أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - شاكر كتاب - زلازل عراقية














المزيد.....

زلازل عراقية


شاكر كتاب
أستاذ جامعي وناشط سياسي

(Shakir Kitab)


الحوار المتمدن-العدد: 7515 - 2023 / 2 / 7 - 22:36
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



الزلازل أنواع. منها الطبيعية كالتي أصابت أشقاءنا في سوريا وإخوتنا في تركيا ، نتائجها تدميرية كارثية ، ضحاياها بالآلاف من البشر بين شهيد وجريح ، تداعياتها خراب المدن والبيوت والمساكن والمؤسسات والاقتصاد من صناعة وزراعة وغيرها. ومن نتائجها أيضاً ان يتداعى الناس لمساعدة الضحايا وأسرهم ويهب المجتمع كله لدعم المتضررين كما تقف الدول والمنظمات الانسانية كلها للإسهام في التصدي لغدر الطبيعة وهجمتها الوحشية.
الشيء نفسه نقوله في حالات الفيضانات والحرائق وحوادث الطائرات والقطارات وانهيار السدود والثلوج. لا يمكن بحال من الأحوال الحيلولة دون وقوع هذه الزلازل الطبيعية لأنها عادةً ما تقع فجأةً دونما إنذارٍ مسبق. لكن يمكن التخفيف من عواقبها بشتى السبل الفنية والإدارية والإنسانية كما نرى في أحداث تركيا وسوريا والهبة الإنسانية الواسعة لتقديم الدعم والإسهام في عمليات الإنقاذ.
هناك زلازل من نوع آخر عدا عن الطبيعية أعلاه. منها السياسية التي غالباً ما تكون كارثيتها أكبر ودمارها أوسع وأعم وزمانها اطول وساحاتها أكبر بكثير. مثل الحروب. ودون النظر الى حجمها سواء أكانت كبرى مثل الحربين العالميتين الاولى والثانية او إقليمية كالحرب بين العراق وإيران والعرب والصهيونية والعدوان الثلاثيني على بلادنا والغزو الأمريكي لوطننا العراق وما سبقه من حصار لم تجد البشرية أكثر منه ظلماً لشعب من الشعوب ولا نتائج كنتائجه.
وتنتمي الى نوع الزلازل السياسية الطائفية كالتي جرت وتجري في العراق بتحريض الكثير من أحزاب وعناصر وتجمعات اعتاشت على الدم والذبح والقتل وسلخ الجلود واتبعت شتى سبل العنف ضد البشرية بإسم المذاهب والأديان. كما تقوم دائما بعض دول الجوار بتغذية هذه الصراعات وتزويدها بأسباب ديمومتها لما في ذلك من مصالح استراتيجية وتكتيكية تجنيها هي آجلاً أم عاجلاً.
وهناك زلازل سياسية اجتماعية من نوع آخر سيراني البعض مبالغاً في تسميتها بالزلازل. لنأخذ مثلاً لذلك ما اصطلح على تسميته في بلادنا بالفساد! والمقصود سرقات المال العام. كيف اكون مبالغا في تسمية هذه السرقات بالزلازل اذا كانت تقود البلاد الى الخراب والدمار الشاملين؟ كيف لا تكون زلازلَ إذا كانت تجري علناً جهاراً نهاراً وعلى أعين الناس وعلى مرأى ومسمع الحكومات المتتالية ؟ كيف لا تكون زلازلَ ويسهم فيها أحزاب سياسية تتلبس الدين بعد ان حولته الى مطيةٍ طيعةٍ عمياء؟ كيف لا أسميها زلازلَ وتكتفي الحكومة باستعادة ولو جزءٍ بسيطٍ من حجم السرقة الجبّار ؟ .
من الزلازل أيضا ما هو اجتماعي. فحين ينتشر الفساد يتحول شيئا فشيئا الى ظاهرة اجتماعية لتغدو انتكاسة حضارية ثقافية أخلاقية لا سابق لها في بلادنا وربما في بلدان العالم الأخرى إلّا ما ندر لتصبح هذه التسمية ملائمة جدا لهذا الواقع. خذوا هذا المثال: الغش. الغش أصبح مطلقاً في بلادنا. كان الطالب الذي يمارس الغش في الامتحان يطرد نهائيا من الدراسة للعام الدراسي الذي هو فيه على الأقل. الآن الغش في الامتحانات جماعي وشطارة وعلني تقريبا. القاعة كلها تمارس الغش. بواسطة النقل من طالب لطالب. او بالبراشيم. او بأجهزة الاتصال. ويجري كل ذلك بوجود الاساتذة المراقبين الذين لا يملكون القدرة على اتخاذ أي إجراء لأسباب عديدة.
ماذا يصح ان نسمي غش الطبيب لمرضاه كي يمتص جيوبهم؟ وكيف نفهم ان يقوم عامل الصيدلة بتسعير الأدوية كيفما يشاء ويرغم المريض على شرائها؟ ثم أيتها السيدات أيها السادة كيف ممكن ان تسموا تزوير وثائق دراسية يتقدم بها وزير او عضو مجلس نواب او طالب فيتربع بشهادته المزورة على مقاعد السلطة ومراكز القرار ثم يتحكم بمصيرنا ومصير بلادنا؟. ماذا يمكن ان نسمي الرشوة التي يتلقاها الموظفون من صغيرهم حتى كبيرهم في أغلب دوائر الدولة ويمارسها المحامي والمهندس والمدرس وغيرهم؟ تلك نماذج عديدة من الزلازل اليومية التي اصبحت عادية جداً ونعانيها باستمرار وما هو غير عادي وحالة شاذة هو ان لا تقع في مكان معين او في زمان معين.
يبقى ان نقول ان الزلازل الطبيعية تحدث وفقاً لخرق مفاجئ لقوانين الطبيعة التي ترسخت أصلاً وعبر ملايين السنين للحفاظ على استقرار وتوازن ودوام عطاء وتقدم الطبيعة ومطواعيتها للإنسان. ونتائجها تدمير مادي وشهداء وخسائر في الأرواح والأموال والمعدات. لكن الزلازل السياسية والاجتماعية إنما تأتي لخرق الانسان بكل وعي ودراية للقوانين التي تضعها البشرية في مجتمعاتها للحفاظ على استقرارها ايضا لكن لتضمن كذلك أمن المجتمعات والمواطنين وتسهم بفاعلية في تطور بني البشر عامةً ، وبني هذا الوطن خاصة ، حضاريا ويزدهر اقتصادها وتنمو حياتها برخاء وأمان. ومن نتائجها خراب المجتمعات وتدمير وحدتها وقوام وجودها ومسخ النفس البشرية وتحويل الانسان الى خواء تام في العقل والروح والنفس ولا تبقي على شيء منه سوى الجسد. والجسد وحده لا يمنح الانسان آدميته.
هؤلاء الطائفيون ولصوص المال العام والحكومات المتعاونة معهم والصامتة إزاء جرائمهم ، وهؤلاء الغشاشون والمزورون والمرتشون والراشون والساكتون عنهم كلهم ، كلهم ، كلهم ، عوامل دمار البلاد ومستقبل الأجيال الحالية والقادمة ورهن الوطن للأجنبي يدرون او لا يدرون.
لم اتحدث عن زلازل الشرف والشذوذ والمثلية رغم تحولها الى ظواهر لكنها لا زالت تحت السيطرة من قبل من تبقى من اشراف المجتمع ممن سيبقيهم الله حرّاساً أمناء على الوطن وثروات الوطن وقيم ومبادئ الوطن وعلى أبناء الوطن. هؤلاء هم ركّاب سفينة نوح في الطوفان القادم إن شاء الله تعالى.



#شاكر_كتاب (هاشتاغ)       Shakir_Kitab#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسؤول
- الأكراد.
- السلاح – أفكار بسيطة.
- الفضائية في بلادنا.
- العشوائية في بلادنا.
- صوت من أجل الوطن
- -الأصنام-.
- السلاح
- - التغيير-
- أطالب بإلغاء المفوضية مع الانتخابات كلها
- التحالفات في العراق
- المشهد السياسي المعارض في العراق
- مات الأخضر وما ماتت مشاغله!
- قدس الأقداس
- سفر الفقراء
- عقدكم السياسي مرفوض أيها السادة!!!.
- من أسس الأحداث
- التظاهرات بين أنياب التخريب ( 2 )
- التظاهرات بين أنياب التخريب
- المدنية الوطنية في العراق اليوم


المزيد.....




- أبو عبيدة وما قاله عن سيناريو -رون آراد- يثير تفاعلا.. من هو ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يوافق بأغلبية ساحقة على تقديم مساعدات أ ...
- ما هي أسباب وفاة سجناء فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية؟
- استعدادات عسكرية لاجتياح رفح ومجلس الشيوخ الأميركي يصادق على ...
- يوميات الواقع الفلسطيني الأليم: جنازة في الضفة الغربية وقصف ...
- الخارجية الروسية تعلق على مناورات -الناتو- في فنلندا
- ABC: الخدمة السرية تباشر وضع خطة لحماية ترامب إذا انتهى به ا ...
- باحث في العلاقات الدولية يكشف سر تبدل موقف الحزب الجمهوري ال ...
- الهجوم الكيميائي الأول.. -أطراف متشنجة ووجوه مشوهة بالموت-! ...
- تحذير صارم من واشنطن إلى Tiktok: طلاق مع بكين أو الحظر!


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - شاكر كتاب - زلازل عراقية