أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريتا عودة - رسائل من غزّة إلى حيفا















المزيد.....

رسائل من غزّة إلى حيفا


ريتا عودة

الحوار المتمدن-العدد: 7391 - 2022 / 10 / 4 - 20:34
المحور: الادب والفن
    


عن حيفا وريتا وأشياء أخرى//1

في البدء كان الله..وكانت الكلمة..في البدء كانت حيفا وكانت ريتا... حيفا مدينة الله على الٱرض.. لا مدينة تشبهها..هي نسيج متكامل.
عندما خلق الله العالم أبقى حيفا حتى اللحظة الٱخيرة...أرادها مختلفة..أرادها الأجمل...والأبهى..والأروع...
تأمل الله العالم الذي خلقه...ومن كل بقعة أخذ أجمل مافيها ثم قال لحيفا كوني..فكانت.
هي المدينة التي أحبها الله. أحبها بطريقة مختلفة عن مكة والمدينة والقدس. مكانتها عند الله كانت مختلفة ففيها اجتمع أجمل ما في العالم...فجاءت متفردّة.
من حيفا انبثق نور... فكانت ريتا.
جاءت كمدينتها...نسيجا متكاملا.. ليس كمثلها شيء... متفرّدة.
جاءت مسكونة بالجمال والحلم والشعر. طفلة متمردة كانت. عشقت القلم وأدمنت الكلمات. ولٱنها الحيفاوية المتفرّدة فقد جاءت لغتها أيضا متفردّة. لاشيء يشبهها.
كانت ريتا وفية لمدينتها. كانت تشبه مدينتها. تتنفس الشعر فتأتي نصوصها بديعة مشعّة تتلألأ مثل فصوص الماس.
هل أبالغ لو قلت إنّ ريتا اخترعت لغتها الخاصة وابتكرت أدواتها الخاصة لتقدّم لنا نصوصا مغايرة، لا تشبه العادي المكرور؟!
لاشك أنّ لحيفا البهية الجميلة أثر ما على ريتا فللمكان تأثيره الكبير على النفوس الشفافة وريتا لديها روح شفافة بل شديدة الشفافية ولعل هذا من بركات حيفا.
ريتا الجميلة...الحيفاوية المتفردّة تحمل مدينتها في قلبها وكل ما يخرج منها يحمل نكهة المدينة: طعمها..رائحتها...بحرها..اخضرارها...

من يعشق حيفا لابد أن يعشق ريتا فالمدينة وابنتها توأمان لا يمكن فصلهما.....ومن لا يعشق حيفا!

بين ريتا وبيننا في غزّة مائتي رأس نووي
ومليون بندقية...وطائرات الأف١٦.
بيننا وبين ريتا حلم جميل عمره أكثر من سبعين عاما.
حلم سيتحقق ذات يوم...ليس ببعيد.

ريتا تحلم..ونحن ايضا...
وللحديث بقية...

10.9.2022



*
*
*

عن حيفا وريتا..مرة أخرى//2

المدن تشيخ. تتغير ملامحها. لكن حيفا لا تشيخ ولا تهرم. عمرها من عمر الزمن وما زالت شابة ..شامخة. حيفا المدينة مثل ريتا المرأة. ريتا التى لا تكبر أبدا. مازالت الطفلة المشاكسة.. المشاغبة التي تتحدّى الظروف والتقاليد وتواصل دربها غير عابئة ولا ملتفتة للإصوات التي تعلو هنا وهناك مبدية دهشتها وربما استنكارها لما تفعله او تكتبه أو تقوله ريتا. عينها دائما صوب الهدف ونحوه تسير بخطى ثابتة واثقة. لا وجلة ولا هيابة...انها ريتا: الشجاعة...المختلفة.. المتفردة...
تحلم وهي مفتوحة العينين. تحلم نهارا وتسعى لتحقيق الحلم لذلك يخافها الخطرون.
ريتا مثل مدينتها...انها مثل الشمس..على البعد تُدفىء لكنها مع القرب تحرق.
المسافة لابد أن تكون آمنة بين ريتا والآخرين.
ريتا قطعت كل الروابط الخفية التي كانت تمنعها من أن تعيش في توافق مع أفكارها. ارادت بقوة ان تبقى منسجمة مع مبادئها فرفعت راية التحدي وقالت الاشياء كما ينبغي أن تقال. حتى المسكوت عنه والذي يصمت الجميع أمامه هي تجاوزته.
ببساطة هي تكتب نفسها كما هي بلا اي رتوش أو محاولات تجميلية لارضاء الاخرين...آمنت ريتا بنفسها وبعدالة قضيتها فظلت وفيّة لنفسها ولقضيتها. لم تساوم ولم تحاول أن تتصالح مع مجتمع يريدها نسخة مكررة من الأخريات.
فعلت ذلك لانها أدركت مبكرا أنها مختلفة وأنها ليست كالاخريات المتشابهات القابعات وراء الجدران بخوف وسكينة. انها تشبه بل هي توأم مدينتها. ريتا فدائية...اكتشفت كيانها الحقيقي وعاشت ومازالت تعيش هذا الكيان. رفضت وكان الرفض مكلفا لكنها أصرّت على الرفض ودفعت الثمن لتكون كما تشاء لا كما يشاءون. كسرت التابوهات العتيقة وانطلقت حرّة مثل سنونوّة تحلّق عاليا وبعيدا...
بعناد أرادت أن تصل الى فردوسها المفقود.
أدمت الاشواك قدميها ونزفت دما وهي تسعى باصرار نحو هدفها النبيل. لأنها نبيلة كان هدفها نبيلا. لم تسع لخلاصها الفردي بل ارادت الخلاص للجميع..
ألم أقل أن ريتا فدائية..؟
نعم..هي فدائية بقلب شاعرة.

ريتا كوني ما تشائين لا ما يشاؤون وأحبِّي حيفا لأن حيفا...تعشقك.



11.9.2022






*
*
*

عن حيفا وريتا.. مرّة أخرى//3

العاشقُ الكبيرُ كان يريدُ أن يكتبَ:
"حيفا حبيبتي حتى التَّحرير"،
التبس عليه الأمرُ فكتب:
"ريتا معشوقتي حتّى الرَّمق الأخير".



11.9.2022


*
*
*


ريتا والعسس//4

ريتا الجميلة...الحزينة... الجريئة... النبيلة.
ريتا نبض المدينة العريقة.
ريتا تكتب الوطن أغنية..منشورا سريا..قصيدة وترسمه نخلة أو عصفورا.
ريتا تحلمُ بمرافىء بعيدة. لكنّ عسس السلطان يطاردونها لكي يدمّروا النخلة ويقتلوا العصفورَ.
ريتا تعاود الكرّة، مرّة ومرّة: تكتب الوطنَ حكايةً جميلة.
ترسمه قمرا أخضر أو شمسا مستحيلة.
ريتا زيت وزعتر لجياع الوطن.
ريتا نشيدٌ قوميٌّ يخشاه الزمن.

ريتا توأم حنظلة.
لن تكون أبدًا الوجبة المُقبلِة.!
لن تكون أبدًا ألا:. قُ نْ بُ لَ ة.

بسام ابو شاويش /أديب وصحفي من غزّة

12.9.2022


*
*
*
(( ل ... ريتا هذا النشيد))//5

لعينين يزغرد فيهما الفرح
لوجه من رخام
لرسولة حب وسلام
ليدين تشرق منهما أقواس قزح
لريتا هذا النشيد.

ريتا عاشقة للمفردات:
تنحت في جسد اللغة لتخترع لغتها.
ريتا تقاتل من أجل حلمها
والذئاب تترصدها .

ريتا الرسالة والرسولة
ريتا غزل السماء للأرض
ريتا غزالة
والذئاب تشتهي لحم الطهارة.

ريتا في العاصفة
..... خائفة
والليل وحش خرافيّ فغر فيهِ لالتهامها.

كسرت ريتا القمقم
وانطلقت ماردا اسطوريا،
حملت نارها المقدّسة
ووقفت وحيدة.

ريتا رسولة سلام.
ريتا الرسالة.

ريتا تراتيل الميلاد.
ريتا بهجة الأعياد.
حاصرتها قُوَى الظُلمَة
من كلِّ جهاتِ الغدرِ.
لم يشاءوا لها أن تكون.
لكن ريتا ...
كغزّة
كان لا بد لها أن تكون..لنكون.!


12.9.2022


*
*
*

ريتا..دخلتُ مرآتكِ فعرفتكِ../6

(نحن متشابهان... يسكننا الشغف نفسه...نحن متشابهان لأني مثلك وانت مثلي..لا نقتنع بالتجربة الا اذا انطلقت بنا الى حافة الموت..حينها فقط نعتبر انفسنا احياء..خصوصا حينما نقهر الموت..او على الاقل نحتال عليه..)

أراك رسولة حب وسلام
تعويذة سحرية..ايقونة جميلة
واراك قصيدة مستحيلة
يرددها العشاق والثوار
في لياليهم الطويلة...
اراك تغوصين عميقا
في مياه الحب والوجع..والموت
اراك تتمردين على الصمت
وترددين :
الصمت موت
قلبها ومت...
وحولك ارى قدرا غادرا
يحيك ضدك مؤامرته الصغيرة
وانت عنه غافلة
لأنك ترفضين السير مع القافلة
ترفضين نصف الحقيقة
تريدينها...كاملة...
اراك تنظمين الكلمات عنقودا
من حب وخبز وفرح
واراك ترتلين اناشيد الحرية و الثورة و المقاومة
تتحدين القراصنة والدجالين
وارباب...المساومة
ارى في عينيك
زوابع من كلمات
واعاصير من عواطف وافكار
ارى..برقا...ونار
وفي كفك اقرأ
براكينا من نار حمراء
وعروشا سوداء تتهاوى
وأراك فارسة عربية
على ظهر مهر
تتهادين في شوارع حيفا
وحولك الذين لا اسماء لهم
اكاد اسمعك ترددين
وهم من خلفك يرددون
بلادي..بلادي..بلادي...

بقلم ////بسام ابو شاويش / صحفي وأديب من غزة

14.9.2022


*
*
*

(أكتبي ريتا))/ 7
بقلم: الأديب بسام ابو شاويش ----غزّة

أكتُبي ريتا.
أكتبى عن زمنٍ بلا فروسية ولا سيوف ولا فرسان.
اكتبي عن زمنٍ مُشَوَّهٍ
لايشبهُ غيرَهُ مِنَ الأزمان.

أكتبي عن زمنٍ
بلا صهيل ولا أحصنة.

دُمَى الأطفالِ صارت هي ال بنادق.
والجنود مجرد... بيادق.

تشابهتِ الأزمنة
وتداخلت الأمكنة.
اليمينُ صار يسارًا
واليسارُ بات يمينًا.
الأمامُ صار وراءًا
والوراء ُبات أمامًا
ومغامرةً خطرة صار الكلام.

أُكتبي ريتا بخطٍ واضحٍ.
أكتبي بلغةٍ عربيةٍ فصيحة.
أكتبي تاريخَ ..الفضيحة.
الروائحُ الآنَ.... منتنة
والمياهُ...ٱسنة.
ونحن...ما نحن ??
أسماكٌ ميّتة.
أسماءٌ مجهولة.
قلوب بالحرام...مثخنة.
لم يعد ثمة صهيل ولا أحصنة.

اكتبي ريتا
عن عويلِ الثكالى،
عن إرواحٍ لم تعُدْ ..مؤمنة.
أكتبي بالدَّمِ
عن أمَّةٍ بائدة
كانت ذات يومٍ على الدنيا
مُهَيْمِنة..
وباتتْ الآنَ نهشًا لأمراضٍ مُزمنة.

أُكتبي ريتا ولا تخشي العاصفَة.
فاليوم ليس ثمة صهيل
ولا أحصنة.
الآن لا صلاح الدين
ولا بن زياد.
البنادقُ دُمى أطفالٍ
والمدنُ رماد
وكلُّ الأخبارِ مُحزنة.

أكتبي ريتا..
فاليوم لا فروسيّة ولا فرسان.
اليوم لا صهيل.. ولا أحصنة.

بقلم: بسام ابو شاويش /صحفي وروائي من غزة
15.9.2022



#ريتا_عودة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مِنْ أوْرَاقِ امْرَأةٍ.... مُعَنَّفَة
- دراسة نقدية للناقد العراقي د. هاني عقيل
- رواية العاشرة عشقا-10-15
- العاشرة عشقا-6
- العاشرة عشقا - 5
- الرسالة الأخيرة
- العاشرة عشقا/4
- ((امرأة مُعنّفة))
- العاشرة عشقا/ 3
- العاشرة عشقا/ الفصل 2
- العاشرة عشقا/ قصة قصيرة
- من الشعر ما ومض-2
- إضاءة على رواية: إلى أن يُزهر الصّبّار
- منَ الشّعرِ مَا وَمَضَ
- إلى أن يُزهر الصّبّار-رواية
- ((أقفاصٌ))
- رحلتي مع الهايكو/دراسة
- منطق..ومضة قصصيّة
- قصّة ليست قصيرة / ((أقفاصٌ))
- جلاَّد..خلفَ كلِّ مبدعة


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريتا عودة - رسائل من غزّة إلى حيفا