أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - تقي الوزان - الخطأ المقصود














المزيد.....

الخطأ المقصود


تقي الوزان

الحوار المتمدن-العدد: 1629 - 2006 / 8 / 1 - 11:48
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


يجمع أغلب المراقبين السياسيين على توجه المشروعين الرئيسيين , النووي الايراني , والمعارض الغربي بقيادة الأمريكان , للتصادم بشكل أسرع . ولاشك ان الحرب الأسرائيلية على لبنان أحد مفاصل هذا الصراع . وقد صرحت الأدارة الأمريكية على لسان وزيرة خارجيتها رايس " بأن الحرب في لبنان بداية ولادة الشرق أوسط الجديد ." وتبعها بوش بحديثه الأذاعي الأسبوعي يوم السبت 060729 بالقول " ان لبنان أحدث نقطة ساخنة في صراع اوسع في انحاء المنطقة بين الحرية والأرهاب . . هذه المرحلة من الصراع في الشرق الأوسط مؤلمة ومأساوية . لكنها ايضا فرصة لتغيير اوسع نطاقا في المنطقة ."
الأحزاب الشيعية العراقية ستكون احدى وسائل الصراع الرئيسية بين ايران والأمريكان الذين يمتلكون السلطة الحقيقية في العراق . ولكي لا تتكرر تجربة " حزب الله " القاسية , وما جرته على لبنان من دمار ودماء , يستوجب اجراء مقارنة ولو بسيطة بين وضعية " حزب الله " ووضعية الأحزاب الشيعية العراقية .
* لبنان دولة مستقلة , والقرار اللبناني بيد ابناء لبنان . العراق تحت سلطات الأحتلال , وبتفويض دولي , وقراره ليس بيد ابنائه بشكل كامل .
* الشيعة اللبنانيون متوحدون تحت راية " حزب الله " وحركة " أمل " . في العراق الصراعات بين الأحزاب الشيعية وصلت الى حد المذابح الدموية , كما حصل في النجف والبصرة على سبيل المثال .
* التوحد المذهبي في لبنان أكبر بكثير من توزع مقلدي المرجعيات الشيعية في العراق .
* وجود شخصية " كرازماتية " وحدت أغلب جهود الطائفة الشيعية "السيد حسن نصر الله " . بعكس العراق الذي تمزقه رغبات البحث عن المصالح الشخصية للزعامات السياسية .
* أمكانيات " حزب الله" العسكرية , وخبرته التنظيمية , ومؤسساته الخدمية , التي قدمت الكثير من الخدمات الأجتماعية والمعيشية لأبناء الطائفة في لبنان . بعكس العراق الذي لم تكسب جماهيره من مليشيات الأحزاب الشيعية سوى التسلط , والتدخل في كل امور الحياة الشخصية للمواطنين . والأنجرار وراء ردود الفعل على جرائم عصابات البعث والسنة التكفيريين .
* " حزب الله " يمتلك ورقة تحرير الجنوب وطرد العدو الصهيوني . كأمتياز مارس أفضليته على باقي اطراف الحركة الوطنية اللبنانية , وهذا لايوجد لأي فريق سياسي عراقي .
* المجتمع اللبناني , والدولة , والتقاليد البرلمانية العريقة , واعادة بناء لبنان , مقومات أكثر أرتكازية من الوضع في العراق , الذي يبدو على حافة الحرب الأهلية . وهذه المقومات منحت اللبنانيين حصانة كبيرة حالت دون الأنزلاق الى تفجير الوضع اللبناني , رغم دموية وبشاعة العدوان الأسرائيلي .
* سيطرة "حزب الله" على وحدة قرار المقاومة يأتي من كونه حزباً . بعكس العراق , فأن القرار الشيعي بيد قائمة "الإئتلاف" وهي عدة أحزاب متصارعة فيما بينها على النفوذ وائتلفت تحت عباءة آية الله العظمى السيد علي السيستاني , ومظلة الحكومة الإيرانية . وهذه ليست أكثر تماسك من وحدة قرار الحزب الواحد .
كل مصادر القوة هذه لم تساعد "حزب الله " لتحقيق الأجندة الإيرانية من خلال اختطاف الجنديين الأسرائيليين . والذي كان متوقعاً منها تغيير اولويات الواقع السياسي في المنطقة . وأشغال صاحب القرار السياسي العالمي – ولو مؤقتاً – عن المشروع النووي الايراني .
رغم كل السلبيات والأعمال غير المشروعة التي خلخلت الثقة بين بعض الأحزاب الشيعية وبين قطاعات واسعة من ابناء الشعب العراقي , فقد انجزت الأنتخابات الأولى , والدستور , وأقيمت الأنتخابات الثانية , وأنجز تشكيل الحكومة الدائمة , وكلها جاءت في صالح الأحزاب الطائفية الشيعية . الا ان عدم وجود القيادات السياسية الحكيمة والمتوحدة , حال دون استنفاذ حدود الممكن من هذا الصالح وأستمرت تتعثر بالأنانيات والمصالح الشخصية لزعاماتها , والركض وراء الكسب غير المشروع . وفقدان المشروع السياسي العراقي لدى أغلبية فصائلها . وتوزع قواها على منافذ خدمة المشروع الإيراني .
وفي حالة تكرار تجربة " حزب الله " الدموية التي خدمت اجندة غير الأجندة الوطنية , سيكون الخطأ المقصود, والذي سيذبح الأمل الضئيل المتبقي بعدم قيام الحرب الأهلية , والتي سيشعلها الأمريكان أنفسهم . وعسى ان لايحدث هذا الأسوء , وينهض العراق مرة أخرى .



#تقي_الوزان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ظل المأساة
- رهانات خاسرة
- بين الخديعتين
- مخاوف لا تنتهي
- المالكي و-خريطة الطريق - العراقية
- كل شئ بأذن الأمريكان
- الداهية
- مسؤولون أمام الله في أهل البصرة
- عسى أن لايكون ألقادم أعظم
- فرصة حقيقية أخرى
- لا أحد ينكر عظّمة القائد
- سوق-مريدي- للأوراق الوطنية
- الدوّامة
- إدعاءات المرحلة
- الخدمة المجانية
- لنخدم العلاقة الحقيقة بين الشعبين العراقي والأيراني
- ماذا سيبقى للعراقيين من العراق ؟!
- أستحقاقات سيؤجل حلها
- -التيتي- الامريكي زلماي خليلزاده
- تصريحات لاتخدم وحدة العراق


المزيد.....




- أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
- ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى -لتدمير إسرائيل-؟
- من الساحل الشرقي وحتى الغربي موجة الاحتجاجات في الجامعات الأ ...
- إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
- -السنوار في شوارع غزة-.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم ح ...
- شولتس يوضح الخط الأحمر الذي لا يريد -الناتو- تجاوزه في الصرا ...
- إسرائيليون يعثرون على حطام صاروخ إيراني في النقب (صورة)
- جوارب إلكترونية -تنهي- عذاب تقرحات القدم لدى مرضى السكري
- جنرال بولندي يقدر نقص العسكريين في القوات الأوكرانية بـ 200 ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية: انتصار روسيا سيكتب تاريخا جديدا لل ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - تقي الوزان - الخطأ المقصود