أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - تقي الوزان - النفط وتداخل مقومات الأزمة














المزيد.....

النفط وتداخل مقومات الأزمة


تقي الوزان

الحوار المتمدن-العدد: 1652 - 2006 / 8 / 24 - 09:22
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


مثلما تمكن المجرم صدام ونظامه المقبور من ايصال المجتمع العراقي واحزابه الوطنية الى قناعة بعدم التمكن من اسقاط نظامه , تمكن الامريكان وبأشكال مختلفة من خلق القناعة ايضاً بأن حامي التوازن بين مختلف المكونات وحامي وحدة العراق هي سلطات الأحتلال الامريكي . وطيلة الثلاث سنوات والنصف التي أعقبت سقوط النظام أضعفت أغلب المشاريع الوطنية . ودخل صراع المكونات السياسية العراقية في آتون المشروعين الرئيسيين في المنطقة , النووي الإيراني الداعي لتصدير الثورة الأسلامية , وأدخال المنطقة تحت جناح حمايتها النووية , والأمريكي الداعي لمنع النووي الإيراني , وخلق شرق أوسط جديد بمواصفات العولمة الأمريكية . ولا وجود فاعل للمشروع الوطني حالياً , وبهذا " اللاوجود " تسارع الأنحدار في كل الأتجاهات , والكل يركض لأقتناص أي شئ , وبكل الطرق . ولحظة التصادم بات الكل يشعر بقربها .
المشروع الأمريكي لف حوله أغلب الأحزاب السياسية العراقية المعارضة ايام النظام المقبور , والتحقت به في الفترة الأخيرة بقايا حزب البعث بعد ان تأكدت من عدم وجود تعارض بين مشروعها القاضي بعدم معاقبة أغلب مجرمي النظام السابق , وأستعادة السلطة , او قسم منها , وبين المشروع الأمريكي . اما الطرف الآخر لف تنظيمات "القاعدة" والسنة التكفيريين , وبعض الأطراف الشيعية المرتبطة بالمشروع الإيراني . ومن هذه النقطة لايستبعد بعض المراقبين من تعاون ايران وجماعتها مع تنظيمات "القاعدة" لتنفيذ بعض التفجيرات الأنتحارية في مناطق شيعية مغلقة , لزيادة التوتر الطائفي , ودفع اكثرالبسطاء الشيعة لطلب حماية الأحزاب الطائفية, والقبول بتنفيذ مشاريعها السياسية مثل اقامة فيدرالية الوسط والجنوب الطائفية .
ان دوران الأحزاب العراقية في فلك سلطات الأحتلال صاحبة الأدارة الحقيقية , يوضح أملها في تثبيت تجربة الديمقراطية وتعميقها , وامكانية تحقيق مصالح اكثر جذرية للعراقيين بعد استتباب الامن وعودة الحياة الطبيعية الى الواقع العراقي . والسؤال : متى ستسمح سلطات الاحتلال بهذه العودة ؟! . ورغم صعوبة التوقع فهي اهون من نفق الظلام الذي تنوي ايران ادخالنا فيه كما تقول بعض الأحزاب .
والتجربة اللبنانية الأخيرة توضح مسار الطريق المجهول الذي سيق لبنان اليه , اذ ان الجمر لايزال ساخنا بعد ان غلفه رماد ايقاف العمليات العسكرية , ولاتزال نفس التوجهات قائمة لجولة أخرى . فايران لم تستطع اعاقة تقدم مشروع محاسبتها على مشروعها النووي , وسورية لم تتمكن من الخروج من عزلتها وايقاف التحقيقات وانشاء المحكمة الخاصة بأغتيال رفيق الحريري المتهمة بها , وحزب الله الذي اظهر كل هذا الصمود والبسالة يلملم اشلاء الدمار الذي لحق بلبنان واهله , ويحاول تخفيف ثقل المأساة عن طريق بعض التعويضات المالية التي استلمها من ايران . اسرائيل والأمريكان من جهتهم لم يتمكنوا من قص الجناح الايراني في لبنان , نتيجة تماسك الشعب اللبناني ووقوفه خلف صمود "حزب الله " البطولي في رد جبروت الآلة العسكرية الجهنمية الأسرائيلية .
الطرفان يستعدان لجولة جديدة , ولا يعرف هل ستكون بين اسرائيل و"حزب الله " مرة أخرى , ام بين "حزب الله " وباقي اطراف الحركة الوطنية التي تريد اخراج لبنان من دائرة صراع المشروعين الرئيسيين الايراني والامريكي , وهذا الاستعداد ظهر واضحا من خلال كلمة الرئيس السوري بشار الاسد الذي هاجم فيها الحركة الوطنية اللبنانية , وباقي الدول العربية , والغرب . وكذلك من خلال تمنع ارسال قوات حفظ السلام من قبل دول ساهمت بشكل اساس في صنع القرار الأممي 1701 مثل فرنسا ,ايطاليا ,المانيا . والتي لاتريد ان تضع جنودها في الطاحونة التي ربما ستدور رحاها مرة اخرى .
والذي يهمنا عدم تكرار التجربة اللبنانية والسقوط بين فكي رحا المشروعين الايراني والامريكي , وتجنيب العراق خسائر جديدة لايقوى العراق على حملها . والحدود مع ايران ودخول قوات ايرانية لن يكون عامل نصر للمشروع الايراني بقدر ما هو سفك لمزيد من الدماء العراقية , وتدمير ما تبقى من مظاهر الحياة .
والطريق الوحيد للخلاص هو في مشروع " المصالحة الوطنية " الذي قدمه رئيس الوزراء السيد المالكي . رغم مرارته , وتسرب الكثير من البعثيين تحت جناحيه . ان الصراع الدموي الطائفي الحالي سوف لن ينتهي بأنتصار احد الطرفين طالما توجد سلطة الاحتلال التي وجهت هذا الصراع وقادته ليكون بالصورة الحالية , والذي جاء متماشياً مع الرغبة الايرانية في الكثير من مراحله .
لقد ابتلت شعوب المنطقة بأنظمة حكم اشبه بالإيدز , قمعتها بشكل عنيف , وانهت مناعتها ضد مشاريع الأستغلال الأجنبية , ووجدت هذه الجماهير نفسها لاحول لها ولاقوة, ولا مؤسسات سياسية تدافع عنها , ووجدت التدخل الأجنبي هو المنقذ لتغير واقعها المزري , رغم الأنتشار السرطاني للعولمة الأمريكية , وما سيولده من مضاعفات تستنزف الجميع .



#تقي_الوزان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطريق الاسلم رغم مرارته
- ألنفط وتداخل مقومات الأزمة
- -اللجان الشعبية - والمهام المنتظرة
- بين الأ نحراف والتسلط الأمريكي
- الخطأ المقصود
- في ظل المأساة
- رهانات خاسرة
- بين الخديعتين
- مخاوف لا تنتهي
- المالكي و-خريطة الطريق - العراقية
- كل شئ بأذن الأمريكان
- الداهية
- مسؤولون أمام الله في أهل البصرة
- عسى أن لايكون ألقادم أعظم
- فرصة حقيقية أخرى
- لا أحد ينكر عظّمة القائد
- سوق-مريدي- للأوراق الوطنية
- الدوّامة
- إدعاءات المرحلة
- الخدمة المجانية


المزيد.....




- مشهد مؤلم.. طفل في السابعة محاصر في غزة بعد غارة جوية إسرائي ...
- -رويترز-: مايك والتز أجبر على ترك منصبه
- -حادثة خطيرة- في غزة والجيش الإسرائيلي ينوي استخلاص الدروس م ...
- زاخاروفا تعلق على احتجاز مراسل RT في رومانيا وترد على شائعات ...
- تقارير إعلامية تفضح -كذب- نتنياهو بخصوص حرائق القدس
- أوكرانيا: نارٌ ودمار وإجلاءٌ للمدنيين إثر غارات روسية على مد ...
- حكمت الهجري يطالب بحماية دولية بعد اشتباكات صحنايا وريف السو ...
- المرصد يتحدث عن عشرات القتلى في اشتباكات -طائفية- بسوريا.. و ...
- إيران تعلن تأجيل جولة المفاوضات المقبلة بشأن برنامجها النووي ...
- في عيد العمال.. اشتباكات في إسطنبول ومغربيات يطالبن بالمساوا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - تقي الوزان - النفط وتداخل مقومات الأزمة