أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شعوب محمود علي - الكلالبة وصفّاة الحارس الليلي















المزيد.....


الكلالبة وصفّاة الحارس الليلي


شعوب محمود علي

الحوار المتمدن-العدد: 7443 - 2022 / 11 / 25 - 10:01
المحور: الادب والفن
    


ر واية
الكلبة وصفّارة الحارس الليلي
كانت السماء تمطر بغزارة ووميض البرق يزيح طبقة الظلام للحظات
ثمّ تعود وقطرات المطر المنحدرة من السماء تطوي خلف رشقها النجوم
الزاهية والقمر المنير والانسان يتحسّس بقدميه الطريق المليء بالحجارة
والحفر وهواجس الوحدة التي ترافق القلق مع جريان التصوّر والعابر فيلجئ
الى الصفير او الغناء والخوف يأخذ بتلابيب تلك الوسيلة الوحيدة للتغلّب على
ما هو عليه حيث يجري مع الصفير لنسيان الاشباح في الظلام الدامس وقلب
والهواجس التي تغذّي اهتزاز الشخصيّة ولا سبيل لخلع قرني الخوف والقلق
والصفير اشبه بقنطرة لعبور المحنة وخلق البديل ولا سبيل لطمس الوحدة الّا
الصوت العالي عند تجاوز الممر الموحش في زقاق الهواجس والباع والمغذّ
لتلك التصوّرات ولا خلاص من تلك المحنة إلّا إذا صدف وتواجد الحارس وخلفه
الكلبة والناس يتحاشون المرور مع كثافة الظلام لا خوفاً من الكلبة بل من نباحها
المزعج للمارة وساكني الزقاق فأهل المحلّة مّمن لا يسكنون الزقاق يتحاشون المرور
من الزقاق ليلا ومثل هذه الحالة البعض يردّد ابعد عن الشر وغنّي لهوهم من سكنة
الازقّة الاخرى يتحاشون المرور ليلاً وعلى صوت صفّارة الحارس ترى الكلبة ترافقه
مع اهتزاز سريع لذيلها وهي تدور من حوله هاشة تتمسّح ما بين قدميه وطور تدور من حوله
طول الزقاق جيئة وذهاباً الى جانب صداح النباح تارة يختلط وصفّارة الحارس الليلي
فالكلبة تميل لذلك الازدواج المبرمج كما الحارس يخف هوىً وعشقاً اذ لا أنيس يؤانسه في تلك
الوحدة الموحشة والقابضة للنفس والمعكرة المزاج ولا يدري الى أين
تقوده قدماه ام يرخي زمامه لتلك العلاقة الحميمة وهو قد تعوّد عليها منذ
ليال مقمرة ومنذ يبتلع البدر بدر السماوات وقمر الأرض’ تمر الحياة
بخريفها وربيعها وانباح الكلبة وهو يجوس الزقاق من جهة النهر صيفاً
وطورا ًيأتي من الجهة التي تقودك الى نهاية الزقاق وبين منطقة الشوّاكة
ومنطقة الدوب يلوح الفارس بينهما مرتقياً الجواد وحين تقترب يصدمك تمثال
الفاتح (مود) رمز العبوديّة وهو يشمخ أمام مدخل الإمارة وعلى رأسه قبّعة
ويرتدي بدلته العسكريّة وهو على سرج جواده كمن يضع القدر على ثالثة الاثافي
ويتمتّع بكامل السيادة وبصلاحيّة الملك غير المتوّج وتقع على عاتقه كافة المهام
والمشاريع ومن اولويّات تلك المشاريع تدفّق الذهب الأسود والتبادل التجاري
الى جانب
قرارات الحرب والسلام والبروتوكولات الدوليّة مع عقد معاهدات الصداقة
والاعتراف بالدول وسحب الاعتراف عن الدول وفي الطرف الآخر يطالعك
الفارس بالعباءة والعقال العربي امّا التاج الملكي لا يعدو ان يكون كعرف أحمر
لديك مهلوس الريش امام دجاج الاهل وامّا مقوّمات الدولة كتسليح الجيش
وعدم تسليح الجيش يعود للحامية الام وشراء السلاح من ايّة جهة لا يتم الّا
بموافقة الام الحامية وكلّ شيء في قبضة اليد بما فيه أنواع المشروبات الروحيّة
والاقمشة والمواد الخام وكذلك من ادق برغي لأكبر رافعة ومن الدرّاجة الهوائية
الى أنواع السيّارات وباختصار جميع أنواع التجارة تراقب ولا تتم إلّا بموافقة
الام ّالحامية وبما ما فيها العملة الورقيّة وتحديدها كمّاً ونوعاً وكذلك الذهب والفضّة
والتبغ القنّب والصوف والقطن والخمور بأشكالها وباختصار كلّ شيء
يحتاجه ابن الرافدين في حياته اليوميّة مع وجود برلمان وملك
كلّ هذا والجمل يدخل من فتحة الابرة. واتّكالاً على الخارطة غير
المتّسقة والمشوّشة والتي تبحث عن القمر والنجم المتفرّد في قعر
بئر ضحل لرصد ما يلوح من شبكة النجوم والقمر الزاهي في الخارطة
الكونيّة التي يحجبها الظلام وفي منطقة الكريمات وفي موقع
النجّارين الحالي كان عبارة عن منحدر تتواجد فيه اكواخ
لجموع من المعدان يبيعون الحليب لأهل الكريمات ولسكنة
الكرخ عموماً وقطعانهم من الجاموس في الصيف ينحدرون بها الى النهر
وفي مسافة قريبة من هذه القطعان ترى ذلك القارب الراسي على
الضفة القارب الجميل بل القارب الاعجوبة في ذلك الزمن لسيد
البلاد والمالك الخفي للوطن ولما يسمى باللاعب والمحرّك
للبيادق الشطرنجيّة.كان والدي رحمه الله اثناء الحرب العالميّة
الأولى مجنّداً كأيّ عراقي وجرّا ء الضغط العسكري صار الجنود
العرب يلوذون بالفرار من اغلب الجبهات العسكريّة جرّاء
ضغط بريطانيا العسكري وبالقياس الى الجنود العرب كانوا الاكثر
فراراً من صفوف الاتراك وذلك فالقضيّة ليست قضيّتهم. كانت
السنوات تمضي وبيت الوقف يتسع ليضمّ شقيقي الحاج كاظم
محمود المعموري
وشقيقي فاضل محمود المعموري وحسين الخزرجي وحسن
الخزرجي رحمهما الله مع والدتهم وزوجاتهم
والقصر المتاخم لبيت الوقف كانت تملكه وتسكنه عائلة مسيحيّة
وفي الزقاق الذي يقع خلف زقاق الكلبة كانت تسكنه عائلة
يهوديّة ثريّة وكانت هذه العائلة تملك ماكنة للطحين والمنطقة
يسكنها الكثير من أصحاب الأديان الاخرى .........
الأخرى كالصابئة ومن الصابئة
الذين سكنوها الشاعر عبد الرزّاق عبد الواحد وكذلك

الشاعرة لميعة عبّاس عمارة والعالم عبدالجبّار عبدا لله
وضابط الشرطة المرحوم مردان السعد من المسلمين ووالد
كل من المحامي كاسب السعد وسامي السعد وغضبان السعد
السعد الضابط العسكري والمناضل الشيوعي البارز صاحب كتاب
كوريا في موكب الحرّيّة وكذلك من سكنة زقاق الكلبة بطل
العراق المصارع الحاج عبّاس اديك واثناء محنة اليهود العراقيين
وعمليّة الفرهود التي حصلت ضدّهم في بغداد العمليّة القذرة
والمدانة تاريخيّاً في اغلب مناطق العاصمة تمّت استباحتهم
وفي حدود المنطقة المسمّات الكريمات حفظت بيوتات اليهود
وكانت اطهر وأشرف وأنبل موقف وقفه البعض من الرجال
اللذين ضحّوا بأنفسهم ووقفوا على أبواب اليهود يذودن عنهم
مضحين بحياتهم ليحموا الرجال النساء والأطفال والأموال
والشيوخ وقد ضحّوا بحياتهم ليحموا اليهود امام ذاك المد العارم
والدولة بكل ثقلها أضحت عاجزة عن حمايتهم امام هذا الجنون وكان اكثرهم
بروزاً بحمايتهم الرجل الأكثر عوزاً وفقراً وحاجة للمال وكان الأكثر
دفاعاً عن حماية اليهود والد المرحوم علّوش بطل الكمال
الجسماني أحمد السمّاك فكانا يقتسمان الشهامة والخلق الرفيع
ويشمّران عن ساعديهما عند الملمات ومن غرائب الصدف
كان المرحوم علوش يقوم ببعض التمارين في جفرة للمصارعة
بالقرب من ضفاف نهر دجلة وبجوار جسر الاحرار ومن الغريب
جاء رجل وعلى ما اظن كان أردني الجنسيّة ومعه دب كبير
وضخم ولا أدري كيف اهتدى
الى المرحوم علّوش وكيف اتفقا على ان يترك الدب كأمانة
تحت رعاية المرحوم علوش ومع الايّام صار ذلك الدب
يألف علّوش والمرحوم علّوش يألفه ووصلت الحال صار المرحوم
علوّش يصارع الدب والناس تتجمهر منعلى الجسر لتفاجأ
بهذا الصراع العجيب الغريب اما كيف تعارفا علّوش
وصاحب الدب ذلك في صفحات الغيب
وخرائط المجهول الحياة مثل كتاب تقلّب صفحاته مرّات
دون اعياء او ملل والسنين تمر تحت تقلّب الليل والنهار
والمحلّة تفخر بوجود هذين العلمين الخفّاقين لتباهي بهما
اهل بغداد عاصمة الرشيد. اعود لبيت الوقف والكلبة وصفّارة
الحارس الليلي. وكان في ببيت الوقف نخلتان عاليتان احداهما
تثمر البربن والأخرى التمر الخستاوي والبيت يزه بتلك النخليين
والدي كبر واتقوس ظهره فترك مهنة الحلاقة ولكن استعاض
استعاض لبتعليم القرآن الكريم للنبات الأكثر عطراً وعشقاً . كانت
الحياة تجري بنهاياتها الثقيلة والأولاد يتعلّمون ونبتة الملّا
جذورها لم تتجانس ووترية الأرض والاولاد يجرون كمجرى الساقية
واغلب أحاديث الوالد كانت قد ذهبت مع الريح والتي رسبت
قد تكون مفيدة عند المحطّة المهمّة والتي قد تتوقف الحياة
دونها ألا وهو الماء وبين محطّة ومحطّة والأكثر حيويّة ومن
الاولويّات التي تتوقّف حياة الجماعات دونها الا وهو الماء
العنصر الأكثر طلباً في الفترة اللت اتكلّم عنها كانت اهم الأمكنة
في بغداد العاصمة وهي متاخمة الى النهر ولم تحصل على حصّتها
من الماء الصافي منطقة الكريمات ولا اعرف لايّ سبب لغلاء الماء
العذب ام لم تصل الاسالة آنذاك الى البيوت. تفتّحت عيني على
رجل يجلب الماء الى البيوت مقابل ثمن زهيد وكان هذا يشكّل
نصف الحل
إذ الماء الذي يجلب الى البيوت غير صالح للشرب لاحتوائه على
الكثير
من الشوائب ومع هذا اهتدت عائلتنا
الي طريقة
فيها نوع
من الذكاء. كان حِب الماء يملئ من النهر مباشرة
ومن ثمّ يضعوا تحته حبّانة ويعتمدون على
ما ينضح من قطرا ت في الحبّانة كماء للشرب ويتم
تكرير الماء ثمّ تقف عقبة جديدة في طريق الحصول على
الماء النقي ومن ثمّ تظهر عقبة جديدة ونوع من
المخلوقات الحيّة تسبح فوق سطح الماء وبعد
تفكير طويل يهتدون الى الحل فيأتون بنوع من
الاسماك الصغيرة لتقى بداخل الحِب وهي شبيهة بعمليّة
الأسماك الملوّنة التي توضع داخل الصناديق الزجاجيّة
والاسماك تلقى لغرض التقاط جميع الشوائب وكلّما ينضح
من ماء الحِب ويتجمّع بالحبّانة يستعمل لغرض ماء الشرب والطبخ
وجميع الاحتياجات الضروريّة وهذه العمليّة
ان دلّت على شيء انّما تدل ّعلى ذكاء الفقراء
وقديماً قيل الحاجة امّ الاختراع. والنهر يجري
وتمرّ السنوات بحلوها ومرّها. كان القصر المجاور
لبيت الوقف والمحلّة لا تتغيّر والناس هم الناس واغلب
العاملين فيها يشتغلون بالسد وحياكة العبي والمخبز
الحالي عبارة عن جزء من معمل كبير تصل نهايته
الى جدار
الحسينّة ومن الجهة الأخرى تحاذي قصر داوود وهبِي مدير
سجن بغداد وكان عنده خادماً سمه حمّادي يعيش في بيته
ومعمل الحياكة يعمل به أكثر من أربعين عاملاً يعملون
لغرض الحياكة واغلب الازقّة في المحلّة مشغولة
بالحياكة وفي زقاق الكلبة يوجد المرحوم محمّد العبد
والد كاظم وجواد وكريم رحمهم الله جميعاً وكذلك المرحوم
شوقي رحمه الله والد قاسم وعلوان وهؤلاء كلّهم في زقاق الكلبة
يعملون بالحياكة وكل ّواحد منهم يشطر الزقاق الى شطرين من باب
القصر الى نهية الزقاق لتلك البيوت الطينيّة وقس على ذلك
فالمحلّة ببيوتها الطينّية يضاف لها الاوحال والثبات الحديديّة
يضاف السد تجعل من المستحيل ان تمرّ بها عربة طفلة هاشم
جواد الممثل الدائم للعراق مع زوجته السوسريّة ...........
مع عربة الطفلة

كانت تسكن القصر في زقاق الكلبة المرحومة سارة
وولدها ارمين واثناء الحرب العالميّة الثانية
كان المرحوم آرمبين ولد سارة شاب يافع
وجريء ويحمل مسدّساً وفي أحد صباحات
الحرب العالميّة الثانية كان ارمين على سطح الدار وكانت الطائرة
تمر بشكل منخفض وآرمين يطلق النار من مسدسه باتجاه الطائرة
ووالدي يهتف بشقيقي فاضل
وهو يطلب منه النزول
من على سطح الوقف هذه الصورة لحد الآن
تلوح امامي وفي تلك الفترة وما جرّت على العراق
من المصائب. يوم حصل الانقلاب وكان رشيد عال
الكيلاني على رأس السلطة
والجيش انظمّ له بما فيه العقداء الأربعة
وعلى ضوء هذه التطوّرات فهربت العائلة
ه المالكة الى منطقة سنّ الذبان لتحتمي تحت
مظلّة القوات الانجليزيّة وكانت الحرب قائمة بين
المانيا النازيّة وإيطاليا الفاشيّة من جهة واليابان من جهة
والعالم برمّته باستثناء تركيا تلك الدولة التي فقدت سيطرتها
وخسرت مواقع نفوذها في العالم منذ الحرب العالميّة الاولى
فكانت الحكومة التركيّة تارة تناور قوّات النازيّة والفاشيّة
بعدم السماح بمرور قوّات الحلفاء من الأراضي التركيّة
وطوراً ناور القوّات النازيّة والفاشيّ بعدم السماح لمرور
قوّات الحلفاء من الأراضي التركيّة وبهذه اللعبة جنبت تركيا
دخول الحرب العالميّة الثانية وخرجت تركيا بقميص لم تعلق
به رائحة البارود وهي بلا جروح ولا كسور ولا مفقودين
ولا مقابر اضافيّة فكانت الدولة الوحيدة التي خرجت
تبحث عن الجلوس تحت الشمس بعيداً عن حشرجات الصدور
وانكسار كأس السعادة وتبدّد خمرة العشق الإلاهي
والبحث عن سلّم يصلك الى شارع النجوم وخيمة الشمس
اذ لا مكان للحقد ولا عود ما بين قابيل وهابل ولا عود
للحبل فوق بئر الجحيم ولا مكايدة فالله ما اعطى واغنى
ولا نبتة للحسد وانا اتخيل الانسان قد يكون على ارضيّة
وسقف وجدرانها المقعرة من المرايا تحت عين الرقيب
سعتها سعة الارض والسماوات تصعد منها التسبيحات
بلسان المخلوقات الطاهرة المطهرة تسبح الله بلغات لا تحصى
مع كلّ طلعة شمس وومضة نجم ودورة قمر ومع كلّ برعم ورد
وتنفّس جذر وكلّ ورقة تردّد لا إله إلّا الله محمد رسول الله ما بقينا
وبقية الدنيا وما ثقلت الموازين
كان القصر بالقياس الى البيوت الطينيّة في ذلك الزمن
بعد ان غادرته سارة وولدها ارمين سكنه عائلة شريف
الدهان لبضعة سنوات ذلك القصر المجاور لبيت الوقف
ومن غريب الصدف سكن البيت المجاور والمقابل لبيت
الوقف المصارع وبطل العراق الحاج عباس الديك رحمه الله
مرّة كنت صغيراً وفي يدي جرحاً وكان الدم ينزف من تحت
شاش التضميد وسحبني الى البيت وعالجني بسائل يسمّى
آنذاك التنتريوك ولفّاف جديد مع القطن وحصل له مشادة
مع نسوة الزقاق كان سطح البيت الذي يسكنه ينضح ماء
المطر والعم عبود والد نجم وسالم وجعفر رحمهم الله وصاد
كان قد وضع له كمّية من طبين مع التبن ليخمّره لرشق سطح
الدار وغلق أماكن نضح الماء وكان موسم الامطار ونسوة الزقاق
حفظهن الله بدل ان يلقين بالماء الى النهر كنّ يختصرن الطريق
فيلقين بالماء الوسخ فوق كدس الطين وبعد الطلب المتكرر
ما ارتدعن ولا خضعن الى توسلاته فطفح كأس الصبر فراح
بشتم فخرج له رضا ابنن بهار واخاه صالح وكاد يحصل
اشتباك بينهما ولكن تجمعن نسوة الزقاق والله دفع ما كان وعندما
وعندما عالج جرح يدي رأيت له صورة في يته كان يقف
وقفة المصارع لحظة المصارعة وبعد مرور سنوات كنت انا
والمرحوم هادي محسن عند ما نكون قريبين من جامع او
حسينيّة نذهب للصلاة وقت الظهر او العصر نصلّي هناك
ومرّوة صلّينا في جامع المصلوب وحانت منّي التفاتة
الى غرفة امام الجماعة فرأيت في نفس الغرفة ونفس
الصورة للمرحوم الحاج عباس الديك ولحدّ الآن
لم افهم هذا اللغز حول تواجد صورة المرحوم بطل العراق
في جامع المصلوب وفي غرفة امام الجامع.
وفي هذه المنطقة الحيويّة التي تضم نخبة من رجال
الفكر كالمرحوم الكاتب والشاعر والصحفي
كامل علّلاوي وللأسف ان تطوى تلك الصفحة النيّرة
دون الإشارة اليه سواء كان من قريب اومن بعيد
بعيد ومع انّه مقل ولكن مبدع وعلماً من الاعلام
كان نجماً من نجوم تلك المنطقة المسمّات الكريمات
إذ لا يجوز حرق الاوراق بكبريت الإهمال والنسيان
ولكن ماذا نفعل وليس بيدنا شعرة من قصائب الامل
المنسدل على كتفي هرم الوعي المتكامل المزلزل
القواعد الهشة والآيلة للاكتساح
تحيّة للكاتب والشاعر
والصحفي كامل علّاوى

وفي سماء الكريمات حيث افتقدنا نجماً حسينيّاً
تعجز ان تجود المحلّة بوزنه ورقة صوته وصفاء خلقه.
كان بلبلاً غرّيداً تعجز الأمهات ن اتجود بمثله كما تعيا
القلوب ان تجاريه في عشقه للحسين عليه السلام
لطيف المعشر رقيق العبارة وله حنجرة ساحر
يكاد يحلّق بك في الاعال وانت مأخذ مخلوب اللب
وحين ينتهي تخرج عن غيبوبتك آن ذاك تعود لعالمك
العكر وكم تمنّ النفس بالعود
ذلك هو القارئ الحسيني والد صادق الصديق الصدوق
كريم حمدي رحمه الله وأحسن مثواه وجعل الجنّة منزله.
كذلك كان للمحلّة جناحي نسر تفخر بالشاعرين وهما
المرحوم الشاعر عبد الحسين وله ديوان في مجال الشعر
الشعبي كان لا يميل لحفظ اشعاره وهي جزء من التراث
وفي أ كثر المناسبات له صولات وجولات ابداعيّة
خاصة في الاعراس وله قصيدة شهيرة قصيدة من
من باك الهاذا الديك رحم الله عبد الحسين وأحسن مثواه
اما الشاعر الآخر فهو محمّد العصري كان المرحوم
أكثر تطوراً وأكثر نضجاً وله أغاني تقف عندها احتراماً
وتقديراً وله أغاني سجلت في دار الإذاعة العراقيّة في اكثر
العهود له عضويّة في جمعيّة الشر الشعبي وليس هذا
فقط بل له قصائد حسينيّة كانت تلقى في المناسبات الدينيّة
فتحيّة للشاعرين الشعبيين عبد الحسين ومحمد العصري
اللهم اجعل مثواهما الجنّة فمحلّة الكريمات اشبه بقلادة
حبّانته مطعّم بالكرستال والذهب الخالص في سمائها
النجمة المشعّة في سماء وفي العراق وفي سماء أمريكا
وفي ايّام سيطرة البعث تمّ اعتقال المرحوم العالم الجليل
عبد الجبار عبد الله وعامله اسوء معاملة وكان يطلب
من البعثيّن إعطائه الفرصة لأكمال اعمال تقدم اجلّ الفرص
للبشريّة ويقال عند هذا الطلب صرخ به أحد التافهين
من شلة الحرس القومي وهو يصرخ به بحمل إناء
ملئ بالبول وهذه عملية قد لا تلفت النظر من عمليّات
ما يرتكبه الحرس القزمي ناهيك عن التفنن بأساليب
التعذيب مما جرى على الخصوم
في قصر النهاية وبقيّة المعتقلات السرّية والعلنيّة
كتان المرحوم مردان السعد ضابط الشرطة الكبي
عدد الايّام على وخلال ايّام الدوام الرسمي ومع كلّ صباح
يأتي أحد افراد الشرطة الخيّالة راكباً جواداً ويمسك برسن
جواد ثاني وينتظر قرب مقهى عبد الله الظاهر لحين ما
يخرج الضابط الكبير من بيته ليمتطي جواده والمرافق
يسير خلفه والصورة تتكرّر بشكل يومي باستثناء ايّام
العطل وفي مرّة من المرّات جاء ت رسالة بريديّة
الى والدهم وحين التقطها لغرض فتح الضرف فقال كاسب
يا الله لعلها فيها بشارة لترقية فردّ الوالد وقال من
اين تأتي الترقية



#شعوب_محمود_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تنازع في اغمادهنّ اللوامع
- نشيدي مثل فجرك
- (((الكلبة وصفّارة الحارس الليلي)))
- القصيدة العنقوديّة رقم2
- القصيدة العنقوديّة رقم 1
- همسات
- ستثمر تين
- وفي االعراق جوع
- ارسم في اللحاء
- في المتاهة والملتقى
- ارسم بالقلم
- الهراوة والغنم
- وفي اليمين السوط
- الديمومةوالمدار
- بين العروج والهبوط لقطع الطريق
- كتابالعشق
- خيول المعارج
- نفثات غنائيّ
- الحلم بالصور
- ينظر من نافذة العصر


المزيد.....




- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شعوب محمود علي - الكلالبة وصفّاة الحارس الليلي