أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - هل صحيح ما أوردته القناة الفرنسية - فرنسا 24 - من اخبار : أمريكا ستنشئ قاعدة عسكرية في المغرب ، ضدا على فتح قاعدة عسكرية روسية في الجزائر ؟ الكونكسيون مقطوعة عن منزلي ، فقررت ارسالها من Cyber















المزيد.....

هل صحيح ما أوردته القناة الفرنسية - فرنسا 24 - من اخبار : أمريكا ستنشئ قاعدة عسكرية في المغرب ، ضدا على فتح قاعدة عسكرية روسية في الجزائر ؟ الكونكسيون مقطوعة عن منزلي ، فقررت ارسالها من Cyber


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 7500 - 2023 / 1 / 23 - 22:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل صحيح ما أوردته القناة الفرنسية " فرنسا 24 " من اخبار : أمريكا ستنشئ قاعدة عسكرية في المغرب ، ضدا على فتح قاعدة عسكرية روسية في الجزائر ؟
الكونكسيون مقطوعة عن منزلي ، فقررت ارسالها من Cyber
أولا لا نعلم من اين استقت القناة الفرنسية المعروف عنها الدقة في التعامل مع الخبر او المعلومة باحترافية عالية ، هذا الخبر . ثانيا . واذا لم تشر القناة فرنسا 24 الدولية الى مصدر الخبر ، هل هذا الخبر من وحي احد صحافيي القناة ، ام قد تكون جهة مخابراتية هي من يقف وراء تزويد القناة بالخبر ، إمّا لجس نبض الأطراف المعنية ، النظام المغربي والنظام الجزائري ، وإمّا محاولة جس نبض الأطراف الدولية المهتمة بالشأن العام المغربي ، وبالشأن العام الجزائري ، خاصة ردود روسيا الاتحادية ، وردود الولايات المتحدة الامريكية ، وربما استجلاء موقف فرنسا المهتمة كثيرا بالعلاقات بين النظام المغربي والنظام الجزائري ، خاصة في فورة العلاقات المتأزمة ، والتي زاد في توضيحها الرئيس الجزائري عندما جدد موقف الجزائر من قضية الصحراء الغربية ، وشدد على التمسك الجزائري بالحل الاممي الذي هو الاستفتاء وتقرير المصير ، وحدد بوضوح شروط الدولة الجزائرية لإعادة فتح الحدود المغلقة مع الرباط ، ومن أهمها ان يقدم النظام المغربي وليس الشعب المغربي كما قال ، اعتذارا عن فرض التأشيرة المغربية على المواطنين الجزائريين القاطنين خارج الجزائر ، ويحملون الجنسية الفرنسية .. والرئيس الجزائري وبطريقة ذكية حاول ان يميز بين الشعب المغربي الذي لا علاقة له بقرار فرض التأشيرات ، وبين النظام المغربي الذي كان وراء قرار فرض التأشيرات الذي اعقبه القرار الجزائري الأكثر ايلاما ، الذي هو اغلاق الحدود بالكامل منذ سنة 1994 .. كما حاول التمييز وبنفس الطريقة بين الشعب المغربي وبين النظام المغربي ، بخصوص ترتيب المسؤولية عن الوضع في الصحراء ، الذي خلف مآسي وويلات عانت منها شعوب المنطقة من دون استثناء .. فاعتبر ان المشكل كامن في ما أسماه باحتلال النظام المغربي ، وليس الشعب المغربي للصحراء الغربية منذ سنة 1975 ، ومنذ ها والأمم المتحدة ، والاتحاد الأوربي ، والاتحاد الافريقي يعتبرونها مناطق خاضعة للاستعمار ، تناقش من قبل اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار التابعة للأمم المتحدة ..
واضح اذن من خلال تصريحات وشروط الرئيس الجزائري ، الذي استغل الوضع المشفق عليه للنظام المغربي من واقعة جريمة Pegasus المدانة ، وواقعة جريمة Morocco gate المدانة والمرفوضة ، وملف حقوق الانسان في المغرب وفي الصحراء الغربية المتنازع عليها ، ذهب بعيدا في خطابه التصعيدي ضد النظام المغربي ، ويكون بذلك قد اغلق الأبواب ومنافد تقريب مواقف الطرفين المتصارعين ، بما يسهل عملية حل الخلافات بالحوار، لا بالتهديد ، وبالوعد ، والوعيد .. بل ان الرئيس الجزائري وحتى يوسع دائرة المعارضة الدولية للنظام المغربي ، شحن دول المنطقة للاصطفاف وراء أطروحة النظام الجزائري فيما يخص حرب الصحراء الغربية ، وشحنها من خلال استغلال تطبيع النظام المغربي مع الدولة الصهيونية الذي لم يعد عليه بفائدة ، لان الدولة العبرية تتشبث بالحل الامي لنزاع الصحراء الغربية ، وتتشبث بالمشروعية الدولية التي تعكسها كل قرارات الجمعية العامة منذ سنة 1960 / القرار 1514 ، وقرارات مجلس الامن منذ سنة 1975 .. فحتى نائبة كاتب الدولة في الخارجية الامريكية لشؤون المنظمات الدولية السيدة Michel Sissone التي تزور الرباط ، فذلك لمواضيع محددة ، منها تدعيم جهود المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في ملف الصحراء المتنازع عليها ، والتذكير بالتمسك بالقانون الدولي ، وبالقرارات الأممية ، وبالمشروعية الدولية ، دون نسيان ملف حقوق الانسان المأزم من قبل البوليس السياسي في المغرب ، وبالصحراء الغربية المتنازع عليها .. وهذه المواضيع وفي هذا الظرف بالذات ، هي امتداد لقرار الإدانة التي وجهها الاتحاد الأوربي لنظام محمد السادس ، وبالضبط لبوليسه السياسي ، وهو ما يجعل من الفهم الأمريكي لإشكالية الاتهامات للدولة البوليسية المغربية ، تتماهى مع خيار الاتحاد الأوربي ، أي يتصرفون كحلفاء يجمعهم الحلف الأطلسي ، إضافة الى العلاقات الاقتصادية العميقة مع الاتحاد الأوربي ..
إذن ما صحة خبر الفضائية الفرنسية " فرنسا 24 " ، بخصوص انشاء قاعدة عسكرية روسية في الجزائر ، وصحة عزم الولايات المتحدة الامريكية انشاء قاعدة عسكرية بالمغرب ، ضدا على وجود قاعدة عسكرية روسية بالجزائر ؟
ان اول شيء يجب الالمام به والتذكير به ، هو مواصلة صمت الدول المعنية الجزائر والمغرب ، إزاء هذا الخبر ، وكأنّ النظامين معا الجزائري والمغربي ، غير ملزمين بالرد او بالتوضيح ، ام انهما حاولا التظاهر بعدم المبالات إزاء خبر بقي في خبر كان . فسكوت النظام الجزائري عن خبر انشاء قاعدة عسكرية روسية في الجزائر ، وسكوت النظام المغربي عن خبر عزم الولايات المتحدة الامريكية انشاء قاعدة عسكرية لها بالمغرب ، ردا على انشاء قاعدة عسكرية روسية في الجزائر ، يجعل من أي متتبع للتطورات الجيواستراتيجية ، والجيوبوليتيكة بالمنطقة ، يستبعد صحة هذا الخبر الذي تم طيه بسرعة البرق من قبل القناة الفرنسية " فرنسا 24 " " France 24 ، فأحرى نوع تعامل النظامين الجزائري والمغربي مع الخبر كخبر يقين .
لكن هذا الاختيار والمخرج لا يعني التشكيك في الخبر ، لان امام صمت الأطراف المعنية ، النظام المغربي والنظام الجزائري ، قد يكون ما يفيد نسبية صحة الخبر ، وانه لدوافع تتعلق بالأمن القومي للنظامين ، فضلا التعامل مع الخبر وكأنه غير صحيح ، او مشكوك فيه ، او انه صحيح لكن يبقى التعامل معه من منطلق مصلحة اطراف النزاع النظامين المغربي والجزائري .
لكن نحن كمهتمين وكمحللين بكل ما يحصل بالمنطقة ، خاصة في ظل تأزيم العلاقات بين النظامين ، ووصلت الى العداء الكامل ، دون اية محاولة للتخفيف من ثقل الازمة ، سنحاول معالجة الخبر في ضوء المصالح التي سيستفيد منها كل من النظامين ، وليس الشعبين من إقامة قواعد عسكرية بكل من الجزائر وبكل من المغرب . وسنصل للتعرية عن حقيقة صحة الخبر من تكذيبه ..
فالمعالجة هي موضوعية ، تأخذ بعين الاعتبار ، الإيجابيات والسلبيات التي لكل نظام من اتفاقية انشاء القواعد العسكرية . لذا فمصالح النظام المغربي اذا تأكد بالفعل صحة خبر الولايات المتحدة الأمريكية عزمها في انشاء قاعدة عسكرية بالمغرب ، ليست هي مصالح النظام الجزائري من إقامة قاعدة عسكرية بالجزائر . فالتناقض بين الأنظمة والمصالح المتضاربة ، تدفع بنا الى طرح السؤال الأساس . هل فعلا ان بالجزائر قاعدة عسكرية روسية ، ما دامت القاعدة العسكرية الامريكية في المغرب تبقى مفترضة تحمل صحة الخبر كما تحمل تكذيبه .
ان اول سؤال يتبادر الى الذهن هو . هل حقا توجد بالجزائر قاعدة عسكرية روسية ؟ . ولنفرض جدلا انها موجودة ، فما المغزى من وجودها ؟ وهي تتناقض مع خيار حرب التحرير الشعبية ، والكفاح المسلح الذي حقق استقلال الجزائر . فهل من الجائز ان تخرج الجزائر من الاستعمار ، وتحقق استقلالها ، ثم تعود من جديد الى استعمار روسي يبحث عن مصالحه ، لا عن مصالح الجزائر . فالقول بوجود قاعدة عسكرية روسية بالجزائر معناه ان الجزائر محمية روسية . واذا كان الامر كذلك فالحماية الروسية للجزائر ضد منْ ؟ من يهدد الامن القومي الجزائري حتى تطلب الحماية الروسية للدّودة عنها ، والدفاع عنها ؟ . هل من يهدد الدولة الجزائرية هو النظام المغربي ؟ هل فرنسا ، هل الولايات المتحدة الامريكية ... ؟ الخ ..
وهل الجزائر التي استقلت منذ سنة 1962 ، وكونت دولتها ، غير قادرة عن حماية نفسها والدّود عن حرماتها ؟ . أي هل الدولة الجزائرية جد ضعيفة ، والحال انها دولة قوية بالمنطقة ، لها جيشها المزود بمختلف الأسلحة الدفاعية والهجومية الفتاكة .. وتجمعها علاقات واتفاقيات خاصة مع روسيا ومع الصين ، وحتى مع فرنسا ، تسمح لها بالحصول على مختلف الأسلحة من دون شروط او فيتو ، وهذا ظهر جليا في المناورات التي اجراها الجيش الجزائري بالذخيرة الحية ، وبالقرب من الحدود المغربية ، وهو ما يعني توجيه الرسائل الواضحة وغير المشفرة ، اذا تعقدت الأوضاع ، واشتدت الازمة ، ونشبت حرب لا قدر الله بالمنطقة ، رغم ان الحرب بين النظام الجزائري والنظام المغربي تبقى مستبعدة ، لان لا فائدة منها .. بل حتى إسرائيل التي ابرمت اتفاقيات عسكرية وبوليسية مخابراتية مع النظام المغربي ، لن تهرع لخوض حرب مع النظام الجزائري من اجل النظام المغربي . فدور إسرائيل هو اغراق النظام المغربي بالديون من بيع الأسلحة الإسرائيلية ، التي لن تُؤْدي الجيش الجزائري ، وإسرائيل لن ترسل جنديا واحدا للموت خارج أراضي إسرائيل الكبرى ..
وحتى القول بافتراضية انشاء الولايات المتحدة الامريكية لقاعدة عسكرية بالمغرب ، لا يعني هذا انها ستدخل في حرب ضد روسيا التي بنت قاعدة عسكرية بالجزائر ، لان الولايات المتحدة تدافع عن مصالحها الخاصة ، ولن تدافع عن النظام المغربي ، لأنه غير مهدد من قبل القاعدة العسكرية الروسية الغير موجودة أصلا بالجزائر ..
فمواقف الولايات المتحدة الامريكية ، وقد عبرت عنها نائبة كاتب الدولة في الخارجية الامريكية المكلفة بالمنظمات الدولية السيدة Michel Sissone من نزاع الصحراء الغربية ، واضح ، وهو نفس الموقف الإسرائيلي ، وموقف اتحاد الأوربي ، الذي هو التشبث بالمشروعية الدولية ، ويؤكدون على انّ لا حل دون الحل الديمقراطي الذي هو الاستفتاء وتقرير المصير . فقضية الصحراء هي بيد الأمم المتحدة التي تعالجها ضمن اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار ، ويتخذ بصددها مجلس الامن قرارات خلال دورات متعاقبة ، تدعو الى الاستفتاء وتقرير المصير .
وخلاصة ، انّ النظام الجزائري لن يقبل على الاطلاق انشاء قاعدة لا روسية ، ولا صينية ، ولا كوبية ، ولا قاعدة لكوريا الشمالية . فالجزائر التي خاضت حرب تحرير شعبية ، ومارست الكفاح المسلح لإحراز استقلالها في سنة 1962 ، لن تقبل تحت أي مسمى او دريعة ، بوضع البلاد تحت احتلال القواعد العسكرية . فهي غير مهددة من احد ، ولا تخاف من احد ، وجيشها المزود بالأسلحة الفتاكة كشّاف عن قوتها التي تدافع بها عن أراضيها ..
اذا كانت الجزائر خالية من القواعد العسكرية الأجنبية ، فماذا عن النظام المغربي المهدد في وجوده بقضية الصحراء ، التي اجتمع العالم على حلها طبقا للمشروعية الدولية ، وهو حل لن يتعدى السنتين القادمتين ، او ربما اقل ..
بما ان النظام الجزائري المتشبث بخيار الاستفتاء وتقرير المصير في الصحراء ، يشكل تهديدا على وجود النظام المغربي كنظام اذا أضاع الصحراء ، وهو ما يعني التحضير لجغرافية جديدة بالمنطقة ، والخطورة انّ النظام المغربي في هذيانه لإبعاد الشر التي تخفيه له حرب الصحراء ، والأمم المتحدة ، والاتحاد الأوربي ، والاتحاد الافريقي ... الخ ، اعترف بالجمهورية الصحراوية وبالحدود الموروثة عن الاستعمار في 31 يناير 2017 ، ونشر اعترافه بالجريدة الرسمية بتوقيع الملك محمد السادس ، عدد الجريدة 6539 ، فهو قد يكون اول مرحب بإنشاء قاعدة عسكرية أمريكية فوق التراب الوطني ، لأنه يعتقد ان حماية القاعدة لنظامه تمليه المصلحة ، وهي من ستَحُول ضد سقوط نظامه عند ضياعه الصحراء التي يرتبط وجوده بها . فجميع السلالات التي حكمت المغرب جاءت من الصحراء ، وسقطت من الصحراء . وحيث ان مكر التاريخ يعيد التراجيديا بشكل بشع ، فإنشاء القاعدة العسكرية الامريكية في اعتقاد النظام المغربي ، سيحول دون تكرار فواجع زمن سقوط الامبراطوريات والسلطنات ، وستمكن القاعدة العسكرية الامريكية من الحيلولة من استقلال الصحراء ، وينجو بعدها النظام من السقوط الأكيد عند ضياع الصحراء .
اذا كان النظام المغربي يفكر بهذا المستوى المتدني السطحي ، فهو سيكون بمن يحفر قبره بيده . فما يجهله النظام ان اعتراف Trump بمغربية الصحراء ، كان مقلبا ورط النظام في اخراج علاقاته مع الدولة الصهيونية ، التي مثل واشنطن لا تعترف بمغربية الصحراء ، ويشددان على الحل الاممي الذي تنص عليه القرارات الأممية .. فعند تركيز إدارة الرئيس John Biden على تدعيم مجهودات المبعوث الشخصي للأمم المتحدة السيد Stefan de Mistura ، ويدعو الى التشبث بالمشروعية الدولية التي تعني الاستفتاء وتقرير المصير ، فهو يعمل على فصل الصحراء عن المغرب ، وانّ القول باستقلال الصحراء عن المغرب ، يعني السقوط الحتمي للنظام في اقل من أربعة وعشرين ساعة .. والسؤال . عن اية حماية يعتقد النظام المغربي اذا كان يفكر كذلك ، ستوفرها له القاعدة الامريكية التي لن تدافع عنه في قضية الصحراء بسبب الأمم المتحدة ، وبسبب ملف حقوق الانسان في المغرب ، وبالصحراء الغربية المتنازع عليها .. ، اذا لم تكن القاعدة العسكرية الامريكية مثل القاعدة العسكرية بالقنيطرة متورطة في تسهيل قلب نظام الحكم في المغرب ..
ولنطرح السؤال .. هل الولايات المتحدة الامريكية المستعاضة من خروقات حقوق الانسان في المغرب وفي الصحراء المتنازع عليها ، ستدخل في حرب مع النظام الجزائري الذي يجمعها معه علاقات متميزة وقوية .. وهل روسيا الاتحادية ستدخل الحرب ضد النظام المغربي من اجل الجزائر ، ومثل أمريكا مع النظام الجزائري ، لها علاقات جيدة مع النظام المغربي خاصة في مجال البترول والفوسفاط ..
اذن منِ الطرف الجريح المتضرر مما يروج من اخبار دولية بالمنطقة . هل النظام الجزائري ام النظام المغربي ؟
بما ان الجزائر حققت انتصارا متماهياً مع قرارات مجلس الامن ، والأمم المتحدة ، والاتحاد الافريقي ، والاتحاد الأوربي ، وانها ضابطة لأعصابها ، ومتحكمة في انفعالاتها ، وترسل الإشارات في المناسبات كما عبر الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون مؤخرا ، بخصوص الموقف من نزاع الصحراء ، والموقف من إعادة فتح الحدود ... فالنظام المغربي العارف بتهديد الصحراء لوجوده ، يبحث عن اية قشة ، لجرجرة النزاع ، وتعطيل الحل الاممي الذي على الابواب ، ومن ثم انقاد نفسه من السقوط . وهنا ألم يتقدم النظام في ابريل 2007 بحل الحكم الذاتي لإتلاف مطلب الاستفتاء وتقرير المصير ؟ ويكون النظام بهذا الاعتراف هو من شكك في مغربية الصحراويين ، وليس الصحراويون من شكك في مغربيتهم ؟ .. ثم ماذا حين ذهب النظام بعيدا أملا في جرجرة النزاع ، وخلط الأوراق ، وخلق ثغرة للعب دوليا ، وبالاتحاد الافريقي ، عندما اعترف بالجمهورية الصحراوية وبالحدود الموروثة عن الاستعمار في يناير 2017 ، حتى يدخل الاتحاد الافريقي ، ونشر اعترافه هذا بالجريدة الرسمية للدولة العلوية مُوقّع عليه محمد السادس شخصيا عدد الجريدة 6539 ؟
لذا فما دام نزاع الصحراء يهدد وجود النظام ، فهو مثل الحالات السابقة لن يدخر أي جهد لخلط الأوراق ، وبعثرة المشهد ، بتعطيل دور الأمم المتحدة المشرف على نهاية الصراع منذ سبعة وأربعين سنة خلت ..
هنا يبقى للنظام المغربي مثل الحيوان الجريح ، البحث عن الخلاص مِمّا ينتظره من اخطار ، وهنا سيكون النظام مستعدا لجر النظام الجزائري الى حرب ، إن نشبت قد تستغرق اكثر من ثماني سنوات ، يتم فيها التدمير الكامل للمنطقة ، وللشعوب المفقرة والمقهورة ، وينتج عن هذه الحرب التي سينفخ فيها الجميع ، وعلى راسهم إسرائيل والدول الغربية ، تعطيل البحث الاممي لنزاع الصحراء الغربية لما يفوق الثماني سنوات قادمة ، وفي نفس الوقت تغيير مسار الأمم المتحدة من بحث نزاع الصحراء الغربية ، الى بحث الحرب التي قد تنشب بالمنطقة ، لان النظام المغربي العاشق لثروة المنطقة ، يهون عليه ان تدمر المنطقة بالكامل ، بدل ان يسقط نظامه لوحده بالمنطقة ، في حين يبقى النظام الجزائري يتربع على اريكية المنطقة .. فاذا كانت الحرب ستغير قواعد اللعبة ، وستعطل الدور الاممي لحل نزاع الصحراء الغربية ، وستبعد خطر سقوط النظام عند فقدانه السيطرة على الصحراء ، فالحرب التدميرية للمنطقة تبقى اهون من ان يفقد عرشه وحده بالمنطقة ..
لكن الخطورة هنا ان من يؤدي تكلفة الحرب والضحية ، هي الشعوب التي ستزيد تعاسة في تعاسة اكبر منها .. لذا فالحرب ممنوعة تحت ايد طائلة او دريعة ، ويجب الاحتياط لهذا الخطر المقامر الذي يهدد الجميع .. وعلى النظام الجزائري الاحتياط من هذا الخطر ، والاّ يسقط في الفخ ليجنب المنطقة الخراب والتدمير ، حيث سيخسرها الجميع .. فإذا سقط النظام الجزائري في فخ الحرب ، يكون قد عطل الحل الاممي لنزاع الصحراء ، ويكون قد غير مسار بحث الأمم المتحدة من بحث حل نزاع الصحراء ، الى حل فض الحرب التي سينفخ فيها الجميع ..
لذا فان نزاع الصحراء ومنذ ان كان بيد الأمم المتحدة ، والنظام المغربي الواعي بهذه الحقيقة مثل النظام الجزائري ، يركزان عليها عند طرح مشكل الحدود المغلقة .. فبينما يدعو النظام المغربي النظام الجزائري لفتح الحدود ، يمتنع هذا بحل نزاع الصحراء أولا ، والحدود ثانيا .. في حين يرفض النظام الجزائري بدعوى حل نزاع الصحراء ، وأضاف الى هذا الشرط مؤخرا الرئيس الجزائري ، شرط اعتدار النظام عن فرض التأشيرة التي واجهها النظام الجزائري بإجراء قاسي هو اغلاق الحدود ..
لذا فالحرب ممنوعة لأننا نحن الشعب ضحيتها .. وعلى الجميع استحضار العقل والتبصر .. وحتى اذا تعرضت الحدود الجزائرية لصليات ، فعلى النظام الجزائري عدم الرد ، والالتجاء الى الأمم المتحدة ، والاتحاد الافريقي والاتحاد الأوربي .. ما دام ان الأمم المتحدة من تمسك زمام نزاع الصحراء .. ونفس الشيء بالنسبة للنظام المغربي الذي يجب ان يطرق أبواب الأمم المتحدة ، والمحاكم الدولية ..
في الجزائر لا قاعدة عسكرية روسية ، وفي المغرب ليس هناك استعداد بإنشاء قاعدة عسكرية أمريكية ، لان قواعد أمريكا في اسبانية وفي البرتغال ، كافية عن القاعدة الامريكية المفترضة بالمغرب ...



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضربة معلم -- رئيس الحكومة الاسبانية
- بين العبودية وتحسين شروط العبودية
- البرلمان الأوربي يدين نظام الملك محمد السادس
- شروط المعارضة
- هل اصطدم النظام المغربي بحقيقة الموقف الدولي من نزاع الصحراء ...
- هل لن يفتح النظام المغربي سفارة له بالقدس العاصمة الابدية لل ...
- الملك قتلني ، الملك من كان يقطع الانترنيت شخصيا عن منزلي ،ال ...
- اسبانية ، فرنسا ، الدولة المغربية .. الاآفاق والمخرج
- رسالة الى المدير العام للبوليس السياسي المغربي المدعو عبد ال ...
- طائر الحرية
- هل ستؤثر نتائج الانتخابات الاسبانية القادمة على العلاقات الث ...
- المغزى السياسي من استقبال الملك محمد السادس للمنتخب الوطني
- إشكالية حركة حقوق الانسان بالمغرب
- من يرفض التغيير ، ومن يرفض الإصلاح ؟
- المنتخب الوطني لكرة القدم
- - الوطن غفور رحيم -
- هل انفرط عقد الوُدّ بين جماعة العدل والإحسان ، وبين حزب النه ...
- مسيرة الرباط الشعبية ضد الغلاء الفاحش ، وضد دولة البوليس الج ...
- تغيير المجتمع
- هل الدولة السلطانية المخزنية العلوية البوليسية قابلة للإصلاح ...


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - هل صحيح ما أوردته القناة الفرنسية - فرنسا 24 - من اخبار : أمريكا ستنشئ قاعدة عسكرية في المغرب ، ضدا على فتح قاعدة عسكرية روسية في الجزائر ؟ الكونكسيون مقطوعة عن منزلي ، فقررت ارسالها من Cyber