منارات جبل الخبرات / الصفحة ( 51 )

كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7438 - 2022 / 11 / 20 - 16:11
المحور: سيرة ذاتية
    

صدق من قال الرجال مواقف، لأنها معيار الرجولة الحقيقية التي تكشف معادنهم، فالحياة بطبيعتها لا تسير على وتيرة واحدة، ولا تكف عن إلقاء الصعاب والمشاكل في طريقنا، ولا ينتهى عالمنا من مواجهة مواقف الحياة الصعبة، وهكذا كان الكابتن (عبد الامير عبد السيد) من الرجال الأقوياء، ومن الشرفاء النزهاء القادرين على التعامل مع المواقف التي تواجهنا في البحر بحكمة وذكاء، ومن الرجال الذين يعرفون متى عليهم مواجهة هذه الصعاب، فالشدائد وحدها تكشف كوامن الأخلاق وسلوكيات ومرؤة وصدق وشجاعة الرجال، وتسفر عن حقائق النفوس، ولا تُعرف الرجال إلا عند المواقف والفتن والأزمات، فالرجال والمواقف تصنع بعضها البعض, ولولا المواقف لم يعرف الرجال الصادقين. .
فالكابتن عبد الامير هو السهل الممتنع، الذي يجمع بين البساطة والتواضع، وبين الصلابة والقوة، وما أكثر المواقف الشجاعة التي وقف فيها مدافعا عن زملاءه في الدورة، وزملاءه في سلك الارشاد البحري. .
أنا شخصيا عندما أتكلم عن (ابو علي) بهذا الاطراء ذلك لأني كنت شاهداً على بسالته واصالته. .
فقد التحقنا معا في الدورة الاولى، وعملنا سوية في عرض البحر، والتحقنا معا بدورة الادلاء البحريين، وسرنا جنبا إلى جنب في خطوات متوازية ومتلاحقة، وعشنا الظروف نفسها بمرها وحلوها، لكنه انشغل في سنواته الأخيرة بالأعمال الإدارية والميدانية، فكان هو المتابع المثابر، والمسؤول الصابر. .
كان مكتبه في الشؤون البحرية ملاذا للمظلوم، وحاضنة لاصحاب المواهب والكفاءات. لا يخلو من أفراد الطاقم الذين يهرعون اليه لتذليل المصاعب التي تقف في طريقهم، فيدعمهم ويساندهم ويواسيهم، ويمتص غضبهم. .
لا أريد سرد التفاصيل المهنية في حياة هذا الرجل، وانما أريد إلقاء الضوء على سلوك هذا الإنسان الذي كان وفياً لزملاءه، فلم يتخل عنهم، ولم يتكبر عليهم، ولم يبتعد عن قضاياهم على الرغم من كثافة الاعمال المكلف بها. .
كان ولا يزال نجما متألقا من نجوم دورتنا، فعلى الرغم من إحالته إلى التقاعد منذ سنوات، لكنه ظل يعيش بيننا، ويتواصل معنا، ويتابع اخبارنا. .
نسأل الله ان يمد في عمره، ويكتب له الشفاء وراحة البال. .

#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل