالية الجديدة.
الأكاديمي الأميركي ،هنري غيروكس، وضع عدة مؤلفات وكتب عشرات المقالات حول الليبرالية الجديدة وثقافتها الداعية للقسوة والعنف؛ وهي اداة الوصل بالفاشية. نشر له موقع كاونتر بانش في 14 اكتوبر الماضي مقالا عنوانه "إشاعة النازية في المجتمع الأميركي وسياط العنف". حمّل غيروكس الحزب الجمهوري بالولايات المتحدة مسئولية نشر الممارسات الفاشية في الحياة الأميركية ، السياسية والمدنية. اورد أن "معظم أعضاء الحزب الجمهوري يستعملون لغة العنف لترويج أفعال خارجة على القانون ، الوباء المميز للغة الفاشيين". نقل عن ليندسي غرهام ، السيناتو الجمهوري، من على منبر فوكس نيوز "إذا حصل اضطهاد لدونالد ترمب بسبب معلومات مضللة ... فسوف تحدث مظاهرات في الشوارع"؛ علق غيروكس بالقول، " يريد ان يقول أن ترامب فوق القانون". مناخ التهديد هذا قد تعزز؛ فعقب تهديد غراهام صدر عن دونالد ترامب تهديد أثناء مقابلة على الراديو؛ حذر من أنه إذا وجهت ضده تهمة بناء على وثائق مصنفة ’ستنشأ مشاكل عويصة في البلاد ربما لم نر مثيلا لها من قبل‘ . ثم أضاف، ’ لا أعتقد ان شعب الولايات المتحدة سوف يقبل الاتهام‘ . ولاحظ روبرت رايخ ، وزير العمل في إدارة كلينتون ان ’خطاب ترامب خطير وسبق أن رأينا عواقب ما يحدث حين يدعو ترامب الناس للنزول الى الشوارع‘". يضيف غيروكس، " حالا بعد ذلك مضى ترامب بعيدا مستعملا لغة العنف ضد ميتش ماكونيل، زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ (وهو جمهوري) ، الذي خالف رأي ترامب وصوت لصالح قانون لتمويل الحكومة الفيدرالية خلال منتصف ديسمبر / كانون أول. أشار ترامب بصورة عنصرية الى زوجة ماكونيل ، وقال ان ماكونيل صوت لصالح القانون "لأن لديه رغبة بالموت". لغة تمجد قومية البيض ، الى جانب توليد عبادة الغضب والعدوان كاداة مشروعة للسلطة السياسية. في حقبة العنف الجديدة هذه بات محتما إدراك ليس فقط الشروط السياسية والمؤسساتية والثقافية الفاعلة في تحويل النشاط السياسي الى شكل للحرب الأهلية ، بل وكذلك تمييز المواقع والسياسات وأنظمة السلطة التي تستغل المخاوف والقلق والتفرد والغضب الذي ملأ مجتمعا بات مرادفا لثقافة القسوة والجشع والعدوان والعنصرية التي لا سابق لها.
اورد المقال دور ترامب في التاثير على الحزب الجمهوري ، حيث يحكم قبضته على الحزب:
في الوقت الحالي يقدم الرئيس الأميركي السابق ترامب الغطاء للإرهابيين المحليين امثال "الأولاد المعتدين بأنفسهم" وجماعات المؤامرة الراديكالية مثل "كانون" . ورفض حاكم ولاية تيكساس امر العفو الذي أصدره الرئيس بايدن ، على من حُكِم عليه بتعاطي الماريجوانا ، فحكم بذلك بالسجن على الآلاف ممن صدرت بحقهم أحكام جائرة لأنهم ملونون. يجري الأن شطب تاريخ السياسات الفاشية وإبادة الجنس والعنف الجماعي بالولايات المتحدة ، ألى جانب اتخاذ سياسات فاشية مكتملة في هذا الزمن الكابوسي داخل الولايات المتحدة والعالم . يذكر غيروكس دولا عدة تمضي نحو الفاشية؛ ولا يذكر إسرائيل من بينها ، على الرغم من شيوع لغة العنف والقسوة بين اليهود أنفسهم. رصد أفنيري احد مظاهر الفاشية بعد انتهاء العمليات الحربية في عدوان إسرائيل على لبنان صيف 2006، حيث الجهل المصطنع يبرر التجني والتخوين؛ كتب اوري أفنيري في إحدى مقالاته:" ما زالت الحقائق غير واضحة للجمهورالإسرائيلي؛ فغسيل الأدمغة الذي قام به المعلقون العسكريون والجنرالات السابقون الذين هيمنوا على وسائل الإعلام أثناء الحرب ، قد جعل من العملية الحمقاء- وقد اقول العملية الإجرامية –استعراضا للنصر، يظهر الحماس ؛ وبالتالي فان قرار القيادة السياسية بوقف الحرب أصبح الكثيرون ينظرون اليه على انه عمل قام به ساسة انهزاميون جبناء وفاسدون وحتى خونة"؟ هذا بالطبع بعض تفشي العنف والقسوة المستخدم ضد العرب. في أميركا عنف وقسوة السياسة العدوانية بالخرج تسرب في التعامل مع المجتمع الأميركي.
"هذا هو بالضبط الشعار الجديد لليمين الفاشي الإسرائيلي الذي اخذ يرفع رأسه القبيح الآن".
نواصل مع غيروكس:
"ليست الفاشية قوة هامشية، فهي حركة سياسية جماهيرية باتت تحتل مركز السلطة وتوظف رغبات وتواطؤ الملايين ممن يتساهلون حيال افتراءات عنصرية فانتازية . فعندما طالب دونالد ترامب بهجرة المزيد من النرويجيين الى الولايات المتحدة كان بذلك يضع في المقدمة التيار الرئيس للخطاب الفاشي حول النقاء العرقي الذي تسبب تاريخيا في هلاك الملايين ممن اعتبروا غير أنقياء عنصريا في المجتمعات الفاشية السابقة؛ بات هذا موضوعا مركزيا في مظاهرات اليمين والنظام البيئي لليمين. كتب كولين كلارك و تيم ويلسون في مؤسسة أبحاث فورين بوليسي يدينان اليمين الذي يحتفي بأفراد امثال تاكر كارلسون ، الذي يلعب دورا بارزا في الدعاية للتفوق العرقي للبيض من خلال دعمهم المتواصل لنظرية الإحلال العرقي . إن برنامج تاكر المنشور على فوكس نيوز والذي يشاهده قرابة الأربعة ملايين ونصف المليون كل ليلة قد أشار الى الاحلال العنصري العظيم في أكثر من 400 حلقة . تنادي نظرية الإحلال العرقي ان "النخب العالمية" تستبدل المهاجرين ب" مسيحيين بيض"( اميركيين )، وينادي اليمين المتطرف باستعمال العنف السياسي لمنع إفشال هذه الظاهرة. وتحظى نظرية الإحلال بترويج على نطاق واسع من قبل عناصر الحزب الجمهوري. عضو مجلس النواب عن الحزب الجمهوري، إليس ستيفانيك، كما نشرت ديلي بيست ، تروج نظرية الإحلال ، وهي تعرف انها تدعم راديكالية روبرت بوورز، الإرهابي الذي قتل أحد عشر فردا في كنيس "تري اوف لايف(شجرة الحياة" لأنه أراد معاقبة اليهود الذين يساعدون " الغزاة"؛ كما تدعم تطرف برينتون تارانت ، الإرهابي الذي قتل اكثر من خمسين مسلما . بفضل هذه الأعمال غدت الفاشية جزءا من الثقافة الأميركية . توجيه التهديدات بالقتل غدت مرضا مزمنا في الحزب الجمهوري الكاره للمساواة والتنوع وبالذات الديمقراطية . إن لغة العنف والقسوة والبشر الفضلات هي العملة السياسية الرائجة للماضي النازي وظهرت في ما يمكن ان نطلق عليه التربية النازية للمجتمع الأميركي".
"مع بروز فاشية الحزب الجمهوري اخذ يطغى فيض من الميديا الاجتماعية اليمينة على المجتمع الأميركي يحمل خطاب الكراهية وقومية البيض وتفضيل الوسط المحلي وإنكار حق المواطنة للجميع . ميشيل فلين ، الجنرال ومستشارسابق للأمن القومي يكرس جهده لتشكيل حركة تفرز المسيحية المبدأ الحاكم للحياة الأميركية ومؤسساتها، وفي هذه الأثناء يقوم بتدمير الروابط الاجتماعية التي
تمنح الأميركيين كرامتهم وامنهم ومعناهم. يحرص على الدوام على حضور اجتماعات اليمين ويتحدث فيها مشيرا الى " الاستيقاظ العظيم" ويذكّر المسيحيين انهم يخوضون ’حربا روحية لن تربحوها بدون الهجوم‘. وشأن العديدين من الإنجيليين أعضا الحزب الجمهوري ’ يرى مؤامرات تحاك في كل زوايا الحياة الأميركية‘ . وكما كتبت ميشيل سميث في مجلة فرونتلاين، فإن ’تفكيره يصب الزيت على العنف وهو متجذر في خليط من الأكاذيب والتخرصات‘ . يكرر الافتراءات حول حركة "حياة السود مهمة"؛ يخطب امام عشرات ألوف الأميركيين ويزعم وجود 75 عضوا في الحزب الاشتراكي بالكونغرس وقال أيضا ان اليسار والحزب الديمقراطي يحاولون تدمير البلد. وقال ان المدارس الابتدائية تعلم ’القذارة‘ و ’الإثارة الجنسية‘ " .
الدعاية الفاشية للعنف والقسوة ولغة التهديد باتت سمة الثقافة الأميركية . يواصل الأكاديمي غيروكس ، محذرا:
"ان ازمة اللغة في الولايات المتحدة مظهر مَوات لنظام الديمقراطية الليبرالية ، وبزوغ نظام آخر ، أُطلِقُ عليه فاشية الليبرالية الجديدة. الحزب الجمهوري خليط من نازيين جدد ، نظريي المؤامرة ، متعصبون دينيون، سياسيون فاسدون سياسيا ومنتفضو السادس من يناير ومتطرفون يمينيون، ببساطة يحاولون إزاحة جو بايدن من منصبه ويحظرون الكتب وتحويل التعليم العام والعالي الى آليات دعاية ، وتصفية حقوق النساء، وتعريف الذاكرة الثقافية والوطنية والتاريخية من خلال عدسة نظرية إحلال البيض والتحرق عندما صارGim Crow Laws‏لعهد جيم كرو( مصطلح أصبح شائع الاستخدام في الغرب في ثمانينيات القرن التاسع عشر الفصل الاجتماعي مشروعًا في كثير من الأجزاء الجنوبية للولايات المتحدة). انهم يدشنون نسخة محدثة للفاشية تهدد الوجود الكوني، وليس ببساطة آخر مظاهر الديمقراطية.
"إذا أراد الأميركيون نقاشا حقيقيا حول العنف بالولايات المتحدة وعلى صعيد العالم من الملح إدراك العنف جزءا من نظام عالمي ليبرالي جديد يرى التضامن الطبقي والقومي خطرا ويعلن الرفاه ذنوبا ويستبدل فكرة المساواة والعدالة والحرية بأفكار قومية البيض والتطهير العرقي. وعلى كل حوار جاد حول العنف مقاربة نمو التجمع العسكري- الصناعي- الأكاديمي ، عسكرة كل مناحي الحياة ، عسكرة الشرطة وثقافتها العنصرية وبروز الدولة القومية للرقابة الأمنية ."
"تجاوز العنف في الولايات المتحدة كل ما لا يمكن التفكير به ، مع الجهل المصطنع واعتياد ثقافة البربرية المتغلغلة في ثنايا الحياة الاجتماعية . ومع انهيار الثقافة المدنية وتداعي الحقيقة الى نظريات مؤامرة ومراقبة وغسل التاريخ فإن النشاط السياسي قد أفرغ من قيم الديمقراطية والمسئوليات المشتركة والبوصلة الأخلاقية القابلة للحياة؛ تفلّت من القانون يغذيه عدم المحاسبة في المجال السياسي يؤدي الى تفاقم العنصرية والإرهاب المحلي ، وإطلاق النار على الجمهور وتصاعد التهديد بالعنف . تعصف انشطة العنف في الأماكن الأشد مناعة وحماية ، تمتد من المدارس الى السوبرماكتات ، تحيط بكل أوجه الحياة الأميركية. نحن نعيش في زمن يتميز بسياسات الإخلاء والاختفاء والجنون الوطني والاضطهاد السياسي . المكابدة البشرية استحالت استعراضات للاضطهاد العنصري؛ والعنف ، الذي كان متخفيا او متباعدا في تخوم الحيا ة الأميركية ، بات الآن في مركز السلطة وفي الحياة اليومية وامرأ معتادا. والتهديدات بالعنف من قبل الحركات السياسية والتفوق العرقي للبيض والمتطرفين الذين يرفضون الانتخابات قد بلغ مستوى أعلى من أي وقت مضى ؛ مثال ذلك مروجو الكراهية أصحاب النفوذ ، خاصة أعضاء منظمة كانون، يزعمون الآن ان الحزب الديمقراطي مزدحم بشياطين يمتصون دماء الأطفال، شياطين يختطفون الأطفال ويغتصبونهم جنسيا. عينة من الأكاذيب تروجها تلك المنظمة وتدعو أتباعها لممارسة العنف: تنشر الأكاذيب حول مستشفى لتنهال عليه بالنتيجة التهديدات والمضايقات؛ تجاوز التهديد بالعنف نطاق السياسة وتمارسه منظمة ماغا التابعة للحزب الجمهوري لإسكات ونقد مؤسسات تضم المدارس العامة والمكتبات والمحاكم. يتم منع تداول كتب وإضعاف حقوق الانتخاب وتدبير الهجمات ، والعديد من الهجمات يحرض عليها الحزب الجمهوري ضد منشورات لا تعجبه، مثال مقالة آمي غودمان في 9 سبتمبر/ أيلول الماضي: " مؤرخ اليمين الراديكالي: ترمب يشكل خطرا وجوديا على مستقبل الديمقراطية" . توجه الفاشية هجماتها ضد اختلاط الأجناس من أجل ما تسميه " النقاء العرقي" . وجميع سياسيي اليمين المتطرف امثال أوربان في هنغاريا باتوا يحذرون من مخاطر "اختلاط الأجناس" في أوروبا ويصرون علانية على تفوق العرق الابيض ، وهذا ما بات يهيمن على دعاية الحزب الجمهوري في أميركا". وهذا نهج سياسي متبع في إسرائيل منذ قيامها.
يجري تقويض الثقافة المدنية ، وبات من السهل على الحزب الجمهوري تسويق العنف في زمن "اخذت تتضخم صفوفه بسرعة" جماعات متطرفة بالولايات المتحدة / امثال "الأولاد المعتدون بأنفسهم" و" حافظو القسم" و "كانون" . والعنف موجه بصورة متزايدة ضد النساء المكافحات من أجل حقوقهن، ومعارضي حرية اقتناء السلاح وكذلك المعلمين والعاملين بالمكتبات ممن يعارضون حظر الكتب. تهبط لغة اليمين بالسياسة الى مجرد استعراضات، بينما يروجون المنطق الفاشي لقسوة الليبرالية الجديدة ، والسياسات العنصرية الخاصة بالبشرالفضلات، وتمجيد العنصر الأبيض والقومية المسيحية والتفوق العرقي. غدت القسوة عنصرا مزروعا في جينات الحزب الجمهوري ، ومعظمها موجه ضد الأطفال. يهاجم اليمين الأطفال الفقراء ويصدر تشريعات تغرق ملايين الأطفال في فقر مدقع . تتواصل الحرب ضد الأطفال بطرق أخرى . فعلى الرغم من أن الأضرار الناجمة عن السلاح الناري تشكل السبب الكبير لموت الأطفال ينادي الجمهوريون بإلغاء أي قيود على البندقية . في الأغلب الأعم يتهم الجمهوريون أطفال السود بنشر ثقافة الإجرام ويدعمون إنزال عقوبة السجن مدى الحياة بدون عفو بالأطفال السود، وهذا ما تؤيده المحكمة العليا . يجب الملاحظة بأن الولايات المتحدة تحتجز من الصغار ما تتفوق به على أي بلد بالعالم.

صمت الميديا الرئيسة والحزب الديمقراطي

من المحتم أيضا مقاربة الصمت الذي تبديه الميديا الأميركية إزاء مخاطر الفاشية ؛ على سبيل المثال تستعمل الصحافة الرئيسة لغة نمطية تحجب عن الجمهور كلا من ازمة الرأسمالية وتبديل صورتها بشكل فاشية الليبرالية الجديدة. تركز على الأكاذيب يطلقها الحزب الجمهوري ، بينما تصمت إزاء ما يدعوه صحفي التقصي كريس هيدجز "الادعاء الكاذب بان اميركا تمارس الديمقراطية". فهي تندد بطلب ترامب إصدار عفو عن الأوباش المجرمين ممن هاجموا الكابيتول، تتعامل مع الحادث معزولا. وعلى نفس النمط ان سوء تناول ترامب لوثائق الحكومة يجري التعامل معه كتصرف شخصي مناقض للقانون ، وليس أحد مظاهر خرق القانون المزمن لدى انظمة الفاشية كافة ، سواء كانت ألمانيا النازية او تشيلي بينوشيت او هنغاريا اوربان . وعندما انتُخبت الفاشية الجديدة جيورجيا ميلوني رئيسة لوزراء إيطاليا فأن الصحافة الرئيسة ، وكذلك هيلاري كينتون "قد ركزت فقط على انتخاب امرأة رئيسة لحكومة إيطاليا". وما يتم نسيانه دوما في هذا التقدير المسيس للجندر ان تلك الامراة لعبت الدور البارز" في ترويج الفاشية" بإيطاليا.
الليبراليون يخشون الفاشية ، لكنهم يخشون نهاية الرأسمالية اكثر ، على الرغم من حقيقة ان نقطة النهاية لرأسمالية الليبرالية الجديدة في ازمنة الأزمة تحتضن المبادئ الأساس لسياسات الفاشية. والانتخابات في لحظة تاريخية ، حيث المال يحرك النشاط السياسي ويقدم مهمازا ضعيفا لإلغاء السياسة ولتجنب العناصر الأيديولوجية والبنيوية للرأسمالية المولدة لعدم التكافؤ والمكابدة والاضطهاد
واعتلال الحياة المدنية ومنطق الفضلات البشرية والدمار البيئي. ليست الرأسمالية جزءا من القانون الطبيعي وهي منتج جهد متواصل لتدمير التخيل العام وتقويض التفكير النقدي وفصل النشاط الاقتصادي عن التكاليف الاجتماعية. آليات الدعاية اليمينية المكثفة للراسمالية عسكرت الثقافة والجهاز التربوي . وبالنسبة للحزب الجمهوري الحديث فإن النضال بصدد الأفكار قد غدا حربا متسارعة من اجل الفكاك من السياسة والتطفيل وتدمير أي معالم وعي جماهيري يبدي ادنى التعاطف مع الديمقراطية الاشتركية.
تعمل فاشية الحزب الجمهوري حاليا كشكل من الإرهاب المحلي مع احتضانها لسياسات الفاشية العالمية. والحزب الديمقراطي هو الجانب الأسفل الأخرس لسياسات الفاشية. فهو ملتزم بمجتمع رأسمالي يولد اللامساواة والبؤس والمكابدة والفقر العام الذي ، وكما قال ذات مرة توني موريسون، يساند البيئة المعسكرة وألعنصرية التي تسمح بنمو الفاشية بينما ترفض المساواة كمبدا مركزي لكل من العلاقات الإنسانية والديمقراطية بالذات. الرأسمالية تخفي نوابضها الفاشية في الخطاب الهيستيري لرأسمالية منزوعة العواطف، وفي مفارقات(مثل الحنان القاسي) الهدف منها حماية النخبة المالية وأيديولوجيتها وجهاز دولتها القائم على الاضطهاد. الحزب الديمقراطي ملتزم بالمال الضخم، دعوته لانتخابات فارغة في ضوء "كلا الحركتين اليمينيتين مرتبطتان بسيطرة الشركات الكبرى على الانتخابات".أنهما وجهان لعملة واحدة. وهناك أيضا الإطار العريض لسياسة الولايات المتحدة الخارجية وارتباطاتها بالسياسات الفاشية. هذا الإطار الأوسع يلقي الضوء على الدور الذي على الحزب الديمقراطي أن يلعبه مع الحزب الجمهوري ويواصل اللعب في دعم سلسلة من الدول وحركاتها اليمينية ، وجميعها تعتبر حلفاء.
التربية نشاط سياسي بامتياز
تلك سياسات ينبغي ان تسمح بتقصي أمور الطبقة واللامساواة وعلاقات القوى واسعة الانتشار والعنصرية المنهجية وسياسات الإدراك العام. من شانها ان تضع التربية في مركز النشاط السياسي وإبداع أدوات تمكن الأفراد من ربط مشاكلهم الخاصة باهتمامات منهجية أوسع. أود ان أعرض قاموس مفردات يستبدل سياسات الفردانية وعدم الالتزام بسياسات التواصل ؛ يعني انشطة سياسية شاملة تحتضن جماع النظام مع الاتساق الاجتماعي. نمضي على خطى ستانلي ارونوفيتز،أنجيلا ديفيز وباربارا إيبشتاين، فكرة حيوية للمقاومة تتطلب لغة جديدة تعيد التفكير في نظرية تطورسياسات مناهضة للراسمالية ، وحركة شعبية هدفها مقرطة السلطة. فكرة المقاومة هذه تتتضمن خطابا يقرن التربية بالتغيير الاجتماعي ، نظرية البنى المؤسسية، فكرة متطورة للمثقفين العامين في عصر الميديا الرقمية والطغيان ، وأنشطة سياسية للنقد والممكن.
في عهد الفاشية والعنف المتسارع تتطور انماط جديدة للإقناع في مجال الثقافة الممتد من السوشيال ميديا حتى منابر الإنترنت على انواعها .أنظمة حديدة للتثقيف والأدلجة والدعاية تحتفظ بأهمية لا تجارى في إنتاج المعرفة والهويات والقيم والعلاقات الاجتماعية. في ظل هذه الظروف لا تعود اللغة تعمل ببساطة وعاء للمعنى والحقائق؛ تكتسب اهمية تربوية وتواصلية جديدة في قدرتها على تشكيل القيم والعلاقات الاجتماعية والهويات. في حقبة العنف الجديدة من الملح ان نمسك ليس فقط بالشروط السياسية والمؤسسية والثقافية الفاعلة في تحويل النشاط السياسي الى احد أشكال الحرب الأهلية؛ إنما يجب أيضا بلورة مواقع السلطة وسياساتها وانظمتها التي تستغل المخاوف والقلق والتفرد والغضب الناجمين عن عدوان الرأسمال والشراسة المنهجية.
في انظمة عديدة تم رفع العنف الى مبدأ تنظيمي للسلطة ، تتعاظم قيمته كأحد أشكال العملة السياسية . ويجري شطب شروط الديمقراطية على أيدي المتطرفين على صعيد عالمي ، اولئك الذين يتمسكون بأشكال السلطة القمعية وبالأكاذيب وتفوق العرق الأبيض كادوات الانتهازية السياسية. اميركا تغرق في مشكلة فاشية مكتملة الأبعاد يجب التعرض لها إذا ما فكرنا بأسلوبها نحو نشاط سياسي ومستقبل مختلفين، وأميركا ليست وحيدة ، إذ تبزغ حكومات فاشية بالسويد وإيطاليا وهنغاريا وتشيلي. الديمقراطية الليبرالية غدت جثة بالولايات المتحدة مخفية خلف لغة الخرافة وفقدان الذاكرة الاجتماعية والتاريخية. وعبر الكرة الأرضية يواجه الصراع حول اوجه النشاط السياسي أقل منافسة بين أحزاب وحركات سياسية تقليدية منه صراعا بين صيغة مطورة للفاشية والوعد بديمقراطية اشتراكية إذ يتجول شبح الفاشية عبر الكرة الأرضية فإن الاحتفاظ بالأمل وبالحاجة الى مقاومة جماعية بات فعلا ثوريا لا بديل له.



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أجل مقاومة وطنية تستعصي على الكسر
- قوى الشر متفوقة وتدفع البشرية نحو الدمار ..والخلاص في تفاؤل ...
- تفجير نوردستريم 1و2 ..الغاية وصاحب المصلحة
- بدون الثقافة يستحيل توطين الديمقراطية وكرامة البشر
- الفجور الأميركي
- مصداقية الميديا الأميركية في الحضيض
- نموذج لتزييف العلم في الولايات المتحدة
- لماذا تطلب إسرائيل ود العرب باستثناء شعب فلسطين
- تفجيرات 11/9 تدشين للقرن الأميركي (الحلقة الأخيرة)
- تفجيرات 11أيلول 2001 تدشين القرن الأميركي(2من3)
- تفجيرات 11 أيلول تدشين القرن الأميركي(1من 3)
- نحو نظام دولي يضمن الحرية والتطور المستقل لكل دولة
- وهم الديمقراطية تحت مظلة الاحتكارات
- ورشة في القراءة النقدية ينظمها محمود شقير للفتيات والفتيان
- أميركا والفاشية الدولية
- سياسة أميركا الدولية .. هل من تغيير ؟ وكيف؟
- حملة تحريضية ضد الصين.. الدافع والدلالة
- الاستعدادات جارية في الولايات المتحدة لشن حرب نووية ضد الصين
- للقطاع صواريخ تنزل الموت والدمار .. وللضفة تهويد الأرض.. منط ...
- مظاهر أخرى لوأد العدالة في الولايات المتحدة الأميركية - اغتي ...


المزيد.....




- مقتل فلسطينية برصاص الجيش الإسرائيلي بعد مزاعم محاولتها طعن ...
- الدفاع المدني في غزة: العثور على أكثر من 300 جثة في مقبرة جم ...
- الأردن: إرادة ملكية بإجراء الانتخابات النيابية هذا العام
- التقرير السنوي لـ-لعفو الدولية-: نشهد شبه انهيار للقانون الد ...
- حملة -شريط جاورجيوس- تشمل 35 دولة هذا العام
- الصين ترسل دفعة من الرواد إلى محطتها المدارية
- ما الذي يفعله السفر جوا برئتيك؟
- بالفيديو .. اندلاع 4 توهجات شمسية في حدث نادر للغاية
- هيئات بحرية: حادث بحري جنوب غربي عدن
- وزارة الصحة في غزة تكشف عن حصيلة جديدة للقتلى والجرحى نتيجة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد مضيه - الفاشية توطد ركائزها في الولايات المتحدة ويتجول شبحها في العالم