أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريتا عودة - العاشرة عشقا/ الفصل 2














المزيد.....

العاشرة عشقا/ الفصل 2


ريتا عودة

الحوار المتمدن-العدد: 7377 - 2022 / 9 / 20 - 22:59
المحور: الادب والفن
    


انتفضتُ كعصفورٍ بلّله مطرٌ مباغت!
صارَ قلبي طبلاً يقرعه شبحُ الغِيرة بجنونٍ صاخب.

خالد تزوّج! يا للخيانة!
كيف لي أن أصدّق.. كيف لي أن أحتمل هذه الطّعنة؟!

كيف استطاع أن يرتبط بأنثى سواي؟ وهذه الرسالة المفخّخة التي لا أدري أهي اعترافٌ عشقي أم دليلٌ على خيانته لجنينَ حبّنا!
نهضتُ من مكاني.

يجب أن نلتقي لأطرحَ عليه هذه الأسئلة التي تكاد تنفجر بي أنا وكأنها حزام ناسف.
*
اتصلتُ بأخته وسألتها عنه. أخبرتني إنّه عاد من فرنسا قبل أسبوع، بعدما تعرَّضتْ سيارته لحادث سير أودى بحياةِ زوجته.
(زوجته!)
انفجرت الكلمة في وجهي.
أخبرتني أنه مشتّت الذهن..يعاني من حالة كآبة. أخبرتني أنه يقضي كلّ وقته بالقرب من البحر.
البحر!
شكرتها وأغلقتُ الهاتف.
النيران تنهشني.
خالد مصابٌ بالكآبة بسبب فقدها هي!
ماذا عنّي أنا؟!
أكنت مجرد نجم لمعَ في حياته، ثمّ خبا!!!
إن كنتُ لا شيء بالنسبة لقلبه، لماذا إذن أرسل لي هذه الرسالة.
لماذا!!!
*

تملكتني نوبةُ سعالٍ حادّ.
انتظرني يا خالد!
لن أدعك تهنأ ولا حتّى مع ذاكرة أنثى سواي!
سآتيكَ لامزّق ذاكرتك المُثقلة بعطرها هي!
انتظرني يا خالد!
ها أنا في الطريقِ إليكَ.
سيكونُ البحرُ شاهدا على قلبك المُراوغ.
عندما اختفيتَ من حياتي دونما كلمة وداع، لم أعتبْ عليك لأنّ الحبّ كائن مقدّس يترفّع عن العتاب والشّجار. كنتُ على ثقة أنّ والدي قام بتهديدك فأرعبكَ.
بعد سنواتٍ من الفراق، سمعتُ والدي يتحدّثُ في غرفة المعيشة مع صديقه الودود. كالديكٍ نفش ريشه وأعلنَ:
- لو لم أهدده أنا شخصيا بالقتل، لكانا قد تزوّجا وفضحانا.
ارتاح قلبي عندما تاكدّت أن هذا الفراق الرجيم كان بسبب والدي فازداد تمسّكي بخالد وازدادت كثافة صبري وانتظاري لعودته.
كنت مقتنعة أنّه لا بدّ أن يعودَ لحُبّنا ذات شوق، لتكتمل بنا دائرةُ العشقِ.
*
العاشرة عشقا...
خطواتي تقترب من الشاطىء.
نظراتي تبحثُ عنه بلهفة.
أينك يا خالد!

رأيته!
كان يجلسُ على صخرة بالقربِ من الصّيادين.
تسمرتُ مكاني.
عادت بي الذاكرة إلى اليوم الذي عدتُ به من المدرسة للبيت مرهقة فإذا بوالدي يُلَوِّحُ لي بدفتر مُذَكَراتي:
-كيف! كيفَ سمحتِ لهذا النذل أن يُمسك بيدك!
تُخَطّطينَ لفضحنا!
- أنا؟؟؟
تمنيتُ أن أصرخ في وجهه:
- بل، أنت الذي تفضحنا بعلاقاتك الغزيرة مع الزانيات.
أنا حبّي بريء.
لم ألمس يد خالد قط في حياتي.
فقط حلمتُ أنّني...

ونزلتْ صفعةٌ على وجهي: اخرسي!
فارتجفتُ.
لا فائدة من الشرح له.
يزني ويتهمني بالزنى!
عجبًا!
لا فائدة من الدّفاع عن نفسي.
سأصمت.
*
ناديتُه بصوتي المخنوق: خااااالد.
كنت كدجاجة على وَشَكِ أن تُقطَعُ عنقها.
لم يسمعني.
شهقتُ الهواء داخل رئتيَّ.. وزفرته مع نداءِ الحنين الذي اكتسح كلّ خلية في جسدي:

خااااالد!

*
*
*
يتبع



#ريتا_عودة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العاشرة عشقا/ قصة قصيرة
- من الشعر ما ومض-2
- إضاءة على رواية: إلى أن يُزهر الصّبّار
- منَ الشّعرِ مَا وَمَضَ
- إلى أن يُزهر الصّبّار-رواية
- ((أقفاصٌ))
- رحلتي مع الهايكو/دراسة
- منطق..ومضة قصصيّة
- قصّة ليست قصيرة / ((أقفاصٌ))
- جلاَّد..خلفَ كلِّ مبدعة
- ((هل هذا هايكو..؟ ))
- قراءة في قصيدة/الشاعر رعد الزامل
- ما هو الهايكو..؟!
- الوجه الآخر للحقيقة
- زوايا حادّة-1
- الشاعرة ريتا عودة: الشحنة السحرّية الهامسة
- ((نوافذٌ مُغلَقَة))
- الرَّجُل/ الوَطَن
- وَمَضَاتٌ شَائِكَة
- العشقُ أَحياني


المزيد.....




- يجتمعان في فيلم -Avengers: Doomsday-.. روبرت داوني جونيور يش ...
- -ونفس الشريف لها غايتان-… كيف تناول الشعراء مفهوم التضحية في ...
- 10 أيام فقط لإنجاز فيلم سينمائي كامل.. الإنتاج الافتراضي يكس ...
- كيف تُغيّرنا الكلمات؟ علم اللغة البيئي ورحلة البحث عن لغة تن ...
- ما مصير السجادة الحمراء بعد انتهاء مهرجان كان السينمائي؟
- وفاة الممثلة الإيطالية ليا ماساري عن 91 عاما
- البروفيسور عبد الغفور الهدوي: الاستشراق ينساب في صمت عبر الخ ...
- الموت يغيب الفنان المصري عماد محرم
- -محاذاة الغريم-... كتاب جديد في أدب الرحلات لعبد الرحمن الما ...
- -أصيلة 46- في دورة صيفية مخصصة للجداريات والورشات التكوينية ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريتا عودة - العاشرة عشقا/ الفصل 2