أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - مَصَائر














المزيد.....

مَصَائر


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7421 - 2022 / 11 / 3 - 19:27
المحور: الادب والفن
    


١_آغَــلَّاي إينْيَانْ :

سَمَّوْنِـي وَحْـشَ الْفَلاَ
واسْمِي آغَــلاي إينْيَانْ (١)
رَمَـوْني أهْلي في الخَلاَ
وحْمَانِـي الخالقْ الرَّحْمَـنْ
سنون مررن الآن، لاكتْ في جوفها ما لاكت مضغت اجترت هضمت و..ذهب الجميع الى حيث سيذهب الجميع..وظل هو وحيدا معلقا جاثما فوق سطح مترب واطئ مُهترئ حذاء جدار بارد غير مبال، يزدرده الصدأ والزمن الحسير في بطء وتثاقل وخدر وإهمال وازدراء...
إنها مقبرته الآن وفي كل آن، لا تعزيه فيها سوى مكنسة عجوز عاشت وإياه جبروت الزمن الجميل، وهاهما معا يقتاتهما تواتر تكتكاتُ خفاف ثقال في مقبرة الإهمال في لُحود للنسيان في رموس من عراء وألف وباء وعناء..هكذا أرادت الأقدار بعد أن ولى زمن الحديد الصّح والصفائح التي لا تصدأ..لقد تغيرت الأحوال وهجم جراد الزواق المزيف من نحاس مغْشُوشٍ وقِلَلِ الميكا والمطاط على البلدات مشوِها طبيعتها وسحنتها وأصالتها الجبلية العتيقة.. سنون تمُرُّ وهاهو كالمشيئة مفحّم مسخّم كالح محروق حارق محَرَّقِ يعاينُ يشهدُ ويشَاهِــدُ ويَــشْ ....

٢_آسْطِيلْ آمَلاَّلْ

ذات يوم، كان دَلْوا جديدا شابا يافعا مُفعَما بالحياة بطلاء ودهان حَديثيْن يَمنعانه عَوادي الزمن...
في ذاك السوق المشهور عند أهالي البلدة والجوار ب:(خْميسْ سِيدي بْراهيم)،كان جاثيا في حِضْنِ مجموعة لا تُعد ولا تُحْصَى من دِلاء الصفيح.كانت رحبة السوق محطة لهم، جاؤوها من مدينة ما، حيث تَمَّتْ صناعتهم وتهيئتهم للتسويق ومُباشَرَةِ مهامهم الجديدة في السهل والجبل..لحُسن حظه أو لسوء هذا الحظ، ليس يدري، ألْفَى نفسَه يصعدُ هضبات ووهدات، يَحُومُ هنا هناك بين فجاج وشعاب ومُنعرجات في طُرق ومسالك وعرة مُتربَة مُحَجَّرَة كثيرة المَطبَّات، ليحط الرحالَ و"عَـرَّام"العائلة الكريمة في خميس من خميسات القبيلة الذائعة الصيت آنذاك، والتي كانت بمثابة موسما و عِيدا قارا رسميا يلتقي فيه الأحباب والخلان يتبادلون آخر المستجدات والأخبار..رآه رجلٌ سمهري نحيل(جدي).افْتُتِنَ به، فآقتناه بمعية سطليْن آخريْن من عائلته بعد أنْ لاحظ تعلقهما به.وضع الثلاثة في فم"الشواري"المفتوح أبدا رفقة سلعة الأسبوع المكدسة...
ومنذ وصوله الدار والدوار، باشر أعماله بمواظبة وتفان..من عين الماء الى الدار ومن الدار الى العين؛ وكم كان يحلو للأطفال وغير الأطفال أن يعبُّوا منه الماء عَبّا مباشرة وبدون وساطة الكؤوس والأقداح...كان زمنا قزحيا شفافا جميلا.. تدفقتِ الأمواهُ فيه من السماوات،من الأرضين،من العيون الطافحات، فتلقفها "آسطيل آملال"بمحبة وحرص ورُواء وأوصل الأمانة الى أهاليها بوفاء وصفاء وحزم وآنتشاء...
سنون مررن الآن، لاكَتْ الأقدارُ في جَوفها ما لاَكَتْ مضغت آجترتْ هضمتْ و..ذهب الجميع الى حيث سيذهب الجميع..وظل هو وحيدا ذميما قميئا متروكا لمصيره في عراء بلا عزاء، مَبقورَ الأحْشاء دون قاع، دون قرار، مُعلَّقا في عَمود خشبي مُهترئ في سياج بارد غير مبال، يزدرده الصدأ والزمنُ الحَسيرُ ببُطء وتثاقل وخَدَر وإهمال وازدراء...
إنها مقبرته الآن وفي كل آن..هكذا أرادتِ المَصائرُ بعد أن وَلَّى زمن الحَديد والصفائح التي لا تصدأ، وتغيرت الأحوال وهجم جرادُ قِلالِ الميكا والمَطاط واللدائن المهترئة على البلدة مُشوها طبيعتَها وسحنتَها وأصالتها الجبلية العتيقة...

٣_عواء ...

وكما تتساقط أوراق الخريف واحدة بعد أخرى،تساقطت أشلاء لحمنا شِلْوًا شِلْوًا أمام مرأى أعينهم الثاقبة.ومن صدورنا خرج عواء أهل النار،ةوجماعة الزبانية يستقطرون إيدام أبداننا ويضحكون...

٤_جحود ...

تجحدنا الحياة.المستنقع يكبر ينمُو من حولنا من خلفنا و أمامنا.لما نحاول تخفيفَ العذاب عنا، نهمُّ نخرج هاماتنا من الصديد المتقد نفكُّ أصفاد الأسياخ قيود الحديد، تتلقفنا القناطسُ بالزغاريدِ وَنُغْمَرَ في الدم من جديد...

٤_بوح :

تقول مصائر أعمار كينونات مهمَلة..بيننا وبين آلسّماء لَمْسة نَخُوضُ هَمْسَها في آنكفاء وننصرفُ...

_بوح أخير:
لنا عندكِ،أيَّتُهَا آلحياةُ،أشياء يجب أَنْ تُسْتَعَاد..لنا عندكِ أسماء وأفعال وأقدارٌ وأحلامٌ وحَيَوَات..

_إشارات:
١_أغلاي اينيان:مقراج يوضع على أثاف وسط نار متقدة يسخن فيه الماء

٢_آسْطيلْ آمَلَّالْ:الدَّلْوُ الأبيضُ



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اَلْمَكَانُ الْمُعَيَّنُ
- سَتَجْأَرُ آلذئابُ ذاتَ نهار
- كَطَائر-طَابَ-
- صَدَى أَزِيزِ آلْجَنَادِبِ طُوفَان
- رُحْمَاكَ
- في عُمْقِ آلشَّهْقَةِ بَابٌ
- جَنَازَةُ آلْأَحْدَاقِ
- سَلَامٌ لِلشَّبِيبَةِ وَآلتَّصَابِي،مقاربة لِ:داليةٍ للشاعر ...
- بُويَبْلَانْ
- ضِرْسُ آلفرزدقِ
- الصعاليكُ الثلاثة
- أُورْفيُوس نَايْتْ وَرَايَنْ
- الطِّفْلُ آلْأَهْوَكُ
- حَائِطُ سَارتر
- اِنْدِثار
- مِثْلُ آلصَّخْرِ
- رِسَالَةٌ إِلَى آبْنَتِي
- سَأُسَافِرُ أَمْسِ
- أَلَيْسَ كَذَلِكَ يَا بُوجَنْدَار(مقاربة لهائية الشاعر المغر ...
- لَا أُرِيدُ


المزيد.....




- -البحث عن جلادي الأسد-.. فيلم استقصائي يتحول إلى دليل إدانة ...
- تقرير رويترز 2025: الجمهور يفضل الفيديو والصحافة البشرية وهك ...
- هكذا تصوّرت السينما نهاية العالم.. 7 أفلام تناولت الحرب النو ...
- بعد أسابيع من طرح الفيلم ونجاحه.. وفاة نجم -ليلو وستيتش- عن ...
- ابتكار ثوري.. طلاء -يعرق- ليُبرّد المباني!
- كيف يساهم تعليم العربية بكوريا الجنوبية في جسر الفجوة الثقاف ...
- بالتزامن مع تصوير فيلم -مازيراتي: الإخوة-.. البابا لاوُن الر ...
- -الدوما- الروسي بصدد تبني قانون يحظر الأفلام المتعارضة مع ال ...
- المرحلة الانتقالية بسوريا.. مجلس شعب جديد وسط جدل التمثيل وا ...
- تركي آل الشيخ يكشف عن رسالة لن ينساها من -الزعيم-


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - مَصَائر