أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - تقي الوزان - كل شئ بأذن الأمريكان














المزيد.....

كل شئ بأذن الأمريكان


تقي الوزان

الحوار المتمدن-العدد: 1593 - 2006 / 6 / 26 - 11:31
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


طيلة سنوات وجود النظام الصدامي كانت هناك معارضة. ورغم ضعفها , وتشتتها , وعدم وجود برامج واضحة لدى بعض فصائلها , إلا أنها حملت شرف لواء معارضة النظام الدموي المقبور , ولاذت بسدها مجموعة القيم الوطنية والديمقراطية . وأستطاع الأمريكان من الألتفاف على الكثير من هذه الأحزاب الوطنية , مستغلة ضعف الحركة وتشرذمها, وعدم تمكنها من إسقاط النظام بقواها الذاتية المبعثرة . وعدا الحزب الشيوعي العراقي, وقسم من حزب الدعوة كان الكل متحمس للتدخل الأمريكي . وقد تعرض الحزب الشيوعي بسبب موقفه الرافض من تغيير النظام عن طريق التدخل الخارجي فقط الى إنتقادات كثيرة من بعض أطراف الحركة الوطنية , وحتى من بعض رفاقه الذين أضناهم طول النضال .

سقط النظام , وأندفعت الرغبات المكبوتة لعقود من السنين . لتعبر عن نفسها بتجليات قومية ومذهبية بمديات لم يسبق لها مثيل . كانت السلطة الحقيقية ولا تزال بيد الأمريكان , ولا توجد قوة سياسية أخرى تشكل خطورة جدية على سلطات الأحتلال . القوة الحقيقية الوحيدة التي يمكن أن تفرض أجندتها على سلطات الأحتلال هي قوة تنظيم الجماهير في مؤسسات المجتمع المدني , مثل النقابات المهنية والأحزاب السياسية وجمعيات حقوق الأنسان والجمعيات الأنسانية الأخرى . ويمكن لهذه القوة لو تشكلت أن تحدد أولويات بناء الدولة , وتحقيق الأمن , والموقف من الأحتلال .

غياب قوة الضغط هذه دفعت الكثير من الجماهير الشيعية للتشبث بالبدائل الفردية . وكان الشهيد محمد باقر الحكيم رئيس المجلس الأعلى للثورة الأسلامية في العراق الذي مهد لقدومه من ايران بأسابيع من التحضير والأستعدادات والشحن المذهبي أن يؤسس للمصلحة العامة , المذهبية والوطنية . قبل أن تتحول المذهبية الى طائفية منغلقة وتُستغل حسب الرغبات والمصالح الأنانية الشخصية .
لقد أتهمت أطراف كثيرة بإغتيال الشهيد محمد باقر الحكيم , كان على رأسها الأمريكان , السنة التكفيريين , عصابات النظام المقبور , ايران , أطراف شيعية قسم منها في قيادة المجلس الأعلى للثورة الأسلامية . وكل هذه الأتهامات قابلة للتصديق , لأن كل هذه الأطراف أستفادت من إستشهاده .

كان الأندفاع المذهبي الشيعي لا يزال في عنفوانه , وأستطاع أن يتوحد مرّة أخرى خلف عباءة آية الله العظمى السيد علي السيستاني . وبمرور الوقت وأستنفاذ حدود الممكن من شرعية المرجعية الدينية , وإستلام الأدارة الحكومية المتمثلة برئاسة الوزراء والوزارات الأخرى , تعززت الطموحات والنزعات الشخصية لزعامات الأحزاب الشيعية المؤتلفة في قائمة "الإئتلاف" , إضافة للأرادة الأيرانية المتخفية خلف مطالبات بعض الأحزاب الشيعية والتي منعت أيضاً من خلق تراكمات تؤدي الى بلورة ارادة وطنية وشعبية موحدة . ووجدنا أنفسنا وسط مجموعة من الجماعات المنفلتة , والتي تتقاتل فيما بينها للأستحواذ على الجاه والسلطة والمال الحرام . لتتحطم وحدة القوى المذهبية التي كانت يمكن أن تشكل خطورة على أجندة سلطات الأحتلال . حيث كان بأمكانها مثلاً الدعوة لأضراب عام , أو غيره من الفعاليات الأخرى.

قوات الأحتلال ومنذ البداية قسمت العراق الى أكراد وسنة وشيعة . وهو تقسيم أريد به تحفيز هذه المكونات للركض وراء أنجازاتها الفئوية والشخصية فقط . وترك الوطن وباقي مكونات الشعب لاحول لها ولا قوة .
الأمريكان جاءوا ليكملوا تهشيم مجموعة القيم التي بدء بتهشيمها صدام , جاءوا ليغيّروا مفاهيم الوطن والقومية والدين , ويجردوها من جوهر معانيها التي شكلت وجود وحدة الشعوب , ويفككوا نسيج علاقاتها , ويمزقوا نسقها التضامني , ويتحول كل فرد الى عالم خاص . وهذا أحد أوجه التحديث الذي يتحدثون عنه لمنطقة الشرق الأوسط .

لقد تمكن الأمريكان خلال الثلاث سنوات المنصرمة من تخدير الكثير من الزعامات السياسية التي كان يحسب لها الحساب لطول فترة نضالها ضد النظام المقبور عن طريق السلطة والنفوذ والمال . وأصبحت أغلب هذه الزعامات تلهث وراء القوات الأمريكية للحفاظ على مكتسباتها الشخصية . ومن جهة أخرى يجري تأهيل البعث مرة أخرى بأسم السنة , ومن قبل الأمريكان أنفسهم حتى يعادلوا الميل الطائفي لبعض الأحزاب الشيعية بأتجاه ايران . والقوى الديمقراطية واليسارية لم تتمكن لحد الآن من توحيد صفوفها . والزعامات الكردية ثقتها بأمريكا أكثر من ثقتها ببعضها , رغم توحيد الأدارتين . والشعب العراقي الذي طال فقدانه للأمن والضرورات المعيشية فقد المبادرة , والمبادرة بيد العصابات والمليشيات , وهذه يسهل القضاء عليها عند الضرورة . الشعب يتطلع للقوات الأمريكية بالحفاظ على وحدة الوطن بتنفيذ القرارالأممي المرقم 1546 والقاضي أيضاً ببناء الديمقراطية وصيانة حقوق الأنسان . ومجموع هذه النقاط هو النجاح الحقيقي للسياسة الأمريكية في العراق .

ورأي آخر يقول أن القوات الأمريكية ليست عاجزة عن ايقاف المسلسل الدموي اليومي في العراق . خاصة بعد تفاهم هذه القوات مع شراذم عصابات البعث , وكذلك مصرع الزرقاوي وما جره من ضعف على تنظيمات القاعدة والسنة التكفيريين . إلا أن الأمريكان يبغون الأستمرار في سلب الأمن لغرض إسقاط حكومة المالكي , والمجئ بحكومة أنقاذ وطني لقطع الطريق أمام النفوذ الايراني . وهذا أيضاً ليس ببعيد عن السياسة الأمريكية ما دام النجاح لايزال حليفهم في العراق .



#تقي_الوزان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الداهية
- مسؤولون أمام الله في أهل البصرة
- عسى أن لايكون ألقادم أعظم
- فرصة حقيقية أخرى
- لا أحد ينكر عظّمة القائد
- سوق-مريدي- للأوراق الوطنية
- الدوّامة
- إدعاءات المرحلة
- الخدمة المجانية
- لنخدم العلاقة الحقيقة بين الشعبين العراقي والأيراني
- ماذا سيبقى للعراقيين من العراق ؟!
- أستحقاقات سيؤجل حلها
- -التيتي- الامريكي زلماي خليلزاده
- تصريحات لاتخدم وحدة العراق
- هل سنعيش مرحلة الأنتقال الى مالا نهايه ؟!
- جماهير العراق هي التي أنتخبتكم
- العراق وشعبه قبل اي شئ آخر
- الله في عون العراق
- الأنتخابات بين -الدين والدنيا- وحراب المليشيات
- طريق الحريري


المزيد.....




- روسيا تعلن احتجاز نائب وزير الدفاع تيمور ايفانوف وتكشف السبب ...
- مظهر أبو عبيدة وما قاله عن ضربة إيران لإسرائيل بآخر فيديو يث ...
- -نوفوستي-: عميلة الأمن الأوكراني زارت بريطانيا قبيل تفجير سي ...
- إصابة 9 أوكرانيين بينهم 4 أطفال في قصف روسي على مدينة أوديسا ...
- ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟
- هدية أردنية -رفيعة- لأمير الكويت
- واشنطن تفرض عقوبات جديدة على أفراد وكيانات مرتبطة بالحرس الث ...
- شقيقة الزعيم الكوري الشمالي تنتقد التدريبات المشتركة بين كور ...
- الصين تدعو الولايات المتحدة إلى وقف تسليح تايوان
- هل يؤثر الفيتو الأميركي على مساعي إسبانيا للاعتراف بفلسطين؟ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - تقي الوزان - كل شئ بأذن الأمريكان