أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريتا عودة - الشاعرة ريتا عودة: الشحنة السحرّية الهامسة














المزيد.....

الشاعرة ريتا عودة: الشحنة السحرّية الهامسة


ريتا عودة

الحوار المتمدن-العدد: 7351 - 2022 / 8 / 25 - 14:52
المحور: الادب والفن
    


الشاعرة ريتا عودة:
الشحنة السحرّية الهامسة
قراءة: عبد الستار نورعلي

* "همسة ماطرة"

حينما
جاءني صوتُكَ
دونما استئذان
أحسستُ أنّني شجرة
تستقبلُ عُصفوراً
جاء ببراءة
ليبني عشّاً
على أغصانِها
الخضراء.




* "قيثارة صامتة"

حينَ تُبعثرُ
دفءَ يديكَ
على أوتار القيثارة
تتمنّى
لو لم تُوْلدْ صامتة
لتعرفَ كيفَ
تُبادلُكَ
هذا الحنين.

((ومضتان منْ شعر ريتا عودة))

ريتا عودة: هي الشاعرةُ الماهرةُ الحاذقةُ في صياغةِ عقودِ اللؤلؤ منَ الحروف. أقرأُ لها منذ زمن. وكلّما كنْتُ أحتسي كؤوسَ كلماتها أحسُّ برعشةٍ ولذةٍ، وطربٍ وسُكرٍ يعتريني، وكأنّي أسمع (فيروزَ) تغنّي بالقلم.

الشعراءُ: موسيقيون يعزفون على أوتارِ قيثارةِ الكلمةِ العذبةِ، ومغنون لألحانِهمْ (القصائد) بأناملهم وأقلامهم، فهم يُوحى إليهم من شياطينهم في وادي عبقر، فيقولون ما يشعرون:
1. منهم مَنْ صوتُهُ نشازٌ يخدشُ الأذنين ويجرحُ الإحساس فيفرُّ منه السامعون،
2. ومنهم منْ صوتُه صارخٌ مِنْ دونِ شحنةٍ سحرٍيّةٍ تهزُّ إحساسَ المتلقي،
3. ومنهم منْ صوتُه صادحٌ، مع شحنةٍ كهروطيسيةٍ تبعثُ الرعشةَ واللذةَ، وتهزُّ المشاعرَ والأحاسيسَ، وتثيرُ العواطفَ،
4. ومنهم منْ صوتُه فيه إحساسً ساحرً هامسٌ بشحنةٍ فنيّةٍ مُكَهرِبةٍ، تهتزُّ منها الجوانحُ، ويرتعشُ الفؤادُ، فيقشعرُّ البدنُ طَرَباً ولذةً، فتبثُّ خشوعاً في النفسِ، كأنّنا في محرابٍ فنيٍّ نصلّي.
أمّا الشاعرة الموسيقيةُ المُطربةُ بالكلماتِ التي "ليستْ كالكلمات" وهي شاعرتُنا المعنيّةُ (ريتا عودة)، فشِعرُها ناياتٌ، تعزفُ على ضفافِ نهرِ الشعر الخالدِ، بعذوبةٍ لذيذةٍ تُنعِشُ النفسَ وتبثُّ فيها الهدوءَ، وبرقةٍ تُسحرُ القلبَ. فالشعرُ نهرٌ يجري وسطَ فراديسِ الجمالِ الأخّاذ. ينعكسُ عليه ضوءُ القمرِ البلاغيّ الذهبيّ برّاقاً ساطعاً؛ ليشعَّ في عيونِنا قبلَ ذائقةِ قلوبنا. لكنَّ النهرَ الرقيقَ العذبَ الصافي هذا مليءٌ بالصُداح في طيّاتِ خريرهِ الهادئ وجريانِهِ الهامسِ، مثلما صوتُ فيروز الفيروزيّ الساحر.
ومَنْ يقرأْ الومضتين الشعريتين أعلاه، مثالاً لا حصراً، يجدْ مصداقَ كلامي هذا. وقد تختلفُ الأذواقُ، نعم، لكنَّ "القلبَ يعشقُ قبلَ العينِ أحيانا"، وأنا "قلبي دليلي"، فالقلبُ يعشقُ كلَّ جميلٍ" مدهشٍ ساحرٍ.
وكما قالَ رسول الله ص : "إنَّ منَ البيانِ لَسحراً".

ولنقرأ لها أيضاً ومضةً ثالثةً "وجع المدى":

أمُدُّ يدي اليكَ
فتبعثرني الريح
ويكويني
صمتُ المدى
أصُدُّ يدي عنك
فيبكيني الهمسُ
الجريحُ
ويضيعُ صوتي
والصدى

________________
عبد الستار نورعلي/ شاعر وناقد عراقي
آب 2022



#ريتا_عودة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ((نوافذٌ مُغلَقَة))
- الرَّجُل/ الوَطَن
- وَمَضَاتٌ شَائِكَة
- العشقُ أَحياني
- ((أيّها المَطَرُ...))
- ((ويلٌ للطُّغَاةِ))
- ((إبنُ العاصفة..))
- إعتذار
- ((أنكيدو... بَطَلُ الأُسطُورَة))
- لا بُدَّ للصَّبَّارِ أن يُزْهِرَ
- محمد علوش/ الشاعر الإنسان
- حَنْظَلَة
- أراكَ حنظلة
- أحلُمُ...
- أَوْرَثَنِي دَرْويش
- أنا أحيا...ومضات
- الطريقُ طويلٌ..طويلْ
- أقواسُ قُزَحِ ... الحَنين
- شهيق وزفير ريتا عودة
- شاعر وقصيدة//عبد السلام شلبي، اكسال


المزيد.....




- يوجينيو آرياس هيرانز.. حلاق بيكاسو الوفي
- تنامي مقاطعة الفنانين والمشاهير الغربيين لدولة الاحتلال بسبب ...
- أحمد مهنا.. فنان يرسم الجوع والأمل على صناديق المساعدات بغزة ...
- وَجْهٌ فِي مَرَايَا حُلْم
- أحمد مهنا.. فنان يرسم الجوع والأمل على صناديق المساعدات بغزة ...
- نظارة ذكية -تخذل- زوكربيرغ.. موقف محرج على المسرح
- -قوة التفاوض- عراقجي يكشف خفايا بمفاوضات الملف النووي
- سميح القاسم.. الشاعر المؤرخ و-متنبي- فلسطين
- سميح القاسم.. الشاعر المؤرخ و-متنبي- فلسطين
- -أنخاب الأصائل-.. إطلالة على المبنى وإيماءة إلى المعنى


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريتا عودة - الشاعرة ريتا عودة: الشحنة السحرّية الهامسة