غياب العراق عن القرية العالمية

كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7431 - 2022 / 11 / 13 - 00:45
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    

لا شك انكم سمعتم بالقرية العالمية، التي باشرت إمارة دبي بتفعيلها منذ عام 1997، ومنحتها مساحة زمنية في كل عام، حتى أصبحت من الواجهات الثقافية والتراثية الفريدة من نوعها. .
أنها قرية صغيرة تشارك فيها معظم البلدان، حيث يتسنى للزوار التعرف على حضارة تلك البلدان وثقافتها، وتناول طعامها، والتسوق من مراكزها، والحصول على جرعة من الترفيه والمتعة. .
وبالتالي فان اجتماع بلدان العالم في مكان واحد يشكل مهرجاناً سنويا يتبادل فيه الزوار العادات والثقافات، ويساهم في تقوية العلاقات، وتعميق أواصر الأخوة فيما بينهم. .
ففي هذا المكان المشيّد بطريقة ذكية جدا، تقدم البلدان المشاركة عروضها الفنية، ونماذج من منتجاتها الصناعية والزراعية وتراثها الشعبي والحضاري، ناهيك عن العديد من الفعاليات والأنشطة المختلفة التي تستقطب كافة الأطياف والجنسيات، فيتجول الزائر مع أسرته مستمتعاً بوقته بين تلك المراكز، وكان للعراق فيها موقعاً مهيباً تزينه بوابة عشتار، والثيران الآشورية المجنحة، ومسلة حمورابي، ونماذج كبيرة جداً لأسد بابل. ورموز ومعالم سومرية وكلدانية واكدية وعباسية. لكنها اختفت كلها الآن، وغاب العراق تماماً، بينما اصطفت مراكز البلدان العربية بجوار بعضها البعض. .
مشكلتنا المتفاقمة مع معظم مؤسساتنا المعنية بالأمر، انها غير مهتمة بماضينا وحاضرنا، ولا شأن لها بمستقبلنا، ولا علاقة لها بمشاركاتنا الدولية والإقليمية في المهرجانات والمؤتمرات والندوات والاحتفالات التي تقيمها المنظمات حول العالم. ولم تبق لدينا سوى مشاركاتنا الرياضية التي لم نحقق فيها أي تقدم إلا في حدود مساحات ضيقة جداً. .
واكاد اجزم ان غياب العراق عن فعاليات القرية العالمية يمثل صورة من صور الفشل والإهمال والعجز والتخلف. وبامكانكم تصفح مواقع القرية العالمية على الشبكة الدولية لتشاهدوا كيف تفاعلت بلدان العالم، وحرصت على التواجد هنا، في حين غاب العراق دونما سبب، بانتظار ان تقدم لنا وزارة الثقافة تبريراً منطقياً مقنعا عن غيابها وانسحابها وعدم مشاركتها. .

#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات