: وجهة نظر : هل يوجد مستقبل لنظام القطب الواحد؟

نجم الدليمي

الحوار المتمدن-العدد: 7459 - 2022 / 12 / 11 - 23:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

1-- نعتقد أن من اخطر واهم ملاح نهاية القرن الاميركي من الناحية الاقتصادية والمالية....، يمكن ان تبدأ من خلال فك ارتباط بيع النفط... بالدولار الأمريكي لان القوة الرئيسية للدولار الاميركي مرتبطة بالدرجة الأولى بمبيعات النفط بالدولار الأمريكي عالمياً، ومن هنا ،تنبع قوة الدولار الأمريكي من الناحية الاقتصادية والمالية عالمياً ً لانه قد شكل العملة الرئيسية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية ولغاية الان، وهو ايضاً استخدم في تسوية المعاملات التجارية والمالية... بين الدول كعملة رئيسية وخاصة في بيع النفط على الصعيد العالمي.


2-- ان فك ارتباط مبيعات النفط... عالمياً بالدولار الأمريكي هذا يعني عملياً تدهور قيمة الدولار الأمريكي وانهياره وهذا سوف يؤثر على الاقتصاد الراسمالي الاميركي وحلفائه، اي سيتجه الاقتصاد الاميركي نحو الهاوية والخراب والدمار الحقيقي في حالة تحقيق ذلك ، وهذا ما تدركه القيادة الاميركية اليوم وهو يشكل خطراً جدياً على مستقبل اميركا وحلفائها.

3--ان عدد غير قليل من دول العالم بدات بالتعامل، في التسويات التجارية بالعملات الوطنية الخاصة بها، بدلاً من التعامل بالدولار الأمريكي وهذه الدول في تزايد مستمر ومنها:: روسيا الاتحادية وجمهورية الصين الشعبية، ايران بعض دول الخليج وخاصة العربية السعودية والامارات، ولا يستبعد من ان دول بريكس، دول منظمة شنغهاي للتعاون وغيرها من الدول في بلدان اسيا وافريقيا وأميركا اللاتينية... من ان يقوموا بتسوية معاملاتهم التجارية مع العالم الخارجي بالعملات الوطنية او بعملة دولية جديدة ويمكن أن تكون هذه العملة الدولية الجديدة هي اليوان الصيني، ومن هنا تبدأ عملية انحصار نفوذ الدولار الأمريكي والنفوذ الاميركي عالمياً، ومن هنا ينشأ الخطر الحقيقي حول نظام القرن الاميركي، ومن هنا يتم خلق المقدمات السياسية والاقتصادية والمالية... للنظام العالمي الجديد، نظام يقوم على اسس العدالة الاجتماعية والاقتصادية والديمقراطية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول المستقلة وان يقوم هذا النظام العالمي الجديد على اساس مبدأ المساواة والنفع المتبادل والمصلحة المشتركة، وهذا النظام العالمي الجديد سوف يخلق ارضية للسلام والتعايش السلمي بين الشعوب وخلق الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والمالي...،. نظام خالي من الحروب ونتائجها الكارثية على شعوب العالم كافة. هذا هو امل وطموح الغالبية العظمى من شعوب العالم كافة باستثناء العالم الراسمالي الذي عدد سكانه اقل من 800 مليون نسمة، في حين بقية شعوب العالم اليوم يشكلون اكثر من 7 مليار نسمة، وهم يتطلعون الى هذا النظام الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والمالي والدبلوماسي والثقافي الذي يحقق لهم مطالبهم المشروعة والعادلة في الحياة والعيش الكريمة ، عالم يخلوا من البطالة والفقر والبؤس والمجاعة عالم بلا حروب، عالم تتحقق فيه العدالة الاجتماعية والاقتصادية النسبية وضمان حق العمل للمواطن ومجانية التعليم والعلاج والسكن..... هذا هو العالم الجديد الذي تتطلع اليه الغالبية العظمى من شعوب العالم وهذا سوف يتحقق لانه مطلب مشروع وواقعي.
4--ان الراسمالية ليس لها مستقبل، وان شعوب العالم كافة تتطلع الى اقامة نظام العدالة الاجتماعية والاقتصادية ودمقرطة المجتمع والعلاقات الدولية وبناء المجتمع اللاطبقي هذه هي الحتمية التاريخية لتطور المجتمع البشري .

كانون الأول - 2022

#نجم_الدليمي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات