أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - لا يمكن محاربة الفساد بأسلحة فاسدة














المزيد.....

لا يمكن محاربة الفساد بأسلحة فاسدة


محمد حمد

الحوار المتمدن-العدد: 7465 - 2022 / 12 / 17 - 22:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مهما كانت النوايا صادقة، لا يمكن بأية حال من الأحوال محاربة الفساد باسلحة فاسدة عفا عليها الزمن. ويستخدمها نفس الأشخاص الذين خسروا جميع حروبهم الوهمية التي خاضوها في هذا الميدان. ولم يلحقوا اي ضرر، سوى اصابات طفيفة جدا، في جسد الفساد الضخم المترهّل.
ان معظم الحكومات العراقية المتعاقبة في السنوات الأخيرة رفعت إلى أعلى ما يمكن، خصوصا في وسائل الإعلام، شعار "محاربة الفساد". حتى اصبح هذا الموضوع حديث الناس " الشيّق" في البيوت والمقاهي فبل أن يكون حديث الاجهزة المختصّة. لكن وباء الفساد، وهو وباء بلا ادنى شك، ما زال يفتك بالمال العام وبثروات العراق الاخرى، وعلى عدّة مستويات. ولا تزال الحكومات، رغم التطبيل والتزمير، عاجزة عن الوصول إلى علاج فعّال يقلّل، ان لم يقضِ عليه تماما، من تفشّيه في جسد الدولة ومؤسساتها بشكل لا رجعة فيه. تكون النهاية هي موت سريري للعراق كدولة.
هناك وسائل وطرق وحلول تحاول الحكومات العرافية بلا استثناء, بالتحايل والخداع الناعم واللف والدوران، تجنّبها والابتعاد عنها قدر المستطاع. لان قوة الفاسد ومن يقف معه ويحمي ظهره لا تترك مجالات كبيرا لمؤسسات الدولة ذات الشأن في ممارسة دورها بشكل نزيه ومؤثر. فالفاسد هو جزء لا ينحزأ من المنظومة التي بُنيت عليها العملية السياسية برمتها بعد عام 2003. وهي بالتالي ثمرة "خايسة" اي فاسدة من شجرة المحاصصة الطائفية والعرقية التي زرعها ورعاها المحتل الأمريكي - الإيراني.
وفي هذا النظام الشاذ عن اي نظام آخر في العالم اصبح الوزير ممثلا تجاريا أو وكيل أعمال للحزب أو للجهة التي ينتمي اليها. وتحوّلت الوزارة تدريجيا الى ملكيّة خاصة لهذا الطرف أو ذاك. وصار الوزبر، في معظم الوزارات، يتصرّف وكأنه رئيس حكومة كامل الصلاحيات. فالوزارة هي "حصّة" له ولحزبه لا اكثر ولا اقل. شان حصص المواد الغذائية، كالسكر والرز والشاي...الخ. وهو بالتالي يعي تماما أنه في منأى عن المساءلة وبعيد عن المراقبة. وابعد ما يكون عن العقاب !
آفة الفساد تحتاج الى تظافر جهود السلطات الثلاث في العراق. والعمل بكل اخلاص ونزاهة يدا بيد، ودون النظر في عيون احد، كما يقول الناس هنا. واذا كان أحد أضلاع السلطات الثلاث (القضائية والتشريعية والتنفذية) ضعيفا ومتراخيا وتسود عمله الضبابية والغموص. فمن المستحيل تحقيق النتائج المرجوة في محاربة الفساد. لا يمكن أن يكون البرلمان بكل ما اوتي من صلاحيات، غير متماسك وغير متّحد ومتلكيء في اتخاذ القرارات الصائبة، وتكون الحككومة، في نفس الوقت قوية وصارمة في عملها. هذا أمر مستحيل. فأما أن يكون الجميع في نفس المستوى من الكفاءة والنزاهة والاخلاص في العمل وتأدية الدور بالشكل القانوني الصحيح. واما لا، فالفشل الذريع هو النهاية الحتمية لمعركة الفساد المزعومة. وهو ما حصل ويحصل منذ حوالي عشرين عامٍ خلتْ..



#محمد_حمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دولة عميقة ودولة رشيقة واخرى صديقة
- بحثاً عن سين وصاد بين خرائب الأزمنة
- جينين بلاسخارت: لا حِظتْ برجيلها ولا خذتْ سيّد علي (السيستان ...
- رسالة الى السيّد بافل الطلباني مع التحيات
- ديمقراطية حدّث ولا حرج...حتى ياتيك الفرج !
- علامات إستفهام مكتظة بالاسئلة الحرجة
- نبكي على الحسين وهم يبكون على الهريسة !
- كردستان العراق... حديث ذو شجون كثيرة !
- زيلينسكي: انا اطرش بالزفّة...اذن انا موجود !
- مفاجآت مستعارة من إله متقلّب المزاج
- لا عليك يا أردوغان...فنحن في زمن الذلّ والهوان !
- حول -المسائل العالقة- في أوحال الدستور
- استشهاد فلسطيني وإصابة ثلاثة آخرين....ثم ماذا ؟!
- دولة الكويت، لا خبر لا چفيّة لا حامض حلو لا شربت !
- خيرسون...ليست هزيمةً لروسيا ولا انتصاراً لأوكرانيا
- ديمقراطيةُ قومِِ عند قومِِ مصائبُ
- عنتريات زيلينسكي بن شداد الأوكراني
- يااولي الألباب...هل اتاكم حديث المجتمع الدولي؟
- امريكا: ثلاثة عصافير بحجر واحد
- كلمات للنسيان... قبل أفول القمر


المزيد.....




- أبرز المشاهير ونجوم هوليوود في زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز ...
- رئيس مجلس النواب الأمريكي يوجه رسالة لإيران بشأن المفاوضات - ...
- خان أمريكا ودخل السجن.. من هو نوشير غواديا مهندس طائرة الشبح ...
- روسيا تستولي على مستودع ليثيوم استراتيجي في أوكرانيا.. هل تن ...
- التطلعات الأوروبية في الخليج - مجرد صفقات سلاح؟
- مخرجات قمة الناتو في لاهاي في عيون الصحافة الألمانية والغربي ...
- السلوقي التونسي: كنز تراثي مهدد بالانقراض
- غرينلاند .. حين ينكسر الصمت
- -أطباء بلا حدود- تطالب بوقف مؤسسة غزة الإنسانية وسط اتهامات ...
- جامعتا هارفارد وتورنتو تضعان خطة طوارئ للطلبة الأجانب


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - لا يمكن محاربة الفساد بأسلحة فاسدة