أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد فياض - أسيرُ انفعالاتهِ سيُمسي قاتلاً














المزيد.....

أسيرُ انفعالاتهِ سيُمسي قاتلاً


محمد فياض

الحوار المتمدن-العدد: 7214 - 2022 / 4 / 10 - 21:28
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


في حادثةٍ لم أشهدُها من قبل ، دائماً ما كانت تُتلى انباء الموت على مسامعي بوسائل مختلفة ، فقد يُنعَى في التلفاز الخبر أو لعلَّ المسجِد في حيِّنا يفعل ذلك بإمتياز وبشكلٍ مُتكرر أو ربّما يحدث ذلك بطريقة كلاسيكية فأخرجُ صدفةً لأرى قُطعة قماشٍ سوداء مُعلقة على جدار منزل احدهم حاملة أسمّاً في المنتصف مع عبارةٍ تترأسُ المشهد " إنَّا لله وإنّا إليه راجعون " فأعلمُ بإنَّ روحاً قد عرجت الى بارئها .
إنَّ فلسفةَ الموت بالنسبةِ اليّ كانت مؤلمة ومنطقية في آنٍ واحد فهو - أيّ الموت - ظاهرةٌ بيولوجيةٌ لا بُدَّ لكلِّ مخلوقٍ في الكون ان ينتهي اليها بطريقة ما .
وبرهانٌ واضحٌ على إنَّ جميع بني البشر ضيوف وإن طالت اعمارهم ، فنحنُ كَمَن يمكِثُ في دارِ ليستْ بدارهِ .
فوجود البشر جميعهم على صورٍ مُختلفة من الشرِّ والإحسان والتخيّير بينهما دليل على اختبار وابتلاء لحساب قادم فيما بعد قطعاً.
لذا فإنَّ سير الكونِ بهذا الانتظام وهذه الهندسة المُتقنة مِن المحالِ ان يكون من باب الصدفة وبلا غاية محددة ، فالصدفة يُستحال استدامةِ وقوعها بنفسِ الهيئة والتوقيت على مدارِ الاف السنين ومن بابٍ اولى فلا معلولٌ يوجدُ بلا علّة .
وبحكمِ عملي كان الموتُ ضيفاً عجولاً يزورُ بعض المرضى باستمرار الأمرُ الذي جعل مشاهد البشر وهم يتصارعون معّه على أسرّة المرض مشهد دائم الحصول ومن جانب اخر إنّ حضور هذه المشاهد اضفى نوعا من التعود واستشعار الامر من العقل اللاواعي .
بدأت الشمسُ تجمع اشعتَّها استعداداً للرحيل الى ضفة الغروب التي بدأ الليل يخرج من كهوفهِ فيها .
وبينما تطرق على السماء هذه الديناميكية المعتادة
ولبرهةٍ ارتفعت الاصوات والايادي كأيِّ نزاع نراه يومياً جراء تسرّع بني البشر وقلّة صبرهم ونضجهم الكافي لفهمِ الحياة .
لكن هذه المرة لم يكن مشهدٌ طبيعياً لينتهي بخدوش طفيفة او كلام جارح يرميه احدهم على الاخر .
كان المشهد يتصارع مع اجزاء الزمن لختمِ هذا الموقف
وسرعانَ ما اخرج احدهم سلاحاً فأطلق رصاصة ليصيب خصمه وهرب فوراً.
لم استطع ادراك ما حصل فسيناريوهات الاكشن واحداث السينما لا يمكن ان تُتاح على ارض الواقع البشري بصورة محسوسة امام الانظار .
في الواقع من المفترض ان يكون المشهد طبيعياً ومعتاداً لرجلٍ يرى الموتّى تُسدلُ ستائر اعينهم امامه بمنظرٍ متكرر .
ولكن هذه الرصاصة كانت كافية لتحويل المشهد هذه المرة من بؤرة الشعور في العقل الواعي خلافاً لتلك العين التي كانت ترى الاحداث بشكل معتاد من العقل اللاواعي .
كيف لإنسانٍ ان يُزهِقَ روحٌ بهذا البرود العارم ؟
ثبَتَ الموقف في مخيلتي لساعات طويلة وتساؤلات فضيعة تجولُ في فكري كيف ؟ ولمَّ؟ ولو إنّ ؟؟؟
الشيء الذي جعلني ارى بعض البشر قد يكون اخطر من ابليس نفسه.
شيطانٌ على هيئة انسان يجاورُنا في هذه الرحلة الشاقة .
إنَّ مثل هذه القصص مواعظ لكي يهذّب الانسان انفعالاته بالشكل الذي يُلزِّم ان تكون تحركاته أسيرة أمره لا ان يكون هو اسيرها فيفقد السيطرة على اتزانه ويقع في الاخير في شباك الجرم والشيطان .



#محمد_فياض (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهروبُ مِنْ عُنقِ الزُجاجة
- الهروبُ مِنْ عنقِ الزجاجة
- الكلمة المفقودة
- على مسرح الحياة
- ذاكرة الحرف المخيفة
- فلسفة اختلاف الجنسين عند جون غراي
- جُرعة الحكمة الزائِدة
- السحنة المُميِّزة
- كي تسمو ضمائرنا
- فوبيا الحقيقة
- الكلاسيكية وتسطيح العقول وقود ماكنة التجهيل الحاكمة
- أصبحتُ وحيداً في داري


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد فياض - أسيرُ انفعالاتهِ سيُمسي قاتلاً