طرق الحفاظ على الوظيفة

حنضوري حميد
كاتب وباحث في التاريخ
(Hamid Handouri)

الحوار المتمدن-العدد: 7508 - 2023 / 1 / 31 - 10:37
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    

كثير من الأشخاص يوفرون حيزا كبيرا من الوقت ويعملون قصارى جهدهم، بحثا عن العمل وتحصيل على الوظيفة، لكن سرعان ما يتحقق ذلك بنيل وظيفة، تنقص الرغبة في أداء الواجب، وكذلك الشغف والطموح في الاجتهاد و الأداء العمل على أحسن وجه. حيث لا يدبّر الأمر جيدا في تطوير العمل والمهارات، ظنا أن الوظيفة مضمونة وستبقى دائمة إلى الأبد. فالتراجع عن تقديم الواجب الوظيفي وعدم التعامل بشكل سليم وبضمير مهني حيّ في تقديم المهام، والتحمّل المسؤولية واحترام الالتزامات والمواعيد العمل، وكذلك عدم تخطيط بشكل عقلاني في رسم مسارا مهنيّا ناجحا ، والسير على نهج خطاه من جهة، ولتنمية الشخصية واكتساب الخبرة لإثراء مسار المهني من جهة ثانية. ولهذا فليس من الغرابة أن يتوصّل يوما قرار بالفصل الوظيفي كنتيجة لهذه العوامل، وهذا الأمر ليس غريبا أو عنصر مفاجئة إِذا حصل.
وفي هذه السطور، سنرى بعض الطرق المقترحة للحفاظ على الوظيفة وضمان الاستقرار والتوازن العملي. حقا قد يبدو هذا الأمر سخيفا أو فكرة بديهيّة للقارئ، لكن علينا أن نتذكر أنها غاية في الأهمية والأمر بالغ الصعوبة، ويستوجب الحدر منه، لتجنب الاستهتار بمسار الحياة المهنيّة .
في حقيقة؛ كلٌّ يهتمّ بكيفيّة الحصول على الوظيفة ولا أحد ينكر ذلك، باعتبارها الركيزة الأساس في إدارة الموارد البشرية وفي تطوير الحياة الفردية والأسرية وضمان الاستقرار المادي بالأساس. لكن في المقابل الشي غير المتفق عليه من قِبل الجميع، هو ضرورة البحث بشكل دوري عن الطرق الحفاظ على الأمن الوظيفي أو الإعداد الفعلي لترقية أو إسهام بشكل فعّال في تنشيط في إنجاحها، وخاصة بعد أن كثرت اليد العاملة وأصبحت شروط الحصول على العمل في منتهى الصعوبة، بدافع المنافسة في سوق الشغل وكذلك متطلبات أرباب العمل في الاستقطاب الموظفين زادت على ما كانت عليه في السابق. ولهذا قد تكون التحديات الحفاظ على الوظيفة أشد وأنكى من الرهان الحصول عليها نفسها.
ونظرا لمكانة التي يحتلها العمل في حياة الفرد والمجتمع معا، في الاستقرار وبناء الاقتصاد، سنعرض في هذا المقام بعض الخطوات على شكل نصائح، التي تساعد في الحفاظ على الوظيفة وهي كالآتي:
- الالتزام بمواعيد العمل: وتعد خطوة إدارة الوقت، حجر الزاوية في بناء أي مؤسسة و حفاظ على الوظيفة. إذ تعطي الانطباع الجيد للمسؤول العمل عن شخصية العامل أو الموظف على مدى اهتمام بمنصبه. وهذا يزرع ثقة المسؤول في قدارتك على التحمل المسؤولية والتولي انجاز المهمات الصعبة في الوقت المحدد، بل أكثر من ذلك فالدقة في المواعيد هي من المهارات والعادات التي يجب على الانسان الالتزام بها في الحياة المهنية أو الشخصية. فاحترام التوقيت لها مزايا إيجابية على حياة الفرد، تجعل هذا الأخير في موضع الاحترام والتقدير من طرف محيطه سواء كان رئيسه في العمل أو أصدقائه وترفع من قيمة الفرد ... وكذلك تجنب كثير من المشاكل التي قد تؤثر على المسار العملي. فإدارة الوقت جزء لا يتجزأ من صفات الانسان الناجح والمتميز، وبالتالي" فالانضباط هو علامة العظمة، وطريق النجاح".
- طاعة الأوامر والتعليمات: والتي تعتبر من أهم الواجبات الضرورية في الوظيفة، وطريقة الاشتغال لإنجاز المهام المطلوبة، بإتقان وبشكل توافقي ومتوازي مع أهداف العمل ، والسير بالمهام نحو الأمام وفق جدولة سطرها مسؤول الكبير عن الإدارة الأعمال. فطاعة الأوامر وتنفيذ التعليمات المسؤول المباشر، ليست عيبا بل منهجا ضروريا في الاشتغال لتنزيل المهام المراد بها إلى أرض الواقع. وحتى من ناحية القانونية، فتنفيذ التعليمات وطاعة الأوامر مسؤول العمل، واجب طبقا للقانون الشغل ، مادامت التعليمات لم تخرج عن سياق العمل و لا تلحق الأذى للناس الآخرين.
- التركيز وتجنب الأخطاء: والمقصود به، الحرص على تحمل المسؤولية في العمل و في التنفيذ المهام المطلوبة ومتابعتها حتى النهاية وبإتقان، وتجاهل الأشياء التي قد تشتت التركيز أو تعكر المزاج، والتي قد تسبب في التأخير المهام المطلوبة أو في ارتكاب الأخطاء عن غير وعي، وتأخذ منحى سلبي لم يتوافق مع البرنامج المسطر لجدولة الأعمال، والتي قد تكون لها أثار بالغة في فشل العمل المطلوب ومستقبل المؤسسة.
- انجاز المهام في وقت المطلوب: وهذه الخطوة تدخل فيما يسمى بإدارة الوقت، فجودة العمل تقيم إدارة الوقت، لأن انجاز المهام في وقتها،، تنقص من حدة القلق والضغط النفسي، وتعطي الفرصة والقدرة على مواجهة التحديات والأزمات الجانية وغير المتوقعة، وإدراك الوقت الكافي على ابتكار مخططات مستعجلة وإنتاج أفكار ذات نجاعة وبدائل جديدة، وتنزيلها على أرض الواقع لتجاوز الأحداث الصعبة، بشكل سليم وسلس.
خلق علاقات جيدة: سواء مع صاحب العمل أو الزملاء العمل، وكذلك توسيع دائرة المعارف على الصعيد العملي أو العلاقات الاجتماعية، لأن المعارف تزكي الشخص وتؤكد على نزاهته وشفافيته في العمل، وتساهم في صناعة حظه في إيجاد فرص جديدة غير معلنة للجميع.
- التميز والتخطيط: أن تكون القدرة لدى الشخص، بإنجاز عمل الصعب في وقت وجيز وبجودة عالية، مما سيوفر الوقت، ويفسح المجال لشخص بالاهتمام بالإبداع والتخطيط الجيد لمستقبل العمل، والامر يعطي الانطباع الجيد على الشخص ويجعله متميزا عن الآخرين، ويصبح شخصا أكثر فاعلية في الحياة في تقديم الأولويات وتحقيق الأهداف، سواء على المستوى الشخصي أو المهني. وهذا في حد ذاته يساعد بشكل إيجابي على رسم مسارا مهنيا متميزا ويحافظ على بقاء المنصب الوظيفي.
- قابلية التعلم: أن يكون الشخص له استعداد التعلم وقبول الرأي الاخر، وتجنب التعالي والتعجرف في التعامل مع مسؤوليه، الشي الذي يمكنه من استفادة من الخبرات والتجارب المشابهة الناس السابقين في العمل، ويستقي منهم الطرق وكيفيات التعامل مع العمل وطرق حل المشكلات التي تواجه مساره ، مما يثري سيرته ومسيرته العملية والشخصية حتى. وكذلك اكتساب الرؤيا المغايرة والنظرة المختلفة في تعامل مع الوضعيات والمشاكل المطروحة مما يمنح لشخص الصبغة التميز والاستثنائية في العمل، وينعكس عليه إيجابا في تطوير وتحسين الأداء الوظيفي، ويمثل أيضا جانبا مهمّا في التمية الشاملة، كما يساهم في الحفاظ على الوظيفة.
إضافة إلى ما سبق، هناك خطوات عدة وطرق كثيرة، مقترحة للحفاظ على الاستمرارية الوظيفة، إلا أن المجال لا يسع لمناقشتها بشكل مفصّل، ولهذا سنختصر بذكرها فقط في هذا المقام وهي كالآتي.
 احترام البيروقراطية
 استشارة أرباب العمل
 العقلية المرنة
 تقديم التنازلات
وفي الختام يمكن القول إن الحفاظ على الوظيفة سيف دو حدين، نظرا إلى ما تحويه من إيجابيات و سلبيات في كلتا الحالتين. فقد تساهم الوظيفة في الاستقرار التوازن الأسري ومصدرا لجب العيش وتحقيق الأهداف المنشودة ، وقد يكون الحفاظ عليها عائقا كبيرا أمام الفرد في تحقيق أهداف الكبرى. فقرار البقاء أو الفصل من الوظيفة، يبقى قرار شخصي، يرجع الى المعني بالأمر، حسب ميولاته وأولوياته في الحياة. لكن ما ينصح به في مسلسل المسيرة المهنية وهو محاولة تجديد وتطوير الذات بشكل مستمر من أجل بناء مستقبل أفضل مفعم بالحياة .

#حنضوري_حميد (هاشتاغ)       Hamid_Handouri#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل