أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - تقي الوزان - رهانات خاسرة














المزيد.....

رهانات خاسرة


تقي الوزان

الحوار المتمدن-العدد: 1616 - 2006 / 7 / 19 - 13:29
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الخطوط العريضة التي وضعتها الأدارة الأمريكية لأحكام سيطرتها على منطقة الشرق الأوسط , أو كما تسميها [امريكا] تحديث انظمة المنطقة وجعلها ديمقراطية , وتمكن شعوبها من التنفيس عن بعض رغباتها التي سحقت بالكامل , وأصبحت معامل لتفريخ الأرهاب والتطرف . هذه الخطوط تحيط بكل وضعيات الأنظمة التي عليها أن تقبل ب"صداقة" اميركا "الحميمة" . وتراوحت بين القبول بأنقلاب النظام الليبي على كل عنترياته , ورفعه الراية البيضاء . وبين تشجيع الأنظمة الأخرى الموالية للسياسة الأمريكية في اجراء بعض الأصلاحات, مثل مشاركة المرأة في الأنتخابات , أو أجراء انتخابات بلدية في بلد محكم بالقوانين السلفية بما فيها قطع يد السارق مثل السعودية , او الترشيح لأنتخابات رئاسة الجمهورية أكثر من واحد مثلما حدث في مصر . كل هذه الترقيعات تجد التهليل , والتصريحات الأحتفالية من كبار قادة الأدارة الأمريكية .
تبقى مسألة معالجة الأنظمة الراعية للأرهاب كما تصنفها اميركا هي الأهم . ومثل تصرف أي بلطجي عندما يبادر بضرب الأضعف , حتى يهز ثقة الأقوى بنفسه . أجتاحت اميركا ، العراق وقذفت بنظامه ورمزه المتغطرس صدام الى مزبلة التاريخ , بضربة سهلة وموفقة . لتتفرغ بعدها لملاحقة النظامين الإيراني والسوري , وقد ادركا بشكل مبكر بأن الضربة القادمة ستكون عليهما . فجرى توحيد جهودهما بالكامل , وحولا العراق الى بركة دم , عسى ان تمنع الأمريكان من التقدم في باقي خطواتهم .
الجرائم التي أرتكبت في العراق , والتي فاقت كل تصور في بشاعتها , والحرب الطائفية غير المعلنة - وحتى لو أعلنت - لم تتمكن من ايقاف المشروع الأمريكي بمطاردة وتضييق الخناق على النظامين المذكورين .
ايران لديها مشروعها النووي الذي ينفتح على آفاق واسعة في التكنولوجيا , وفي صناعة القرار السياسي العالمي , ووعود خلابة بالرفاه الأجتماعي أقنعت قطاعات مختلفة من الشعب الإيراني . بعكس سورية التي تمتلك مشروع سياسي قومي أثبت فشله طيلة النصف قرن الماضي . وشعبها يدرك ان التشبث بهذا المشروع هو فقط للحفاظ على سلطة النظام. ومن هذه النقطة يكون النظام السوري تابع أيضاً لتوجه المشروع النووي الايراني , ولن يكون مؤثراً في الصراع أكثر من تأثير حماس وحزب الله . أمريكا وأسرائيل والغرب عموماً لن يسمح للنظام الإيراني ان يمتلك التكنولوجيا النووية السلمية . فكيف والنظام متهم بمحاولة أمتلاك السلاح النووي ؟!
لقد نجحت اميركا بشكل كبير في أدارة صراع الملف النووي الإيراني , وأستطاعت أن تنهي معارضة روسيا والصين في تقديم الملف الى مجلس الأمن للحصول على قرار يجبر ايران على ايقاف تخصيب اليورانيوم حسب البند السابع , وإلا تعرضت لعقوبات متتالية تبيح في النهاية التدخل العسكري .
هذا النجاح الأمريكي والذي تمكن من فصل قضية العراق عن المحاور الأخرى , دفع النظامين لتشغيل باقي أحتياطيهما في المنطقة , سواء في فلسطين أو لبنان , في محاولة لخلط الأوراق بالكامل , وأستحداث واقع جديد مهما تكن كلفة الخسائر فيه . وإيجاد أولويات بديلة عن الأولويات الحالية في إحالة ملف ايران الى مجلس الأمن , وتشكيل المحكمة الدولية لمحاكمة قسم من أقطاب النظام السوري على جريمة أغتيال الحريري وباقي الجرائم الأخرى .
توقيت عمليتي حماس في غزة , وحزب الله في لبنان في اختطاف الجنود الأسرائيليين , ورد الفعل الدموي الأسرائيلي المتوقع . كان بالتزامن مع اجتماع الثمانية الكبار في روسيا , في محاولة التأثير على جدول أعماله الذي كاد ان يعلن عن اتفاق الدول الثمان بشأن ايران وسورية وفق الرغبة الأمريكية.
لقد أنتهت مرحلة القطبين , وسقط الأتحاد السوفيتي الذي كان بأمكانه ان يوقف جرائم الصهاينة . وهذا ما لاتدركه لحد الآن بعض القوى الأقليمية . ولازالوا يراهنون على العنجهيات الفارغة التي لن توصلهم الا لخسائر أفدح .
ان المعارك مرشحة لشراسة اكثر خلال الأيام القادمة , في العراق وفلسطين ولبنان , ومن المرجح ان تجبر سورية على دخول معركة تكشف ضعفها بالكامل , وتترك آثاراً عميقة لن تمحى بسهولة من الجسد السوري . وإيران ستهاجم بأسرع مما تتوقع حسب ما تقوله المصادر الغربية .
ان توجهات السياسة الأقليمية ستحدد نهاية الصراع , ولن يبقى مفتوحاً كما كان في السابق . ولن يكون هناك جدوى للألتفات , وفهم المواقف الخاصة للفصائل التابعة مثل حماس وحزب الله التي هي اجزاء في حركة التوجهات الرئيسية الأقليمية .



#تقي_الوزان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الخديعتين
- مخاوف لا تنتهي
- المالكي و-خريطة الطريق - العراقية
- كل شئ بأذن الأمريكان
- الداهية
- مسؤولون أمام الله في أهل البصرة
- عسى أن لايكون ألقادم أعظم
- فرصة حقيقية أخرى
- لا أحد ينكر عظّمة القائد
- سوق-مريدي- للأوراق الوطنية
- الدوّامة
- إدعاءات المرحلة
- الخدمة المجانية
- لنخدم العلاقة الحقيقة بين الشعبين العراقي والأيراني
- ماذا سيبقى للعراقيين من العراق ؟!
- أستحقاقات سيؤجل حلها
- -التيتي- الامريكي زلماي خليلزاده
- تصريحات لاتخدم وحدة العراق
- هل سنعيش مرحلة الأنتقال الى مالا نهايه ؟!
- جماهير العراق هي التي أنتخبتكم


المزيد.....




- هكذا وصلت الملكة رانيا والأميرة رجوة إلى البندقية لحضور حفل ...
- شاهد لحظة إنقاذ طفلة علقت في مجاري الصرف الصحي في الصين لساع ...
- بخيوط من ذهب وحرير أسود.. الكعبة ترتدي كسوتها الجديدة مع بدا ...
- رافائيل غروسي يكشف معلومات مهمّة عن البرنامج النووي الإيراني ...
- يتمحور حول المعادن النادرة.. الولايات المتحدة تعلن توقيع اتف ...
- بكيين تؤكد توقيع اتفاق تجاري مع واشنطن وتكشف عن بعض تفاصيله ...
- المغرب..نانسي عجرم تثير الجدل بسبب العلم الوطني
- بريطانيا تنسحب من مشروع بقيمة 34 مليار دولار لاستيراد الطاقة ...
- عاجل | سرايا القدس: قصفنا مع كتائب القسام بقذائف الهاون تجمع ...
- محللون إسرائيليون: نتخبط في غزة ونطارد نصرا مطلقا لن يتحقق


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - تقي الوزان - رهانات خاسرة