أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - تقي الوزان - جماهير العراق هي التي أنتخبتكم














المزيد.....

جماهير العراق هي التي أنتخبتكم


تقي الوزان

الحوار المتمدن-العدد: 1414 - 2005 / 12 / 29 - 11:40
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


توقع الكثير من الكتاب والمراقبين للوضع العراقي قبل الانتخابات بفوز كبير لقوائم الائتلاف في الوسط والجنوب , والكردية في كردستان , والتوافق والحوار في بعض مناطق الوسط وغرب العراق . أي في مناطق تواجد ونفوذ هذه القوائم . ولاشك ان الانتماء المذهبي والقومي لايزال هو العامل الحاسم , والمظلة التي يحتمي بها الانسان العراقي . بعد أن خرج مهشماً من طول فترة ظلم , وعذاب , وفقدان أمل , وقسوة نظام قل نظيره في العالم وفي التاريخ . ومن الطبيعي أن يشعر الفرد الشيعي , وقبله الفرد الكردي لأول مرّة بحلاوة الانتماء المذهبي أو القومي . بعد أن كان الجهر بهذا الانتماء قد يكلف صاحبه الموت . وهذا لايعني ان سبب دموية النظام المقبور وجرائمه بسبب المذهب والقومية فقط . بل كانت القومية والمذهب عناوين بارزة في المشهد الدامي الذي طال كل الشعب العراقي . وبدافع اساس يعرفه كل ابناء العراق , وهو الدفاع عن السلطة وامتيازاتها .
كان الفوز حليف القوائم الكبيرة أيضاً لو جرت الانتخابات بشكل ديمقراطي حقيقي . وترك هامش معقول لباقي القوائم , لتمثل بحجومها الحقيقية في البرلمان . الا ان التزوير , والاجبار , وأستخدام الطرق غير الشرعية للالتفاف على صوت الناخب , ضغط على هذا الهامش , وجعله أضيق بكثير من المساحة التي كان يجب أن يشغلها , ونقل أصوات ناخبيه الى القوائم الكبيرة لتزيد من سعة الفارق الانتخابي .
من المؤلم أن يتصدر الكثير من المستفيدين من رفع الشعارات المتطرفة , سواء المذهبية أو القومية , ويستفيدون من فرص التزوير , وينجحون في تهميش ومصادرة تكافؤ الفرص للكيانات السياسية , وهم مجموعة ليست بالكبيرة من اللصوص وأصحاب التواريخ المشكوك بولائها للعراق . وتلصق هذه التهمة بمجمل الكتل السياسية الفائزة . وبأتهامات يختلط فيها الحق بالباطل . وكان على المسؤولين عن هذه القوائم وزعمائها الذين تهمهم مصلحة العراق , أن لا يسمحوا لهؤلاء اللصوص والمرتزقة القيام بهذه الاعمال التي اساءت للعملية الانتخابية , وزيفت ديمقراطيتها , حتى ولو جاءوا بأصوات أكثر للقائمة . وهذه القوائم ليست بحاجه لهذه الاضافات البسيطة , الا أن المرض الصدامي بالسيطرة على كل شئ , هو الذي أباح لهؤلاء المرتزقة عملهم .
أن مجموع الاصوات التي شملها التزوير يقدرها الكثير من المراقبين بأنها نسب لا تؤثر كثيراً على حجم الكتل البرلمانية لو تيسرت النيات الصادقة . وهذه النسب عندما تتوزع على كيانات كثيرة , لاتشكل خطورة على مساحات الكيانات الكبيرة . خاصة اذا علمنا ان الكثير من هذه الكيانات الصغيرة ستلوذ بظل القوائم الكبيرة لضمان صوتها ومكاسبها .
في المقابل هناك الكثير من القوائم التي أعترضت على النتائج الاولية للانتخابات , والمتضررة من التزوير ووسائل السلب الاخرى . ولهم الحق في ذلك . ولا يخفى على أحد ان الكثير من المعترضين لايشك احد في نزاهتهم , وتاريخهم العريق في مقارعة الظلم , ودكتاتورية صدام حسين بشكل خاص . الا ان هذا الاعتراض والتشكيك بصحة نتائج الانتخابات أستغل من بعض فئات ضعاف النفوس ليشكك بالعملية الانتخابية برمتها . وهذا البعض الذي لايمتلك تاريخ وطني نظيف , وله تاريخ حافل بالسرقات والخداع , وحتى في خدمة النظام المقبور . تمكن من ان يضع أسمه تحت لافتة المعترضين . وأخذ يصرح بآراء تثير النعرات الطائفية , ولا تقل خطورة عن من سوق نفسه بالتزوير والطرق غير المشروعة تحت لافتة القوائم الكبيرة .
العراقي الحقيقي ليس بحاجة الى النسب الصدامية للفوز , والتي تأتي حتماً عن طريق التزوير والخداع . والعراقي الحقيقي ليس بحاجة لأن يضع أسماء حثالات البعث ضمن قوائم الاحتجاج ليضاعف حجم المحتجين .
نناشد كل العراقيين الحقيقيين في كل القوائم , والذين هم اقرب لبعضهم من حثالات البعث وحثالات الطائفية في قوائمهم , أن لا ينساقوا وراء رغبات وأفانين القتلة واللصوص . والشرفاء الحقيقيون كثيرون , ولا يزال القرار بأيديهم . العراق والعراقيون أمانة في أعناقكم , وأن ذهب العراق فلن يعود مطلقاً .
لا عتب على القتلة البعثيين ومن عمل في ماكنتهم . لا عتب على ظالم فقد السلطة ويعيد البحث عنها . العتب على من سيضيع عقود الظلم التي لحقت به و بأهله . العتب على المظلوم الذي يمارس سطوة البعث عندما تهيأت له الظروف .
لايزال الامل موجوداً بحكومة توافق وطني حقيقي تنهض بالعراق من المستنقع الطائفي الذي وضعنا فيه . وليس توافق يعتمد بوس اللحى وأقتسام المغانم . فلا الأنظمة العربية المهترئة , ولا الامريكان وعملائهم , ولا ايران ومرتزقتها ستعوضكم عن العراق . وجماهير العراق هي التي أنتخبتكم , وأوصلتكم .



#تقي_الوزان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق وشعبه قبل اي شئ آخر
- الله في عون العراق
- الأنتخابات بين -الدين والدنيا- وحراب المليشيات
- طريق الحريري
- لايوجد غير الأدعاء
- بين الوهم والحقيقه
- عشية التصويت على مسوّدة الدستور
- صواعق الذكاء
- ماذا وراء تأخير تشكيل الحكومة العراقية؟
- حول موقف المرجعية


المزيد.....




- مصر.. صورة دبابة ميركافا إسرائيلية بزيارة السيسي الكلية العس ...
- ماذا سيناقش بلينكن في السعودية خلال زيارته الاثنين؟.. الخارج ...
- الدفاعات الروسية تسقط 17 مسيرة أوكرانية جنوب غربي روسيا
- مسؤولون في الخارجية الأمريكية يقولون إن إسرائيل قد تكون انته ...
- صحيفة هندية تلقي الضوء على انسحاب -أبرامز- الأمريكية من أمام ...
- غارات إسرائيلية ليلا على بلدتي الزوايدة والمغراقة وسط قطاع غ ...
- قتلى وجرحى جراء إعصار عنيف اجتاح جنوب الصين وتساقط حبات برد ...
- نصيحة من ذهب: إغلاق -البلوتوث- و-الواي فاي- أحيانا يجنبك الو ...
- 2024.. عام مزدحم بالانتخابات في أفريقيا
- الأردن.. عيد ميلاد الأميرة رجوة وكم بلغت من العمر يثير تفاعل ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - تقي الوزان - جماهير العراق هي التي أنتخبتكم