أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريتا عودة - -الثانية عشر ليلا-..قصة قصيرة














المزيد.....

-الثانية عشر ليلا-..قصة قصيرة


ريتا عودة

الحوار المتمدن-العدد: 7413 - 2022 / 10 / 26 - 08:32
المحور: الادب والفن
    


لم یمتلك قلبی إلاّ مَن أَتانی منَ البحر. مِن بین جمیع البنات اصطفانی. أومأَ للموبایل فرأیته یُومِضُ معلنا عن وصول رسالة.
زقزق قلبی وأنا أقرأ:
- بتجننی

أتى والشوق يسبقه. دعاني للرقص.
فجأة، صرنا غیمتین التقتا فی سماء العشق بعیدًا عن العیون المُتربصّه بقلبینا.
کما بجعتین فی نهر الولهِ رقصنا معا.
أرجحنا الحنینُ ونحن ننصتُ للأنغام والمفردات المتدفقه من حولنا:
"یُسمعنی حین یراقصنی کلماتٍ لیست کالکلمات"
تمایلَ قلبی ثملاً:
بتجننی............
بتجننی........
.... بتجننی
تذكّرتُ أول لقاء لنا وأنا أصعد درجات الحافلة وهو يهبط حين التقتِ النظراتُ فتعانقتْ ثمّ أكملَ كلٌّ منّا طريقه. وغابَ كما غيمة تمطر وتتلاشى إلى أن التقينا صدفة في حفل زفاف صديقتي في القرية المجاورة فلبّيتُ الدعوة وكلّي أمل بلقائه.
یداه التفتا حول خصری.
أحسستُ کأنّ تیارًا کهربائیاٍّ صعقنی.
أُصبتُ بدوار.
أخذ بیدی الی مقعدی .
لهفته علیّ أسرتنی.
بالدفءِ غمرنی.
آهٍ لو یدری أنّه لیُ رجلُ الحلم!
فارسٌ هو من عصر النبلاء.
متفردٌّ برومانسیته وذکائِهِ الخارق وحضوره الطاغی وطلّته الأنیقة.
نبیُّ القلب ..هو.
حبیبــــــــی...
فی غمرهِ انبهاری بهِ بدأتْ ساعهُ الحائط تقرع:
تک..
تک..
تک
وقلبی یئن ن ن ن ن...
تذکرتُ وعدی لوالدتی أن أعودَ قبلَ الثانیة عشرة لیلا؛ موعدُ عودةِ والدی من مناوبته اللیلیّه كحارس.
استأذنتُه.
أخبرته أنِّی سأمسح العرق عن وجهی وأعود.
علی درج قاعةِ الأفراح القريبة من بيتي... دارتْ بیَ الدنیا:
"کیفَ أغادرُ رجلاً یفهمنی أکثر من ذاتی؛ یفهمُ جمیعَ لغاتی وکأنَّهُ مِرآتِی! کیف أغیبُ عن رجلٍ أخبرنی وهو يراقصني أنِّی أنثی لا أُشبِهُ إلاّ نَفسی وأنّه یرانی متواضعة، بریئة، صادقة، حنونة، مثقفة، ذکیّة، أتمتع بثقة عالیة بذاتی وقدراتی وأمتلک زمام قراراتی!"
لمَ لا أترکُ أثرًا یدُلُّهُ علیَّ!
لو کنتُ سندریلا وهو الأمیر لکنتُ ترکتُ له حذائی.
بحثتُ فی حقیبتی عن شئ ما فعثرتُ علی دفتر مُذکراتی.
ابتسمتُ بدهاءٍ أُنثویّ وأنا ألقی بهِ فوقَ العتبة وأهرعُ إلی سیارتی فی طریق العودة الی المنزل.
*
مرّت الأیام وأنا متسمرّة خلف النافذة أراقبُ الیمامة تبنی عشًّا علی فرع الشجرة المجاورة لغرفتی...تضع بیضتین فی العش...تتبادل کل صباح هی ورفیقها حضانتهما...تنوح بصوت صاخب حین یتأخر في عودته إليها.
بصمتٍ ... کنتُ أُراقبُ کلّ حرکه یأتیانِ بها وأحدّق فی الأفقِ البعیدِ لعلّ حصانًا أبیضَ یُطِلُّ فیعزفَ قلبی سمفونیه الحلم.
*
وقعت إحدی البیضتینِ من العشِّ والیمامة تتبادل المناوبة الصباحیّة مع شريكِ حياتها. تضاءلَ الحلم.
مرّأسبوع.. أسبوعان...
لم یأتِ منَ الأُفقِ فارسی المنتظر!
نقرَ فرخُ الیمامِ البیضة.
ظلّ مستکینا الی أن نما جناحاه فبدأ یرفرف فوق العشّ دون أن یجرؤ علی مغادرته.
وظللتُ أراقبه وأراقب الأفقِ وأنتظرُ...
أکانَ الحُبُّ وهمًا حاصرنی فی لحظه ضعفٍ أنثویّ؟
أشعلتُ مدفأهَ الذکریاتِ..
....وانتظرتُ
إرتدیتُ معطفَ الصَّبرِ
....وانتظرتُ
لم یأتِ..!
عبثًا انتظرتُ! عبثًا نمَا حلمي واشتدّ جناحاهُ !
*
في صباحٍ خريفيّ...
نظرتُ فی العُشِّ. لم أعثر علی طائری.
تملکتنی رغبه فی البکاء.
روحی تَلِفَت.
أیامی انطفأت.
إنّمَا القبورُ کانت لی!

*
مرّت أعوامٌ قبلَ أن نلتقی فی الحدیقة العامة لبلدة ما کنّا فی زیارتها.
کخطیّنِ متوازیین وقفنا.
تعانقت النظرات.
فجأة، صرنا غیمتینِ التقتا فی سماءِ العشق بعیدا عن العیون المُتربصّة بقلبینا.
نهضَ صوته من أعماقِ الذاکرة:
بتجننی............
بتجننی ........
.... بتجننی
أرجحنی الحنینُ إلیهِ.
استفقتُ من نوبة ذهولی علی صوتٍ ناداه بحُرقة:
- بابا...بابا
رددّ هو بصوتهِ الحنون الذی أربکنی ذات حُبٍّ:
- حنان...احذری بابا..!
تمزّق قلبه بین نداء الطفلة وبین لقائهِ بالذاکرة.
منَ الحافلة نادانی صوتٌ:
- ماما... حنان... یلا بدنا نمشی...
سِرْتُ بخطواتٍ متثاقلة نحوَ ابنی وقلبی یرنّم مفرداتِ أغنیةٍ تعالت من الحافلة:

" كيفك انت..
ملاَّ انت..
شو بدي بالأولاد
الله يخلي الأولاد
کیفک أنتَ!
!"...کیفک انتَ

---------------
08.04.15



#ريتا_عودة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ((الصَّخْرَة))...قصة قصيرة
- الضوء الأحمر/ لمحة نقديّة
- ((لا تَسْأَل))
- تأويل ضفدع باشو
- نارٌ مقدّسة//ومضات عشقية
- الشعراء يتبعهم الغاوون
- العاشرة عشقا- الرواية كاملة
- ((وجهان لذاتِ الرَّغيف))
- ((رَيَّانُ والجُنُود))
- ((قواربُ الموتِ))
- ((لا بُدَّ أنْ..))
- لا أكتبُ ما تكتبون!
- انسلاخ الأقنعة
- رسائل من غزّة إلى حيفا
- مِنْ أوْرَاقِ امْرَأةٍ.... مُعَنَّفَة
- دراسة نقدية للناقد العراقي د. هاني عقيل
- رواية العاشرة عشقا-10-15
- العاشرة عشقا-6
- العاشرة عشقا - 5
- الرسالة الأخيرة


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريتا عودة - -الثانية عشر ليلا-..قصة قصيرة