أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - إدريس ولد القابلة - جيوسياسة كأس العالم قطر: 2022 – الجزء الأول















المزيد.....

جيوسياسة كأس العالم قطر: 2022 – الجزء الأول


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 7468 - 2022 / 12 / 20 - 04:38
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


إن كأس العالم 2022 هو على أي حال صورة ممثلة للوضع القطري على الساحة العالمية. استثمرت قطر – سماها البعض بـ "أرض التفوق" - في أغلى كأس العالم في التاريخ ، بتكلفة تقدر بأكثر من 220 مليار دولار في عام 2022 ، بهدف مزدوج هو زيادة النفوذ الدبلوماسي وتشجيع التنمية الاقتصادية وتفعيلها أكثر.

إن الشعبية المتزايدة لكرة القدم خلال القرن العشرين، جعلت اللعبة أكثر من مجرد رياضة. وقد تم استخدامها لتحفيز النمو الاقتصادي للمدن أو البلدان ، ولتحسين العلاقات مع الدول أو لزيادة نفوذ بعضها. حتى أن كرة القدم ساهمت في حل نزاع مسلح ، عندما أجرت الفصائل المتحاربة والمتناحرة في ساحل العاج في 2006 محادثات سلام بعد أول مباراة في تاريخ البلاد في تصفيات كأس العالم، وعلى الرغم من أن هذه النازلة مثالا شديد التطرف ، إلا أنه يُظهر كيف يمكن لكرة القدم تشكيل الجيوسياسية الحديثة.

من المشروع جدا أن يتساءل المرء كيف يمكن لدولة بحجم قطر أن تستضيف أحد أكبر الأحداث الرياضية في العالم. وبالمثل ، نظرًا للتكلفة الإجمالية لهذه التظاهرة ، فضلاً عن الخلافات التي قد تثيرها ، تساءل الكثيرون عن سبب حرص القطريين على استضافة كأس العالم.

تعتبر قطر من رواد الاستثمار في المجال الرياضي في الشرق الأوسط ، وظلت تراهن منذ تسعينيات القرن الماضي على تنظيم التظاهرات الرياضية الكبرى. يمكن إرجاع الاستثمار في الرياضة على أنه استجابة لثلاث احتياجات وأهداف:
- الاعتراف الدولي بالدولة ، ولا سيما لضمان أمنها ،
- المنافسة مع الدول الأخرى باستخدام ممارسات مماثلة (الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية على وجه الخصوص ، ولكن لا يقتصر الأمر على الرياضة)
- التنمية الاقتصادية.
وبهذا المعنى ، يكون استخدام الرياضة:
- كأداة أو آلية للاعتراف ، وبالتالي الظهور ،
- كأداة للتنمية الاقتصادية والتأثير،
وهذا أمر أساسي في السياسة القطرية. إن سياسة القوة الناعمة من خلال الرياضة موجودة بالفعل في الدول المجاورة لقطر ، لكن لا توجد سياسة استباقية مثل سياسة الدوحة في هذا القطاع.


للقيام بذلك ، اعتمدت الإمارة بشكل أساسي على ثلاثة محاور ، اثنان منها كانا الأكثر فاعلية حتى الآن: تنظيم التظاهرات الرياضية الدولية ، والمشاركة في المسابقات الدولية للرياضيين القطريين (بما في ذلك الرياضيون المتجنسون) ورعاية الرياضة.

بالنسبة لقطر ، تضافرت الرياضة والجيوسياسية و"الجيو-اقتصاد" (1) - geoeconomics - على مدى ثلاثين عامًا. وهذا ما دفع قطر إلى السعي وراء هدف استضافة مونديال 2022 ، لكنه أيضًا ما سمح لهذه الإمارة الصغيرة بالفوز بهذا "الرهان المجنون".

فكيف استخدمت قطر الرياضة لمصالحها الاقتصادية والجيوسياسية؟ وما هي المظاهر الاقتصادية والجيوسياسية والجغرافية لهذه السياسة الجريئة؟ وكيف يمكن اعتبار كأس العالم – في ذات الوقت - نتيجة وأداة دبلوماسية رياضية قطرية نشطة للغاية منذ بداية تسعينيات القرن الماضي؟
__________________
(1) – هو فرع من فروع الجيوسياسة، يهتم بدراسة العلاقات المتبادلة بين الاقتصاد والجغرافيا السياسية لإقليم ما. إنه فرع من فروع الجيوسياسية ، على مفترق طرق الاقتصاد والعلاقات الدولية. يسلط الضوء على البعد المكاني والزماني والسياسي للاقتصاد وتخصيص الموارد. تم تطوير مفهوم "الجيو- اقتصاد" في الولايات المتحدة من قبل "إدوارد لوتواك" - Edward Luttwak - وفي فرنسا بواسطة "باسكال لوروت" - Pascal Lorot - في 1997.
__________________________

قطر "دولة شابة" ، ذات حجم متواضع ، وتتميز بموقع جغرافي ملائم جدا على نطاق عالمي ، لا سيما مع نزوح العالم نحو آسيا ، ولكنها جزء - على المستوى الإقليمي - في بيئة معادية. وهذا هو الحال بشكل خاص على المستوى الجغرافي ، بسبب جفاف أراضيها ، أو على المستوى الجيوسياسي بسبب موقعها بين جارتيها القويتين ،المملكة السعودية وجمهورية إيران ، اللتين تحافظ الدوحة على علاقات غامضة ، بل متضاربة، معهما.

استقلت قطر في 1971 ، بعد الانسحاب البريطاني وفشل الارتباط مع الإمارات العربية المتحدة . وقطر هي ثاني أصغر دولة في الخليج الفارسي بعد البحرين، وتقع على شبه جزيرة بحجم "كورسيكا" تقريبا ويبلغ عدد سكانها حوالي 2.9 مليون نسمة ، منهم 10 في المائة فقط من المواطنين.

من الناحية السياسية ، قطر ملكية دستورية يتولى الأمير سلطته الأساسية (السلطة وراثية بين الورثة الذكور لعائلة آل ثاني) ، يدعمها في ممارسة السلطة مجلس من الوزراء ومجلس استشاري. بعد الاستقلال ، بدأت البلاد بالفعل في الإقلاع في 1995 عندما استولى والد الأمير الحالي ، الشيخ حمد آل ثاني ، على السلطة في انقلاب مخملي. بدأ مع وزير خارجيته آنذاك ، حمد بن جاسم آل ثاني ، تطوير الاحتياطيات الكبيرة من الغاز الطبيعي ، لا سيما في شكله السائل (الغاز الطبيعي المسال). كانت نقطة التحول هذه هي التي سمحت لقطر بأن تصبح قوة مالية مهمة. يستفيد حوالي 300 ألف قطري من ثالث احتياطيات عالمية مؤكدة من الغاز في العالم وثالث نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي (في 2022) على الصعيد العالمي. ومن ناحية أخرى ، يعتمد هذا الازدهار بشكل كبير على التجارة الدولية "المعولمة" والاعتماد المتبادل بين الدول.

كما طور الشيخ حمد سياسة اقتصادية جريئة وسياسة خارجية متعددة الأبعاد ، ولا سيما بفضل العائدات من بيع الهيدروكربونات. تم وضع سياسة تنويع الأصول الاقتصادية للإمارة من خلال الصندوق السيادي ، جهاز قطر للاستثمار. وقد أتاح هذا الأخير الاستثمار في العديد من القطاعات ذات القيمة المضافة العالية على المستوى العالمي. ولبت هذه الاستثمارات الضرورة المزدوجة المتمثلة في التحضير لعصر ما بعد النفط وتأمين الأراضي القطرية. ولتحقيق ذلك ، تم تحديد أربع أولويات:
- تنويع الأصول الاقتصادية للإمارة ،
- جعل نفسها لا غنى عنها للقوى الكبرى ،
- توسيع رؤية قطر ،
- بناء الثقة من أجل تشجيع الاستثمار في شبه الجزيرة.

في سياق هذه السياسة الخارجية الديناميكية والرغبة في تنويع أصول الدولة ، تتموقع السياسات الرئيسية للدوحة:
- تنظيم التظاهرات الكبرى ، ولا سيما التظاهرات الرياضية ،
- الوساطة الإقليمية،
- التأثير الإعلامي الواسع الذي أعطته قناة "الجزيرة" لها. إن نمط عمل هذه القناة وتغطيتها للأحداث الجيوسياسية الكبرى في العالم والعام العربي منذ تسعينيات القرن الماضي (حرب الخليج ، 11 سبتمبر 2001 ، غزو العراق 2003 ، "الربيع العربي" ، ظهور الدولة الإسلامية"... )، أضحى قياس ومقياس في العالم العربي.

وشكلت الدبلوماسية الرياضية إحدى روافع السياسة الخارجية القطرية.
بعد مرور أكثر من نصف قرن على النازلة التي أسست مصطلح "دبلوماسية كرة الطاولة" (2) - Ping-pong diplomacy - تتماشى قطر تمامًا مع هذا النهج الذي يظل مثالًا ممتازًا لما يسمى "الدبلوماسية من خلال الرياضة"، إي استخدام الرياضة كأداة للوساطة الدبلوماسية.
______________________
(2) - تشير إلى تبادل لاعبي كرة الطاولة بين الولايات المتحدة والصين في سبعينيات القرن الماضي. كان ذلك في العاشر من أبريل 1971. وبعد مرور عام تقريبًا ، سيقوم "ريتشارد نيكسون" بأول رحلة رسمية له إلى الصين. لقد مهد هذا الحدث الطريق لتجديد العلاقات الصينية الأمريكية. في 1971 ، سافر فريق كرة الطاولة الأمريكي إلى اليابان للمشاركة في بطولة العالم الحادية والثلاثين. وبهذه المناسبة ، دعاه نظيره الصيني لزيارة الصين. وتتماشى هذه الدعوة مع عادة "جمهورية الصين الشعبية" في اعتبار الرياضة جزءًا لا يتجزأ من الدبلوماسية ، تحت شعار "الصداقة أولاً ، المنافسة لاحقًا". في 12 أبريل ، بعد ستة أيام من هذه الدعوة ولأول مرة منذ عام 1949 ، وطأ الفريق الأمريكي برفقة الصحفيين الأراضي الصينية. وكانت هذه الزيارة هي الأولى منذ تجميد العلاقات بين البلدين قبل أكثر من عشرين عامًا.
______________________

في الواقع ، تتيح الرياضة أحيانًا تجديد العلاقات الدبلوماسية المقطوعة أو إقامة اتصالات تقرب بين شعوب الدول المعنية ، أو حتى للتحضير لاجتماعات رفيعة المستوى. كما أن الدبلوماسية الرياضية معترف بها في جميع أنحاء العالم ، كما هو الحال في فرنسا حيث يوجد منذ 2014 سفير رياضي في وزارة أوروبا والشؤون الخارجية الحالية.

من بين أكثر الرياضات شهرة وشعبية ، كرة القدم بشكل بارز بسبب طبيعتها العالمية. بشكل عام ، تحمل جميع الرياضات قيمًا يُنظر إليها على أنها عالمية مثل روح الفريق أو الاحترام أو الإنصاف أو الانضباط أو حتى المثابرة. وتتمتع الرياضة بميزة توفير إطار عالمي لتعزيز هذه القيم يمكن للجميع الوصول إليها. ومع ذلك ، فإن الدبلوماسية الرياضية ورعاية التظاهرات الرياضية الكبرى يمكن أن تقوي التواصل.
والرياضة كأداة للعمل الدبلوماسي، تعتبر جزء من نهج قطر الفريد في العلاقات الدولية. من الناحية النظرية ، تتأرجح الدوحة بين مقاربة واقعية جديدة ترى أن المصلحة الأساسية لكل دولة هي الأمن ، ونهج أممي ليبرالي ، يقوم على القناعة بأن منظومة العالم الحالي قادرة على تحقيق نظام عالمي سلمي من خلال التعاون الدولي كوسيلة لتعزيز مصالح كل دولة (بدلاً من القوة المباشرة ، مثل العمل العسكري). من هذا المنظور المزدوج ، تركز قطر بالتالي على توزيع السلطة. بسبب صغر حجمها ومواردها المحدودة ، لا تستطيع قطر فعلاً الاستجابة للقوة بالقوة. لذلك يجب على الدوحة أن تتحد مع ميزان القوى الدولي.

في منطقة استقرت فيها حدود الدولة في وقت متأخر ، اعتمدت قطر بالتالي على نهج مزدوج:
- أولاً ، العلاقات الثنائية القوية والمتنوعة ، وغالبًا ما تُترجم إلى اتفاقيات دفاعية. تم إثبات هذا الهيكل الذي يركز على الاستقلالية الداخلية وحماية قوة خارجية منذ اعتراف البريطانيين بقطر ككيان مستقل.
- ثانيًا ، تم إثراء هذا التنويع في مصادر الأمن ، الضروري ولكن غير الكافي ، من خلال الوساطة الدولية ، ولكن أيضًا من خلال اللجوء المنتظم إلى المنظمات المتعددة الأطراف.

وبهذا المعنى ، فإن قطر تنتهج "طريقًا ثالثًا"، يتمثل في تقوية حرمة أراضيها من خلال الاتفاقيات الدفاعية ، وتنويع مصادرها الأمنية من خلال العلاقات الثنائية القوية مع القوى الكبرى ، واستخدام المنصات المتعددة الأطراف لتعزيز مصالحها. على هذا النحو ، تعد الدوحة مساهمًا رئيسيًا في جميع وكالات الأمم المتحدة وتشارك بنشاط في صندوق النقد الدولي ، ومنظمة الأغذية والزراعة ، واليونيدو ، والبنك الدولي ، ومنظمة التجارة العالمية ، وجامعة الدول العربية ، ودول مجلس التعاون الخليجي ، والبنك الإسلامي للتنمية ... إلخ. نتيجة لهذه العلاقات ، افتتحت منظمة العمل الدولية مكتبها الأول في قطر في 2018. كما تتضح دبلوماسية قطر المتعددة الأطراف التي تتماشى مع هذا "الطريق الثالث" من خلال استخدام الوكالات المتعددة الأطراف خلال الربيع العربي (سواء في جامعة الدول العربية أو في الأمم المتحدة) ولكن أيضًا خلال حصار السنوات 2017-2021 من ظرف المملكة العربية السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة ومصر.

وبالتالي ، في النظام متعدد الأطراف ، تستخدم الدوحة المنظمات ذات الصلة بمراكز اهتمامها وتميل إلى تقدير المنظمات التي تكون إجراءاتها أكثر فاعلية. في هذا السياق ، يمكن الإشارة إلى قولة أمير قطر السابق ، الشيخ حمد ، منذ عدة سنوات" ومفادها "إنه أكثر أهمية أن تكون في اللجنة الأولمبية الدولية من الأمم المتحدة". ومن المثير للاهتمام أيضًا أن نلاحظ أن منظمة الأمم المتحدة قد عينت اللجنة الأولمبية الدولية كمراقب دائم في الجمعية العامة للأمم المتحدة في 2009. علما أنه منصب مخصص عادة للمنظمات الحكومية الدولية ، بينما نادرا ما تحصل المنظمات غير الحكومية على هذا الوضع. ومنذ تسعينيات القرن الماضي ، أرست قطر بشكل منهجي مشاركة بعض قادتها في هيئات المؤسسات الرياضية الدولية. هكذا كان الأمير تميم آل ثاني عضوًا في اللجنة الأولمبية الدولية منذ 2002.

في 2013 ، وفي مواجهة الصعوبات الإستراتيجية والتعرض الإعلامي المفرط والنقد الداخلي ، نظمت قطر انتقالًا داخليًا وتغييرًا في الأجندة الاستراتيجية. وصل الأمير "تميم" إلى السلطة وقاد تعديلاً وزارياً كبيراً. لكن بسرعة البرق (بعد ثمانية أيام) ، مكن الانقلاب في مصر من تنصيب زعيم مدعوم من "الترويكا" ( العربية السعودية، البحرين والإمارات) في السلطة. تلا ذلك أزمتان رئيسيتان ، في 2014 ثم في يونيو 2017. وعلى ما يبدو بتشجيع من الرئيس الأمريكي ، في 2017 ، أقام "الرباعي" (السعودية والبحرين والإمارات ومصر) حصارًا بريًا وبحريًا وجويًا على دولة قطر. وكانت هي أكبر أزمة دبلوماسية منذ حرب الخليج.

في عام 2013 ، وفي مواجهة الصعوبات الإستراتيجية والتعرض الإعلامي المفرط والنقد الداخلي ، نظمت قطر انتقالًا داخليًا وتغييرًا في الأجندة الاستراتيجية. وصل الأمير تميم إلى السلطة وقاد تعديلاً وزارياً كبيراً. لكن بسرعة كبيرة (بعد ثمانية أيام) ، أسس الانقلاب في مصر زعيمًا مدعومًا من "الترويكا" في السلطة. تلا ذلك أزمتان رئيسيتان ، في عام 2014 ثم في يونيو 2017. وعلى ما يبدو بتشجيع من الرئيس الأمريكي ، في 2017 ، أقامت اللجنة الرباعية (المملكة العربية السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة ومصر) حصارًا بريًا وبحريًا وجويًا من دولة قطر. هذه بالفعل أكبر أزمة دبلوماسية منذ حرب الخليج.

وبينما بدت هذه الأزمة وكأنها تؤكد أهمية "الطريق الثالث" القطري ، لا سيما بسبب غموض الموقف الأمريكي ، كان للحظر تداعيات إقليمية كثيرة. أولاً ، عجز مجلس التعاون الخليجي عن إيجاد مخرج من الأزمة وخرج منها ضعيفاً للغاية. وفي يناير 2019 ، غادرت قطر منظمة "أوبك أيضًا" ، مما عزز استقلال البلاد عن جيرانها في الخليج العربي ، وخاصة المملكة العربية السعودية. وعندما فُكِك الحظر في 2021 ، لم تحترم قطر أيًا من مطالب الرباعية الثلاثة عشر ، بينما اقتربت الدوحة من إيران وخاصة تركيا ، مخالفة بذلك الأعراف الإقليمية. كان حل الأزمة انتصارًا حقيقيًا ومدويا لقطر وهزيمة نكراء للترويكا (المملكة العربية السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة ومصر) التي لم تحقق ما هدفت إليه بالمرة ، لا سيما بعد نجاحات سياسة الوساطة ، كما حدث مع حركة طالبان في 2020. بالإضافة إلى ذلك ، أتاح الموعد النهائي لاستضافة كأس العالم 2022 إحماء العلاقات الدبلوماسية للدوحة مع جيرانها في المجموعة الرباعية. عندما انتهى الحصار في 2021 ، كان من الواضح أن الموعد النهائي الوشيك لكأس العالم قد ساعد في تسريع عملية تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ، اللتين كان لهما دور كبير في النجاح اللوجستي لكأس العالم. البطولة و الاستفادة من فوائده الاقتصادية.

ومن المفارقات أن كأس العالم لكرة القدم 2022 ، الذي تم الحصول عليه في ديسمبر 2010 ، قبل أسبوعين من بدء الربيع العربي ، مكّن الدوحة من الخروج في 2021 من الأزمة الكبرى التي استمرت منذ 2017.


__________________ يتبع: التنويع والاعتراف والتأثير من خلال الرياضة ____________________



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منقسمون في وجه الهزيمة: الانشقاق في النخبة الروسية
- رحلة المغرب المتألقة في المونديال عززت الصداقة مع الفلسطينيي ...
- هل يمكن أن تؤتي شراكة الغاز الروسية - الإيرانية ثمارها؟
- لماذا تصر روسيا على أن بولندا تستعد لتقسيم أوكرانيا؟
- كيف تتذكر ألمانيا ماضيها -الذي لا يوصف-؟
- القوقاز: من الحرب التي لا نهاية لها إلى الصراع بالوكالة
- البوتينية: الأيديولوجية الرسمية الحالية في روسيا
- هل الانقسام بين بوتين والشعب آت لا محالة؟
- حرب الريف 1925 : التحالف بين المارشال -بيتان- و والجنرال فرا ...
- الحق في المعلومة والتواصل
- كأس العالم 2022 وحقوق الإنسان: فرجة وغنيمة مبنية على مآسي ال ...
- إسرائيل وإشكالية الماء: هل يأخذ العرب العبرة؟
- كيف أصبحت سوريا دولة مخدرات
- الدعم الدولي للدفاع السيبراني الأوكراني
- صورة قاتمة جدا لسنة 2023
- من أين أتت عبارة-معاداة السامية-؟
- التهديد النووي والتسويف الاستراتيجي
- حرب -بوتين- في أوكرانيا كشفت أن -الدب الروسي من ورق-
- التهديد النووي: خطر التصعيد ... فهل هناك من حل ؟
- وضعية النساء المسنات في اليوم العالمي للأشخاص المسنين


المزيد.....




- الحرس الثوري يُهدد بتغيير -العقيدة النووية- في هذه الحالة.. ...
- شاهد كيف تحولت رحلة فلسطينيين لشمال غزة إلى كابوس
- -سرايا القدس- تعلن سيطرتها على مسيرة إسرائيلية من نوع -DGI M ...
- تقرير للمخابرات العسكرية السوفيتية يكشف عن إحباط تمرد للقومي ...
- حرب غزة: لماذا لم يطرأ أي تحسن على الأوضاع الإنسانية للغزيين ...
- كيف تُقرأ زيارة رئيس الوزراء العراقي لواشنطن؟
- الكرملين: الدعم الأمريكي لكييف لن يغير من وضع الجيش الأوكران ...
- مسؤول إيراني: منشآتنا النووية محمية بالكامل ومستعدون لمواجهة ...
- بريطانيا توسع قائمة عقوباتها على إيران بإضافة 13 بندا جديدا ...
- بوغدانوف يؤكد لسفيرة إسرائيل ضرورة أن يتحلى الجميع بضبط النف ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - إدريس ولد القابلة - جيوسياسة كأس العالم قطر: 2022 – الجزء الأول