أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعود سالم - نهاية النبي المحزنة














المزيد.....

نهاية النبي المحزنة


سعود سالم
كاتب وفنان تشكيلي

(Saoud Salem)


الحوار المتمدن-العدد: 7500 - 2023 / 1 / 23 - 16:57
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أركيولوجيا العدم
العودة المحزنة لبلاد اليونان
٤٤ - نهاية فيثاغوراس المحزنة

كروتونة Crotone، مدينة في جنوب إيطاليا مطلة على البحر الأيوني قرب مصب نهر إزارو، وهي عاصمة محافظة كروتونا في ولاية أو مقاطعة الكالابر Calabre حاليا، وقد كانت مستعمرة يونانية زاهرة منذ تأسيسها في سنة ٧١٠ قبل الميلاد، حسب أحد الأساطير اليونانية القديمة، بواسطة ميسيللوس Myscellos أحد قادة اليونانيون القدماء المعروفين بإسم ألآشيين Achéens - Ἀχαιοί. وقد أنجبت هذه المدينة أجيالاً عديدةً من أبطال الألعاب الأولمبية وغيرها من الألعاب اليونانية، أشهرهم ميلون الكروتوني Milon de Crotone. ووفقا لهيرودوت فإن أطباء كروتونة كانوا يعدون من أحسن الأطباء بين الإغريق ومنهم أحد أوائل الأطباء المنظّرين ألكميون الكروتوني أحد تلامذة فيثاغوراس الذي أسس مدرسته بها في حوالي عام 530 ق.م. ومن بين تلاميذه أيضا الفيلسوف وعالم الرياضيات والفلكي فيلولاوس. وقد اكتسب الفيثاغوريون نفوذا كبيرا إلى جانب المجلس الأعلى للمدينة المكون من ألف عضو والذي يحكم المدينة بطريقة صارمة إن لم نقل دكتاتورية.
نصل الآن إلى نهاية هذه القصة المتعلقة بفيثاغوراس ومدرسته وطريقته الدينية والسياسية، وهي نهاية مرحلة إستثنائية في تطور العقل اليوناني وإنتاجاته الفكرية المتعددة.. ففي عام 510 قبل الميلاد، حصل في مدينة سيباريس الغنية المجاورة لكروتونا، التي كانت تحكمها ككروتونا نخبة أرستقراطية غنية وعريقة، تمرَّد قائد يدعى تيليس Télys استولى على السلطة هناك، فأعدم وقتل الكثير من معارضيه الفيثاغوريين، لكن بعضاً منهم تمكن من الهرب إلى كروتونا حيث طلبوا حق اللجوء. ويُمنَح هؤلاء الفارين من سيباريس حقّ اللجوء، رغم معارضة بعض أعضاء مجلس شيوخ كروتونا، مما أثار غضب قائد سيباريس الذي أعلن الحرب على كروتونا كرد فعل على مساندتهم للفارين. غير أن كروتونا - التي كان يقود جيشها البطل الأولمبي والفيثاغوري ميلون - تمكنت من الإنتصار في هذه الحرب التي فُرِضت عليها ولكن في نفس الوقت ازدادت قوة "الحزب الشعبي" الديموقراطي المعارض للنخبة الفيثاغورية الحاكمة في كروتونا وازدادت شقة الخلاف بين أبناء المدينة. وقد تجلى الخلاف حول غنائم الحرب والأراضي المستولى عليها من سيباريس والتي طالب "الحزب الشعبي" بضرورة توزيعها على أفراد الشعب، بينما عارض مجلس الشيوخ الذي كان يقوده الفيثاغوريون ذلك مفضلاً أن تُستثمَر للصالح العام. وكان يقود ذلك الحزب العامِّي ابن عائلة كروتونية غنية يدعى سيلون Cylon de Crotone، سبق أن رفض فيثاغوراس انتسابَه إلى مدرسته بسبب عدم تلائمه مع تعاليم المدرسة، مما أدى إلى تحوُّله إلى معارض شرس للفيثاغوريين. وينظم سيلون ثورة شعبية عامة ضد الحكم الفيثاغوري الأرستقراطي والسلطوي. ويحرض الشعب على التخلُّص من فيثاغوراس وجماعته والهجوم عليهم حيث كانوا مجتمعين في منزل القائد ميلون Milon، وحدثث مجزرة رهيبة ولم ينج منهم إلا إثنان، آرشيبّوس Archippos وليسيس Lysis. وتشتَّتت الطائفة بعد أن فشلت من خلال نظامها السياسي. أما فيثاغوراس فلا يعرف ما حلَّ به، وقد حيكت حول نهايته العشرات من القصص والأساطير. حيث يقول بعضهم، نه قتل في حينه مع رفاقه في منزل ميلون على يد المتمرِّدين، ويقول البعض الآخر إنه تمكن من الهروب، وأثناء هروبه وجد في طريقه حقلا من الفول جعله يتوقف ويفضل أن يسلم نفسه لأعدائه بدلا من أن يدوس بأقدامه النبتة المقدسة، وفي رواية أخرى أنه لجأ إلى معبد في ميتابونتي حيث قضى آخر أيامه في الصلاة صائماً حتى وفاته من الجوع. وتتفق جميع الروايات على غموض نهايته حيث لم يجد أحد جثمانه. ويرجّح أنه مات في حدود ٤٩٧، أما ثورة سيلون التي أعلنت نهاية المدرسة الفيتاغورية وإنشاء نظام ديموقراطي في المدينة فقد حدثت سنوات عديدة بعد موته في حدود سنة ٤٥٠ قبل الميلاد. أما أتباعه فيدعون إن الآلهة حملت جسده إلى أعالي جبال الأولمب، حيث مازال إلى يومنا هذا يتابع سعي أتباعه ومريديه المستمر في سبيل الوصول إلى تحديد ماهية الحقيقة.



#سعود_سالم (هاشتاغ)       Saoud_Salem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترنيمة لأبوللون
- العودة للماضي
- الدروب الوعرة
- نهاية الرحلة
- الأعداد الصماء
- العدد الذهبي
- الثقوب
- فيثاغوراس والكابالا
- الأعداد في نظام فيثاغوراس
- الطريقة الفيتاغورية
- التصوف، بين الدين والفلسفة
- الطريق المسدود
- دكتاتورية القانون
- خصائص الآلهة
- الديانة اليونانية
- الموت والعدم
- الفن وضرورة العدم
- العقل العرضي
- العقل العدمي
- الثورة المستحيلة


المزيد.....




- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..مقتدى الصدر يشيد بالانفتا ...
- الكشف عن بعض أسرار ألمع انفجار كوني على الإطلاق
- مصر.. الحكومة تبحث قرارا جديدا بعد وفاة فتاة تدخل السيسي لإن ...
- الأردن يستدعي السفير الإيراني بعد تصريح -الهدف التالي-
- شاهد: إعادة تشغيل مخبز في شمال غزة لأول مرة منذ بداية الحرب ...
- شولتس في الصين لبحث -تحقيق سلام عادل- في أوكرانيا
- الشرق الأوسط وبرميل البارود (1).. القدرات العسكرية لإسرائيل ...
- -امتنعوا عن الرجوع!-.. الطائرات الإسرائيلية تحذر سكان وسط غ ...
- الـFBI يفتح تحقيقا جنائيا في انهيار جسر -فرانسيس سكوت كي- في ...
- هل تؤثر المواجهة الإيرانية الإسرائيلية على الطيران العالمي؟ ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعود سالم - نهاية النبي المحزنة