أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد مضيه - عام على القتال في اكرانيا















المزيد.....

عام على القتال في اكرانيا


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 7509 - 2023 / 2 / 1 - 19:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فضلت روسيا التسوية السلمية..ولكن..
كتب سكوت ريتير في مقالته المنشورة بمجلة كونسورتيوم نيوز الإليكترونية في 11 يناير / كانون ثاني بعنوان "رؤية اكرانيا لعام 2023".: "ظهرت منظومة حقائق تشير الى ان رد الروس بحرب وقائية دفاعا عن النفس بموجب المادة 51 لميثاق الأمم المتحدة قد تستحق النظر... ببساطة ، كان الخط البياني لديبلوماسية روسيا تجنب الصدام . ولا يمكن القول ان نفس الخط اتبعته أكرانيا او الشركاء في الغرب". يثبت هذا القول مصداقية بوتين ، إذ ردد مرارا :" لم يتركوا لنا سيلا آخر غير ما أقدمنا عليه". ورغم ذلك ، كان ممكنا وقف الحرب بتسوية سلمية في محادثات الأستانة لولا تدخل بوريس جونسون مبعوثا من حلف الأطلسي؛ قطعت المحادثات. ه

تقترب الذكرى السنوية الأولى للغزو الروسي لأكرانيا، في الحقيقة أن أكرانيا أرادت أن تجعل من الصدام عاملا معنويا وبقدر أقل انتصارا عسكريا . من رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي الى مدير السي آي إيه معظم المسئولين في الاستخبارات والعسكرتاريا في الغرب قدروا في بداية الأعمال الحربية ان الهجوم الروسي ضد أكرانيا سوف يسفر عن نصر روسي حاسم.
صمود الجيش الأكراني ومقاومته أذهلت الجميع ، بمن فيهم الروس ، الذين اثبتت خطتهم الحربية الأولى ، والقوى المجندة للمهمة عدم كفايتهما لإنجاز المهمة. لكن تصور نصر اكراني كان خادعا

اعترافات

سوف يهدأ الغبار فوق ميادين القتال . برز نمط مختص بالرؤية الاستراتيجية للقرار الروسي بغزو اكرانيا ؛ وبينما تتواصل الروايات الرئيسة من جانب الغرب لدمغ التصرف الروسي عدوانا بدون استفزاز، فقد "ظهرت منظومة حقائق تشير الى ان رد الروس حول حرب وقائية دفاعا عن النفس بموجب المادة 51 لميثاق الأمم المتحدة قد تستحق النظر".
فقد بينت الاعترافات الصادرة عن مسئولين في غرب اوروبا كانوا يتولون السلطة أثناء توقيع اتفاق مينسك عامي 2014 و2015 ، ( الرئسي الفرنسي السابق فرانسوا هولاند والرئيس الاكراني السابق بيترو بوروشينكو والمستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل) ان الهدف من اتفاقي مينسك كان اكذوبة إذ ادعى التوصل الى تسوية سلمية للنزاع في الدونباس الذي انفجر بعد الانقلاب عام 2014 بين حكومة اكرانيا والانفصاليين الموالين لروسيا. والصحيح ان اتفاقي مينسك، كما صرح الثلاثي، لم يكن غير وسيلة لكسب الوقت لاستكمال تسلح الجيش الأكراني بمساعدة حلف الأطلسي، بحيث يتمكن من أخضاع الدونباس وطرد روسيا من القرم.
في ضوء اعترافات الثلاثي فإن تأسيس قدرة تدريب دائمة من قبل الولايات المتحدة وحلف الناتو في غربي أكرانيا – والتي دربت حوالي 30000 جندي خلال الفترة ما بين 2015 و2022 ليصلوا مستوى الناتو لغرض أوحد هو مواجهة روسيا شرقي اكرانيا - قضية تستحق نظرة شاملة حين قرر الروس غزو أكرنيا: أقرار من جانب أكرانيا وفرنسا وألمانيا بالهدف غير المعلن في حينه ، الى جانب تكرار الروس إصرارهم على التطبيق التام لاتفاقي مينسك قبل 24 فبراير / شباد 2022 .
في العام 2008 حذر ويليام بيرنز ، وكان سفيرا للولايات المتحدة في روسيا ، وحاليا مدير السي آي إيه، من أن اي جهد يقوم به الناتو لوضع أكرنيا في حظيرته سوف تنظر اليه روسيا تهديدا لأمنها الوطني ، وإذا ما نفذ سوف يستدعي التدخل العسكري من جانب روسيا[تأكيد الكاتب]. ذلك التعميم من جانب بيرنز يوفر السياق الملح لمبادرات 17 ديسمبر / كانون أول 2021 التي تقدم بها الروس والداعية لتشكيل شبكة امن اوروبية من شأنها ان تبقي أكرانيا خارج الناتو.
ببساطة ، كان الخط البياني لديبلوماسية روسيا تجنب الصدام . ولا يمكن القول ان نفس الخط اتبعته أكرانيا او الشركاء في الغرب؛ فقد اتبعوا سياسة توسع الناتو مرتبطة بقرار أزمة الدونباس – القرم بالوسائل العسكرية.

من يغير ىللعبة، لا يكسب اللعبة

كان رد فعل حكومة روسيا على الفشل العسكري في بداية الحرب إلحاق الهزيمة بأكرانيا ينبئ عن بصيرة هامة في تفكير القيادة الروسية المتعلق بأهدافها وغايتها. يبدو أن الروس ، وقد تعذر تحقيق الانتصار الحاسم ، كانوا مستعدين لقبول نتيجة تقصر مكاسبهم الإقليمية على الدونباس والقرم مع اتفاق مع اكرنيا بان لا تنضم الى حلف الناتو. وبالفعل كانت روسيا واكرانيا على وشك التوصل الى اتفاق وفق هذه الخطوط في المفاوضات التي تقرر إجرؤها في استنبول في إبريل/ نيسان 2022.
على كل حال ، تم قطع هذه المفاوضات إثر تدخل رئيس وزراء بريطانيا ، بوريس جونسون، الذي ربط استمرار تزويد أكرانيا بالمساعدات العسكرية اكرانيا في فرض نهاية للصدام في ميدان القتال ، بدل المفاوضات . كان حافز تدخل جونسون تقدير حلف الناتو ان انتكاسات الجيش الروسي فيبداية الحرب تنم عن ضعف عام في روسيا.
ادت هذه السياسة الى حقن ما يبلغ مائة مليار دولار من المعونات الى أكرنيا ، خصصت عشرات الميارات منها أثمان معدات عسكرية متطورة.
هذا الدعم الضخم من المعوانات أحدث تغييرا في اللعبة ، سمح لأكرانيا الانتقال من حالة دفاع عسكري الى حالة يرى المرء اكرانيا وقد أعادت قوتها العسكرية ، تدريبا، شن هجمات مضادة ضخمة نجحت في إرجاع القوات الروسية من مناطق أكرانية شاسعة. لم تكن، على كل حال ، لعية استراتيجية فوز – بعيدا عن هذا.
تحققت المنجزات العسكرية بتسهيلات المعونات العسكرية لحلف الناتو، بكلف عالية بالأرواح والمواد. من الصعب التعرف على الخسائر لدى كل طرف لكن هناك اعتراف على نطاق واسع ، حتى بين الحكومة الأكرانية ان خسائر الأكرانيين ثقيلة.
وحيث يوجد استقرار نسبي على خطوط القتال ، فان السؤال الى أين تتجه الحرب تخضع لحساب عسكري- باختصار ،علاقة سببية بين معادلتين أساسيتين تدوران حول وتائر الحريق( مدى سرعة استمرار الخسائر) مقابل وتائر التجديد( مدى سرعة استبدال الخسائر). نتيجة المعادلة في غير صالح الأكرانيين.
لا الناتو ولا الولايات المتحدة تبدوان قادرتين على الاستمرار في تزويد كمية الأسلحة التي تم تسليمها الى أكرانيا، التي مكنت من الهجمات المضادة للروس.
تم تدمير القسم الأكبر من هذه المعدات، ورغم إصرار أكرانيا على حاجتها للمزيد من الدبابات والعربات القتالية المصفحة والمدفعية والدفاعات الجوية ؛ وبينما تبدو واعدة المعونات العسكرية فإنها ستتأخر عن موعد المعركة وبكميات كافية لإحداث نتيجة كسب اللعبة بالمعركة.
فوتائر الخسائر البشرية التي تلحق بأكرانيا بلغت اكثر من الف مقاتل في اليوم ، تفوق بكثير القدرة على التعبئة والتدريب لتعويض الخسائر.
تمضي روسيا في سيرورة استكمال تجنيد 300000 مقاتل يبدون مزودين باكثر نظم الأسلحة تقدما في الترسانة الروسية. ولدى وصول هذه القوات بكامل عدتها الى ميدان القتال ، ربما مع نهاية يناير، فلن يكون بمقدور أكرانيا الرد. هذه الحقيقة القاسية مضافا اليها ضم الروس ما يزيد على 20 بالمائة من أراضي أكرانيا ، وحيث بلغت قيمة البنى التحتية المدمرة تريليون دولار ، فأن ذلك يحمل مستقبلا سيئا لأكرانيا.
يقول مثل روسي قديم: "الروسي يحزم ببطء ، لكنه يمتطي بسرعة" . هكذا تبدو الصورة الظاهرة للصدام الروسي- الأكراني.
اكرانيا وشركاؤها الغربيون يناضلون لإطالة النزاع الذي دشنوه عندما رفضوا تسوية سلمية ممكنة في إبريل/ نيسان 2022؛ وروسيا ، وبعد أن بدات تسير على قدميها الخلفيتين ، أعادت تجميع القوى الى حد كبير ، وتبدو انها تيمم لاستئناف عمليات هجوم على نطاق كبير لا أكرانيا ولا شركاؤها الغربيون يملكون جوابا ملائما عليه .
يضاف لذلك في ضوء التاريخ المزدوج لاتفاقيتي مينسك من غير المحتمل إقناع روسيا بالأساليب الدبلوسية بالتراجع عن شن حملتها العسكرية. والحالة هكذا ، يبدو العام 2023 متشكلا عام مواجهة عنيفة متواصلة تفضي الى نصر روسي حاسم.
كيف تحيل روسيا هذا النصر العسكري تسوية سياسية مستدامة تتجلى في سلام وامن إقليميين ؟ امر يتضح في قادم الأيام.



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البعد القومي للنضال الفلسطيني راهنا ومستقبلا(2من3)
- جامعات الولايات المتحدة وإعلامها تروج التجهيل ونشر السخافات
- البعد القومي للنضال الفلسطيني راهنا ومستقبلا (1من3)
- مارتن لوثر كينغ طالب بالعدالة الاقتصادية والاجتماعية .. فاغت ...
- مشروعية المقاطعة الدولية لنظام الأبارتهايد ( 2من2)
- مشروعية المقاطعة الفلسطينية لنظام الأبارتهايد –(1من2)
- نتنياهو مزق الأوهام ..الآوهام باتت عارية
- النازية الجديدة في أكرانيا (2من2)
- النازية الجديدة في أكرانيا (1من 2)
- نظام الأرباح الأ سطورية للراسمال وصحة البشر
- حل الدولتين بات مستحيلا منذ إنشاء دولة إسرائيل
- الفقر في العالم الثالث صناعة الليبرالية الجديدة واستثمارها ا ...
- بتواطئ مع أميركا أوقف مدعي المحكمة الجنائية التحقيق في جرائم ...
- يستحيل تعايش ليبرالية مع الأبارتهايد في إسرائيل
- اليسار الصهيوني وتوزيع الأدوار
- شواحن الرأسمالية سياسية واقتصادية وثقافية نشطة بالولايات الم ...
- الفاشية الإسرائيلية تتوعد بتنفيذ الضم والتهجير
- كيف جلب الغرب الحرب لأكرانيا
- بتأثير غباء وعماء الحكومة الأميركية وجبن ولامبالاة القادة ال ...
- لمن يؤرقه الاحتلال الإسرائيلي تجاوز نصف القرن .. فتش في المد ...


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد مضيه - عام على القتال في اكرانيا