أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - تقي الوزان - بين الفيدرالية والحكومة المركزية














المزيد.....

بين الفيدرالية والحكومة المركزية


تقي الوزان

الحوار المتمدن-العدد: 1697 - 2006 / 10 / 8 - 11:11
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بعد مشكلة العلم جاءت مشكلة مسودة الدستور الكردستاني , ومشكلة عقود النفط . والسؤال البسيط هو : كيف ستتم الموافقة على هذه العقود والدولة العراقية بهذا الضعف , وتحت الأحتلال , والعقود ستظل قائمة لفترات قد تصل الى نصف قرن ؟! - والسؤال موجه لحكومة الأقليم والمركز - . هذا التخبط غير المعقول , وعشوائية التوافق وعدم تحديد الخطوط بشكل واضح , واستعجال الوصول هو الذي " لخبط " وضعية الفيدرالية , وأخرّ صياغة قوانين تثبيتها وأجلّ خطوات التنفيذ لسنة ونصف ستكون حبلى بأحداث يصعب توقعها والتحكم بها .
القيادة الكردية تداخل خطابها وممارساتها بين استغلال كل شئ يقربهم من حلمهم القومي في الأستقلال , وبين تأكيدهم البقاء في العراق الفيدرالي الموحد . عدم الوضوح في تحديد اي الطريقين يسلك في هذه المرحلة؟ ينعكس بضبابية ترهق وعي الشارع الكردي قبل الشارع العراقي , وتستنزف امكانيات الحكومة المركزية في توحيد خطواتها . والشارع الكردي وقيادته وكل مراقب يدرك ان الظروف غير ملائمة الآن للأستقلال , والتهديدات بالأنفصال التي تطلق بين فترة وأخرى , وعلى امور صغيرة لا تستوجب تعريض " التهديد " للأمتهان وتقليل شأنه , مثل تفسير بعض مواد الدستور المختلف عليها والتي هي من اختصاص المحكمة الدستورية . هذا التهديد لايزيد الا في بلبلة الشارع الكردي , ولا يضيف شيئا لعدالة القضية الكردية . الأستعجال في تظهير صورة الأستقلال لا يخدم الصورة ذاتها , والأستقلال سيظهر مشوها وليس بألوانه الطبيعية المقنعة , وبالعكس سيستفز باقي المكونات العراقية , والأنظمة الأقليمية التي يوجد على ارضها اكراد .
الفيدرالية الكردية تفقد الكثير من ثباتها مالم تطمئن مخاوف العناصر والجماعات والأنظمة السياسية في المنطقة , وهذا لايتحصل الا بالكف عن التهديد بالأنفصال , وكل ما يوحي له من خطوات . والتصدي للمطالبات الأخرى بأقامة الفيدراليات الطائفية التي اججت الصراع واعمال العنف المتبادل بين مليشياتها ووضعت العراق على ابواب الحرب الأهلية والتفكك . ومن هنا يتم استغلالها كذريعة لأفشال هذه التجربة الوليدة , ويجري تخويف الشعوب من تمزيق اوطانها .
ان المحافظة على سلامة المسيرة الديمقراطية العراقية , وهي الأغلى ثمنا من بين كل التجارب الديمقراطية في العالم , يستوجب دعم روحية التآلف الوطني والمحافظة على سلامة الحكومة , وتنشيط الأحترام لها كمرجعية وحيدة لأدارة شؤون البلاد . وقانون الفيدرالية والأقاليم الذي ينظم تقاسم السلطة لايعني الأستخفاف بالحكومة المركزية , والتطاول من قبل الديوك الطائفية والقومية على هيبة الحكومة المركزية والتقليل من شأنها لايشكل دليل حرص على مصلحة الطائفة او القومية التي يتحدثون بأسمها , ويدركون جيدا ان بقاء الحكومة المركزية بهذا الضعف او اضمحلالها سيؤدي الى تفكك العراق , وهذا ما لاتسمح به مجموعة الظروف الدولية والراعي الأساس للعملية السياسية في العراق "الأمريكان " . وأول ما ستنعكس سلبيتها على مشاريع الديوك التي لاتدرك ضرورة مدة الحضانة , وتستعجل تفقيس البيوض بتنقيرها, وكشف الأجنّة للموت المحقق .
العراق بحاجة الى كل العراقيين الحقيقيين للوقوف بوجه هذه التهويمات الطائفية والقومية , والتي تكاد ان تحجب العقل بالكامل تحت كثافة غيومها السوداء , وقطعا لم تفعّل حاجة العراقيين بأسترجاع نسيجهم ودفقهم الوطني بهذا البرلمان الملفق عن طريق المليشيات والتزوير ومصادرة الرغبات والأستغلال الطائفي , وعذراً للأعضاء الذين تتلوى وطنيتهم ألماً من شدة الطعنات الطائفية والقومية المنتفخة .
تعددت الطرق , وتشابكت فيما بينها , وازدادت المطبات , وهذا ما تريده سلطات الأحتلال . لأنها الوحيدة التي تملك طائرة السلطة , والتي تمكنها من رؤية كل الطرق من فوق , وتحدد بعدها الطريق الذي يوصلها لما تريد . ولم يبقى متسع من الوقت , ووحدة العراق وسلامته التي نريدها لاتبنى الا بسواعد الخيرين من ابنائه , وليست الوحدة والسلامة التي تريدها اميركا كقاعدة انطلاق لمشروعها الأمبراطوري الجديد .



#تقي_الوزان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- باب البعث الدوّار
- حكومة المالكي والمشروع الوطني
- للتذكير فقط
- تجريف كردية الفيدرالية
- التراقب القلق
- المشروعان والأفق المفتوح
- على ذات الخطى
- النفط وتداخل مقومات الأزمة
- الطريق الاسلم رغم مرارته
- ألنفط وتداخل مقومات الأزمة
- -اللجان الشعبية - والمهام المنتظرة
- بين الأ نحراف والتسلط الأمريكي
- الخطأ المقصود
- في ظل المأساة
- رهانات خاسرة
- بين الخديعتين
- مخاوف لا تنتهي
- المالكي و-خريطة الطريق - العراقية
- كل شئ بأذن الأمريكان
- الداهية


المزيد.....




- ترامب يناور بالغواصات النووية.. مما يتألف الأسطول الأميركي ت ...
- أوكرانيا تضرب العمق الروسي وتكشف عن فساد واسع يستهدف قطاع ال ...
- الأطفال الجائعون وتفشي البلادة الأخلاقية
- أسير إسرائيلي جائع يحفر قبره.. المقاومة تزلزل العالم
- إدانة ماليزية شعبية ورسمية لجرائم التجويع في غزة
- مواقف جديدة لإيران بشأن التخصيب النووي: استئناف القتال مع إس ...
- فيديو- مشاهد مؤثرة لطفل فلسطيني يركض حاملاً كيس طحين وسط واب ...
- رقم قياسي - هامبورغ تشهد أكبر مسيرة في تاريخها لدعم -مجتمع ا ...
- ويتكوف يلتقي في تل أبيب عائلات الرهائن الإسرائيليين المحتجزي ...
- -واشنطن بوست- تنشر صورا جوية نادرة تكشف حجم الدمار الهائل ال ...


المزيد.....

- كتاب: الناصرية وكوخ القصب / احمد عبد الستار
- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - تقي الوزان - بين الفيدرالية والحكومة المركزية