أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - تقي الوزان - تجريف كردية الفيدرالية














المزيد.....

تجريف كردية الفيدرالية


تقي الوزان

الحوار المتمدن-العدد: 1670 - 2006 / 9 / 11 - 10:00
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


مشكلة العلم ليست المشكلة الأهم , وتبقى رغم الحجم الكبير الذي استحوذت عليه لاتتجاوز في ثقلها النوعي اكثر من اشكالية تقاسم السلطة , ونوع النظام السياسي . واثارتها في هذه الفترة بالذات من قبل رئيس الأقليم السيد مسعود البرزاني يرجح لها للف الشارع الكردي , وتطمين ثقته بالقيادة السياسية التي تواصل السعي لأنجاز وتثبيت مكتسباته القومية . هذه الثقة التي تخلخلت في الفترة الأخيرة نتيجة عدم وجود تقدم حقيقي في الحياة المعيشية لأغلب جماهير كردستان رغم وجود الأمن الذي يفتقد في باقي مناطق العراق . وتجلت عدم الثقة هذه في المظاهرات الأخيرة التي عمت الكثير من المدن الكردستانية , وسقط فيها قتلى وجرحى وسجن اخرين .
استغلال قرار عدم رفع العلم من قبل مجموعات غير قليلة في الجانب العربي , والتحشيد العاطفي الذي رافق الأعتراض , وصوّر القرار كونه احد تجليات روحية الأنفصال عند القيادة الكردية , يشي برغبة التنكر من قبل بعض هذه الجماعات الى رفض مبدأ الفيدرالية ذاته , ووصل الأمر بالبعض البعثي مثل "صالح المطلك" بالتهديد في الأنتقام عند استلام السلطة مرّة اخرى , وناسياً استحالة العودة الى عصرهم "الذهبي " . والمهم هو كيفية تثبيت الفيدرالية بالشكل الصحيح والذي لايترك مجالاً للتراجع عنها مرة أخرى , ونحن امام لجنة دستورية ستعيد النظر ببعض مواد الدستور .
بعودة قصيرة الى الوراء, وبالذات الفترة التي سبقت اسقاط النظام , واللقاءات والأجتماعات التي رافقتها في كردستان ولندن وواشنطن لأطراف الحركة الوطنية المعارضة للنظام المقبور , وطلب القيادة الكردية من الآخرين اقرار صيغة الفيدرالية لكردستان والتي هي امر واقع بالنسبة للخريطة السياسية العراقية . ونذكر محاولات التهرب من الأقرار بها بأتفاقات مكتوبة من قبل الأحزاب الأسلامية الشيعية , وكيف حوقلت النقاشات بعد النظرات بأنتظار اقرارها بعد التغيير .
وجاء التغيير , ومسكت السلطة باليد الامريكية التي وعدت الاكراد بالفيدرالية ايضاً . ولم يبقى امام الأحزاب المتلكئة او الرافضة لها الا الموافقة , وبدل ان تتجه القيادة الكردية لتبني واحتضان المشروع الديمقراطي العلماني , وبالذات برنامج الحزب الشيوعي العراقي الذي اقر الفيدرالية , وحق تقرير المصير, قبل اقرارها من قبل الأحزاب القومية الكردية , وبفترة ليست قصيرة , وتبعها بأجراء عملي يفصل فيه منظمته في كردستان لتكوّن "الحزب الشيوعي الكردستاني " , هذا البرنامج الداعي الى حل المسألة القومية الكردية بالشكل الجذري والعادل بأقرار الفيدرالية الكردية .
بدل هذا اتجهت القيادة الكردية لأقرار الفيدرالية بشكل عشوائي , وبدون تحديد لأسس خصوصيتها الكردية , في مسعى منها لكسب اعتراف بعض الأصوات الشيعية القوية "المجلس الأعلى " , او للأعتقاد بكونها الوسيلة الأسرع للوصول لحلم الدولة الكردية بعد ان يكون العراق قد تجزء . وهذا الأتفاق لأقرار هذه الصيغة , واستعجال تثبيتها في الدستور جعل من الفيدرالية اداة قلق اكثر مما هي اداة تثبيت لمسيرة واقرار الحقوق الديمقراطية لعموم الشعب العراقي .
هذا التجريف لكردية الفيدرالية انعكس مباشرة بطلب قائمة" الإئتلاف "التي يقودها السيد عبد العزيز الحكيم رئيس "المجلس الأعلى" بأقامة فيدرالية "الوسط والجنوب " الطائفية , ليتفجر "اللغم" وترفض من قبل احزاب شيعية وسنية , ويتشضى الموقف من جديد في مفهوم الفيدرالية , ويعيد قلق الشارع الكردي على منجزهم القومي .
يقول السيد عبد العزيز الحكيم في الذكرى الثالثة لأستشهاد شقيقه السيد محمد باقر الحكيم رحمه الله , الفيدرالية اما الكل يأخذها او يحرم الكل منها .
ولاننسى ان النظام الايراني يهدف لافشال" الفيدرالية الكردية " بكل الوسائل , ومثلما هو معروف ,ان الذي يهدد وجود ايران كدولة هي المسألة القومية , وايران تحوي ستة قوميات رئيسية , ونجاح الفيدرالية في العراق سيحفز القوميات الايرانية وبشكل سريع للحصول على حقوقها القومية . ولما لم يعد هناك مجال لايقاف الأعتراف بالفيدرالية الكردية في العراق , فاللجوء الى تفجيرها من الداخل ومحاولة اقامة الأقليم الشيعي , وبعدها الضغط على الأحزاب الشيعية التي تقود الأقليم لفصله واستقلاله عن العراق , وتكون نتيجة اقرار الفيدرالية هو تمزيق وحدة البلد . وهذا ما يطرح ك"كلام حق يراد به باطل " من قبل القوميين العرب والبعثيين .
قلق الفكر القومي للقيادة الكردية أراد الوصول بأسرع وقت لأنجاز الطريق , دون النظر الى وجوب صب الطريق بالأسمنت المسلح قبل اكسائه بالأسفلت , لأن هذا الطريق ستعبر عليه الشاحنات والأثقال القومية في كل المنطقة , بما فيها اثقال القومية الكردية المتوزعة على اربعة بلدان , وانجاز الطريق بدون الأساس الصلب يكون عرضة للتآكل السريع , وحفر المطبات , وهذا ما حدث في بداية السير عليه . والقيادة الكردية تعلم جيداً ان الوقت لايزال مبكراً جداً لتقرير المصير كما هدد به رئيس الأقليم السيد مسعود البرزاني . وتحولت القضية اقرب الى لعبة "جر الحبل " من تثبيت الأسس الديمقراطية الصحيحة لأقرار حقوق الشعب الكردي .



#تقي_الوزان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التراقب القلق
- المشروعان والأفق المفتوح
- على ذات الخطى
- النفط وتداخل مقومات الأزمة
- الطريق الاسلم رغم مرارته
- ألنفط وتداخل مقومات الأزمة
- -اللجان الشعبية - والمهام المنتظرة
- بين الأ نحراف والتسلط الأمريكي
- الخطأ المقصود
- في ظل المأساة
- رهانات خاسرة
- بين الخديعتين
- مخاوف لا تنتهي
- المالكي و-خريطة الطريق - العراقية
- كل شئ بأذن الأمريكان
- الداهية
- مسؤولون أمام الله في أهل البصرة
- عسى أن لايكون ألقادم أعظم
- فرصة حقيقية أخرى
- لا أحد ينكر عظّمة القائد


المزيد.....




- استهداف أصفهان تحديدا -رسالة محسوبة- إلى إيران.. توضيح من جن ...
- هي الأضخم في العالم... بدء الاقتراع في الانتخابات العامة في ...
- بولندا تطلق مقاتلاتها بسبب -نشاط الطيران الروسي بعيد المدى- ...
- بريطانيا.. إدانة مسلح أطلق النار في شارع مزدحم (فيديو)
- على خلفية التصعيد في المنطقة.. اتصال هاتفي بين وزيري خارجية ...
- -رأسنا مرفوع-.. نائبة في الكنيست تلمح إلى هجوم إسرائيل على إ ...
- هواوي تكشف عن أفضل هواتفها الذكية (فيديو)
- مواد دقيقة في البيئة المحيطة يمكن أن تتسلل إلى أدمغتنا وأعضا ...
- خبراء: الذكاء الاصطناعي يسرع عمليات البحث عن الهجمات السيبرا ...
- علماء الوراثة الروس يثبتون العلاقة الجينية بين شعوب القوقاز ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - تقي الوزان - تجريف كردية الفيدرالية