أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حسن أحراث - عشق الممنوعات (صديقنا الملك)..














المزيد.....

عشق الممنوعات (صديقنا الملك)..


حسن أحراث

الحوار المتمدن-العدد: 7472 - 2022 / 12 / 24 - 23:48
المحور: سيرة ذاتية
    


قرأت اليوم تدوينة للرفيق الراقي عبد الله بيرداحا بعنوان "أفكار لمن يهمه ويهمها الأمر"، أدرج منها هذه الفقرة الجميلة:
"زمن السبعينات وبداية الثمانينات كنا نقرأ كتبا ممنوعة من طرف السلطة الحاكمة، وكنا نضع لها أغلفة وكنا أيضا لما نقتنيها نضعها وسط جريدة أو تحت الجاكيط لكي لا ترصدها أعين المخبرين، حدثت لنا مشاكل بسببها ولكننا نجونا منها بأعجوبة..".
لقد أعادتني هذه التدوينة المُعبّرة الى زمن ليس بالبعيد، وبالضبط الى سنة 1991، مباشرة بعد مغادرتي السجن.
كنا، الرفيق نور الدين جوهاري وأنا، بمدينة الدار البيضاء؛ وحصلنا بطرقنا الخاصة على كتاب "صديقنا الملك" (NOTRE AMI LE ROI) الصادر سنة 1990 لمؤلفه جيل بيرو. وهو الكتاب الذي أثار ضجة إعلامية كبيرة حينذاك و"عكّر" صفو العلاقات المغربية الفرنسية. ولأننا من باب المسؤولية مطالبون بإعادته لصاحبه في أقرب وقت، ولأنه يتعذر علينا قراءته بتأنّ في وقت وجيز، فكرنا في نسخه (PHOTOCOPIER). لكن، كيف ذلك وفي تلك الفترة، أي بداية التسعينات من القرن الماضي حيث محلات النسخ نادرة؟
ارتأينا في الأخير نسخه بالتقسيط، أي نسخ جزء لدى هذه المكتبة وجزء آخر لدى مكتبة أخرى ومن حي الى آخر، وهكذا دواليك دون إثارة الانتباه مع إخفاء واجهة الكتاب. ونحن بالحافلة لنغير الحي، حصل شجار حاد بين راكبين؛ وهو ما حدا بالسائق الى إغلاق الأبواب والتوجه نحو أقرب مقر للشرطة. لحظتذاك، تملّكنا شيء من الرعب ولم يكن أمامنا بالنظر الى خطورة الممنوع إلا التفكير في "مُجازفة" القفز عبر النوافذ. وتساءلنا "هل حظنا سيء الى هذه الدرجة؟".
وكان الجواب مباشرة "ليس سيئا الى ذلك الحد"، حيث تصالح الراكبان وعاد الهدوء الى الحافلة، وبالتالي عدل السائق عن ولوج مقر الشرطة وأكمل الرحلة العادية ("نجونا بأعجوبة")..
تنفسنا الصعداء واقتصرنا بعد ذلك على نسخ الجزء الذي يهمنا أكثر من الكتاب، وهو الجزء الخاص بمعركة الشهيدين بوبكر الدريدي ومصطفى بلهواري. ولم ننم ذلك اليوم الصعب حتى وضعنا "الجمرة" بيد صاحبها.
وبمناسبة الحديث عن هذه الواقعة، أذكر أننا (جوهاري وأنا) بعثنا رسالة الى المؤلف جيل بيرو من أجل تصحيح بعض المعطيات المغلوطة الواردة في الكتاب، إلا أننا لم نتلق أي رد (إذا توصل بالرسالة)، ولم نشهد أي تصحيح بشأن ملاحظتنا.
عموما وبفرط حماسنا، كنا متعلّقين بالممنوعات وبشكل مبالغ فيه. لأن ذلك في فترات سابقة مصدر معلومات غير متداولة، بل ومصدر فخر واعتزاز بالذات. وأكثر من ذلك، جعل منا مناضلين "متميزين" ذوي كاريزما خاصة. فأن تستشهد أو تدلي بمعلومات نادرة أو بمراجع ممنوعة/سرية، فأنت مناضل "ثوري" فوق العادة. وكانت مجلتا "الى الأمام" و"23 مارس" الممنوعتان/المحظورتان/السريتان تغذي فينا هذا العنفوان أو هذا الكبرياء..
ولا يفوتني وهذا البوح العابر أن أسجل أننا اطلعنا في الثمانينات على رواية "كان وأخواتها" لمؤلفها عبد القادر الشاوي، ونحن محاصرون بدهاليز ابن رشد (موريزكو) بالدار البيضاء في إطار معركة الشهيدين البطولية، علما أن الرواية لم تصدر حينذاك في صيغتها المتداولة فيما بعد..
تحية لجنود الخفاء بكل المواقع، بما في ذلك مواقع التعذيب والاعتقال..
لا "ممنوع" أمام الإرادة القوية والاقتناع الراسخ بالقضية. فقط، ليس كلُّ ممنوع صحيح ومفيد؛ وليس كلُّ ما يلمع ذهباً..



#حسن_أحراث (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التطبيع الصامت أو المسكوت عنه..
- الوفاء للشهيدة سعيدة المنبهي..
- الغباء السياسي أم التواطؤ..؟
- لنشارك في الأشكال الاحتجاجية..
- تخرس أقلامنا أمام اعتصار قلب الأم..
- رسالة سياسية مفتوحة إلى قيادة حزب النهج الديمقراطي العمالي..
- سؤال نقابي مغلوط..
- الشمس لا -تخون- البرازيل..
- الجمعية تتهم المنظمة
- ماذا بعد كل هذا العبث؟!
- الحكومة تفضح قيادات المركزيات النقابية..
- في ذكرى الشهيد رحال جبيهة (13 أكتوبر 1979)..
- في ذكرى انتفاضة صفرو 2007..
- موخاريق، الناطق الوفي باسم أخنوش..
- بوح في ذكرى ميلاد رفيقتي نعيمة (حسن ونعيمة)
- العاملات الزراعيات والعمال الزراعيون بالمغرب: معاناة متواصلة ...
- في الذكرى 38 لاستشهاد رفيقينا الدريدي وبلهواري..
- شهداء ومشاريع شهداء..
- مُعتصم تاهْلا للمُعطّلين.. مُعتصم العِزّة والكرامة..
- فلسطين: معذرة، لا نملك سيوفا..!!


المزيد.....




- الصفدي لنظيره الإيراني: لن نسمح بخرق إيران أو إسرائيل للأجوا ...
- عميلة 24 قيراط.. ما هي تفاصيل أكبر سرقة ذهب في كندا؟
- إيران: ماذا نعرف عن الانفجارات بالقرب من قاعدة عسكرية في أصف ...
- ثالث وفاة في المصاعد في مصر بسبب قطع الكهرباء.. كيف تتصرف إذ ...
- مقتل التيكتوكر العراقية فيروز آزاد
- الجزائر والمغرب.. تصريحات حول الزليج تعيد -المعركة- حول التر ...
- إسرائيل وإيران، لماذا يهاجم كل منهما الآخر؟
- ماذا نعرف حتى الآن عن الهجوم الأخير على إيران؟
- هولندا تتبرع بـ 100 ألف زهرة توليب لمدينة لفيف الأوكرانية
- مشاركة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في اجتماع مجموعة السبع ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حسن أحراث - عشق الممنوعات (صديقنا الملك)..