أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - العراق هل سينقذ العالم؟/ -بابداد- بعد بابل وبغداد/2















المزيد.....

العراق هل سينقذ العالم؟/ -بابداد- بعد بابل وبغداد/2


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 7443 - 2022 / 11 / 25 - 13:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صار كشف النقاب عن المؤجل المخبوء من الحقيقة المجتمعية ومآلاتها وازدواجها النوعي اليوم ضرورة وجودية، من المستحيل الامل باستمرار الحياة على كوكب الارض من دونها، ولست اجهل معنى ومايترتب على مثل هذا الاعلان، ومايفترض ان ينجم عنه من ردود فعل، مهما تكن، فانها لن تساوي حجم المسؤولية المترتبه على الجميع والواجبه حسب القدرة، هذا مع كل ماقد يبدو في الظاهر من جدب وحلكة، اظن انها مستحيلة التبديد، لانها اذ تخيم اليوم على ارض المنطلق اللاارضوي، والمنتهى التحولي الاكبر، فانها تقع على موضع له الياته المتراكمه ومحركاته ومسارات تراكميته المختزنه المحفورة في نسيج ابنائه وعقولهم وخلاياهم، فارض التحولية اللاارضوية ليست مثل غيرها من بقاع الارض، وقانون حياتها الدوراتي الانقطاعي، ونوع تفاعليتها التاريخية وتصيرها، تجعل المكان هنا متطابق ابتداء ومنتهى، بالطبيعه مع ما هو موجود لاجله، وفي غمرته، ومتشكل فيه.
وقد نحب اليوم ان نسال، لماذا كان الموقع الجنوبي في ارض السواد " لاارضويا"، ولماذا اختارت الغائية العليا مثل هذه الاستثنائية التي تقول بان المجتمعية هي ظاهرة مافوق ارضوية، هذا مسارها ومنتهاها، تنشا ابتداء غير قادرة لنقص ولادي في الوسائل الضرورية، على التحول والانتقال الى الاكوان الاخرى، مايفرض عليها طورا غير قصير من الانتظارية التفاعلية، الى ان ينقضي امد وزمن وسيلة الانتاج الارضوية / اليدوية، مع انبثاق الوسيلة العقلية الالية، بينما يكون العقل قد اكتسب بالدورات والانقطاعات، وغزارة مايراكمانه في الكينونة مقومات النطقية المؤجلة، فابناء العراق الذين هبوا في الاول من تشرين 2019مثلهم مثل من خاضوا ثورة العشرين اللاارضوية الحديثة الاولى، وثورة تموز 1958 اللااضوية الثانيه، يحسون، ويتفاعل بين جوانبهم شعور الثورة خارح انكسار الثورة الكامن في لانطقيتها ، ويوم صادفتهم كورونا وهم في عز الصعود الى الذرى غير الموعاة، صاروا بالاحرى امام احتدام المهمة الكبرى بصيغتها الداله على الكونية المستجدة، ليصبح ماهم في غمرته ابعد من الحصرية العراقية، وصارالمطلوب ليس مجرد "وطن"، فمحركات وجودهم التاريخيه الكونية المتعدية للكيانوية تاريخيا، حضرت اليوم ليصير الوطن هو العالم برمته.
هذا العالم الارضوي الذي يتهاوى تباعا، بينما العالم اللاارضوي مؤجل تحققا وادراكا، والانتقالة الكبرى المضمرة بناء عليه،تغرق بالدم على الطريق مابين الكينونة والتحقق الذي لم يغدو متاحا الى الساعه، فهل ارض "العيش على حافة الفناء" المجتمعية فوق الارضوية، برغم وسيلة الانتاج اليدوية الارضوية، قابلة لان توصف على انها نقطة التماس بين عالمين وكونين، الكون المرئي الذي نعيشه، والكون الذي نسير نحوه، منتقلين من الجسدية، وهل هي محكومة بالسير بين محطتين، اولى مؤجلة التحقق، واخيرة ينفتح عندها الباب الواصل بين الكون المرئي الارضوي، والكون الاخر غير المرئي، بين الجسدية الارضوية، والعقل المستقل المنفصل عنها.
ليست كل مواقع المعمورة مهياه ابتداء للانتقال الى "العالم الاخر" بذات الدرجة من الاستعداد، والكبنونة التاريخيه ليست محايدة عندما يتعلق الامر بالتحول العظيم، ومن وجدوا اولا وفي بداياتهم، لاارضويين، غير من ظلوا يعانون وطاة الارضوية وهيمنتها الثقيلة على مر دورات تاريخهم الطويل، المتقطع، ، لقد اقتضت الحكمه الكونية واشتراطات التصير الكوني، مثل هذا التفريق وتوزيع الادوار الضروري لسلامه عملية التفاعل والانتقال النهائي، خارج تبسيطات المساواتية الكاذبة، فالجسد موجود كوحده، اعضاءه تتكامل وظيفة مع اختلاف الادوار والمهمات، حين تتصل النهايات من جهة حالة انتهاء صلاحية، وخراب تدميري ارضوي، تقابلها من الجهة الاخرى ضرورة تحفيزيه تتاجج، اخذه باللاارضوية الى التحقق الانتقالي الكوني.
استطيع ان انبيء متحملا تبعات ماانا مصرح به، بان دخل من اليوم سيرورة الفناء، وان اسباب هذا الانتقال صارت هي المتحكمه الغالبة باجمالي العملية المجتمعية التاريخيه(1)، ولا امل بعد الان بان تفعل فعلها وسائل التنظيم الارضوية التقليدية، او تستطيع اعادة احياء مقومات الحياة كما كانت، فلا نظام دولي، ولا كينونة كيانويه "وطنية"، يمكن ان تكون بعد اليوم صالحة، كما ظلت من قبل كشكل تنظيمي وجودي ارضوي فاعل.
ويبدو انني ملزم بان انبي بقضية اخرى صارت على الابواب، تلك هي انتقال العراق من الابراهيمه النبوية الحدسية، الى التحققية، بمعنى الانتقالية من اشتراطات وهيمنه الارضوية الجسدية الحاجاتيه، الى العقلية، الامر الذي سيضعنا امام معضلة اخرى غاية في الصعوبة، مع ان اجتيازها ضرورة لابد منها، وهي، من الرواسخ التكوينيه، وهنا يتظافر الخاص بماهو ماض وضرورة في حينه مع المتغلب التوهمي الغربي الضخم، ذلك هو الابراهيمه بقراءاتها الثلاث الكبرى، مع مايمكن تخيله من نوع المجابهة التي يتوقع ان تنشا حتما معها، بما انها الاساس والمبتدأ الذي لايتوقع مطلقا ان يتنازل ويقبل، التحول الى الطور الثاني، او حتى مجرد قبول ومناقشه احتمالية، او امكانية وجود مثل هذا التتابع، بين حدسية نبوية الهامية، واخرى تاخذ بالدرجة الاولى بالمعطى العلّي السببي.
وقد يبدو من باب التوهم الان تصور احتمالات نشوء حركة ترفع لواء "الانتقال الى الابراهيمية الثانية التحققية"، هذا مع ان وجهة مثل هذه يمكن ان تحفز قوى ابراهيمة، ستجد فيها منطلقا لاستعادة مواقع مفقودة، مثل الفاتيكان، الذي سيجد نفسه مضطلعا بدور عملي وفعال، له بعد انقاذي على مستوى المعمورة، بالضد من عالم "التفاهة" المهيمن على اوربا والغرب، مع مواكبات جشع الراسماليه، وقد ياخذمثل هذا المنحى اشكالا اخرى رفضية، بالاخص على مستوى الاسلام وتياراته ومذاهبه، حيث التكلس اشد، والاعتقادية بداهية لاتخضع للمحاكمه، غير ان مستوى الايمانيه الجديد واضح هنا، والتفريق موضوعيا وسببيا بين شكلي تجسد تعبيري بحسب الظروف، وان هو اخذ وقتا وجهدا، الا انه على الارجح لن يعدم حالة من الانقلابية الضرورية في ارض المنشا، الامر الذي ستتكفل به الوقائع المعاشة، وضغط الظروف، والدلالة التي تواكبها.
وستكون الدعوة الى مركزية تحولية ابراهيمية للقراءات الثلاث من قبيل اللزوم لاجل حضور على مستوى المعمورة، من المتوقع ان يكون فعله غير عادي في بلد يزداد تازما داخليا، وميلا للعنف العشوائي مثل الولايات المتحدة الامريكيه، وكل هذه اشارات وتنبيهات الى الخطوط العامة، ومنها ربما تقليد اللقاء وفودا عند البداية، في ارض اللاارضوية، تحت شعار "بناء بيت الله الثالث" / بايباد" المدينه مابعد المدينه، والعتبة او الممر الواصل بين الارض والعالم الاخر.
ولن يقف الامر هنا، فثمه مالايمكن التغاضي عنه في السياق الذي تتشكل فيه "الاممية اللاارضوية التحولية"، والحديث جار عن قوة لايستهان بها، صارت اليوم في حالة اقرب للضياع والتراجع على الصعد كافة بغض النظر عن المكابرة، بالاخص بعد انهيار قلعتها الاتحاد السوفياتي، تلك هي متبقيات الشيوعية كحركه تحولية ارضوية محدودة هي الاخرى، ضمن ماكانت نشات ضمنه من اشتراطات، تجعل منها حركة فعل مؤقت، سابق على دخول البشرية الطور الراهن التحققي الانتقالي اللاارضوي، وقد فقدت مع الوقت وبالتجربة كل احتمال او امل بالتحقق الذي ظنه ماركس ولنين ممكنا، وحتى وشيكا، يلازم الانقلابية البرجوازية الراسمالية، وهنا ايضا يحضر شعار من نوع "الانتقال الى التحولية الثانيه"، بعدما ادت التحولية الارضوية الماركسية ماكانت معنية به، وقادرة عليه من حضور مضاد للافنائية الراسمالية. (2)
ـ يتبع ـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) قد يكون كتاب الدكتور آلان دونو"نظام التفاهة" ( ترجمة مشاعل عبد العزيز الهاجري/ دار سؤال للنشر والتوزيع/ بيروت/ الطبعة الأولى 2020) الصادر عام 2015 بلغته الاصل، من اهم الاشارات الدالة على مانلفت النظر اليه من حال ترد شامل، قد يكون ابعد خطرا من حيث السيرورة ومآلاتها بكثير، حتى بالمقارنه مع مايلاحظة واضع الكتاب الكندي، شديد الحساسية ثاقب النظر.
(2) النقطتان الاخيرتان المتعلقتان بالابراهيمه النبوية وبشيوعية ماركس تحتاجان لوقفات خاصة، سنقوم بها لاحقا.



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق هل سينقذ العالم؟/ -بابداد- بعد بابل وبغداد/ 1
- متى تغادر البشرية عقلها الحيواني؟/5
- متى تغادر البشرية عقلها الحيواني؟/4
- متى تغادر البشرية عقلها الحيواني؟/ 3
- متى تغادر البشرية عقلها الحيواني؟/2
- متى تغادر البشرية عقلها الحيواني؟/1
- آيات تشرينيه: نهاية الغرب؟/ 4
- ايات تشرينيه؟/3
- آيات تشرينيه؟/2
- آيات تشرينيه؟/1
- تشرين/اللاحزب الكوني اللاكيانوي العراقي؟/2
- نحواللاحزب الكوني اللاكيانوي العراقي؟/ 1
- شيوعية ماركس واللاارضوية العراقية؟/6
- شيوعية ماركس واللاارضوية العراقية؟/5
- شيوعية ماركس واللاارضوية العراقية؟/4
- شيوعية ماركس واللاارضوية العراقية؟/3
- شيوعية ماركس واللاارضوية العراقية؟/2
- شيوعية ماركس واللاارضوية العراقية؟/1
- -التكنولوجيا العليا- ونهاية الراسمالية اللاطبقية؟/3
- -التكنولوجيا العليا- ونهاية الراسمالية اللاطبقية؟/2


المزيد.....




- بعد جملة -بلّغ حتى محمد بن سلمان- المزعومة.. القبض على يمني ...
- تقارير عبرية ترجح أن تكر سبحة الاستقالات بالجيش الإسرائيلي
- عراقي يبدأ معركة قانونية ضد شركة -بريتيش بتروليوم- بسبب وفاة ...
- خليفة باثيلي..مهمة ثقيلة لإنهاء الوضع الراهن الخطير في ليبيا ...
- كيف تؤثر الحروب على نمو الأطفال
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق مقاطعة بيلغو ...
- مراسلتنا: مقتل شخص بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة ال ...
- تحالف Victorie يفيد بأنه تم استجواب ممثليه بعد عودتهم من موس ...
- مادورو: قرار الكونغرس الأمريكي بتقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - العراق هل سينقذ العالم؟/ -بابداد- بعد بابل وبغداد/2