أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - تقي الوزان - حول موقف المرجعية















المزيد.....

حول موقف المرجعية


تقي الوزان

الحوار المتمدن-العدد: 1117 - 2005 / 2 / 22 - 10:35
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


قبل الأنتخابات التي جرت في 30 كانون الثاني بفترة ليست بالقصيرة،سرب خبر مفاده ان السيد علي السيستاني كلف لجنة سداسية لتشكيل قائمة من التيارات الشيعية.ثم اعلن ان السيد السيستاني بارك هذه القائمة. وظهرت ردود افعال متباينة من باقي اطياف وتيارات المجتمع العراقي لأستغلال الدين والمذهب بهذه الطريقة الغير متكافئة والغير ديمقراطية كما هو معروف. وكان من الممكن ان يجري الأعتراض على مثل هذا الأستغلال ،خاصة وان فكرة تأجيل الأنتخابات كانت واردة ومحل جدل ونقاش.الا ان مكتب السيستاني او القائمين على المكتب سارعوا الى تكذيب هذا التأييد وقالو :ان السيد السيستاني اكبر من ان يمنح التأييد لقائمة بعينها،فهو أب لكل العراقيين.ولكن ملصقات الدعايه الأنتخابية للقائمة كانت مطبوع عليها صورة السيستاني، والدعاة والوكلاء في الأرياف والمدن، في الجوامع والحسينيات بشرت بهذه المباركة للقائمة"169" بل زادت بانه تكليف شرعي ومن لايصوت لهذه القائمة سيدخل النار !!!.من جهة اخرى استمر التكذيب من قبل مكتب السيستاني.وعندما سؤل المكتب: لماذا لم يصدر تكذيب من السيد السيستاني لهذه الأدعاءآت المضرة بالعملية الأنتخابية ضررا كبيرا. اجابوا: بان السيد قال في البداية بانه يؤيد كل القوائم وليس بحاجة الى تأكيد ذلك.وهو أي السيستاني "ليس لديه الوقت" ليقول ويؤكد مرة اخرى. الا ان الدعاية والوكلاء وخطباء الجوامع والحسينيات واصلوا اللعبة. وعندما اقتربت الأنتخابات من موعدها وانتهى النقاش حول مسألة التأجيل،عندها دخل الكل في الدعاية الأنتخابية لقائمة الأئتلاف(169).الملصقات وتكثيف صورة السيد علي السيستاني والوكلاء والخطباء والسياسيين ومكتب السيستاني والسيد السيستاني،دخلوا جميعا في التحشيد لهذه القائمة.حتى ان سياسي ناضج ويشار له بالبنان ونائب رئيس الجمهورية السيد ابراهيم الجعفري انحشر، او حشر نفسه بشكل محرج في هذه اللعبه الغير نظيفة وعندما سالته والحت عليه قناة ابو ظبي قبل الأنتخابات بيومين فقط حول ظل السيستاني على القائمة .اجاب متلعثما وهو نائب رئيس الجمهورية:- "بان السيد السيستاني يدلو برايه كاي مواطن عراقي بسيط ويصوت لقائمتنا الأئتلافية".فياسيدي الفاضل انك لست بحاجة الى هذا الأحراج والدخول في مثل هذه اللعبة الغير نظيفة،فان تاريخك معروف في مقارعة الديكتاتورية، ونظام صدام المقبور زكى حزبكم باصداره قانون الأعدام باثر رجعي على منتسبي حزب الدعوة البطل. وانت رئيس احد اجنحته، وانك نائب رئيس الجمهورية وقد اجريت معك المقابلة بصفتك الرسمية.وهذه الصفة تفرض عليك وقارا اكبر بكثير من الذي ظهرت عليه. ولك حضور في الفضائيات يحسدك عليه حتى رئيس الجمهورية.واذا كانت كل هذه المكونات الحقيقية لم تقنعك بانك مؤهل لأن تحصل على اعلى المراكز في الدولة.فهل الأنحشار وراء عباءة السيد السيستاني سيضمن لك ذلك؟؟.حيث وضعت نفسك مع الكثير من السياسيين الذين لايمتلكون مثل تاريخك والمعيتك في نفس الموضع. وكذلك الحال بالنسبة لباقي زعماء القائمة الشيعية.فالعالم الشهرستاني يمتلك تاريخا قل نظيره،عالم ذرة وكان بامكانه ان يحصل على أي شيء يبغيه مجرد ان يوافق بالعمل ببرنامج صدام النووي،الا انه آثر السجن لعشر سنوات وتحمل كل العذاب على ان يبقى ضميره نقيا. ولو وظف هذا التاريخ الحافل بشكل صحيح وبنفس المستوى الذي صنع هذا التاريخ لأصبح الشهرستاني من المع نجوم المجتمع العراقي بدل الدخول تحت جبة السيد السيستاني خاصة وانه المستقل الذي سيجتذب كل النخب والناس التي كفرت بالسياسة والاعيبها.
والسيد عبد العزيز الحكيم الذي يمتلك كل هذا الأرث العائلي الضخم،وزعيم المجلس الأعلى بدون منازع.ان توظيف التاريخ العائلي والشخصي والزعامة السياسية هي انصع واشد تاثير من الدخول في الجوقة ليصبح رقما من ضمن الأرقام.
وحتى السيد احمد الجلبي العلماني البراغماتي.والذي لايعرف لحد الآن سبب انضوائه هذا. فهو على راس منظمة متواجدة على ساحة العمل الوطني منذ خمسة عشر عاما.وله حضور متواصل سواء بالعمل الوطني او الأعلامي.وعنده ارتكاز كبير في الأدارة الأمريكية رغم الجفوة الأخيرة بينهما.
وفي النهاية يبقى الخاسر الأكبر سماحة السيد علي السيستاني من الناحية المبداية والصدقية.ونحن شعب لم نتعود على انتهازية والاعيب الأنتخابات،ولشخص مرجع مثل السيد السيستاني يجب عليه ان يكون اقرب الى المثل والمباديء وصلابة الأخلاق "وهذا ماعتقده فيه"اكثر من قربه من شغب السياسة والأنتخابات.وكان الأجدر به ان يصدر توضيخ "رغم انه ليس لديه وقت" يؤكد فيه ترفعه عن الاعيب السياسة،وليصوت بعدها كما يقول الجعفري بشكل شخصي عادي الى القائمة الشيعية. الا انه واصل عدم التوضيح هذا، ليؤكد انه انحاز الى هذه القائمة فعلا لتصب مجتمعة مع كل الوسائل الأخرى في صالح القائمة الشيعية،وهذا الأنحياز يفتح سؤالين ، الأول:هو اين كانت الحوزة العلمية وعلى راسها السيد علي السيستاني طيلة الخمسة والثلاثين عاما التي مضت من كل كوارث العراق.ولم تصدر بيانا واحدا يدينون فيه النظام السابق او يترحمون فيه على الأقل لآلاف الضحايا التي ضحت بحياتها من ابناء المذهب الشيعي نفسه.والثاني:اين انتم من مثال الأمام علي وبنه الحسين عليهما السلام اللذين ضحوا بحياتهم وعوائلهم من اجل المبدء ومن اجل تثبيت قيم الأسلام. اليس من العار للأنسان البسيط الذي لم يقاوم ظلم صدام ونظامه السابق ان يتسيد في هذه المرحلة الديمقراطية"سمها ماشئت ديمقراطية منفلته،تحت الأحتلال...الخ" فما بالك بالمرجعية التي يرجع اليها كل ابناء الطائفة الشيعية.
من ناحية اخرى ان مثل هذا التخطيط للعب في الوقت الضائع وبمثل هكذا برودة اعصاب هي بعيدة عن امكانية الأحزاب والأشخاص الذين يشكلون القائمة،وان ملامح مثل هكذا برودة اعصاب هو من تخطيط دوائر لها خبرة كبيرة،واقصد بها دوائر امن ومخابرات.واذا كان هذا الأستنتاج صحيحا،فمن الخطورة الكبيرة الأستمرار فيه وتغليب مصالح دولة اخرى على المصالح الوطنية وستكون النتائج كارثية على وسائل التنفيذ نفسها قبل غيرها.
وبيت القصيد من كل هذا الذي يعرفه القاصي والداني هو تسريب خبر هذه الأيام وبنفس الطريقة الأولى قبل الأنتخابات على ان المرجعية تريد اعتبار الدين الأسلامي هو المرجع الأول والأخير في صياغة الدستور. وبعدها بيومين صدر تكذيب من مكاتب المرجعية في النجف.ولكن "التثقيف" مستمر على لسان منظري وناشطي الأحزاب الدينية الشيعية.ويعاد الأخراج نفسه للوحلة الأولى،وسوف تستمر اللعبة،تثقيف وتبشير وفي نفس الوقت تكذيب من قبل المراجع. وهذه المرة في كتابة الدستور.
انه مجنون من يتصور بان اللعبة الألى ستنطلي مرة اخرى.ومجنون من لايضع مصلحة العراق فوق الطائفية. وهذا هو اللعب بالنار بعينه.فصياغة الدستور ليست الاعيب وانتهازية الأنتخابات.الدستور يجب ان يصون حقوق كل عراقي مهما كان دينه او قوميته. دستور ضحت لأجله مئات الآلاف من ابناء الشيعة والسنة والمسيحيين والأزيدية والصابئة. دستور ضحت لأجله مئات الآلاف من العرب والأكراد والتركمان والكلدوآشور وكل ابناء العراق.الدستور هو المبداء الذي يحتكم اليه كل ابناء العراق. وهذا ماتريده اغلبية العراقيين ومن وراءهم كل احرار العالم. ان كتابة الدستور والتي سيشترك فيها كل الطيف العراقي ليست كلعبة الأنتخابات التي مضت. ورغم نجاحها لكن أوشر عليها بالآتي:
1-لايعرف كيف تم انتخاب اللجنة المشرفة على الأنتخابات وعدم وضوح اختيار اعضائها.وهل حصلت على تزكية الكيانات السياسية؟؟
2-حرمان الكثير من المواطنين من الأدلاء باصواتهم سواء في المناطق الآمنة والتي صوتت او في المناطق التي يكثر فيها الأرهاب والغير آمنة.
3-استخدام الرموز الدينية ووسائل السلطة للتاثير على اختيار الناخبين.
4-استخدام وسائل غير شريفة في بعض الأحيان بما فيها التهديد للتأثير على اختيار الناخبين.
5-استمرار الآليات القديمة وسيطرة تقاليد العمل السري.فان اغلب الأحزاب لم تمارس نشاطها الأنتخابي بشفافية،سواء بالأعلان عن برامجها او بحملاتها الأنتخابية.مما وضع الناخب في كثير من الحالات في وضع مربك.ان وسائل العمل السري "التآمري" هو بالضد تماما من وسائل العمل الأنتخابي المفتوح.وهذا لايمنع الأحتراز من الأرهاب.
6- سيطرة بعض الأحزاب ومليشياتها في الأشراف على عملية الأنتخاب وصناديق الأقتراع والفرز سواء في الجنوب او في الشمال.مما ادى الى حدوث عمليات تزوير كبيرة،او التاشير مرة ثانية على الورقة الأنتخابية لأجل ان تسقط.
7-الورقة الأنتخابية غير واضحة بما فيه الكفاية بالنسبة للناخب وخاصة الأميين منهم.
8- عملية فرز الأصوات التي شابتها عدم الشفافية والتأخير والوقوع في اخطاء "حسابية".
ان مجموع السلبيات المذكورة وغيرها يجب تلافيها سواء بتوسيع المشاركة في الجمعية الوطنية او توسيع المشاركة في السلطة وكلنا امل ان يتم تجاوزها في مرحلة كتابة الدستور وفي الأنتخابات القادمة.ولنبتعد عن سياسة الواوية.وكلنا نذكر بقصة الواوي الذي ادعى انه فقد الحياة وهو فوق بقايا بيدر حبوب.والدجاجة تقدم خطوة وتؤخر اخرى الى ان "تيقنت" المسكينة ان الواوي انتهى. وعندما اصبحت بين يديه قبض عليها. وبدون حتى ان ينتف ريشها، اخذ ينهشها وبعد دقائق تلاشت الدجاجة في جوفه.
المهم الواوي لايمكن ان يكون ديمقراطيا..



#تقي_الوزان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- تربية أخطبوط أليف بمنزل عائلة تتحول إلى مفاجأة لم يتوقعها أح ...
- البيت الأبيض: إسرائيل أبلغتنا أنها لن تغزو رفح إلا بعد هذه ا ...
- فاغنر بعد 7 أشهر من مقتل بريغوجين.. 4 مجموعات تحت سيطرة الكر ...
- وزير الخارجية الفرنسي من بيروت: نرفض السيناريو الأسوأ في لبن ...
- شاهد: أشباح الفاشية تعود إلى إيطاليا.. مسيرة في الذكرى الـ 7 ...
- وفد سياحي سعودي وبحريني يصل في أول رحلة سياحية إلى مدينة سوت ...
- -حماس- تنفي ما ورد في تقارير إعلامية حول إمكانية خروج بعض قا ...
- نائب البرهان يبحث مع نائب وزير الخارجية الروسي تعزيز العلاقت ...
- حقائق عن الدماغ يعجز العلم عن تفسيرها
- كيف تتعامل مع كذب المراهقين؟ ومتى تلجأ لأخصائي نفسي؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - تقي الوزان - حول موقف المرجعية