محمد فياض
الحوار المتمدن-العدد: 7508 - 2023 / 1 / 31 - 23:23
المحور:
حقوق الانسان
لطالما كانت الرؤية السائدة في الحكمِ على الأحداثِ والمُعتقدات مُقيّدة بين الأبيضِ والأسود وقالبي الإمكان والعدم . الأمر الذي جعلَ مِنَ الصعبِ الوصول الى نقاط مُشتركة في التفسير البشري مِما رفعَ سقف الخلافات في معتركات الحياة العامة .
إنَّ الحكم على الاشياء وفق منظور السائد وثقافة المشهور يقوقّع الإنسان في حُجّرٍ صغيرة تَحجبُ عنه الكثير من الحقائق .
لذا فالرغبة بتحرير العقل البشري وإيساع المساحة الرمادية في تقبّل الأحداث والقرارات لن تتحقق حتى تُعاد تشكيل منظومة التحليل والتفسير في الأذهان المتزمّتة بامتناع تحرير الطيف اللوني من قالبه المُعتاد.
في الواقع إنَّ تأسيس المنظومة المعرفية والرصيد الفكري لدى الإنسان يبدأ مِن مرحلة الطفولة التي تُسهم بجزء كبير من بناء بديهيّات الحكم والتنظير وعوامل تحليل الأيعازات الصورية والسمعية الواردة مِن البيئة الخارجية وفق منظور قائم على تلك المُسلَّمات الموروثة بالدرجة الأولى وعلى مُدخلاتْ البيئة الصُغرى (( الأُسرة)) بالدرجة الثانية .
وبناء على ذلك يجب على الإنسان أن يُدرك بإنَّ الكثير مِن الأفكار والتصورات تخضع في إطار المنطقة الرمادية المُعطلة في المنظومة المعرفية الكلاسيكية السابقة .
فالسعي الى تجديد أُسس التحليل البشري في منظومة فكرية حديثة مُنفتحة على ثقافة تقبل الآخر بإفكاره الرمادية تنقلُ الإنسان من رؤية ضيقة محدودة الى آفاق واسعة تُسهل له العيش في قمة هرم الخلاف الثقافي المُجتمعي دون الحاجة للنزوع الى صراعات فكرية جديدة .
ومن جهة أخرى فإنَّ زيادة الرصيد المعرفي والإطلاع الواسع على مجالات ثقافية مختلفة توسع المساحة الرمادية في السلوك البشري وعدم تبويب الناس وآرائهم في قالبي الأبيض والأسود فقط .
وتذكر دائماً ((مَنْ كَثُرَ عِلمُهُ قَلّ إنكارهُ .. ومن قَلَّ عِلمُهُ كَثُرَ إنكارهُ.)).
#محمد_فياض (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟