أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - علي فريح عيد ابو صعيليك - التغطية على معاناة الشعوب بقضايا ساذجة، أسلوب ناجح في إغراق المركب














المزيد.....

التغطية على معاناة الشعوب بقضايا ساذجة، أسلوب ناجح في إغراق المركب


علي فريح عيد ابو صعيليك
مهندس وكاتب أردني

(Ali Abu-saleek)


الحوار المتمدن-العدد: 7494 - 2023 / 1 / 17 - 16:09
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    



دائرة الأحداث اليومية التي نتعامل ونتعايش فيها ومعها في معظم الدول العربية خصوصاً تلك التي تستحوذ على اهتمامات الغالبية العظمى من البشر تحتوي الكثير من التفاهات والأمور الساذجة وتستهلك الكثير من الوقت على حساب القضايا الجوهرية المؤثرة على حياتنا، ونتائج تلك الاهتمامات يدفع ثمنها الأفراد ومن ثم المجتمع وتلقائيا الدولة.

سهولة انتشار تلك التفاهات وسيطرتها على اهتمامات البشر ليس وليد الصدفة، بل إنها نتاج نظام فكري مدروس تتم الاستعانة به بين الحين والآخر خصوصاً عندما تكون هناك حاجة لتمرير حدث استراتيجي، فيتم صناعة حدث في حقيقته عديم الأهمية ولكنه مثير للاهتمام خصوصاً قصص الفضائح المثيرة للغريزة أو قضايا الفنانات أو لاعبي الكرة على سبيل المثال لا الحصر.

وتطورت صناعة تلك الأحداث لتلامس الروح الوطنية والدفاع عنها، عندما يتم تجسيد الوطن من خلال فريق كرة قدم وصناعة صراع من منطلق وطني يؤجج الصراع بين شعبين، ويتم تغذيته بسهولة باستخدام حسابات وسائل التواصل الاجتماعي وكذلك برامج التلفزيون ومذيعي البرامج المباشرة.

وفي شكل آخر لتلك القضايا بعض الفتاوي الدينية التي تغرد خارج السرب وهذه تحديداً يجدها العديد من رواد وسائل التواصل فرصة ثمينة لتفريغ الاحتقان مع بعض رجال الدين، الذين ينظر لهم كمقصرين في نصرة قضايا الشأن العام!

وقد يرتفع سقف تلك الأحداث لتأخذ شكلا جديا في ظاهره بينما هي ساذجة في باطنها، لأنها لا تعالج أصل الأزمات والمشاكل، كالإطاحة بوزير أو حتى رئيس وزراء بينما يبقى نفس النمط الإداري في العمل بغض النظر عمن تمت الأطاحة به، بحيث تكون الإطاحة نتيجة مرضية لعامة الناس، وقد جسدها "دريد لحام" في مسرحية "ضيعة تشرين" ونظرية إعادة تدوير الوزراء!

المفكر الأمريكي المعاصر ناعوم تشومسكي الذي نشر عشر استراتيجيات تشكل إحداها محور هذا الفكر الذي نناقشه هنا، فقد إحدى كُشِفَت وثائقه السرية عام 1986 بعنوان "الأسلحة الصامِتة لِخَوْض حرب هادِئَة" والتي تعتبر مدرسة فكرية متكاملة الأركان للتحكم في الشعوب أبرزها وأولها إستراتيجية الإلهاء.

وتنص تلك الإستراتيجية على "جذب انتباه الجمهور بعيدًا عن المشاكل الاجتماعية الحقيقية مسائل ليس لها أهمية حقيقية. اجعل الجمهور مشغولاً مشغولاً مشغولاً لا وقت للتفكير، فقط عليه العودة إلى المزرعة مع غيره من الحيوانات الأخرى.” ورد هذا النص حرفياً في وثيقة “أسلحة صامتة من أجل خوض حروب هادئة”
وعلى الرغم من أنها أصبحت أساليب مكشوفة في عصر الانفتاح الإعلامي، إلا أنها لا زالت تلقى رواجاً عند عامة الناس، بل وعندما ينتهي مفعول قضية ما وتفقد بريقها، يبدأ الانتظار لشيء جديد تافه أو مُسَلٍّ يشغل الوقت المهدور بلا قيمة!

لقد وصل الحال بأن لا يحظى خطاب العقل والحكمة بذلك الشغف بالمقارنة من تلك التفاهات؟ وابتعد الكثير من العقلاء ممن يستطيعون صناعة الفارق عن المشهد العام، وكذلك ينطبق الأمر على الخطاب الديني، فكيف يعتبر تجهيل الشعوب وأبعادها عن المشاركة في تحديد مصيرها نجاحاً وما هي مقاييس ذلك النجاح؟

لا شك أبداً أن مقاييس قوة الدول هي النواحي الأساسية للقوة وهي المرجع الحقيقي لنجاح السياسات والاستراتيجيات، بينما استمرار تبعيتها لغيرها وعدم قدرتها على إنتاج غذائها وسلاحها وأساسياتها تعني بالضرورة فشلها.

استراتيجيات النجاح ليست بالخلطات المبهمة فهنالك تجارب لشعوب ليس غربية نجحت بل وتفوقت كثيراً، سنغافورة واليابان على سبيل المثال، وعندما تفشل استراتيجية معينة في تحقيق أهدافها لا تتم إعادة تدوير المسؤول عنها وإعطاءه فرصه في موقع آخر كسفير مثلا كما جسده دريد لحام.

لم يعد يخفى على أحد النمط الذي اتبعته اليابان أو سنغافورة أو كوريا الجنوبية لتكون في مقدمة الدول اقتصاديا وصناعيا، النظام أولاً وهو الذي يصنع العلم وباقي متطلبات الريادة، فماذا ينقصنا لكي نستنسخ على الأقل أفكارا ناجحة بما يتلاءم مع مجتمعاتنا العربية؟ ينقصنا الكثير ولكنه يصبح قليلا عندما نمتلك فقط إرادتنا وقراراتنا التي سلمناها للدول الإمبريالية التي تجيد نهب خيراتنا، فهل يعقل على سبيل المثال أن يعاني المواطن العراق الفقر وبلاده عائمة على بحر من النفط؟ لماذا لا تمتلك أسباب قوتها بدلا من إغراق المجتمع بأحداث تافهة يتم صناعتها وقد أهلكت الوطن والمواطن؟
لم يعد من المقبول أبداً أن يتنحى العقلاء والمخلصون عن واجهة الأحداث، والمركب التي تغرق لا تستثني أحدا ركباها، كذلك إذا استمر جفاء مع الفكر الإسلامي فإننا سنبقى بعيدين جداً عن الطريق الصحيح لمستقبل مجتمعاتنا العربية.



#علي_فريح_عيد_ابو_صعيليك (هاشتاغ)       Ali_Abu-saleek#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من لاجئ فلسطيني إلى لاجئ سوري: لابد أن تشرق شمس الحرية
- ومتى كان وجه أوروبا جميلاً أيها الواهمون، بل هو قبيح منذ الأ ...
- هل انتهت كأس العالم، يبدوا أنها مستمرة حتى تتغير موازين القو ...
- اللغة العربية أحد أبرز أسلحتنا المعطلة
- وتستمر المغرب في صناعة أسباب الفرح لأمة في أشد الحاجة للفرح
- ليست مجرد فرحة بانتصار رياضي، بل هي صفعات للمحتل الصهيوني
- على ماذا راهنت الصهيونية في تواجد صحافتها في قطر وسط الشعوب ...
- الصهيونية قائمة على التّطرّف، فلماذا نفضل يسارهم على يمينهم؟
- نظرية لافروف حول احتلال فلسطين ليست مجرد أقوال ساخرة
- سياسة الاغتيالات التي يمارسها الكيان الصهيوني تؤكد حقيقته ال ...
- لماذا ننتظر الحرب على أحر من الجمر!‎‎
- التجربة السريلانكية.. دروس وعبر قبل أن تتكرر عربياً
- خرج بينيت بجرائمه من المشهد وبقيت فلسطين رمزاً للحرية
- الجريمة لا دين لها ولا جنس ولا هوية...‎‎
- القتل والتهجير والاستيطان هو المنهج الصهيوني الثابت برغم تغي ...
- تأثيرات مسيرة الأعلام على الكيان الصهيوني
- رائحة تراب فلسطين التي عجز الصهاينة عن استنشاقها.
- تفاعُل الأردنيين مع مقتل شيرين أبوعاقلة شاهد على وحدة المصير
- لماذا لا تتوقف الفضائيات العربية عن استضافة المتحدثين بلسان ...
- ماذا لو كانت شيرين أبو عاقلة صحفية في أوكرانيا وقتلت برصاصة ...


المزيد.....




- -قمع الدولة ساهم في تحوّل مظاهرة صغيرة إلى حركة احتجاجية انت ...
- هل تحمي الملاجئ الإسرائيلية من إصابات الصواريخ المباشرة؟
- كوريا الجنوبية تدرس إمكانية التعاون مع الولايات المتحدة في ...
- أقارب الرهائن المحتجين يلتقون بلينكن خارج الفندق الذي يقيم ف ...
- حاسب لوحي مميز من اليابان لمحبي التصميم والرسم الإلكتروني
- تحرك عاجل من السياحة المصرية بعد رصد مواطنين متجهين للسعودية ...
- -حزب الله- ينعى أحد مقاتليه
- افتتاح معرض في موسكو لغنائم الجيش الروسي من أسلحة -الناتو- ( ...
- شهادات إسرائيليين من سكان المناطق الحدودية مع لبنان: بيوتنا ...
- إيران تكشف عدد مواقعها النووية المشكوك فيها من المنظمة الدول ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - علي فريح عيد ابو صعيليك - التغطية على معاناة الشعوب بقضايا ساذجة، أسلوب ناجح في إغراق المركب