أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - تقي الوزان - سوق-مريدي- للأوراق الوطنية














المزيد.....

سوق-مريدي- للأوراق الوطنية


تقي الوزان

الحوار المتمدن-العدد: 1550 - 2006 / 5 / 14 - 10:05
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


مريدي , تصغيرمن مردي . والمردي قصبة طويلة يستخدمها أهل الأهوار لقياس عمق الماء , ولدفع المشحوف أو القارب, وتوجيهه في مسارات الأنهر الصغيرة في الأهوار . وبهذا المعنى التسليكي إكتسب سوق "مريدي" في مدينة الصدر " الثورة " سمعته الحالية , والتي تفوق سمعة أكبر الأسواق في العراق ، ليس لكونه يمتلك تاريخاً عريقاً ببيع المواد المستعملة وصادرأسم " سوق الهرج " وأصبح بديلاً عنه . وفي فترات أخرى متأخرة, أصبح أكبر سوق لبيع المواد المسروقة .
رغم كل هذا التاريخ العريق للسوق , لم يتمكن أن يبرز كأحد المولدات الرئيسية للحياة العراقية الحالية لولا تمكنه من أن يكون مجموعة " دوائر" تصدر الوثائق " الرسمية " التالفة , أو المفقودة للعراقيين وغير العراقيين . فبعد سقوط النظام الفاشي , وإنهيار أجهزة الدولة ومؤسساتها , إستطاعت مجموعة من " وجهاء " هذا السوق من مصادرة وشراء, أو صناعة أختام دوائر الدولة المهمة , التي تصادق على صحة كل ورقة إثبات رسمية . إضافة لتوفير نماذج هذه الوثائق . فأنك تستطيع الحصول على جنسية , شهادة جنسية , جواز سفر , دفتر خدمة عسكرية ...ألخ . بتكلفة أقل من نصف ما تدفعه للدوائر الرسمية.
في أكثرالأحيان مستمسكات ووثائق سوق" مريدي " أكثر وضوحا , وخطها أجمل من وثائق دوائر الدولة . لأن بائعيها أكثر خبرة ومهارة من الموظفين الجدد في دوائر الدولة , وتجد الوثيقة " ملبلبة " ومثل ما تريد . ومن ناحية أخرى , أن بائعي هذه الوثائق يقسمون لك أغلظ الإيمان بأن وثائقهم غير مزورة وأختامهم أصلية . وهم صادقون فيما يقسمون , فأن الأختام نفسها أختام الدولة المنهارة , ونماذج الأوراق الرسمية نفسها أيضاً . ويقول البائعون ايضاً, أنهم يعملون هذه الوثائق في سبيل الله ,إضافة للأجور . حتى تستطيع الجماهير المنكوبة من تمشية أمورها الرسمية . لأن الدوائر الرسمية, إما عاجزة عن أكمال هذه الوثائق, أو يطلبون رشاوي عالية .
في سوق " مريدي " للأوراق الوطنية, تجد الكثير من هذه الوثائق المزوّرة , والكثير من باعة هذه الوثائق . وفي مهزلة يندر وجودها في التاريخ الأنساني , يستمر الصراع لخمسة أشهر على إجراء الأنتخابات, لتشكيل حكومة " الوحدة الوطنية " , والتي أبرز ملامحها لحد الآن, وثائق وباعة "سوق مريدي" من الطائفيين , والقوميين, والقتلة في الليل , وبائعي الوطنية في النهار من البعثيين . ويقسمون بأغلظ الإيمان على انهم وأحزابهم في خدمة العراق . وفي هذه الأنقاض , نسمع صوت السيد المشهداني رئيس البرلمان الجديد , بعد أن نبهه السيد حميد مجيد موسى سكرتير الحزب الشيوعي العراقي , الى ضرورة رفع بعض المفردات الدموية من الخطاب الأول لرئيس البرلمان في الجلسة الأفتتاحية , ما دمنا نبغي بناء عراق التسامح والمحبة . وبدل أن يشكره على هذه الألتفاتة الكريمة , يقول المشهداني على احدى القنوات الفضائية . أن الشيوعيين هم من علمنا ثقافة السحل . مردداً شعارات أسلافه البعثيين الذين أختطفوا العراق بهذه الشعارات نفسها . وهو يعرف جيداً أن الحزب الشيوعي العراقي هو أعرق من يساهم بالعملية السياسية اليوم , والشيوعيين العراقيين هم الوجه الناصع للوطنية العراقية لأكثر من سبعين عاماً .
وعلى نفس الأنقاض , نسمع القطب الآخر. في تصريح السيد بيان جبر وزير الداخلية لقناة "الجزيرة", ولاغيرها . رداً على سؤال حول قرار إنهاء المليشيات وحلها , فيقول : أنه أتصل بالحزب الشيوعي وأخبرهم بضرورة حل مليشياتهم . وستنتهي المشكلة . وقد ظن البعض ان جواب الوزير هذا للتخلص من حرج السؤال وتشتيته بالجواب الساخر, وغير المعقول . لأن الوزير يعلم قبل غيره ان الحزب الشيوعي ليست لديه مليشيات . والشيوعيون أول من أنخرط في العملية السياسية السلمية إيماناً منهم بوحدة العمل الوطني المشترك , ونبهوا منذ البداية لخطورة وجود الميليشيات على سلامة سير العملية السياسية وعلى سلامة العراق .
إن النجاح الذي حققه سوق " مريدي " في هذه المرحلة سوف لن يستمر طويلاً . وستنكشف كل الوسائل الخبيثة التي أستخدمت في تزوير الحقائق, وفي أقرب مما يتوقع المزورون . ولا يوجد أكثر من حزب البعث وصدام , زور التاريخ , وتجنى على الوجود . لكنه الآن يقبع ذليلاً في قفص الأتهام . وعسى أن يكون درساً أمام أعين المزورين , ومن فقد الضمير .



#تقي_الوزان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدوّامة
- إدعاءات المرحلة
- الخدمة المجانية
- لنخدم العلاقة الحقيقة بين الشعبين العراقي والأيراني
- ماذا سيبقى للعراقيين من العراق ؟!
- أستحقاقات سيؤجل حلها
- -التيتي- الامريكي زلماي خليلزاده
- تصريحات لاتخدم وحدة العراق
- هل سنعيش مرحلة الأنتقال الى مالا نهايه ؟!
- جماهير العراق هي التي أنتخبتكم
- العراق وشعبه قبل اي شئ آخر
- الله في عون العراق
- الأنتخابات بين -الدين والدنيا- وحراب المليشيات
- طريق الحريري
- لايوجد غير الأدعاء
- بين الوهم والحقيقه
- عشية التصويت على مسوّدة الدستور
- صواعق الذكاء
- ماذا وراء تأخير تشكيل الحكومة العراقية؟
- حول موقف المرجعية


المزيد.....




- -زيارة غالية وخطوة عزيزة-.. انتصار السيسي تستقبل حرم سلطان ع ...
- رفح.. أقمار صناعية تكشف لقطات لمدن الخيام قبل وبعد التلويح ب ...
- بيستوريوس: ألمانيا مستعدة للقيام بدور قيادي في التحالف الغرب ...
- دعوات للانفصال عن إسرائيل وتشكيل -دولة الجليل- في ذكرى -يوم ...
- رئيس الأركان الأمريكي السابق: قتلنا الكثير من الأبرياء ولا ي ...
- تفاصيل مثيرة عن -الانتحار الجماعي- لعائلة عراقية في البصرة
- الإيرانيون يعيدون انتخاب المقاعد الشاغرة في البرلمان وخامنئي ...
- السلطات اللبنانية تخطط لترحيل عدد من المساجين السوريين
- هتاف -فلسطين حرة- يطارد مطربة إسرائيلية في مسابقة -يوروفيجن- ...
- الجيش الإسرائيلي ينسف مباني في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - تقي الوزان - سوق-مريدي- للأوراق الوطنية