أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - تقي الوزان - فرصة حقيقية أخرى














المزيد.....

فرصة حقيقية أخرى


تقي الوزان

الحوار المتمدن-العدد: 1561 - 2006 / 5 / 25 - 12:07
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


أكثر من ثلاث سنوات مليئة بالدم والعذاب حتى تمكن العراقيون من تشكيل حكومتهم الدائمة . فرغم كل السلبيات والنواقص , والجرائم التي أرتكبت من بعض فصائل الحركة السياسية العراقية مثلما حدث من حرق مقرات أحزاب , وأغتيالات لأشخاص من أطراف أخرى تنافس في الأنتخابات فقط , وليس لسبب آخر . يبقى أنجاز تشكيل الحكومة الدائمة هو الهدف المنشود التي سعت اليه الأطراف السياسية العراقية , بدءاً بتفاعلها الإيجابي مع قوات التحالف التي أسقطت النظام ألمقبور , ومروراً بتشكيل مجلس الحكم ووزارته ثم وزارة أياد علاوي المؤقتة , وأجراء الأننتخابات الأولى وتشكيل وزارة أبراهيم ألجعفري الأنتقالية , والتصويت على الدستور وأجراء الأنتخابات الثانية التي أرست تشكيل الحكومة الدائمة .
كان العراقيون في العهد المقبور يعانون من عدم وجود أي حزب أو تنظيم سياسي آخر غير البعث , الذي صادر كل شئ , وصبغ حياتهم باللون الواحد لخمسٍ وثلاثين عاماً . وفجأة وجدوا أنفسهم أمام سيل جارف من الأحزاب والتنظيمات السياسية التي تدعي تمثيل كل شئ . وهم لايزالون في صدمة التغيير , وغير مصدقين ان صدام والبعث ذهبوا بدون رجعة . كان التوجس والخوف سيد ألتوجه , وطافوا على مياه كثيرة , تراوحت بين مياه العيون العذبة ألنقية , وبين مياه تفاوتت ملوحتها , وعدم نظافتها . وأخرى ثقيلة سوداء داكنة .
كان لفقدان ألأمن , وتوقف العجلة الأقتصادية , وأنهيار مؤسسات الدولة , وفقدان الأساسات الحقيقية لمجموعة القيم والمثل المتوارثة , والفراغ الذي تركه النظام الدموي ألمقبور , وتحالف بقاياه مع التكفيريين السنة وأرتكاب أبشع الجرائم , وأستغلال بعض الأحزاب الدينية لنفوذ مرجعياتها . أضافة لأفرازات سلطات الأحتلال , والصراع الدائر بين الأمريكان من جهة وايران وسورية من جهة أخرى بحجة مكافحة الأرهاب . كل هذه العوامل تضافرت لتشكل الوعي المتعثر لهذا الشعب المنكوب , فلم يتمكن من تحديد أولويات البرامج السياسية التي تمكنه من النهوض مرتاً أخرى , وتعود به لمسار الحياة الأعتيادية . أن الصراع الدموي الطائفي الحالي , والقتل على الهوية , هو النتيجة الطبيعية المتوقعة للأختيارات المشوهة والخاطئة التي أجبرت هذه الجماهير على أتخاذها .
يقول الشيخ ميثاق البطاط من مكتب الصدر في البصرة تعقيباً على الأحداث الدموية في البصرة في هذه الأيام , والمنشور في صحيفة "الحياة" يوم الأثنين20060522 " عصابة البطة الأجرامية تعمل تحت ستار مرجعية دينية أو سياسية أو حزبية . وعلى هذه الجهات أن تعلن موقفها من الظاهرة مثلما علينا أن نعرف ويعرف الشعب من يقوم بهذه الأعمال " وتابع "ما دامت كل الأبواب التي نطرقها مقفلة في وجوهنا . علينا تشكيل لجنة والذهاب الى المرجعية الدينية لمعرفة رأيها في ألأمر . . لو أتيح للناس أنتخاب ممثليهم من دون تدخل المرجعيات الدينية أو السياسية لكان الأمر مختلفاً الآن".
اليوم وصلنا الى حكومة " وحدة وطنية " بعد أن دفعنا الكثير من الدماء والأموال والزمن المفقود . ومثلما يقول البعض من أبناء شعبنا بألم : أن أيام النظام الفاشي المقبور كانت أفضل من دموية الأيام التي نعيشها الآن . نقول وبألم أيضاً : لولا سلطات الأحتلال لما توصلنا الى هذه الحكومة , ولما حافظنا لحد الآن على وحدة العراق " ربما يكون في أجندة الأحتلال أمور معاكسة أخرى تظهر مستقبلاً" .
أن حكومتنا الشرعية المنتخبة , والمحمية من قبل قوات الأحتلال . ليس مثل باقي الحكومات , فهي محملة بكل تركت النظام الفاشي المقبور , وما تبعه من سلبيات الحكومات التي قبلها , وما تفرضه سلطات الأحتلال من توجهات ستحد كثيراً من فاعلية الحكومة . الحكومة العراقية بحاجة جدية لدعم حقيقي من كل الأطراف المشتركة بالعملية السياسية لكي تستطيع الوقوف على قدميها لتحمي نفسها , وتحقق الأمن وباقي أهداف برنامجها المعلن .
من الملفت للنظر أن جميع الأحزاب العراقية خاصة الأحزاب التي ناضلت ضد النظام المقبور . أستمرت في العمل ببرامجها السياسية السابقة رغم مرور أكثر من ثلاث سنوات على سقوط النظام . وعدا الأجتماع الوطني "الكونفرنس"الحزبي العام الذي أقامه الحزب الشيوعي لدراسة الوضع العراقي الجديد قبل اكثر من سنة . لم يقم أي حزب آخر بأي نشاط على مستوى أجتماع أو مؤتمر وطني لدراسة وضع العراق بعد سقوط النظام . الى أن جاء أعلان "المجلس الأعلى للثورة الأسلامية " برئاسة السيد عبد العزيز الحكيم قبل أيام عن نية المجلس بعقد مؤتمر وطني يتم خلاله تغيير أسم المجلس , وتوسيع قيادته, ودراسة وضع العراق . وفي الوقت الذي نبارك فيه للمجلس هذا التوجه , نرى من الضروري أن تعقد جميع الأحزاب مؤتمراتها الوطنية لدراسة الأوضاع المستجدة على الساحة العراقية والعربية والدولية . والتغيير من اتجاهات برامجها السياسية القديمة الموضوعة قبل سقوط النظام . وبما يخدم المرحلة الحالية , وأستلهام روحية الدستور في بناء العراق الديمقراطي الفيدرالي الموحد , وتثبيت مبدء أحترام كل الحقوق السياسية والأنسانية لأبناء العراق الواحد كما جاء في الدستور .
لاشك أن أقامة الأحزاب لمؤتمراتها الوطنية , وبالشفافية المرجوة , وبمشاركة باقي الأطراف كضيوف في هذه الفعاليات ستخلق حالة من الثقة التي أفتقدناها نتيجة الصراعات الغير مبدئية , والتي كادت ان تفتك بوحدة العراق . أضافة لتحديد أتجاهات الكتل السياسية في أعادة بناء الوطن . وما يتبعها من ثبات الأرضية التي يتحرك عليها أبناء التنظيم الواحد .
أن أمام القوى السياسية العراقية فرصة حقيقية أخرى لأعادة بناء وحدة العراق . ومن خلال دعم برنامج حكومة "الوحدة الوطنية " والتي تشترك فيها أغلب الأطراف المنضوية تحت خيمة العملية السياسية . وتقلع بالكامل عن روحية التوجس والتآمر والأستحواذ التي زرعها النظام المقبور .



#تقي_الوزان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا أحد ينكر عظّمة القائد
- سوق-مريدي- للأوراق الوطنية
- الدوّامة
- إدعاءات المرحلة
- الخدمة المجانية
- لنخدم العلاقة الحقيقة بين الشعبين العراقي والأيراني
- ماذا سيبقى للعراقيين من العراق ؟!
- أستحقاقات سيؤجل حلها
- -التيتي- الامريكي زلماي خليلزاده
- تصريحات لاتخدم وحدة العراق
- هل سنعيش مرحلة الأنتقال الى مالا نهايه ؟!
- جماهير العراق هي التي أنتخبتكم
- العراق وشعبه قبل اي شئ آخر
- الله في عون العراق
- الأنتخابات بين -الدين والدنيا- وحراب المليشيات
- طريق الحريري
- لايوجد غير الأدعاء
- بين الوهم والحقيقه
- عشية التصويت على مسوّدة الدستور
- صواعق الذكاء


المزيد.....




- إدارة ترامب تكشف عن خطتها الجديدة للرسوم الجمركية.. ما أبرز ...
- لقاء تاريخي في موسكو لإعادة تشكيل العلاقات الروسية-السورية
- حروب المناخ كارثة قادمة .. أن تشن إعصارًا فيردّ العدوّ بتسون ...
- ترامب: ما يحصل في غزة مفجع ومؤسف وعار
- لماذا قللت أمريكا من أهمية اعتزام بريطانيا وفرنسا وكندا الاع ...
- ويتكوف يزور غزة الجمعة.. وحماس تشترط -وقف التجويع- لاستئناف ...
- سرايا القدس تبثّ -رسالة أخيرة- لأسير إسرائيلي في غزة: -أموت ...
- تحريك أول دعوى جنائية بحق شخصيات بارزة في نظام بشار الأسد
- مفاوضات سوريا وإسرائيل: خلاصة الأخطاء والدروس
- مسرح أوروبا الدموي يعود من جديد


المزيد.....

- كتاب: الناصرية وكوخ القصب / احمد عبد الستار
- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - تقي الوزان - فرصة حقيقية أخرى