أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - العراق هل سينقذ العالم؟/ -بابداد- بعد بابل وبغداد/ 1















المزيد.....

العراق هل سينقذ العالم؟/ -بابداد- بعد بابل وبغداد/ 1


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 7441 - 2022 / 11 / 23 - 14:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المقاربة ادناه مستحيلة قطعا، اذا اعتمدنا زاوية النظر المضادة، الغالبة والراسخه بخصوص المجتمعات، والتاريخ ومحركاته واغراضه، والمقصود الرؤية او المنهجية الارضوية المتسيدة منذ بدايات تبلور الظاهرة المجتمعية، وبحكم انتكاس اللاارضوية وعجزها عن التحقق في حينه، لافتقارها لاشتراطات كانت ماتزال تنتظر التفاعلية التاريخية الطويلة، قبل ان يتهيأ لها ان تصبح حاضرة، ومكشوف عنها النقاب، بالمقابل وللضرورة، سنبادر الى تعيين مرتكزات الرؤية المطوية اللاارضوية، اليوم وبمناسبة حدث النموين النهوضيين، الاوربي الالي البرجوازي، والعراقي الانبعاثي الذي يؤرخ له مع القرن السادس عشر وتبلور صيغة "اتحاد قبائل المنتفك"، في ارض سومر التاريخيه.
الغرب لهذه الناحية له تعريفه لماهو حاصل، وهو الشائع المكرس الذي لامنافس له، والذي يسري باثر رجعي على عموم التاريخ البشري المجتمعي، مقابله ثمة منظور مغفل ظل يعاني من وطاة التغلبية الارضوية الاحادية تاريخيا، وهو قائم على الاعتقاد بان المجتمعات البشرية صارت اليوم، على وشك الانتقال، من الارضوية الاحادية الجسدوية الحاجاتيه، الى اللاارضوية العقلية، وان "الالة" هي وسيلة الانتقال من الانتاجية الجسدية، الى العقلية، بخلاف ما يراه الغرب من انتقال تعاقبي بين الانتاج اليدوي، والانتاج الالي.
الاله هي ذاتها متغيرة ومتحولة في مجرى الاصطراعية التي تتولد عن انبثاقها، وهي في الوقت الذي تظهر فيه ابتداء، بالصيغة المصنعية، فانها تنتقل لاحقا متحورة الى التكنولوجيا الوسيطة الحالية، ثم الى التكنولوجيا العليا، التي هي بالاحرى وسيلة الانتاج العقلي، حيث ينتهي مفعول الانتاجية المجتمعية الجسدية الحاجاتيه، ولاتعود هذه مؤهلة للاستمرار، بينما تدق ساعة الانتقال الكبرى الى اللامجتمعية، او مابعد مجتمعية.
ومع ان الغرب يستغل الى اقصى مايمكنه، الانتقالة الواقعه في رحابه، مرتكزا لجمله من المنجزات غير العادية، مع مايوفر القوة والسطوة، الاانه يكون واقعا في الجوهر، في حالة اقتراب من النهاية، والموضع المذكور هو الاعلى ديناميه ضمن نمطه الاحادي، وانشطاريته الطبقية، تجعله ذروة من حيث الديناميات، وهو يصل اليوم الى اعلى ومنتهى تجسده التفاعلي التصيّري ماقبل الاخير، يقابله صعود وانبعاث راهن، لمكان دخل اليوم طورا من التردي والزراية، يعيش اسوأ حالاته، واكثرها ظلمة حالكه، وهو مدمر يكاد يكون قد امحي،محكوم من خارجه، تسوسه بالنيابه، حثالة، لاتعرفه، وليس لديها اي مفهوم عنه سوى كونه مصدرا للسرقة والجاه المنعدم الاساس، والاغتناء، ليس له جيوش جرارة، ولا قنبلته نووية، وبلا اقتصاد؟ وصولا لابسط مقومات المعروف عن بلد يصلح للمقارنه حتى باكثر بلدان المعمورة ترديا وتخلفا ووهنا؟ وكل مامر ذكره صحيح من منطق الموازنه البديهية، ومامعتبر ركائز قياس معتمدة، لايمكن الخروج عليها، او افتراض سواها، هذاسوى مايمكن اعبتاره من قبيل الاستحالة الموضوعية، لبلد محدود جغرافيا وسكانيا وموقعا.
غير اننا ـ وهو الامر المزاح من المشهد اعتباطا وقصوراـ نتحدث عن موضع بعينه، تاريخه على طوله الاطول بين التواريخ ـ، هو تاريخ تحققية كونيه امبراطورية، بدا كذلك مع اول امبراطور في التاريخ "سرجون الاكدي"االعابر الى كريت عبر المتوسط، اول من وضع قانونا للاصلاح الزراعي لمصلحة العاملين في الارض، ومن اوصى بابعاد رجال الدين عن شؤون الدولة، وصولا لبابل عاصمة العالم القديم الثانيه، بعد عاصمة سرجون الاكدي في جنوب ارض مابين النهرين، ولن يقف الامر عند هذا الحد، فالموضع الجاري الحديث عنه كوني بامتياز، مهما جرى اغماط هذا الجانب الاساس من كينونته، فهو منشأ ومنطلق الابراهيمة مخترقة كل الكيانات والمجتمعات شرقا وغربا، بصفتها كينونه ولزوم ازدواج مجتمعي، دائم ومفارق، مايجعل العراق حاضرا في بريطانيا، وفرنسا والمانيا، وايطاليا مقر الفاتيكان(1)، وبالدرجة الاولى في الكيانيه المفقسة خارج رحم التاريخ، الاكثر تدينا على مستوى المعمورة، الولايات المتحدة الامريكيه، ناهيك عن غالبية اصقاع الارض ماعدا الصين كاستثناء.
ونادرا مايوجد اي بدء حياتي وجودي تفكري، وفي التدبيرية الحياتيه، لم ينطلق من هذه البقعة بما في ذلك انبثاق كلمه ( حرية/ امارجي)، وكل مايعرف اليوم بحقوق الانسان، وكل حقوق المضطهدين والمستضعفين في وثيقة مكتوبه، كما وضعها كوراجينا في اول الشرائع المتوالية الاربع وصولا لشريعة حامورابي، فاذا غادرنا ماسلف، فاننا سنعثر على قمة اخرى وعاصمة للعالم على مدى يقارب الخمسة قرون، انبعثت هنا في هذا الجزء من المعمورة من جديد فاذا بنا واستكمالا نعد بعد بابل، بغداد عاصمة العالم الوسيط وقمته التي عندها يتوسط مجال اقتصادي ريعي تجاري عالمي، هي محوره، يمتد من الصين الى غرب اوربا، هو ما هيأ الاسباب، ومايلزم للانقلاب على الطرف الاخر المقابل، الغربي الاوربي، الى الالة، والخروج من المرحلة الاقطاعية هناك. فلا ثورة برجوازية اوربيه من دون القمة العراقية الامبراطورية العباسية القرمطية الانتظارية، الدورة الكونية الثانية بعد الدورة الاولى السومرية البابلية الابراهميه، وقبل الثالثة الحالية بحسب قانون الدورات والانقطاعات الذي ينتظم تاريخ واليات هذا الموضع المتعدي للكيانيه المحلوية.
ومع ان هذا المكان من المعمورة هو من اكتشف "العجلة" من بين منجزه الهائل، الاان انبعاثته الحالية الثالثة، لم تترافق مع، او تنجم عن عملية انقلاب في وسائل الانتاج من نوع تلك التي عرفها الغرب فيما يعرف بالعصر الحديث، ومع القرن السادس عشر، بدات علائم الانبعاث تظهر في ارض سومر التاريخيه، انما بحسب الاليات التقليدية نفسها التي كانت وراء الدورتين المنصرمتين، ماكان من شانه وضع دورة الصعود الحالية امام اشتراطات تصادمية غير مسبوقة، لم تلبث ان صارت هي الخاصية الابرز المميزه للدورة الازدواجية الاخيرة الراهنه.
والمسالة الجوهر التي تؤشرعلى التفارق الحاسم بين رؤيتين، هي الميل التفكري بين الديناميات العقلية واعتمادها كناظمة للتصيرية الارتقائية الحيوية عبر المجتمعية، ومن خلالها، او الاعتقاد البداهي القائل بابدية الظاهرة المجتمعية، واستمرارها غير المحدود من دون اعتبار الازدواجية الشاملة للمجتمعية، ولكينونة الكائن البشري الجسد /عقلي، فهنا تتباين كليا النظرة الى الحياة والوجود، واليات التاريخ وتصيره، بحسب منطوياته، وماهو مصمم بناء عليه كسيرورة ومنتهى.
من زاوية النظر العراقية يعيش الغرب فترة من تاريخه الحديث، هي الذروة الاعلى، لكنها الذروة الاحادية الارضوية، المحكومة بالنظر الى الاشياء والظواهر ارضويا، وضمن حدود مامتاح لهذا النمط، او الصنف المجتمعي من ممكنات احاطة، وهو مايتجلى في الحكم على اللحظة النهوضية الغربية الراهنه، باعتبارها لحظة ايلة الى الكارثة، والى احتمالية الفناء، فالغرب باصراره على استمرار تكريس مفهومه للالة، واثرها وماينتج عن حضورها، من اصطراعية تقلب المجتمعية التي هي وحدة الكائن البشري والبيئة، لتدخلها حالة اصطراع افنائي، بين عامل وعنصر طااريء من غير نوع المجتمعية، مؤهل للتدخل في تكوينها، وقادر على الفعل الواعي المخطط، بما يخلخل تفاعليتها الطبيعية، مايتولد عنه من وقتها حال تفاعل اقصى، تلقي باثرها على المجتمعات، وعلى العنصر الطاريء البراني نفسه، لتاخذه الى مايتجاوزه، ويتجاوز المجتمعية الاحادية معا.
لقد دخلت البشرية اليوم وبعد مامر من اصطراعية انهائية لحد الساعة، فترة الاختلال الشاملة مع التوهمية الغربية الكبرى، بينما تتصاعد متوالية اشكال ومظاهر الانسداد والاختلال المجتمعي، والاضطراب الشامل، سواء على مستوى النظم ونموذجها الذي كرسته نهضة الغرب، او بمايخص البيئة وماصارت ماخوذة به من اشكال تحور وتاقلمات، مع اشتراطات قاسية، خارجة عن نوعها، وماهي مؤهلة للتعامل معه تاريخيا وتكوينا، الامر الذي يجعل العالم اليوم ماخوذا باخطر مايمكن تصوره وتوقعه من احتمالات فوضى ومخاطر شامله مدمره، بمقابل تردي طاقة الاحاطة، وامكانات النظر في البدائل، وقبلها اصلا الوقوف على الاساس الذي تولدت عنه الحال الراهنه.
فما علاقة ارض البدء المجتمعي اللاارضوي العراقية بماهو حاصل ومتوقع حصوله، ومامتوقع اليوم من احتمالتة كارثية، وكيف يمكن لهذا الموضع المنهار، والمدمر، ان يضطلع رغم ماهو عليه، باي دور من اي نوع، فضلا عن افتراضية قيادة العالم نحو حل ما، او الى بر الامان؟
هذا ماسنعالجة في الحلقة القادمه..
ـ يتبع ـ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كان بابا الفاتيكان جان بول 2 قرر ايام الحصار على العراق، وبعدعام 1991 وعاصفة الصحراء، القيام برحله تقرر ان يطلق عليها اسم "رحلة الايمان"، بعربة مزججه مصفحه، تبدا المسير من اور جنوب العراق، الى القدس، الا ان الرحله لم يكتب لها ان تتحقق، لاسباب ماتزال مجهوله.



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى تغادر البشرية عقلها الحيواني؟/5
- متى تغادر البشرية عقلها الحيواني؟/4
- متى تغادر البشرية عقلها الحيواني؟/ 3
- متى تغادر البشرية عقلها الحيواني؟/2
- متى تغادر البشرية عقلها الحيواني؟/1
- آيات تشرينيه: نهاية الغرب؟/ 4
- ايات تشرينيه؟/3
- آيات تشرينيه؟/2
- آيات تشرينيه؟/1
- تشرين/اللاحزب الكوني اللاكيانوي العراقي؟/2
- نحواللاحزب الكوني اللاكيانوي العراقي؟/ 1
- شيوعية ماركس واللاارضوية العراقية؟/6
- شيوعية ماركس واللاارضوية العراقية؟/5
- شيوعية ماركس واللاارضوية العراقية؟/4
- شيوعية ماركس واللاارضوية العراقية؟/3
- شيوعية ماركس واللاارضوية العراقية؟/2
- شيوعية ماركس واللاارضوية العراقية؟/1
- -التكنولوجيا العليا- ونهاية الراسمالية اللاطبقية؟/3
- -التكنولوجيا العليا- ونهاية الراسمالية اللاطبقية؟/2
- -التكنولوجيا العليا-ونهاية الراسمالية اللاطبقية؟/1


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - العراق هل سينقذ العالم؟/ -بابداد- بعد بابل وبغداد/ 1