أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريتا عودة - أُنثى الحلم














المزيد.....

أُنثى الحلم


ريتا عودة

الحوار المتمدن-العدد: 7424 - 2022 / 11 / 6 - 19:37
المحور: الادب والفن
    


"هذه الرواية تحكي قصة عاشق ما، ظهر في المكان المناسب وفي الوقت المناسب ليقولَ الشيءَ المناسب".
إنّه فارس، رَجُل الحلم الذي عشّشَ في خيالي منذ أدركتُ أنّني أنثى وأنّه لا بدّ أن يكون في مكان ما في هذا الكون نصفي الآخر الذي به وحده أكتمل.
*
لكن، أكنتُ أنا عشق عمره؟
أم كانت هنالك من استوطنت قلبه قبلي؟!
أكانت طقوسُ الإنسلاخِ عنها/عنهن عاصفة، بحيث أنّها تركت له الندوبَ في الرّوح..؟!

ظلّت هذه الأسئلة تراودني إلى أن قررتُ أن أطرحها عليه لكي أستعيد هدوئي النفسي.
*
سألته، فقالَ إنّه كان يبحث عنّي في كلّ مكان محتمل من حوله. سافر إلى عدّة دول عربيّة كسوريا، لبنان، الأردن، مصر، تونس واليمن.
كلّ مكان وطئه، بحث من حوله عن (أنثى الحلم)، تلك التي عشّشت في خياله منذ أدرك أنٌه رَجُل وأنّه لا بُدَّ أن تكون في مكان ما من هذا الكون نصفه الآخر التي بها وحدها يكتمل.
*
- حبيبتي(هيام) تعالي.
سارَ بي إلى البحر.
أجلسني على مقعد خشبي.
كانت كنيسة ما بالقرب منّا تقرعُ أجراسها للإعلان عن قُدّاس الصباح.
جلستُ وبي لهفة لمعرفةِ أسرار قلبه.
فجأة، غصّ صوته وهو يصطاد الذكريات كالأسماك من بحر مشاعره
ويتلو عليّ مزامير عشق قديم... قديم... بدا لي كعملَةٍ أثريّة في متحف.
*
فجأة، أدركتُ أنّ نبض العشق في قلب فارس لم يبدأ بي أنا!
انكمشَ قلبي.
ثمّة أنثى أخرى كانت على مدى سنوات، هي بطلته.
وهو يسترسل في الحديث عن حكايته معها، شعرتُ أنّ سكينا حادّة انغرزت هناك، في عُمقِ قلبي. بل، خدشت.... ذاكرة عشقه القديم ... روحي.
لم يدرك فارس أنّني رحتُ أتلوّى وهو يتلو عليّ مزامير ذاكَ العشق الأسطوريّ.!
تمنيت لو أنّه لم يكن بهذه البراءة وهذه الأصالة لكي يخبرني عن (فاطمة) التي عشقها منذ كان شابا في الصف التاسع عندما أتى في رحلة مدرسية من نابلس إلى حيفا، ورآها هنا، تجلسُ على ذات المقعد الخشبيّ الذي أجلسني عليه قبل قليل. كانت مستغرقة بقراءة كتاب ما.
قال فارس: كم كانت فاطمة جميلة الملامح! بدا لي في تلك اللحظة كأنّها فينوس، ابنة الآلهة.
وأكمل: كم كانت مدهشةبشعرها الذي ربطته خلف ظهرها كذيل الحصان. نبض قلبي بالعشق من أوّل نظرة ولأوّل مرّة في حياتي.
رفعت فاطمة عينيها عن الكتاب ونظرت إليّ، نبض قلبها، هي أيضا، بالعشق من أوّل نظرة. في لحظة كونيّة اتّحدتِ الرّوح بالروح التي كانت في بحث دائم عن اكتمالها عبر نصفها الآخر ، منذ آدم وحواء.

*
راحَ فارس يحدّثني عن فاطمة بمنتهى البراءة!
بدا لي كأنّه طفل عاش في كهف بعيدا عن قبح هذا الكون، بعيدا عن شراسة البَشَر، قريبا من قلب الله العليّ، لذلك كان قلبه ما زال نقيّا، بل مُقدّسًا، لم تلوّثه الحياةُ كالآخرين.
*
قالَ فارس:
أشارت فاطمة إلى منزل ما بالقرب منّا وقالت:
- هذا منزل عمّتي.
-ما اسمكِ؟
-فاطمة. وأنتَ..؟!
- أنا فارس من نابلس.في أيّ صفّ أنت ِ؟
- أنا في الثامن. وأنت..؟
- أنا في التّاسع.
*

بدأ الطلاب بالتجمهر لمغادرة المكان.
ظهرت عمّتها على باب المنزل.
نادوني لأصعد الحافلة، كي تنطلق شمالا إلى رأس الناقورة.
فجأة، اقتربتْ فاطمة منّي واحتضنتني على مرآى من عمتها التي تسمّرت غاضبةً بالقرب منّا.
احتضنتُها، أنا أيضا.
وتدفّق الدمعُ من عيون جميعِ من كانوا شهودا على موقف الوداع المأساويّ ذاك.
وبّختها عمّتها:
- مَنْ هذا لتُقَبِّليهِ!
- هذا حبيبي! سوف نتزّوج.
*
انطلقتْ الحافلة.
غادرنا المكان، إلا أنّني لم أغادر وحدي إذ غادرتُ.
كانت فاطمة للقلب نبضه، للبحر موجه، للحلمِ مدّه وجزره.



ريتا عودة/ حيفا
*الفصل الأوّل من رواية، 2.10.2022



#ريتا_عودة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عشق نورانيّ
- ما العشق..؟!
- ريتايَ تَبَغْدَدِي
- ((في موتِهِ حياة))
- ((الرَجُل/ الوطن)) ومضات
- ((مزاميرُ العشقِ))...ومضات
- -الثانية عشر ليلا-..قصة قصيرة
- ((الصَّخْرَة))...قصة قصيرة
- الضوء الأحمر/ لمحة نقديّة
- ((لا تَسْأَل))
- تأويل ضفدع باشو
- نارٌ مقدّسة//ومضات عشقية
- الشعراء يتبعهم الغاوون
- العاشرة عشقا- الرواية كاملة
- ((وجهان لذاتِ الرَّغيف))
- ((رَيَّانُ والجُنُود))
- ((قواربُ الموتِ))
- ((لا بُدَّ أنْ..))
- لا أكتبُ ما تكتبون!
- انسلاخ الأقنعة


المزيد.....




- براد بيت اختبر شعورا جديدا خلال تصويره فيلم -F1-
- السويد.. هجوم جديد بطائرة مسيرة يستهدف الممثلية التجارية الر ...
- -البحث عن جلادي الأسد-.. فيلم استقصائي يتحول إلى دليل إدانة ...
- تقرير رويترز 2025: الجمهور يفضل الفيديو والصحافة البشرية وهك ...
- هكذا تصوّرت السينما نهاية العالم.. 7 أفلام تناولت الحرب النو ...
- بعد أسابيع من طرح الفيلم ونجاحه.. وفاة نجم -ليلو وستيتش- عن ...
- ابتكار ثوري.. طلاء -يعرق- ليُبرّد المباني!
- كيف يساهم تعليم العربية بكوريا الجنوبية في جسر الفجوة الثقاف ...
- بالتزامن مع تصوير فيلم -مازيراتي: الإخوة-.. البابا لاوُن الر ...
- -الدوما- الروسي بصدد تبني قانون يحظر الأفلام المتعارضة مع ال ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريتا عودة - أُنثى الحلم