التلاوة والقمر الاخضر

شعوب محمود علي

الحوار المتمدن-العدد: 7458 - 2022 / 12 / 10 - 10:02
المحور: الادب والفن
    

(التلاوة والقمر الأسود)
سبّح في صندوق زجاجيّ شفّاف
من يوم تعبّد
في قصر الملك المفتون
وفي الصندوق من الأسماك كقوس قزح
يمشي من فوق بلاط النور
في يوم فرح
حافي القدمين
مكشوف الرأس تعوّد
للرقص وفوق الدائرة الخضراء تزوّد..
ومشى من فوق الجمر
وفوق النار
يستوحي ليقطف كلّ الافكار
كحباب البَرَد النازل من السنة الفجر
في ظلّ ممالك تنهار
في الغفلة تهوى التيجان
(وديك الجن)
قمصه كان مظلّة عشق
والطيف تجسّد في البستان
يغنّي ويرقص في فرح
وسحاب العشق
أمطر بالأحزان
وتداعت كلّ الأركان
واختلطت كلّ الالوان
في عين الديك..
صار العالم اسود
كلّ رماد العالم أمطر
فوق قناديل الرمان
مطراً أسود اسود اسود
ما حوت البستان
وقرنفل أحلام تربد
وتحوّل ذاك العهد
والتف على الجيد الثعبان
ألوان تنسج ألوان
جدائل ليلي أراجيح العشاق
ساعة تنطق
في وطني الابواق
والصبح تورد
عند المحراب
والقمر الاخضر
شيّعه النجم الأحمر
2

اصعد من فجر الاحلام
صوب
التمثال الحجريّ
والمغمور بطينك يا بغداد بقايا
أحجار تباع
في سوق الخردة والحرباء
تلتقم الخاتم من ياقوت
وبيوت جنب بيوت يغطّيها الطوفان
2
تاريخ المملكة العرجاء وعين الماء
غطّاها العوسج والاشواك واعشاب الصحراء
تاريخ المملكة السوداء
من يوم قيام
موتى الأحياء
وممالك تفننا
ممالك تحيا
وسط دخان النار
والديك الأعور والدجّال
يردّد كلّ قصائده العرجاء
والحرب سجال
بحر من نفط يغطّي
شجر الأثمار
وحصاد رماد النار
وقناني حبر الأفكار
هيروشيما خرى
نغكزاكي اخرى
وأخرى وخرى
في القادم من يوم اسود
وغراب أسود في الساحات يغرّد
ويهدّد
بفناء العالم
والجيل القادم


يمتلك القفل المفتاح
من أين نجئ
بتوابيت الشرّاح
وحكمة من صاح
لا حول ولا قوّة إلّا بالله
العالم يصدم بالأشباح
والدرب طويل
لشواطئ ذاك التمساح
يمحقه من فوق الورق المسّاح
في ظلّ حضارة أكمل
في الأنهار وفي الغابات
وستبطل كلّ الاحلام
بالسحر وبالكبريت وبالخرتيت
والجيل القادم
فوق اصابعه المعروقة فوق زناد
تتأيّن تحت مطارقه
خزين حديد العالم
ما كان ل(قابيل) الحالم..
ول(هابيل) النادم
بينهما تصعد
من كهف المأساة
الى حلم الملهاة
حكم اشباه اساطير غجريّة
واحياناً لعباً ناريّة
والشيطان يحثّ على اللعب الكبريتيّة
لفصل العالم عن مرحلة اللعب
لمرحلة الذرّيّة
ولكَنْسَكْ كنس رموزٍ بشريّة
عن وجه الأرض بما تحلم

#شعوب_محمود_علي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل