أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر كتاب - العشوائية في بلادنا.














المزيد.....

العشوائية في بلادنا.


شاكر كتاب
أستاذ جامعي وناشط سياسي

(Shakir Kitab)


الحوار المتمدن-العدد: 7373 - 2022 / 9 / 16 - 22:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



(1). دخلت العشوائية في كل مفاصل حياتنا. وغدت ثقافةً يوميةً تمارس علناً وبدون أدنى رادع. صرنا نسمي العشوائية أمراً واقعاً. أصبح الاعتراض على العشوائية عملاً عشوائياً هو الآخر غير مجدٍ أبداً.
(2). الأحزاب "السياسية" تتأسس في ليلة وضحاها عشوائياً. قرار تأسيسها عشوائي. يتخذه فرد واحدٌ. يتشاور مع مجموعة عشوائية لا على التعيين ولا علاقة لهم لا بالسياسة ولا بتاريخ البلاد ولا بأي علمٍ ذي صلة. يتفقون على برنامج ونظام داخلي بشكلٍ عشوائي. ثم يرتقي القائد المؤسس! المنصة لتبدأ حلقة جديدة في مسلسل عشوائي من مئات "الاحزاب" العشوائية. ثم يروح يبحث هذا الحزب العشوائي عن حلفاء وأحزاب عشوائية اخرى لتنبثق تحالفات أكثر عشوائية من كل أحزابها محتمعةً.
(3).الانتخابات لدينا عشوائية. فالترشيح مفتوح "للگرعة وأم الشعر". للأمّي والعالم والجاهل والمثقف لصغار السن وكباره لأصحاب السوابق والأتقياء والوطنيين والعملاء. والتصويت عشوائي. والكل يعرف ما المقصود هنا. والقوائم عشوائية. فالمهم تحشيد أكبر عدد من المرشحين ورأس القائمة هو الفائز الأول. فرز الاصوات وعدّها يستغرق سنة أو أكثر تطبيقاً للعشوائية المطلوبة.
(4). مجلس النواب يشكل الحكومة بعشوائية متقنة. ثم تباشر الحكومة مشاريعها العشوائية وعقودها العشوائية وتعييناتها وتنقلاتها بأعلى روح وانضباط عشوائي. وإذا حدث أن استدعي وزير الى مجلس النواب للمساءلة أو أستضيف فالأسئلة عشوائية مخجلة. لكن التصويت على إقالة الوزير لأنه لم يدفع "المقسوم" الى كتلةٍ معينة ليقع تحت رحمتها آنذاك تتجمع الأصوات بشكل عشوائي لإقالته وليكون عبرةً لمن يعتبر.
(5). والعشوائية مع جزيل الأسف دخلت حتى في حراكاتنا الوطنية النقية المعارضة. فعدم توصلها الى اليوم لإطار تنظيمي واحدٍ يوحد جهودها سببه الاسراف في الأنا والعشوائية في العمل. وواحد من أسباب تمكن السلطات من قمع ثورة تشرين التاريخية هو النشاط الشجاع المتحمس للثوار لكنه غير المنظم. فلا الثوار توحدوا ولا انبثقت قيادة موحدة ولا الشعارات توحدت بل بعضها رفعت بعشوائية واضحة. مما سهّل لعيون الخصوم اختراق صفوف الثورة حتى أنهم نصبوا خيماً ورفعوا شعارات وهتفوا هتافات عالية لكنها لم تكن عشوائية بل مدروسة بعناية. ومن هذا المفصل تحديدا انبثقت بعض الاحزاب بين مندفعة فعلا باسم الثورة ومبادئها وبين من جاء بوحيٍ من بعض أحزاب السلطة لأغراض عشوائية وأخرى غير عشوائية.
(6).هذا الواقع السياسي العشوائي جعل البلاد كلها تسير بقدرة قادر. أو كما يقال "تعيش في الوقت الضائع". فاقتصادنا عشوائي مئة بالمئة. هل يتمكن أحدٌ ما من تسمية اقتصاد العراق اليوم بغير العشوائية. دولة ريعية تماماً. تعيش على النفط. لكن من يعيش؟ انهم ( أقصد العشوائيين) يسيطرون على كافة موارد الدولة. اجترحوا لنا فتاوى عشوائية تحلل لهم سرقة أموال الدولة لأنها " مالٌ سائب ما له من مالك" يشبه المطر تماماً. ومنذ مجيئهم العشوائي الى مراكز القرار والوضع الاقتصادي في بلادنا في تدهور متواصل غير منقطع. هل رأيتم عشوائيةً اكثر من بيع العملة من قبل البنك المركزي العراقي والذي يتناوب على رئاسته رؤساء عشوائيون منذ ان ابعد سنان الشبيبي ومظهر محمد صالح؟ وكيف أبعد هذان العملاقان في الاقتصاد والإدارة المصرفية الا بأسلوب عشوائي متعسف؟ المصارف الأهلية عشوائية بمرارة. تمارس شتى أنواع الحرام والفساد على مرأى ومسمع الدنيا وما فيها ولا من حسيب أو رقيب.
فكيف تكون العشوائية غير هذه؟



#شاكر_كتاب (هاشتاغ)       Shakir_Kitab#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صوت من أجل الوطن
- -الأصنام-.
- السلاح
- - التغيير-
- أطالب بإلغاء المفوضية مع الانتخابات كلها
- التحالفات في العراق
- المشهد السياسي المعارض في العراق
- مات الأخضر وما ماتت مشاغله!
- قدس الأقداس
- سفر الفقراء
- عقدكم السياسي مرفوض أيها السادة!!!.
- من أسس الأحداث
- التظاهرات بين أنياب التخريب ( 2 )
- التظاهرات بين أنياب التخريب
- المدنية الوطنية في العراق اليوم
- العقيدة الوطنية تنتصر في العراق,
- الفساد السياسي أساس كل فساد.
- الحصار من جرائم الإبادة الجماعية
- مؤتمرنا البديل
- إجراءات فورية لحكومة الإنقاذ القادمة


المزيد.....




- فريق كامالا هاريس يرد على انتقادات إسرائيلية لتصريحاتها عن غ ...
- العراق.. قصف على قاعدة عين الأسد
- كيربي حول صفقة تبادل بين إسرائيل وحماس: لا يزال هناك فجوات و ...
- الملك الأردني يبحث مع بايدن الوضع في غزة والتطورات في الضفة ...
- -نوفوستي-: أوكرانيا تنشر طيرانها على أراضي دول ثالثة
- كينيدي جونيور يتعهد بإنشاء احتياطي قدره 4 ملايين بيتكوين حال ...
- تركيا.. اشتباكات بين الشرطة ومحتجين بسبب مشروع قانون حول الك ...
- خبير يحذر من احتمالية تعرض مصر ودول في حوض النيل لسنوات عجاف ...
- كبار أعضاء فريق التفاوض الإسرائيلي: حياة العشرات من المخطوفي ...
- في اتصال مع بايدن.. الملك عبدالله يؤكد على ضرورة وقف حرب غزة ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر كتاب - العشوائية في بلادنا.