كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7437 - 2022 / 11 / 19 - 02:41
المحور:
الفساد الإداري والمالي
لا تلوموننا بعد الآن، فقد تعبنا من كتابة آلاف المقالات التي سلطنا فيها الاضواء على تكاثر أصحاب الشهادات المزورة والشهادات غير المعترف بها، وعززنا مقالاتنا بخطابات رسمية موثقة من وزارة التعليم، من دون ان يسمعنا احد، بل كانت مقالاتنا مدعاة عند البعض للتحامل علينا، حتى وجدنا انفسنا في موقف لا نُحسد عليه، وقديما قالوا: أن كنت لا تدري فتلك مصيبة، وان كنت تدري فالمصيبة أعظم، فلا تلوموننا بعد الآن، تماما مثلما قالها سيد درويش باللهجة المصرية: (مالكش حق تلوم عليا)، وكانت ترنيمته بعنوان (أهو ده اللي صار) من كلمات بديع خيري. وهذا مقطع منها:-
اهو ده اللي صار
وادي اللي كان ملكش حق
ملكش حق تلوم عليا
تلوم عليا ازاي يا سيدنا
وخير بلدنا مهوش في ايدنا. .
نعم، فما باليد حيلة إذا كانت الحكومة نفسها هي التي تتغاضى عن المزيفين والمزورين والمنتحلين. وما اكثر الشواهد المعروضة أمامنا عن أشخاص نعرفهم، ونعرف انهم لم يحصلوا على شهادات الدكتوراه، ثم نفاجئ بحصولهم عليها، وذلك على الرغم من رفض الجهات المعنية الاعتراف بها، لكن الجهات المعنية نفسها هي التي تناقض نفسها بنفسها، وتمنحه المخصصات الفوقية التي لا يستحقها. ومن المفارقات العجيبة في العراق، ان ترى احد الطلاب يخوض الامتحانات النهائية كلها في عام واحد. (العلمي والادبي والتجاري ومعهد المعلمين)، ويحصل على شهادات مصدقة وموثقة، وفيها صحة صدور. .
قبل أعوام حدثني صاحبي عن ابن عمه، الذي كان متذمرا من مضايقات يومية يواجهها بسبب شهادته المزورة (بكلوريوس هندسة كهرباء)، قال لي صاحبي: نصحته بالاعتراف بذنبه، وطلبت منه ترك العمل فورا حتى لا يتعرض للمسائلة، فقال له ابن عمه: (هيه سفرة وممدودة ليش تحرموننا منها). .
يبدو ان الداعمين لاصحاب الشهادات الكلك يؤمنون بنظرية السفرة الممدودة. .
ختاما نقول: ارحموا العراق يرحمكم الله). .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟