أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعود سالم - عقلنة الميثولوجيا














المزيد.....

عقلنة الميثولوجيا


سعود سالم
كاتب وفنان تشكيلي

(Saoud Salem)


الحوار المتمدن-العدد: 7513 - 2023 / 2 / 5 - 19:12
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أركيولوجيا العدم
العودة المحزنة لبلاد اليونان
٤٩ - عقلنة الميثولوجيا


ويعتبر كزينوفان كما سبق القول هو حلقة الوصل بين المدرسة ألأيونية والإيلية، من الناحية الجغرافية أولا، فرغم ميلاده في آسيا الصغرى الأيونية‘ إلا أنه هاجر إلى جنوب إيطاليا وأصبح ممثلا للفلسفة الإيلية، وأراد مواصلة المجهود الكبير الذي قام به الفلاسفة الطبيعيون لتقديم ميثولوجيا عقلية، وذلك بالذهاب بهذه العقلنة إن صح التعبير إلى حدودها القصوى وإعلان فكرة التوحيد وبأنه ليس هناك سوى إله واحد يمكن إكتشاف حضوره مباشرة في النظام السماوي الفلكي، فالله كروي بالغ الكمال، حاضر على الدوام وقادر على إدراك جميع الأحداث والظواهر، أبدي الدوام لا بداية ولا نهاية له.
من المحتمل أن كل هذه المحاولات الفكرية والإرهاصات الفلسفية الأولى لكل هؤلاء الفلاسفة والحكماء الذين أهتموا بالطبيعة، رغم إتجاههم الواضح للتفكير العقلي والإبتعاد عن الخرافات والأساطير للوصول إلى الحقيقة، حقيقة الكون ومكوناته الأساسية، والوصول إلى نظام عام يفسر ما يحيط بهم من ألغاز كونية، ربما هذا المجهود لا يختلف في جوهره عن المحاولات السابقة المتعلقة بالديانة اليونانية والميثولوجيا عموما، والتي وضع أسسها الخيالية أو تم تجميعها من قبل الشعراء الكبار مثل هزيود وهوميروس. نظرا للقوة الإيحائية والخيالية للميثولوجيا اليونانية فقد بقيت الأطر الأساسية لهذه الأساطير كنموذج وموديل أو خارطة طريق للفكر الفلسفي اللاحق، محاولا تدريجيا عقلنتة وتخليصه من الشوائب الغيبية والقصص الخارقة المكونة لهذا التراث الفريد، أي التحرر من هذا النموذج رغم الإحتفاظ في الفترة الأولى على الأقل بالهيكل العام. وهكذا يمكن النظر إلى الآلهة مثل زيوس إله الصواعق والذي تحول إلى عنصر النار، وهادس أصبح عنصر الهواء، بوسيدون إله المحيطات والبحار، أصبح منطقيا يمثل عنصر الماء، أما الإلهه غايا فهي تمثل عنصر التراب. ذلك أنه في هذه الفترة الأولى من تطور الفكر الفلسفي، تبلورت فكرة أساسية يمكن إعتبارها "الجوهر" الذي بقيت تدور حوله هذه الفلسفة لقرون عديدة لاحقة وهي فكرة "الكل"، وأن هذا الكل يشمل في ثناياه فكرة "الواحد" و "المتعدد" في نفس الوقت. تعدد الوحدات المكونة للعالم وقوتها أو كثافتها يتحكم فيها ويديرها قانون عام مجرد هو قانون "التوازن" أو الإنسجام التام بين هذه العناصر. وهو نفس القانون الذي تنشده المجتمعات اليونانية في ذلك الوقت لإدارة الحياة السياسية والإجتماعية والإقتصادية في المدن اليونانية، ولا سيما أثينا التي توصلت إلى ما يسمى بالـ "الديموقراطية"، وإن كانت ديموقراطية أرستقراطية عرجاء، بدون مشاركة النساء والعبيد.
رأينا أن كزينوفان، أعتبر التراب أو الطين، بدلا من الهواء والماء، في نهاية الأمر هو أصل العالم والكينونة عموما، ونلاحظ أن هذه الفكرة مازالت حية حتى اليوم بخصوص خلق الإنسان من الطين في السرد الأسطوري اليهودي والإسلامي، ولن تكتمل قصة العناصر الطبيعية إلا بفيلسوف آخر وهو هيراقليطس، والذي أضاف عنصر النار ليكمل حلقة العناصر الأربعة التي كانت في البداية مصدرا للحوار والخلاف بين الفلاسفة، أيهما يكون هذا العنصر مصدر كل الأشياء.

يتبع



#سعود_سالم (هاشتاغ)       Saoud_Salem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفجوة
- بين التوحيد والحلول
- كزينوفان
- المدرسة الإيلية
- العقل اليوناني
- لا يعرف مصلحة الأغنياء سوى الأغنياء
- نهاية النبي المحزنة
- ترنيمة لأبوللون
- العودة للماضي
- الدروب الوعرة
- نهاية الرحلة
- الأعداد الصماء
- العدد الذهبي
- الثقوب
- فيثاغوراس والكابالا
- الأعداد في نظام فيثاغوراس
- الطريقة الفيتاغورية
- التصوف، بين الدين والفلسفة
- الطريق المسدود
- دكتاتورية القانون


المزيد.....




- لدرجة لا يمكن التعرف عليها.. شاهد مقدمة حفل تخطئ بشدة في نطق ...
- مسؤول أمريكي يكشف عن أهم مطلب لولي العهد السعودي خلال اجتماع ...
- إطلاق النار على فلسطيني عند نقطة تفتيش إسرائيلية قرب القدس
- عوامل جذب جديدة.. آخر صيحات الموضة على شواطئ السعودية
- باير ليفركوزن يطمح إلى -غزو الكرة الأوروبية- بعد تسيد البوند ...
- نائبة مصرية: مشاركة القطاع الخاص -يوم أسود في تاريخ الصحة ال ...
- سياسية ألمانية تنتقد استراتيجية بلادها تجاه أوكرانيا: ستدفعن ...
- مسؤول دفاعي ردا على دعوة سموتريتش للسيطرة على جنوب لبنان: هل ...
- هنغاريا.. اصطدام سفينة مع  زورق في نهر الدانوب يسفر عن مقتل ...
- علييف يرفض تدخل الدول غير الإقليمية في شؤون جنوب القوقاز


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعود سالم - عقلنة الميثولوجيا