أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - تقي الوزان - بين الوهم والحقيقه














المزيد.....

بين الوهم والحقيقه


تقي الوزان

الحوار المتمدن-العدد: 1353 - 2005 / 10 / 20 - 14:21
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


رافق الانتخابات الاولى في كانون الثاني الماضي الكثير من النواقص والسلبيات , سواء كانت مقصوده أو غير مقصوده. مما ترك شكوك كثيره حول نزاهتها . وآثار كبيره على نتائجها في تشكيل موازين القوى داخل الجمعيه الوطنيه , والافرازات التي تبعتها في تشكيل الحكومه , وفي كتابة الدستور . أن النقاش"الصراع" الغير مبرر في أغلبه الذي دار بين القوى الفائزه لتشكيل الحكومه , والخلافات التي رافقت الحكومه في عمرها القصير , أستنزفت الكثير من الوقت الثمين . وأدت الى النتائج المعروفه التي انعكست سلباً على الواقع اليومي لعموم الشعب العراقي . ولسنا بحاجه للتذكير بالانحدار المخيف للامن , الفساد , المليشيات , الاقتصاد , الماء , الكهرباء , المحروقات....الخ .

مما لاشك فيه ان الارهاب الذي مارسته وتمارسه عصابات البعث الفاشي والسلفيين التكفيريين كانت له اليد الطولى في اعاقة سير العمليه الانتخابيه بشكلها الصحيح . خاصه في مناطق غرب العراق . أضافه للكثير من المعوقات التي لها علاقه بالاستعدادات للعمليه الانتخابيه نفسها . مثل تشكيل اللجان الكافيه من الكيانات السياسيه والمنظمات المستقله لمراقبة نزاهة العمليه الانتخابيه , وفرز الاصوات , وحرمان مناطق باكملها في الشمال من التصويت . اضافة للتزوير , والتهديد في بعض الاحيان .
أسباب اخرى لها علاقه بتركيبة اللجنه المستقله المشرفه على الانتخابات . فالقصور الذي رافق اداء المفوضيه العليا للانتخابات نتيجة عدم الخبره احياناً , واحياناً الموالاة لطرف معين , زاد من صعوبة هذه العمليه . فالموقف المتفرج من قبل المفوضيه أمام مسألة استخدام الطرق غير الشرعيه في الدعايه الانتخابيه كما حصل مع قائمة الائتلاف [169] عند استخدامها للرموز الدينيه . وخاصه صورة المرجع الشيعي الكبير السيد علي السيستاني في " البوستر " الانتخابي. أوحى , أوأكد تأييد السيد المرجع لأنتخاب هذه القائمه . وفي نفس الوقت الدعايه الشفاهيه من قبل قيادات القائمه , ووكلاء السيد السيستاني عبر كل وسائل الاتصال بالجماهير / تلفزيون , اذاعه , صحف , ملصقات , لافتات , جوامع , حسينيات , ندوات جماهيريه ...الخ. كلها تؤكد تأييد المرجعيه لها . مستغلةً رد فعل الانفلات المذهبي الذي رافق عملية ازاحة النظام المقبور . ودعمت هذه الحمله بفتوى علنيه تقضي " بلزوم المشاركه في الانتخابات" وتكمله سريه للفتوى عن طريق المبلغين تقضي " للقائمه [169]". ومن لم يشارك فجهنم بأنتظاره. في الجانب الاخر واصلت المهزله سيرها. فقد أصدر علماء السنه من البعثيين الفاشيين , والتكفيريين السلفيين فتوى مضاده " تحرم الاشتراك في الانتخابات " . والذي يشترك مصيره النار . وجعلوا من رب العالمين اداة لرغباتهم غير المشروعه . كل هذا جرى والمفوضيه العليا للانتخابات تدعي بأنها لاتعرف كيف تتصرف . او لاتوجد ماده قانونيه في لوائح الانتخاب تمنع استخدام الرموز الدينيه .

السيد علي السيستاني من جانبه , وحاله كحال كل القيادات الروحيه في العالم . يبقي على مسافه بينه وبين الجمهور . ويكون الاتصال عبر وكلائه . لضمان جو الغموض الذي يحيط بشخصيته . وهذا الغموض يساعد بتركيز الولاء . وهذه القيمه النفسيه ليست حكر على القيادات الدينيه فقط . بل يمارسها الكثير من قيادات الاحزاب السياسيه التي تبغي الرواج لنفسها دون الارتكاز على برامج سياسيه واضحة الخطوات . وفي هذه الوضعيه لم يخرج علينا السيد علي السيستاني ليؤكد او ينفي تأييده للقائمه [169] . هل هو مع هذه المجموعه التي أختارلها السيد الشهرستاني للتنسيق ما بين اطرافها . أم هومع ابوته لكل العراقيين كما يصرح وكلائه بين تأييد وتأييد لقائمة الائتلاف .

في الثالث عشر من الشهر الجاري , وقبل يومين من التصويت . أصدرت المرجعيه فتوى تدعو للتصويت ب[نعم] للدستور . والفتوى رغم "ايجابيتها" تعكس الرغبه في الاستمرار بالتأثير على حرية الناخب . في نفس الوقت أصدر مكتب السيد علي السيستاني توضيحاً يؤكد فيه : ان السيد السيستاني سوف لن يدعم اية قائمه في الانتخابات القادمه . وسيرعى بأبوته كل العراقيين . وأصدر أمراً لوكلائه بعدم الترشح مع اية قائمه . وأن صح هذا , فسيكون ثاني أكبر أنجاز للسيد علي السيستاني بعد أنجازه الكبير في حقن دماء العراقيين , ومنع قيام الفتنه الطائفيه التي خطط لها كل اعداء العراق ومعارضي مسيرته السياسيه . اما اذا كانت هذه الابوه مثل الابوة الاولى . فلا زال يوجد متسع من الوقت لتدارك ما يمكن تداركه لتداعيات الابوة الثانيه . وحتى لا نبقى معلقين بين الوهم والحقيقه , يرجى جلاء الموقف بشكل أوضح من السيد السيستاني نفسه . والسيد علي السيستاني – وبعيداً عن مرجعيته الكبرى للشيعه - فأنه رجل حكمه كبير , وسبق له وأقترح أجراء الانتخابات بشكل مبكر , وأصر عليها . وعندما تحقق الفوز لقائمة الائتلاف التي سميت قائمة السيستاني . طلب منهم ترك مناصب الدوله وعدم الانجرار لها , والتفرغ لكتابة الدستور , لأنه الأهم . فهو يعرف جيداً مناسيب العراق السياسيه , ويعرف في أي المياه تسير سفينته .

العراق أصبح ساحة حرب , وتصفية حسابات دوليه . وأبرز هذه الصراعات حالياً هو الصراع الامريكي الايراني . والخوف أن يكون احد المراجع الكبار في النجف متورط بهذا الصراع . حتى ولو بأسم الانحياز حسب المثل الفاشي القائل " أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً " . عندها سيكون لامعنى لآمالنا التي سارت بهذا الاتجاه . أتجاه عدم التدخل في حرية الناخب , وستنسف كل الرغبات الصادقه في حقن دماء العراقيين .



#تقي_الوزان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عشية التصويت على مسوّدة الدستور
- صواعق الذكاء
- ماذا وراء تأخير تشكيل الحكومة العراقية؟
- حول موقف المرجعية


المزيد.....




- مسؤول إسرائيلي لـCNN: ننتظر قرار ترامب بشأن إيران
- ماكرون يحذر من -تداعيات- تغيير النظام الإيراني -عسكريا-: -سي ...
- غزة - عشرات القتلى من منتظري المساعدات وإسرائيل تحقق في الوا ...
- -نيويورك تايمز-: القوات الأمريكية في حالة تأهب قصوى في قواعد ...
- أردوغان: نتنياهو أكبر تهديد لأمن المنطقة
- صفارات الإنذار تدوي في مناطق واسعة من إسرائيل بعد رصد إطلاق ...
- زيلينسكي يطلب من الدول الغربية دعما بـ 40 مليار دولار سنويا ...
- وزير مصري سابق يفجر مفاجأة بشأن الصراع بين إسرائيل وإيران
- إعلام: مستشارو ترامب منقسمون بشأن توجيه ضربة أمريكية لإيران ...
- -سي إن إن-: ترامب رفض إرسال مسؤولين للتفاوض مع إيران وتخلى ع ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - تقي الوزان - بين الوهم والحقيقه