أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حسن أحراث - بوح في ذكرى ميلاد رفيقتي نعيمة (حسن ونعيمة)














المزيد.....

بوح في ذكرى ميلاد رفيقتي نعيمة (حسن ونعيمة)


حسن أحراث

الحوار المتمدن-العدد: 7368 - 2022 / 9 / 11 - 22:33
المحور: سيرة ذاتية
    


ارتبطت بي رفيقتي نعيمة الزيتوني سنة 1990، وهي في السابعة والعشرين (27) من عمرها. إنه سن الزهور، سن النضج والتجربة والمسؤولية.. ارتبطت بي في عمق دهاليز المركز الاستشفائي ابن رشد بالدار البيضاء (موريزكو)، بل في فرن حارق ونحن في السنة الخامسة (05) من الإضراب اللامحدود عن الطعام..
كانت شابة جميلة ومرحة من مدينة سيدي قاسم، حي أفكا.. كانت لمستها "بردا وسلاما" وهي تستبدل المسبار (SONDE GASTRIQUE) الذي كان يخترق رغما عنا تضاريس جسدنا الباطنية، عبر الأنف والبلعوم والمريء (œsophage) حتى أعماق المعدة..
ممرضة أنيقة ولطيفة، ووصفها يفوق إبداع رابح درياسة..
كان عمري حينذاك يتجاوز الستين (60) سنة.. كنت شيخا، بل كهلا هرما غارقا في "أوحالي" ..
أعتذر، أمزح فقط.. كنت في الواحد والثلاثين سنة (31).. كنت شابا على الورق وفي أعين رفيقتي؛ لكني بالفعل كنت في صورة عجوز، كهل هرم بفعل سنوات الإضراب عن الطعام والحصار والشعر الكث والمتسخ والتجاعيد والأظافر/المخالب...
كانت مستقرة مهنيا واجتماعيا، بينما كنت مكبلا بقيود الجلاد وبسلاسل زمن الطاعة والولاء.. كنت غارقا في غياهب المجهول..
امتطت من أجلي صهوة تسع سنوات انتظارا (حتى سنة 1999).. لكنها ربحت الرهان وتعانقنا بعيدا عن أعين الجلاد الجاحظة سنة 1991.. رسمنا معا ملامح المستقبل..
كان تفاؤلنا بدون ضفاف وبدون شطآن.. كان حلمنا يسع الكون..
انتزعنا لحظات فرح ومرح وصنعنا مجدنا بأيدينا، بل وحددنا مصيرنا..
قالت عن اقتناع وعلى رؤوس الأشهاد: "خذوا المناصب، خذوا المكاسب؛ لكن خلو لي حبيبي/رفيقي/قضيتي" (عن لطفي بوشناق بتصرف)..
اصطدمنا بالواقع المر والمُجحف وأرهقتنا طعنات الغدر، كما "رفاق" كثيرين..
صمدت رفيقتي نعيمة وقاومت، "ولم تنزو في ثياب" النكوص أو الخضوع (عن مارسيل خليفة بتصرف).. لم يخنقها غبار الطريق ولم ينل من عزيمتها هول الانكسارات..
تحدت "بؤسي" وتجاهلت سنوات اعتقالي (15 سنة) وواصلت المشي على الجرح، بينما خان "رفاق" كثيرون وارتدوا وانهزموا.
عبرت سدودا وجسورا لتصل إلينا، ولتنثر "عبوات" الحياة والأمل داخل القبو الذي كانت جدرانه الصدئة تضغط على أضلاعنا..
مر الآن عمر جميل.. اثنان وثلاثون (32) سنة من الحب والوفاء والإخلاص للعهد..
ردح/دهر أثمر ثلاثة أبناء وتضحيات وعلاقات إنسانية رائعة وطيبة في صفوف العائلتين والأصدقاء والرفاق..
"هرمنا"، لكن حبّنا يشعّ شبابا ووفاء لمسار نضالي متواصل..
ذكرى ميلاد سعيدة رفيقتي الغالية نعيمة...



#حسن_أحراث (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العاملات الزراعيات والعمال الزراعيون بالمغرب: معاناة متواصلة ...
- في الذكرى 38 لاستشهاد رفيقينا الدريدي وبلهواري..
- شهداء ومشاريع شهداء..
- مُعتصم تاهْلا للمُعطّلين.. مُعتصم العِزّة والكرامة..
- فلسطين: معذرة، لا نملك سيوفا..!!
- في ذكرى الشهيد مصطفى مزياني الثامنة (13/08/2022)..
- القليلُ من الكلام.. الكثيرُ من العمل..
- هل حزب النهج الديمقراطي في حاجة إلى تدخل أمريكا وكندا؟
- ربما الخطأ أننا فوق الأرض والشهداء تحتها..!!
- الكتابة مسؤولية..
- ادريس أومحند.. فارس صامد
- النقابة الوطنية للتعليم: الرفاق الأعداء..
- كيف نواجه البيروقراطية؟
- انتفاضة الحروف والكلمات..
- كم خلّدنا من فاتح ماي.. !!
- خوارق موخاريق مرة أخرى، أم خوارق -المناضلين-؟!!
- في ذكرى استشهاد المناضل محمد كرينة أي حصيلة؟
- اليوم أمام مقر البرلمان بالمغرب: تكبييييييييييييير.. الله أك ...
- -ثرثرة- زائدة، وربما مُفيدة..
- ما أبشع المسخ..!!


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حسن أحراث - بوح في ذكرى ميلاد رفيقتي نعيمة (حسن ونعيمة)