الفصل الخامس _ الكتاب السابع

حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 7417 - 2022 / 10 / 30 - 18:32
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    

الفصل الخامس
( المفارقة والمغالطة معا ، في العلاقة بين الحياة والزمن )

إلى ثائر ديب
1
الحياة والزمن مثل وجهي العملة الواحدة ، لا وجود لأحدهما بمفرده ولا يمكن إعادتهما إلى صيغة أحادية ومفردة ، وبنفس الوقت من غير المنطقي تجزئتهما إلى التعددية ( ثلاثة أو أكثر ) .
نعرف الحياة بدلالة الزمن ( أو الوقت ) ، والعكس صحيح أيضا نعرف الزمن بدلالة الحياة ( أو الوعي ) .
هذه نقطة الاختلاف الجوهرية ، الجذرية والشاملة بين النظرية الجديدة وبين كل ما سبقها . خاصة مواقف نيوتن وأينشتاين وستيفن هوكينغ وباشلار وهايدغر ( على سبيل المثال ) من الواقع والزمن خاصة .
....
تقوم المغالطة والمفارقة معا على الواقع الموضوعي نفسه ، كما تدركه الحواس أحيانا بشكل خطأ ، حيث تخدعنا الحواس أو التفسير .
يشبه الأمر الموقف القديم من الواقع قبل كوبرنيكوس وغاليلي ، حيث كانت الأرض ثابتة ومنبسطة وحولها تدور الشمس والقمر والنجوم .
ذلك الموقف يمثل المغالطة ( الموضوعية ) الأولى .
وحتى اليوم تستمر مغالطة ثانية ، وبنفس درجة التأثير والخطورة ، تتمثل بالموقف الثقافي العالمي ، المشترك ، من العلاقة بين الزمن والحياة .
يعتبر الموقف الثقافي السائد ، الفلسفي والعلمي ، أن اتجاه حركة الحياة هي بنفس اتجاه حركة الزمن ( والبعض يخلط بينهما ، ويعتبرهما واحدا فقط ) وتبدأ من الماضي إلى المستقبل ، مرورا بالحاضر .
هذا الموقف يمثل المغالطة الثانية ( الأولى تتمثل بمركزية الأرض ، ودوران الشمس حولها ) .
العلاقة الحقيقية بين الحياة والزمن أو الوقت متعاكسة ، ولحسن الحظ تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم في أي نقطة على سطح الأرض بلا استثناء .
بعبارة ثانية ،
العلاقة الحقيقية بين الحياة والوقت ثنائية ، وجدلية عكسية :
1 _ اتجاه حركة مرور الحياة من الماضي إلى المستقبل ، عبر الحاضر .
2 _ اتجاه حركة مرور الزمن من المستقبل إلى الماضي ، عبر الحاضر .
البرهان الموضوعي والمتكامل على ذلك ، يتمثل بالعمر الفردي المزدوج بطبيعته بين حركتي الحياة والزمن :
يولد الانسان في العمر صفر ، وبقية العمر كاملة .
ويموت بالعكس ، في العمر الكامل وبقية العمر التي انتهت للصفر .
بكلمات أخرى ،
لحظة الولادة تكون بقية العمر كاملة ( الزمن أو الوقت ) ، وبالعكس من العمر الذي يبدأ من الصفر ( الحياة والجسد) ، ويتزايد إلى العمر الكامل .
الحل الصحيح ، الوحيد لهذه الظاهرة _ الثابتة والعامة _ والممكن نظريا وعمليا ، يتمثل بثنائية الحركة المتعاكسة بين الحياة والزمن .
2
هل يعود الزمن إلى الماضي ؟
السؤال ، الفكرة والعبارة ، ينطوي على مغالطة ومفارقة بالتزامن .
عودة الزمن ، لو كانت ممكنة ، ستكون إلى المصدر والأصل الغد ، والمستقبل حيث مصدر الزمن وبدايته .
وعودة الحياة بالعكس طبعا ، إلى الماضي والأمس ( وهما _ الحياة والزمن _ منفصلان بشكل فعلي ودائم ) فهل هي ممكنة ؟!
الخلايا الجذعية ، المستنبتة أو المستولدة ، تمثل عودة الحياة إلى الأمس والماضي بصيغة تقريبية ( من مرحلة النضج إلى الطفولة ) .
أعتقد أن الحياة يمكن أن تعود إلى الماضي ، لكن بشكل تقريبي وجزئي ، وليس بشكل عكسي أو تطابقي .
مثال الحياة النباتية ، حيث لا توجد الفردية إلا بصيغ أولية وغير مكتملة .
بينما الحياة الحيوانية ، وخاصة بالنسبة للإنسان ، نجحت في الوصول إلى الفردية المكتملة والتي يتعذر عكسها .
( عودة الشيخ إلى صباه ، اسطورة وخيال ... وحلم غير واقعي ) .
3
مثال مكرر عن الزمن والتزامن : حديث مشترك ومباشر _ عبر وسائل التواصل الحديثة _ بين أفراد يتوزعون على أكثر من قارة ؟!
حديثهم وتواصلهم _ السمعي والبصري _ يتم بنفس الوقت ، مع انهم يتواجدون بالنسبة لبعضهم في الحاضر والماضي والمستقبل بالتزامن ( بدلالة فرق التوقيت ) . من يتحدثون من الخليج أو شرق أسيا مثلا ، صاروا في الأمس بالنسبة لأمريكا وكندا ، والعكس صحيح أيضا ، المتحدثون _ ات من أمريكا وكندا ، ما يزالون في يوم الغد بالنسبة لشركائهم _ن في الخليج وشرق آسيا .
( بالرغم من اخلاف الأمكنة ، فهم يتشاركون الحديث بنفس اللحظة في الحاضر المستمر ) .
تتوضح الفكرة ، الظاهرة ، والمثال عبر طبيعة اليوم الحالي :
اليوم بالنسبة للكاتب : الأحد 30 / 10 / 2022 .
هذا اليوم نفسه يوجد في الأزمنة ( المراحل ) الثلاثة ، بالتزامن :
_ يوجد في الحاضر بالنسبة للأحياء .
_ ويوجد في الماضي بالنسبة لمن لم يولدوا بعد .
_ ويوجد في المستقبل بالنسبة للموتى .
4
بعد فهم ، وتأمل الفقرات الثلاثة السابقة ، ينفتح الموقف العقلي للقارئ _ة على احتمالات وتصورات جديدة للواقع ( الوجود ، والكون ) ، وخاصة للعلاقة بين الحياة والزمن ، أيضا العلاقة بين الزمن والوقتت .
الوقت هو الزمن الحالي ، ويمثله بالكامل .
الوقت زمن جديد ، والزمن وقت قديم .
الاختلاف بين الوقت والزمن ، يقتصر على مرحلة ما قبل الحياة ، وما بعد الحياة ....وهو سؤال مؤجل بطبيعته .
خلاصة النظرية الجديدة .
....

#حسين_عجيب (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل