أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حسن مدن - غضب الطبيعة وجنون البشر














المزيد.....

غضب الطبيعة وجنون البشر


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 7517 - 2023 / 2 / 9 - 20:53
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


الزلزال المروّع الذي ضرب أجزاء من تركيا وسوريا، ليس الأول من نوعه في مختلف مناطق العالم، ولن يكون الأخير. التاريخ شاهد على كثير من الكوارث الطبيعية، بين زلازل وفيضانات وبراكين وحرائق في الغابات وغيرها. بعضها ناجم عن غضب الطبيعة نفسها، ومما يعتمل في أرجاء الأرض والكون من تفاعلات لا يد للبشر فيها، وبعضها قد يكون البشر بسبب إهمالهم وعبثهم وأنانيتهم مسؤولين عنه، كما هي الحال مع حرائق الغابات الناجمة بدرجة أساسية عن التغيرات الخطرة في المناخ.

وفي ذلك قد تندرج نسخ «تسونامي» التي تضرب مناطق مختلفة في الأرض، ولسنا بحاجة إلى التذكير بالمعطيات والتحذيرات من العواقب الوخيمة التي نشأت وستنشأ عن ازدياد سخونة كوكبنا، بسبب ما أحدثه البشر أنفسهم من عبث في البيئة التي أمّنت لهم العيش عبر أجيال متعاقبة.

كوارث الطبيعة من حولنا قمينة بأن تجعلنا نقف أمام ما سندعوه «جنون البشر»، فحين تغضب الطبيعة فإنها لا تفرّق بينهم، ليست معنية بأي لغة يتكلمون، ولا أي ديانة يتبعون، ولا لأي أمة ينتمون، ولا بأي فريق من فرقاء الصراعات العبثية الجارية بينهم.

وهل من دليل أبلغ من أن الزلزال الأخير الذي طال أجزاء من سوريا، لم يفرّق بين الساكنين في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، ولا تلك الخاضعة لسيطرة معارضيه؟ ففي لحظات أصبحت تحت ركام المباني التي هدّها الزلزال جثث قتلى ومصابين من مختلف الأهواء، ولعل أغلبيتهم لا شأن لهم بالصراع الدموي الدائر، لكنها الأقدار التي جعلت المنطقة التي ولدوا ونشأوا وعاشوا فيها تحت سيطرة هذا الفريق أو ذاك.

وللأسف، فإنه حتى في كارثة مروّعة بحجم الزلزال الأخير تدخل الحسابات البغيضة للسياسة حتى في صور تقديم الدعم الإنساني الضروري للضحايا، حيث عزفت دول كثيرة عن تقديم الدعم للضحايا في سوريا تحت ذرائع السياسة الواهية، التي لا تتسق مع السوية الإنسانية التي تقتضي نصرة الإنسان لأخيه الإنسان في أوقات المحن.

سؤال مكرّر قيل مرات عديدة عند حلول أي كارثة ككارثة الزلزال: أما آن للبشر أن يتعظوا، ويكفوا عن حماقاتهم، ويوجّهوا جهودهم للتنمية والبناء وتأمين الوقاية من كوارث قادمة تهدّد كامل الحياة على الأرض، بدل أن يغرقوا في دوامة الحروب والصراعات والمكائد، فيوجهوا الموارد نحو ما هو خيّر وبنّاء، بدل الغرق في لجج الحروب التي لم تكن يوماً نزهة. إنها على الدوام لعنة.



#حسن_مدن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كذبة القرن الأمريكية
- التفاؤل أم التشاؤم
- (بي.بي. سي) ذاكرة أم تاريخ؟
- الفنون أيضًا تُرَحّل عن أوطانها
- الوطن من وراء الزجاج
- كتاب مجهول لعلي الوردي
- نسخة برازيليّة من التّرامبيّة
- (مانفيستو) المهاجر
- أمريكا المنقسمة على نفسها
- النقابي الذي صار رئيسًا
- بيليه الملك الأسود
- لعبة الأقدام
- لقاء مع عبدالعزيز المقالح
- حديث في الكرة
- أزمة المناخ .. من المسؤول؟
- 8 مليارات إنسان.. نعمة أم نقمة؟
- يُمنى العيد في (أرق الروح): سيرة امرأة .. ذاكرة وطن
- من هو المثقف
- متى يبدأ الحاضر؟
- سيلفا يُلوّن البرازيل بالوردي


المزيد.....




- أحد أكثر المطارات رعبًا في العالم.. أصبح الآن ملعبًا عملاقًا ...
- الخارجية الروسية: الاتحاد الأوروبي يواصل تجاهل عملية بناء ال ...
- جاسوس مولدافي مطرود من روسيا يكشف عما دار بينه وبين رئيس الا ...
- مجلس الاتحاد الروسي: كييف سلكت أقصر طريق لتعطيل المفاوضات
- زاخاروفا: الخارجية الألمانية فضحت نفسها في معاداتها لروسيا
- الإعلام الإسرائيلي: لاتفيا تغلق قضية جنائية ضد -جزار ريغا-
- الصين تجدد رفضها للاتهامات الأوكرانية حول تورطها في النزاع ا ...
- غزة: رسائل للتنسيق مع الجيش ومغادرة القطاع باتجاه أوروبا.. و ...
- ماذا يعني حصول إسرائيل على تأجيل قضية الإبادة الجماعية 6 أشه ...
- وجهت نداء للعودة.. الخرطوم عاصمة تبحث عن سكانها


المزيد.....

- حين مشينا للحرب / ملهم الملائكة
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حسن مدن - غضب الطبيعة وجنون البشر